محمد صدقى الابراشى
Moderator
رد: ألف ليلة وليلة
البركة مع أكابركم
---------------------
"لا يزال الناس بخير؛
ما رجعوا إلى الراسخين في العلم من الأئمة الفضلاء المجتهدين،
الذين فقهوا وسبروا أغوار الشريعة واستقرؤا نصوصها وتأملوا مقاصدها،
و ((البركة مع أكابركم))
كما قال رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -
وقد قال المناوي في ((فيض القدير)) في بيان المراد بالأكابر:
((... المَجرِّبين للأمور، المحافظين على تكثير الأجور، فجالسوهم؛ لتقتدوا برأيهم، وتهتدوا بهديهم )).
والأكابر هم أهل الاجتهاد والاستنباط فى الشريعة
(( وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلي الرسول والي أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم )) .
وأجمع أهل التفسير أن أولي الأمر هنا هم العلماء أهل الاستنباط،
وتلحظ في الآية أنَ الله قسم أهل العلم إلي "علماء أهل استنباط "
وعلماء ليسوا من آهل الاستنباط لقوله(منهم) الثانية،
أي لعلمه الذين يستنبطونه من أهل العلم وليس كل أهل العلم يعلمونه.
وقال" شيخ الإسلام" مُبينا أنَ اهل العلم والفقه ليسوا كلهم أهلا للاجتهاد فقال:
"فإنَ أكثر آحاد العامة يعجز عن معرفة الاستدلال في كل مسألة يحتاج إلى معرفتها بل أكثر المشتغلين بالتفقه يعجز عن ذلك.
وهؤلاء المجتهدون المشهورون كان لهم من الاجتهاد في معرفة الأحكام وإظهار الدين للأمة ما فضّلهم الله تعالى به على غيرهم،
ومن ظنّ أنه يعرف الأحكام من الكتاب والسنة بدون معرفتها بما قال هؤلاء الأئمة وأمثالهم فهو غالط مخطئ .
فإن كان لابد من معرفة الاجتماع والاختلاف فلابد من معرفة ما يستدل به المخالف وما استخرجوه من أدلة الكتاب والسنة وهذا ونحوه لا يُعرف إلا بمعرفة أقوال أهل الاجتهاد.أ.هـ (الفتاوى المصرية)
--------------------
"فلا يخدعنَّك عن دين الهدى نَفَرٌ ... لم يُرْزَقُوا في التماس الحق تأييدا
"لا يستزلَّك أقوامٌ بأقوال ... مُلفَّقاتٍ حَرِيَّاتٍ بإبطالِ
-------------------
الفرق بين الجرح والوصف
---------------------------
بين الجرح و الوصف عموما وخصوصا ، فكل جرح وصف وليس كل وصف جرحا
وإلا لكان "الأعمش" ... جرحًا لسُليمان بن مِهران الأعمش ... وهو ثقة حافظ
وإلا لكان "الأحول" ... جرحًا لعاصم بن سُليمان الأحول ... وهو ثقة
وإلا كان "الأحدب "... جرحًا لواصل بن حيان الأحدب ... وهو ثقة ثبت
وإلا كان "الأقرع "... جرحًا لنافع بن عباس مولى أبي قتادة ... وهو ثقة
وإلا لكان "الأعرج" ... جرحا لعبد الرحمن بن هُرمُزَة الأعرج ... وهو ثقة ثَبت عالم
بل لقد غلب لقب " الضعيف" على عبد الله بن محمد ابن يحيى الطرسوسي أبي محمد وهو ثقة ولكنه عُرف بالضعيف لكثرة عبادته أو لنحافته أو لشدة اتقانه .
ولقد غلب لقب "الضال "...على معاوية بن عبد الكريم الثقفي ... وهو صدوق وما كان ضالا لا في روايته ولا في عبادته وإنما ضل الطريق وهو صغير ثم وُجد فلُقب بالضال.
فالعلماء يعرفون علاقة العموم والخصوص بين الوصف والجرح وكذلك بين الوصف والتعديل وهذا قديم مضطرد من بداية عصر الرواية إلى عصر .
--------------------
*الهاربون المُراوغون*
-------------------------
(وإنّ من الناس من إذا حدثتهم أين الدليل من الكتاب والسنة بفهم سلفنا؟
ظلّ يراوغ ويباغت ويدخلك فى معارك الحوارى والزقاق،
حتى يثبت ما مال إليه هواه، معتقدا قبل الاستدلال ، مقدما النتيجة قبل البحث والتحرى ، رافعا فى وجهك دُمية مشوهة يتكأ عليها يُقال لها ( فقه الواقع )
عن أبي سلمة أن أبا هريرة قال لرجل يا ابن أخي إذا حدثتك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا فلا تضرب له الأمثال "
وذلك أن الرجل وقتها لا يملك إلا الجدال واللجاج .
"فيا ليت شعري! أو كلما جاءنا رجلٌ أجدلُ من رجلٍ أخذنا بقوله وتركنا الكتاب والسنة !"
فمنهجنا جلىّ ألا يُصرف النص عن ظاهره إلا لقرينة وتلك القرينة هي دليل آخر قائم بذاته مثل الدليل الأول.
فإنْ علمتَ ذلك فالزم يرحمْك الله.
فإن التحجج بالخلاف والمرواغة ليست دينا يُتدين به ، بل إن ذلك كله مخادعة لله الذي قال
"فماذا بعد الحقِّ إلا الضلال"؟! )
.....................................
ما يسأله الصبيان المشوهون؟
---------------------------------
يستخدم بعضُ الجهلة من أدعياء السلفية العديدَ من الأغلوطات لكي يشوشوا بها على أهل السنة وأصحاب المنهج السلفي الحق في مصر.
ومن هذه الأغلوطات: هل سنسمع ونطيع لولي الأمر إذا حَكم مصرَ (إخوانيٌّ) أو (سلفيٌّ إخوانيّ!!)؟ أم أنّ عهد السمعَ والطاعةَ قد ولىّ إلى غير رجعة ؟!!
ولماذا الحزنُ -كذا- على قارورة السّم المُراق؟!!
التفريغ:
(ومن طَرَائِفِه المُبكية، قولُه: لماذا يحزنون على قارُورَة (السُّم) المُرَاق؟!
----------------------------------------------------------------------------
والجواب: مَعاذ الله أن يحزنوا على التخلص من (السُّم)، وخطرِه، وقارورتِه! ولكنهم يحزنون لأنّ (السُّم) كان محصورًا في قارورته!! فلما أُرِيقَ أصاب كل بيتٍ منه قَدْر، وكل شارعٍ منه حظ، وكل طائفة منه نصيب.. هل فهمتَ؟! أكاد أشكُّ في هذا!!
لأنك ومَن على شاكلتكَ لا تُدركون بل لا تتصورون خطورةَ ما يحدث في البلدان الإسلامية على الإسلام والمسلمين، وتَقْنَعُون بالنظرة العَجْلَى التي لا تنفذ إلى حقائق الأمور وبواطن الأشياء؛ فإنّا لله وإنّا إليه راجعون.
وأما اسْتِظْرَافُه!! بسؤاله عن (السمع والطاعة) إذا حَكَمَ الإخوانُ أو السلفيون الإخوانيون؟!
-----------------------------------------------------------------------------------------------
فجوابه: في كتابه!! الذي أشار إليه في الوَصْلة الثانية من وَصْلاته، وإنْ كان الآن يُنكر أكثر ما فيه،
ويُقَعِّد القواعد التي تنسف ما فيه؛ كالإجماع المُعَلل!! إلى آخر خلطه.
ومع ذلك، فجوابُه عن سؤاله من وجهين:
الأول: وهل وقع ما تسأل عنه؟!! أو لم يقع؟!! فإنْ لم يكن قد وقع، فدعه -كما يقول السلف- حتى يقع، وإياكَ والأُغْلُوطَات!
والوجه الثاني: إنْ كان قد وقع، فالجوابُ في نصوص الكتاب والسُّنة مجموعٌ بعضُها إلى بعض، وهو ما طبّقه الإمام أحمد وإخوانُه من علماء السُّنة في عهد (المأمون)، و(المعتصم)، و(الواثق):
يُقرِّرُون العقيدة الصحيحة ويُوضِّحون حقيقة الدين، وينفون عنه ما يُلْصَقُ به مما ليس منه، وما يُضاف إليه مما هو بَرِئٌ منه، ويُطيعون في المعروف، ولا يُطيعون مخلوقًا في معصية الخالق، ولا ينزعون يدًا من طاعةٍ في المعروف.
قد أجبتُكَ يا (أبا الفتن).اهـ [خطبة: أبو الفتن... وبراقش!!]
--------------------
حفظَ الله السبكى رسلان وجعله شوكةً في حلوق أدعياء السلفية والحزبيين المارقيين ..
............
ماذا تصنع إذا أُبتليت بمُجادل مُراوغ -وما أكثرهم -؟
-----------------------------------------------------
والمتجادلان يجريان مجرى فحلين تعاديا، وكبشين تناطحا، ورئيسين تحاربا، وكل واحد منهما يجتهد أن يكون هو (الفاعل وصاحبه هو المنفعل)، وأن يكون هو (الطابع وصاحبه المنطبع،) والقائل كالمؤثر، والسامع
كالمتأثر، (ومتى لم يخضع المتأثر لقبول أثر المؤثر) لم يتولد منهما خير بوجه،
فإذا ابتليت بمجادل مُهاوش ، ومساجل مناوش ،
قصده اللجاج لا الحجاج ،
ومراده مباهاة العلماء ، ومماراة السفهاء ،
تراه معدًا للخلاف كأنه ... برد على أهل الصواب موكل
فحقك أن تفر منه فرارك من الأسود والأساود ؛
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وإن كان لا بد فاقتصر معه على إقناع يبلغه فهمه ،
فقد قيل :
كما أن لب الثمار معد للأنام فالتبن مباح للأنعام ، كذلك لب الحكمة معد لذوي الألباب وقشورها مبذولة للأنعام،
وكما أنه من المحال أن يشم الأخشم ريحانًا فمحال أن يفيد الحمار بيانًا ،
واعلم أن سبيل إنكار الحجة والسعي في إفسادها أسهل من سبيل المعارضة بمثلها والمقابلة لها ،
ولهذا يتحرى الجدل الخصيم أبدًا بالدفاع لا المعارضة بمثلها ، وذلك أن الإفساد هدم وهو سهل ، والإتيان بمثله بناء وهو صعب ، فإن الإنسان كما يمكنه قتل النفس الزكية وذبح الحيوانات وإحراق النبات ، ولا يقدر على إيجاد شيء منها ، يمكنه إفساد حجة قوية بضرب من الشبه المزخرفة ولا يمكنه الإتيان بمثلها
ولأجل ما قلنا دعا الله – سبحانه وتعالى - الناس في الحجج إلى الإتيان بمثلها لا إلى السعي في إفسادها ، فقال تعالى : ( فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ ) [البقرة : 23] ، وقال : ( قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ ) [هود : 13] ، فرضي أن يأتوا بما فيه مشابهة له وإن كان ذلك مفترى ،
--------------------
بتصرف من كتاب "الذريعة إلى مكارم الشريعة" (ص / 187-188، ط1، دار السلام) : للراغب الأصفهاني. "مع الحذر من زلاته"
...........
البركة مع أكابركم
---------------------
"لا يزال الناس بخير؛
ما رجعوا إلى الراسخين في العلم من الأئمة الفضلاء المجتهدين،
الذين فقهوا وسبروا أغوار الشريعة واستقرؤا نصوصها وتأملوا مقاصدها،
و ((البركة مع أكابركم))
كما قال رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -
وقد قال المناوي في ((فيض القدير)) في بيان المراد بالأكابر:
((... المَجرِّبين للأمور، المحافظين على تكثير الأجور، فجالسوهم؛ لتقتدوا برأيهم، وتهتدوا بهديهم )).
والأكابر هم أهل الاجتهاد والاستنباط فى الشريعة
(( وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلي الرسول والي أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم )) .
وأجمع أهل التفسير أن أولي الأمر هنا هم العلماء أهل الاستنباط،
وتلحظ في الآية أنَ الله قسم أهل العلم إلي "علماء أهل استنباط "
وعلماء ليسوا من آهل الاستنباط لقوله(منهم) الثانية،
أي لعلمه الذين يستنبطونه من أهل العلم وليس كل أهل العلم يعلمونه.
وقال" شيخ الإسلام" مُبينا أنَ اهل العلم والفقه ليسوا كلهم أهلا للاجتهاد فقال:
"فإنَ أكثر آحاد العامة يعجز عن معرفة الاستدلال في كل مسألة يحتاج إلى معرفتها بل أكثر المشتغلين بالتفقه يعجز عن ذلك.
وهؤلاء المجتهدون المشهورون كان لهم من الاجتهاد في معرفة الأحكام وإظهار الدين للأمة ما فضّلهم الله تعالى به على غيرهم،
ومن ظنّ أنه يعرف الأحكام من الكتاب والسنة بدون معرفتها بما قال هؤلاء الأئمة وأمثالهم فهو غالط مخطئ .
فإن كان لابد من معرفة الاجتماع والاختلاف فلابد من معرفة ما يستدل به المخالف وما استخرجوه من أدلة الكتاب والسنة وهذا ونحوه لا يُعرف إلا بمعرفة أقوال أهل الاجتهاد.أ.هـ (الفتاوى المصرية)
--------------------
"فلا يخدعنَّك عن دين الهدى نَفَرٌ ... لم يُرْزَقُوا في التماس الحق تأييدا
"لا يستزلَّك أقوامٌ بأقوال ... مُلفَّقاتٍ حَرِيَّاتٍ بإبطالِ
-------------------
الفرق بين الجرح والوصف
---------------------------
بين الجرح و الوصف عموما وخصوصا ، فكل جرح وصف وليس كل وصف جرحا
وإلا لكان "الأعمش" ... جرحًا لسُليمان بن مِهران الأعمش ... وهو ثقة حافظ
وإلا لكان "الأحول" ... جرحًا لعاصم بن سُليمان الأحول ... وهو ثقة
وإلا كان "الأحدب "... جرحًا لواصل بن حيان الأحدب ... وهو ثقة ثبت
وإلا كان "الأقرع "... جرحًا لنافع بن عباس مولى أبي قتادة ... وهو ثقة
وإلا لكان "الأعرج" ... جرحا لعبد الرحمن بن هُرمُزَة الأعرج ... وهو ثقة ثَبت عالم
بل لقد غلب لقب " الضعيف" على عبد الله بن محمد ابن يحيى الطرسوسي أبي محمد وهو ثقة ولكنه عُرف بالضعيف لكثرة عبادته أو لنحافته أو لشدة اتقانه .
ولقد غلب لقب "الضال "...على معاوية بن عبد الكريم الثقفي ... وهو صدوق وما كان ضالا لا في روايته ولا في عبادته وإنما ضل الطريق وهو صغير ثم وُجد فلُقب بالضال.
فالعلماء يعرفون علاقة العموم والخصوص بين الوصف والجرح وكذلك بين الوصف والتعديل وهذا قديم مضطرد من بداية عصر الرواية إلى عصر .
--------------------
*الهاربون المُراوغون*
-------------------------
(وإنّ من الناس من إذا حدثتهم أين الدليل من الكتاب والسنة بفهم سلفنا؟
ظلّ يراوغ ويباغت ويدخلك فى معارك الحوارى والزقاق،
حتى يثبت ما مال إليه هواه، معتقدا قبل الاستدلال ، مقدما النتيجة قبل البحث والتحرى ، رافعا فى وجهك دُمية مشوهة يتكأ عليها يُقال لها ( فقه الواقع )
عن أبي سلمة أن أبا هريرة قال لرجل يا ابن أخي إذا حدثتك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا فلا تضرب له الأمثال "
وذلك أن الرجل وقتها لا يملك إلا الجدال واللجاج .
"فيا ليت شعري! أو كلما جاءنا رجلٌ أجدلُ من رجلٍ أخذنا بقوله وتركنا الكتاب والسنة !"
فمنهجنا جلىّ ألا يُصرف النص عن ظاهره إلا لقرينة وتلك القرينة هي دليل آخر قائم بذاته مثل الدليل الأول.
فإنْ علمتَ ذلك فالزم يرحمْك الله.
فإن التحجج بالخلاف والمرواغة ليست دينا يُتدين به ، بل إن ذلك كله مخادعة لله الذي قال
"فماذا بعد الحقِّ إلا الضلال"؟! )
.....................................
ما يسأله الصبيان المشوهون؟
---------------------------------
يستخدم بعضُ الجهلة من أدعياء السلفية العديدَ من الأغلوطات لكي يشوشوا بها على أهل السنة وأصحاب المنهج السلفي الحق في مصر.
ومن هذه الأغلوطات: هل سنسمع ونطيع لولي الأمر إذا حَكم مصرَ (إخوانيٌّ) أو (سلفيٌّ إخوانيّ!!)؟ أم أنّ عهد السمعَ والطاعةَ قد ولىّ إلى غير رجعة ؟!!
ولماذا الحزنُ -كذا- على قارورة السّم المُراق؟!!
التفريغ:
(ومن طَرَائِفِه المُبكية، قولُه: لماذا يحزنون على قارُورَة (السُّم) المُرَاق؟!
----------------------------------------------------------------------------
والجواب: مَعاذ الله أن يحزنوا على التخلص من (السُّم)، وخطرِه، وقارورتِه! ولكنهم يحزنون لأنّ (السُّم) كان محصورًا في قارورته!! فلما أُرِيقَ أصاب كل بيتٍ منه قَدْر، وكل شارعٍ منه حظ، وكل طائفة منه نصيب.. هل فهمتَ؟! أكاد أشكُّ في هذا!!
لأنك ومَن على شاكلتكَ لا تُدركون بل لا تتصورون خطورةَ ما يحدث في البلدان الإسلامية على الإسلام والمسلمين، وتَقْنَعُون بالنظرة العَجْلَى التي لا تنفذ إلى حقائق الأمور وبواطن الأشياء؛ فإنّا لله وإنّا إليه راجعون.
وأما اسْتِظْرَافُه!! بسؤاله عن (السمع والطاعة) إذا حَكَمَ الإخوانُ أو السلفيون الإخوانيون؟!
-----------------------------------------------------------------------------------------------
فجوابه: في كتابه!! الذي أشار إليه في الوَصْلة الثانية من وَصْلاته، وإنْ كان الآن يُنكر أكثر ما فيه،
ويُقَعِّد القواعد التي تنسف ما فيه؛ كالإجماع المُعَلل!! إلى آخر خلطه.
ومع ذلك، فجوابُه عن سؤاله من وجهين:
الأول: وهل وقع ما تسأل عنه؟!! أو لم يقع؟!! فإنْ لم يكن قد وقع، فدعه -كما يقول السلف- حتى يقع، وإياكَ والأُغْلُوطَات!
والوجه الثاني: إنْ كان قد وقع، فالجوابُ في نصوص الكتاب والسُّنة مجموعٌ بعضُها إلى بعض، وهو ما طبّقه الإمام أحمد وإخوانُه من علماء السُّنة في عهد (المأمون)، و(المعتصم)، و(الواثق):
يُقرِّرُون العقيدة الصحيحة ويُوضِّحون حقيقة الدين، وينفون عنه ما يُلْصَقُ به مما ليس منه، وما يُضاف إليه مما هو بَرِئٌ منه، ويُطيعون في المعروف، ولا يُطيعون مخلوقًا في معصية الخالق، ولا ينزعون يدًا من طاعةٍ في المعروف.
قد أجبتُكَ يا (أبا الفتن).اهـ [خطبة: أبو الفتن... وبراقش!!]
--------------------
حفظَ الله السبكى رسلان وجعله شوكةً في حلوق أدعياء السلفية والحزبيين المارقيين ..
............
ماذا تصنع إذا أُبتليت بمُجادل مُراوغ -وما أكثرهم -؟
-----------------------------------------------------
والمتجادلان يجريان مجرى فحلين تعاديا، وكبشين تناطحا، ورئيسين تحاربا، وكل واحد منهما يجتهد أن يكون هو (الفاعل وصاحبه هو المنفعل)، وأن يكون هو (الطابع وصاحبه المنطبع،) والقائل كالمؤثر، والسامع
كالمتأثر، (ومتى لم يخضع المتأثر لقبول أثر المؤثر) لم يتولد منهما خير بوجه،
فإذا ابتليت بمجادل مُهاوش ، ومساجل مناوش ،
قصده اللجاج لا الحجاج ،
ومراده مباهاة العلماء ، ومماراة السفهاء ،
تراه معدًا للخلاف كأنه ... برد على أهل الصواب موكل
فحقك أن تفر منه فرارك من الأسود والأساود ؛
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وإن كان لا بد فاقتصر معه على إقناع يبلغه فهمه ،
فقد قيل :
كما أن لب الثمار معد للأنام فالتبن مباح للأنعام ، كذلك لب الحكمة معد لذوي الألباب وقشورها مبذولة للأنعام،
وكما أنه من المحال أن يشم الأخشم ريحانًا فمحال أن يفيد الحمار بيانًا ،
واعلم أن سبيل إنكار الحجة والسعي في إفسادها أسهل من سبيل المعارضة بمثلها والمقابلة لها ،
ولهذا يتحرى الجدل الخصيم أبدًا بالدفاع لا المعارضة بمثلها ، وذلك أن الإفساد هدم وهو سهل ، والإتيان بمثله بناء وهو صعب ، فإن الإنسان كما يمكنه قتل النفس الزكية وذبح الحيوانات وإحراق النبات ، ولا يقدر على إيجاد شيء منها ، يمكنه إفساد حجة قوية بضرب من الشبه المزخرفة ولا يمكنه الإتيان بمثلها
ولأجل ما قلنا دعا الله – سبحانه وتعالى - الناس في الحجج إلى الإتيان بمثلها لا إلى السعي في إفسادها ، فقال تعالى : ( فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ ) [البقرة : 23] ، وقال : ( قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ ) [هود : 13] ، فرضي أن يأتوا بما فيه مشابهة له وإن كان ذلك مفترى ،
--------------------
بتصرف من كتاب "الذريعة إلى مكارم الشريعة" (ص / 187-188، ط1، دار السلام) : للراغب الأصفهاني. "مع الحذر من زلاته"
...........