• مرحبا بكم

    تم تطوير شبكة ومنتديات الجميزه للتماشى مع التطور الحقيقي للمواقع الالكترونيه وبهدف تسهيل التصفح على زوارنا واعضائنا الكرام لذلك تم التطوير وسيتم ارسال اشعار لكل الاعضاء على بريدهم الالكترونى لإعلامهم بان تم تطوير المنتدى

الادب الاصفر

:bs:



د. حلمي محمد القاعود


إذا كانت الصحافة الصفراء قد أزعجت المجتمع‏,‏ وجعلت عقلاءه يتنادون لوقف خطرها علي الجيل الجديد‏,‏ فإن الأدب الأصفر يمثل خطراً أعظم‏؛‏ بحكم أنه يخاطب النخبة المأمول أن تقود المجتمع فكرياً وثقافياً في المستقبل.

ملامح الأدب الأصفر ظهرت منذ نصف قرن‏,‏ واشتدت في السبعينيات وما بعدها,‏ ولعلي عالجت بوادر هذه الملامح في كتابي "الورد والهالوك" من خلال شعراء السبعينيات‏,‏ حيث أبرزت التردي الذي وصل إليه الشعر عند بعضهم مضموناً، وشكلاً.

والأدب الأصفر‏,‏ بصفة عامة‏,‏ تخلى عن قضايا المجتمع‏,‏ واحتقر كفاح الأمة‏,‏ واستهان بقيم الدين والأخلاق‏,‏ وازدري التاريخ والماضي‏,‏ وأطاح بالتقاليد الأدبية والفنية‏,‏ فأصبح النثر الرديء شعراً عظيماً‏,‏ وصارت الركاكة اللغوية حساسية جديدة‏,‏ وتحولت الثرثرة الهابطةإلى سرد فني‏..‏ وهكذا انقلبت المعايير إلى حالة بدائية فجة قبيحة!

في الصيف الماضي قرأت رواية طويلة‏,‏ صاحبتها رعاية كبيرة‏,‏ فلم أرفيها شخصية مضيئة‏,‏ ولا حدثاً يهدي إلى الخير‏,‏ ولا عبارة سليمة‏,‏ ولا صورة مشرقة‏..‏ الشخوص والأحداث تدور في عالم من الفجور غريب علي الأمة‏,‏ والشر يرفرف بجناحيه علي كل سطور الرواية‏,‏ وكل قوى المجتمع مضروبة في أخلاقها وقيمها وسلوكها‏! وما بالك برواية يقوم فيها الولد بدور القوّاد لأمه التي أنجبته؟! وما بالك برواية تجعل أكبر دعاة الإسلام في صورة لوطي يبعثر أمواله علي الغلمان؟! وما بالك برواية ترى فيها وطنك شاذاً ومهووساً بالجنس الحرام؟!

إن معظم الروايات والأشعار التي ظهرت في السنوات الأخيرة تحتفي بلغة الجنس والشذوذ‏,‏ معجماً وصياغة ودلالة وبناء‏؛ لذات الجنس والشذوذ‏,‏ ولا تسل عن مفهوم الفن أو غايته أو دوره الاجتماعي‏..‏ فالأدب الأصفر يرفض أن يكون للفن أو الأدب دور اجتماعي أو غاية أو مفهوم‏.‏. إنه سيولة جسدية لا تتورع عن الدخول إلى الحمامات ووصف ما يجري فيها بكل قبحه وإثارته للتقزز والاشمئزاز‏,‏ لدرجة دفعت بعض الكتاب إلى إطلاق مسمى "شعر المراحيض" على بعض هذا الأدب الأصفر‏!!

‏ فماذا يريد القوم بالضبط؟!

لقد ألحوا ومازالوا على التجديف في حق الذات الإلهية باسم حرية الإبداع,‏ وأعلنوا أنه لا معني للهوية أو القومية أو الوطن‏..‏ بل وصفوا وطنهم وصفاً مليئاً بالاحتقار والزراية والسخرية حين أطلقوا عليه: هذا البلد‏! لقد هان عندهم وعليهم كل شيء حتى الوطن‏..

فلمصلحة من هذا الأدب؟ ولمن يتوجه؟ وما غايته في آخر الأمر؟!

والأدهى من ذلك أن كُتّاب الأدب الأصفر‏,‏ كانوا من قبل يصنفونه تحت مسميات أدبية أو مذهبية‏,‏ ولكنهم اليوم لا يأبهون لأية تسمية‏,‏ بل يطرحون أنفسهم مباشرة دون مواربة أو تمويه‏,‏ بعد أن أتيحت لهم فرص النشر الهائلة عبر المؤسسات الرسمية وغيرها‏,‏ ووجدواجهات محلية وأجنبية‏,‏ واهتماماً من أجهزة الدعاية الغربية‏,‏ وتقريظاً نقدياً من بعض المشاهير يقدمهم إلى الجمهور على أنهم فرسان الغد في مجال الأدب!

المفارقة أن هذا الأدب الأصفر‏,‏ ضم إلى ساحته عدداً غير قليل من الفتيات والسيدات‏,‏ لا هم لهن ولا شاغل‏,‏ غير الكتابة الجنسية الفجة الرخيصة‏,‏ ومحاربة قيم المجتمع التي يرين أنها تقف ضد حريتهن وإبداعهن‏!‏ وقبل أسابيع طالعت رواية لإحداهن,‏ وصفت فيها مضاجعة البطلةللرجال‏,‏ وتنقلها من واحد إلى آخر,‏ وكأنها تفتح قلاعاً حصينة‏,‏ وتحرز انتصارات عظيمة‏,‏ وفي الوقت ذاته تنثر بعض الكلمات التي لا معنى لها عن الوطن في ثنايا السطور..!

إذا كانت الصحافة الصفراء قد وجدت من يقف في مواجهتها‏,‏ ويكشف طبيعتها وآثارها المدمرة‏,‏ فمن يقف ضد الأدب الأصفر وإفرازاته المقززة المخربة؟!




:k08:
 
موضوع رائع

يا عبدالوهاب محمد

موضوعكم نال أعجابنا وشكرا لكم على الطرح

نأمل منكم المزيد

جزاكم الله خيرا



سعدنا بتواجدكم
لا تحرمونا من هذه المشاركات الجميلة
والمواضيع الهادفة

سبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك


====================
ملحوظة : هذا رد آلي على الموضوع
 
رد: الادب الاصفر

أحسنت ابا محمد على اختياراتك الرائقة الرائعة

إذا كانت الصحافة الصفراء قد وجدت من يقف في مواجهتها‏,‏ ويكشف طبيعتها وآثارها المدمرة‏,‏ فمن يقف ضد الأدب الأصفر وإفرازاته المقززة المخربة؟!
 
أعلى