• مرحبا بكم

    تم تطوير شبكة ومنتديات الجميزه للتماشى مع التطور الحقيقي للمواقع الالكترونيه وبهدف تسهيل التصفح على زوارنا واعضائنا الكرام لذلك تم التطوير وسيتم ارسال اشعار لكل الاعضاء على بريدهم الالكترونى لإعلامهم بان تم تطوير المنتدى

البابا.. من السادات إلى مبارك

البابا.. من السادات إلى مبارك

فراج إسماعيل | 13-02-2010 23:34

شاهدت في "الجزيرة" فيلما وثائقيا عن البابا شنودة أعادنا للدراما العنيفة بين الدولة والأقباط في آخر سنوات السادات والتي كان رجل الدين المسيحي البارز هذا بطلها الأول والأوحد. ذكرنا الفيلم بالعبارة الشهيرة التي قالها السادات عن البابا حينذاك "إذا أراد أن يلاعبني سياسة فليخلع رداء رجل الدين".

لم تتغير الحبكة كثيرا بعد نحو 29 عاما، لكن الأدوار تغيرت. توارى البطل الأول والأوحد بفعل عوامل السن، فصار بمثابة الناصح أو ضابط الايقاع أو المهدئ، في حين اندفع الى المقدمة أبطال آخرون، يتصدرون الحديث لوسائل الاعلام التي أصبحت أكثر عالمية وانتشارا وتأثيرا من ذي قبل، يلاعبون ويتلاعبون بالسياسة على مسرح الطائفية والتطرف الديني. يتلذذون بالاساءة لعقيدة الآخرين وتجريحها وفتح ملفات شتى تثير الفتنة، فلا يحاسبهم أحد، ظنا بأنهم خارج سلطة الكنيسة ولا تطولهم ولاية البابا شنودة!

من اليسير جدا توجيه اتهام اثارة الفتنة الطائفية والاساءة للأديان لمن يرد عليهم أو يلاعبهم في نفس الملعب، بينما هم أحرار طلقاء، لا رقيب ولا حسيب، بل يستعينون بمثقفين وحملة أقلام من المسلمين يساندونهم في لعبتهم ويحضرون لهم الكرات من خارج الخطوط حتى لا يضيعوا وقتهم!

ليلة أمس كان المتحدث المحامي نجيب جبرائيل الذي يقدم نفسه دائما لوسائل الاعلام بوصفه مستشار البابا شنودة أو مستشار الكنيسة الأرثوذكسية، وهذه الصفة كافية لأن أقول إنه يتحدث باسم بابا الأقباط الأرثوذكس. أما أقواله التي عرضتها شاشة البي بي سي فهي استمرار لحالة خلق المشكلة الطائفية التي كان يثيرها البابا دائما في شبابه والتي أقر حدوثها رئيس الجمهورية السابق بفيض المعلومات الهائلة التي تتوفر أمامه من أجهزته المختلفة التي تسمع دبيب النملة في جحورها، فهو في النهاية مشروع لانشاء دولة مستقلة في الصعيد.. هكذا قالها السادات في خطاب جماهيري شديد اللهجة، أعادت "الجزيرة" أجزاءً منه في فيلمها الوثائقي.

مشروع كشفه الراحل الشيخ محمد الغزالي في وقت مبكر جدا في كتابه "قذائف الحق" شارحا بالتفصيل عناصره المختلفة التي كررها نجيب جبرائيل أمس.. حقوقهم في الجامعات، في مجلسي الشعب والشورى، في الأجهزة الحساسة، في تشييد الكنائس دون حدود حتى لو تحولت مصر كلها إلى قباب كنسية وأجراس.

ترفض الكنيسة الحديث عن نسبة الأقباط بين السكان وتطلب من الدولة رسميا عن طريق البابا شنودة عدم كشف ذلك في احصائياتها، في حين يخرج ممثله جبرائيل ليقول إن 15 مليونا أو أكثر لا يمكن تهميشهم إلى ثلاثة فقط معينين في البرلمان، ووزير واحد هو المنتخب الوحيد في مجلس الشعب، ومحافظ واحد!

إذاً.. ماذا تريد يا سيدنا؟!.. لا جديد.. كل ذلك أثير أيام السادات حتى أرهقه نفسيا وعصبيا، وجعله يتخذ قراره غير المسبوق بعزل البابا وتعيين لجنة خماسية يترأسها القمص متى المسكين لادارة شئون الكنيسة حفاظا على وحدة مصر الوطنية وحدودها السيادية كدولة واحدة لكل المصريين.

اللجنة الخماسية ضمت وطنيين من رجال الدين المسيحي، كانوا جميعا مقربين من البابا شنودة، لكن القرب لم يعمهم عن خطورة ما يخطط لمصر، فرفضوا الانصياع لذلك المشروع الطائفي، واتحدوا مع رئيس كل المصريين لانقاذ الوطن من التفتت.

يعلم جبرائيل بأجندته الكنسية الخلفية أن الدولة لم تعلن احصاء خاصا بمسيحييها رغم أن ذلك حق سيادي وطبيعي لها، وان الاحصاءات المتوفرة حتى الآن هي الدولية المعتبرة التي لا يمكن اتهامها بعدم الحياد أو الكذب في شأن مسيحي، فلجنة من الفاتيكان أكدت مؤخرا أن عددهم 4 ملايين ونصف، وقبلها قالت لجنة أمريكية إنهم نحو 5 ملايين، لكن جبرائيل له احصائية أخرى تضرب الرقم الأخير في ثلاثة.. فمن أين جاء به؟!

أتمنى من الدولة أن تقوم بمسئوليتها فتقدم احصاءها السكاني مفصلا.. فهي تحمي مصر من طائفية هؤلاء المدعين إذا كشفت بالأرقام عدد المسيحيين ذكورا واناثا.. ونسبة الزيادة السنوية لهم أو النقصان، والتي يرجع بعضها لأسباب ديموغرافية، ويجب عليها أن تكشف أيضا نسبة كل ملة من الملل المسيحية الأربعين الموجودة عندنا، والتحول بينها، والزيادة التي تحققها كل منها عن الأخرى.

والواقع أن معرفة ذلك لا يحتاج لمجهود الدولة، فشهادات الميلاد الالكترونية وبطاقات الرقم القومي توفره بسهولة شديدة، وهي تقرر بالفعل أنها لا تزيد عن 5 ملايين قبطي أكثرهم من الأناث وهناك نسبة كبيرة منفصلون زوجيا رغم عدم حدوث الطلاق الذي ترفضه الكنيسة الارثوذكسية باجحاف شديد لحقوقهم الاجتماعية والإنسانية الفطرية، وبالتالي هناك نقص في المواليد راجع أساسا لسياسة البابا شنودة الشرعية، وصل لرقم لم يحدث في مصر منذ دخول الإسلام إليها.

احصاء لجنتي الفاتيكان وأمريكا يحذر في الأساس من نتائج الغبن الذي يواجه مسيحيو مصر من كنيستهم الأرثوذكسية والذي سيؤدي في حال استمراره إلى انقراضهم نهائيا في غضون المائتي سنة القادمة!

بدلا من علاج هذه المشاكل الداخلية.. تأخذ قيادات الكنيسة المسيحيين إلى واد آخر يضعهم في صراع مع الدولة، معتمدة على لوبي قبطي في الخارج مدعم ماليا وسياسيا من جهات غريبة تريد رسم خارطة جديدة لمصر.

وهنا لابد من الرد على الزميل نبيل شرف الدين الذي خرج مؤخرا في قناة "المحور" نافيا وجود أقباط مهجر، وأن تكون مؤتمراتهم التي يعقدونها في الدول والأمريكية والأوروبية ممولة من غيرهم، وليقول إنه يسافر كصحفي على نفقته الخاصة لحضورها.

أنا وأنت نعرف جيدا أن ذلك ليس حقيقيا، فكل المؤتمرات التي حضرتها أيها الزميل العزيز جاءتني لها دعوات رسمية مع ضمان تذكرة السفر والاقامة الفندقية ومصروف الجيب، فلا يمكن أن تكون هذه تفرقة بيني وبينك،, خصوصا أنك أكثر سطوعا وتألقا وشهرة مني، وأنا بالنسبة إليك شخص "غلبان" جدا!

 
أعلى