• مرحبا بكم

    تم تطوير شبكة ومنتديات الجميزه للتماشى مع التطور الحقيقي للمواقع الالكترونيه وبهدف تسهيل التصفح على زوارنا واعضائنا الكرام لذلك تم التطوير وسيتم ارسال اشعار لكل الاعضاء على بريدهم الالكترونى لإعلامهم بان تم تطوير المنتدى

الحياة وصدى الصوت

الحياة وصدى الصوت

يُحكى أن أحد الحكماء خرج مع ابنه الصغير خارج القرية ليعرفه على شكل الحياة بعيداً عن القرية الصغيرة التي قضى فيها كل سنين حياته التي لم تتعدى الخمس بعد
وفي أثناء السير إلى خارج القرية سلكا وادياً عميقاً تحيط به جبال شاهقة .. وفجأة تعثر الطفل في مشيه وسقط على ركبتيه .. فصرخ متألماً بصوتِ مرتفع : آآآآآآه
فإذا به يسمع من أقصى الوادي من يشاطره الألم بصوت مماثل : آآآآآآه .. نسي الطفل الألم وسارع في دهشة سائلاً مصدر الصوت بعصبية : ومن أنت ؟!!
فإذا الجواب يرد عليه نفس سؤاله : ومن أنت ؟!!
انزعج الطفل من هذا التحدي بالسؤال فرد عليه بحدة مؤكداً : بل أنا أسألك من أنت ؟
ومرة أخرى لا يكون الرد إلا بنفس الجفاء والحدة : بل أنا أسألك من أنت ؟
فقد الطفل صوابه بعد أن استثارته المجابهة في الخطاب .. فصاح غاضباً : أنت سيء
فكان أيضاً الجزاء من جنس العمل .. وبنفس القوة يجيء الرد : أنت سيء


لاحظ الصغير عندها أن والده الحكيم لم يتدخل ولم ينطق بكلمة رغم كل ما حدث


فتعجب وصمت حياءاً من أبيه بعد تعديه حدود الأدب
هنا تكلم الأب وتعامل كعادته بحكمة مع الحدث ، فطلب من ولده أن ينتبه للجواب هذه المرة وصاح في الوادي : يا هذا إني أحترمك
فكان الجواب : يا هذا إني أحترمك
تعجب الصغير من تغير لهجة المجيب
فأكمل الأب المساجلة قائلاً : كم أنت رائع
فلم يختلف الرد عن نفس تلك العبارة الراقية : كم أنت رائع
ذُهِل الطفل مما سمع ولكنه لا زال لا يفهم سر التحول في الجواب فلاذ بالصمت منتظراً تفسيراً من أبيه لهذه التجربة
فعلَّق الحكيم على الواقعة بهذه الحكمة مخاطباً ابنه الصغير :
"أي بني .. نحن نُسمي هذه الظاهرة الطبيعية في عالم الفيزياء صدى الصوت .. لكنها في الواقع هي الحياة بعينها".


إن الحياة تعطيـك بقدر ما تعطيها
فإن أعطيتها خيـراً أعطتك بالمثل
وإن أعطيتها سوءاً أعطتـك بالمثل
الحياة مرآة أعمالك وصدى أقوالك
إذا أردت أن يحبـك الناس فأحبهم
وإذا أردت أن يوقرك الناس فوقرهم
إذا أردت أن يرحمـك الناس فارحمهم
وإذا أردت أن يسترك الناس فاسترهم
إذا أردت أن يساعـدك الناس فساعدهـم
وإذا أردت أن يستمـع الناس إليك فاستمع إليهم
وإذا أردت أن يصبـر عليك الناس فاصبـر عليهـم أولاً
:k70:
 
أعلى