إيهاب فوزي واكد
Active Member
حين فقأت الماكينات «الفقاعة» الإنجليزية
كتب القاهرة - (إفى) ٢٩/ ٦/ ٢٠١٠
لم يقتصر فوز ألمانيا على إنجلترا بأربعة أهداف لواحد (الأحد) فى ثمن نهائى كأس العالم على مجرد إلحاق أثقل هزيمة مونديالية بالأسود الثلاثة، بل إنه كان بمثابة فقء فقاعة الهواء التى تمثلها الكرة الإنجليزية بكل ما يقترب بها من نجوم يتقاضون أعلى الرواتب على الإطلاق، ومسابقات محلية جعلها الإعلام تبدو الأفضل فى الكوكب.
ظن البعض قبل المواجهة أن تصريحات فرانز بكنباور حول المنتخب الإنجليزى ليست إلا استفزازاً يدخل فى إطار الحرب النفسية، ولكن القيصر عبر بحق عما تعيشه الكرة الإنجليزية التى لم تعرف أى إنجاز كروى على مستوى المنتخب منذ العمل بنظام الدورى الممتاز فى ١٩٩٢، أى بعد عامين من بلوغ نصف نهائى مونديال إيطاليا.
كان الإنجليز فى مصاف المرشحين للفوز بكأس العالم قبل البطولة نظرا لما قدمه فريقهم فى التصفيات حين فاز بتسع مباريات من أصل عشر خاضها، وسجل مهاجمه واين رونى تسعة أهداف بشرت بأنه سينافس على نيل الحذاء الذهبى فى جنوب أفريقيا.
أعطى المدرب الإيطالى فابيو كابيللو انطباعا بأن كل شىء تحت السيطرة فى عرين الأسود الثلاثة، فجرد المدافع جون تييرى من شارة القيادة بسبب فضيحته الجنسية، وأكد أنه لن يذهب إلى المونديال إلا بالقائمة الأجهز.
كل هذا بدأ يظهر كموضع شك حين أعلن كابيللو اختياره لاعبين مثل المهاجم المخضرم إميل هيسكى الذى سجل ثلاثة أهداف فقط فى الدورى خلال الموسم الأخير، قبل أن يظهر الفريق بشكل مخيب أمام كل من الولايات المتحدة (١-١) والجزائر (٠-٠) ليبدأ الإيطالى فى التعرض للانتقادات.
الذروة كانت فى المباراة التى كشفت أن طريقة ٤-٤-٢ الكلاسيكية التى يعتمدها كابيللو تجعل إنجلترا وكأنها فريق من العقد الماضى خاصة، أن كل الفرق الكبرى تلعب بطرق مختلفة مثل ألمانيا وهولندا اللتين تطبقان ٤-٢-٣-١ بنجاح.
حرمت طريقة كابيللو المنتخب الإنجليزى من الاستفادة من قدرات قائده ستيفن جيرارد لو كان حصل على نفس الحرية التى توفرها طريقة الألمانى للنجم الشاب مسعود أوزيل، كما أنها أجهدت جاريث بارى وفرانك لامبارد لأنهما باتا مطالبين بواجبات دفاعية وهجومية أثقلت كاهليهما.
على الجهة الأخرى، اعتمدت طريقة يواخيم لوف مدرب ألمانيا على تثبيت سامى خضيرة وباستيان شفاينشتايجر كثنائى ارتكاز يعطيان الأولوية لواجبات الدفاع والسيطرة على وسط الملعب، فيما يقوم أوزيل من العمق وعلى يمينه توماس مولر وعلى يساره لوكاس بودولسكى بالانطلاق إلى الأمام لدعم رأس الحربة الحاسم ميروسلاف كلوزه الذى عادل رقم بيليه بحيازة ١٢ هدفا فى كأس العالم.
ساعد لوف على تطبيق هذه الطريقة السرعة الفائقة التى تحلى بها الثلاثى المساند لكلوزه بفضل انخفاض معدل الأعمار مقارنة بالإنجليز وهو ما برز بشكل واضح فى الأهداف الأربعة التى سجلتها الماكينات حيث جاءت كلها تتويجا لهجوم مرتد غابت عنه أى شبهة من الأنانية، لكن إخفاق كابيللو خططيا لم يكن هو السبب الوحيد وراء الإقصاء المهين، فالفريق الإنجليزى كان ينبغى أن يفوز بسهولة على الولايات المتحدة أو الجزائر ولو بفارق الأسماء، يبد أن إجهاد اللاعبين جراء موسم شاق أثر عليهم سلبيا.
نجوم الأندية الإنجليزية يلعبون، بجانب البطولات القارية، مسابقة الدورى الممتاز التى تمتد إلى ٣٨ أسبوعا بالكامل، وليس ٣٤ فقط مثل ألمانيا، بالإضافة إلى بطولتين محليتين هما كأس الاتحاد الإنجليزى وكأس رابطة الأندية المحترفة «كارلينج» مقابل كأس واحدة ينظمها الألمان.
ويزيد الطين بلة أن نظام بطولتى الكأس فى إنجلترا قد يلجأ إلى إعادة المباريات فى حال التعادل بدلا من لعب وقت إضافى أو ركلات ترجيح مباشرة، هو الأمر الذى سبق أن شكا منه مدربون كبار مثل الفرنسى أرسين فينجر، المدير الفنى لأرسنال حين رأى أن ذلك يقضى على اللاعبين بدنياً وذهنياً.
ونتاجا لهذا الفارق، يدخل اللاعبون الألمان المونديال فى نهاية الموسم وهم فى حال أفضل بكثير من الإنجليز الذين يكونون قد فقدوا النسبة العظمى من طاقتهم وهو ما ظهر جليا فى مبارياتهم الأخيرة.
وبجانب ذلك، يتحمل الإعلام البريطانى وزرا كبيرا فى الإقصاء خاصة حين لم يجد حرجاً فى اعتبار رونى أفضل لاعب فى العالم ووضعه فى مصاف ليونيل ميسى وكريستيانو رونالدو ليتوقع منه الجمهور الكثير، فى حين أنه لم يسجل إلى الآن أى هدف فى المونديال سواء خلال مشاركته السابقة فى ٢٠٠٦ أو خلال ظهوره فى ملاعب جنوب أفريقيا. الهزيمة أمام ألمانيا ليست مجرد دعوة إلى رحيل جيل من اللاعبين مثل جيرارد وفرانك لامبارد وجون تييرى فحسب، بل هى تشكيك قوى فى بنية الكرة الإنجليزية بالكامل.
كتب القاهرة - (إفى) ٢٩/ ٦/ ٢٠١٠
لم يقتصر فوز ألمانيا على إنجلترا بأربعة أهداف لواحد (الأحد) فى ثمن نهائى كأس العالم على مجرد إلحاق أثقل هزيمة مونديالية بالأسود الثلاثة، بل إنه كان بمثابة فقء فقاعة الهواء التى تمثلها الكرة الإنجليزية بكل ما يقترب بها من نجوم يتقاضون أعلى الرواتب على الإطلاق، ومسابقات محلية جعلها الإعلام تبدو الأفضل فى الكوكب.
ظن البعض قبل المواجهة أن تصريحات فرانز بكنباور حول المنتخب الإنجليزى ليست إلا استفزازاً يدخل فى إطار الحرب النفسية، ولكن القيصر عبر بحق عما تعيشه الكرة الإنجليزية التى لم تعرف أى إنجاز كروى على مستوى المنتخب منذ العمل بنظام الدورى الممتاز فى ١٩٩٢، أى بعد عامين من بلوغ نصف نهائى مونديال إيطاليا.
كان الإنجليز فى مصاف المرشحين للفوز بكأس العالم قبل البطولة نظرا لما قدمه فريقهم فى التصفيات حين فاز بتسع مباريات من أصل عشر خاضها، وسجل مهاجمه واين رونى تسعة أهداف بشرت بأنه سينافس على نيل الحذاء الذهبى فى جنوب أفريقيا.
أعطى المدرب الإيطالى فابيو كابيللو انطباعا بأن كل شىء تحت السيطرة فى عرين الأسود الثلاثة، فجرد المدافع جون تييرى من شارة القيادة بسبب فضيحته الجنسية، وأكد أنه لن يذهب إلى المونديال إلا بالقائمة الأجهز.
كل هذا بدأ يظهر كموضع شك حين أعلن كابيللو اختياره لاعبين مثل المهاجم المخضرم إميل هيسكى الذى سجل ثلاثة أهداف فقط فى الدورى خلال الموسم الأخير، قبل أن يظهر الفريق بشكل مخيب أمام كل من الولايات المتحدة (١-١) والجزائر (٠-٠) ليبدأ الإيطالى فى التعرض للانتقادات.
الذروة كانت فى المباراة التى كشفت أن طريقة ٤-٤-٢ الكلاسيكية التى يعتمدها كابيللو تجعل إنجلترا وكأنها فريق من العقد الماضى خاصة، أن كل الفرق الكبرى تلعب بطرق مختلفة مثل ألمانيا وهولندا اللتين تطبقان ٤-٢-٣-١ بنجاح.
حرمت طريقة كابيللو المنتخب الإنجليزى من الاستفادة من قدرات قائده ستيفن جيرارد لو كان حصل على نفس الحرية التى توفرها طريقة الألمانى للنجم الشاب مسعود أوزيل، كما أنها أجهدت جاريث بارى وفرانك لامبارد لأنهما باتا مطالبين بواجبات دفاعية وهجومية أثقلت كاهليهما.
على الجهة الأخرى، اعتمدت طريقة يواخيم لوف مدرب ألمانيا على تثبيت سامى خضيرة وباستيان شفاينشتايجر كثنائى ارتكاز يعطيان الأولوية لواجبات الدفاع والسيطرة على وسط الملعب، فيما يقوم أوزيل من العمق وعلى يمينه توماس مولر وعلى يساره لوكاس بودولسكى بالانطلاق إلى الأمام لدعم رأس الحربة الحاسم ميروسلاف كلوزه الذى عادل رقم بيليه بحيازة ١٢ هدفا فى كأس العالم.
ساعد لوف على تطبيق هذه الطريقة السرعة الفائقة التى تحلى بها الثلاثى المساند لكلوزه بفضل انخفاض معدل الأعمار مقارنة بالإنجليز وهو ما برز بشكل واضح فى الأهداف الأربعة التى سجلتها الماكينات حيث جاءت كلها تتويجا لهجوم مرتد غابت عنه أى شبهة من الأنانية، لكن إخفاق كابيللو خططيا لم يكن هو السبب الوحيد وراء الإقصاء المهين، فالفريق الإنجليزى كان ينبغى أن يفوز بسهولة على الولايات المتحدة أو الجزائر ولو بفارق الأسماء، يبد أن إجهاد اللاعبين جراء موسم شاق أثر عليهم سلبيا.
نجوم الأندية الإنجليزية يلعبون، بجانب البطولات القارية، مسابقة الدورى الممتاز التى تمتد إلى ٣٨ أسبوعا بالكامل، وليس ٣٤ فقط مثل ألمانيا، بالإضافة إلى بطولتين محليتين هما كأس الاتحاد الإنجليزى وكأس رابطة الأندية المحترفة «كارلينج» مقابل كأس واحدة ينظمها الألمان.
ويزيد الطين بلة أن نظام بطولتى الكأس فى إنجلترا قد يلجأ إلى إعادة المباريات فى حال التعادل بدلا من لعب وقت إضافى أو ركلات ترجيح مباشرة، هو الأمر الذى سبق أن شكا منه مدربون كبار مثل الفرنسى أرسين فينجر، المدير الفنى لأرسنال حين رأى أن ذلك يقضى على اللاعبين بدنياً وذهنياً.
ونتاجا لهذا الفارق، يدخل اللاعبون الألمان المونديال فى نهاية الموسم وهم فى حال أفضل بكثير من الإنجليز الذين يكونون قد فقدوا النسبة العظمى من طاقتهم وهو ما ظهر جليا فى مبارياتهم الأخيرة.
وبجانب ذلك، يتحمل الإعلام البريطانى وزرا كبيرا فى الإقصاء خاصة حين لم يجد حرجاً فى اعتبار رونى أفضل لاعب فى العالم ووضعه فى مصاف ليونيل ميسى وكريستيانو رونالدو ليتوقع منه الجمهور الكثير، فى حين أنه لم يسجل إلى الآن أى هدف فى المونديال سواء خلال مشاركته السابقة فى ٢٠٠٦ أو خلال ظهوره فى ملاعب جنوب أفريقيا. الهزيمة أمام ألمانيا ليست مجرد دعوة إلى رحيل جيل من اللاعبين مثل جيرارد وفرانك لامبارد وجون تييرى فحسب، بل هى تشكيك قوى فى بنية الكرة الإنجليزية بالكامل.
