• مرحبا بكم

    تم تطوير شبكة ومنتديات الجميزه للتماشى مع التطور الحقيقي للمواقع الالكترونيه وبهدف تسهيل التصفح على زوارنا واعضائنا الكرام لذلك تم التطوير وسيتم ارسال اشعار لكل الاعضاء على بريدهم الالكترونى لإعلامهم بان تم تطوير المنتدى

سلسلة تحذير الداعية من القصص الواهية

أيها الاخوة

دعوة أقولها وأصرخ بها فى كل مكان!!!!!!!!!!

أيها الخطباء والقصاص والدعاة إلى الله وأئمة المساجد!!!!!!!!

ارحمونا بالله عليكم من الاحاديث الضعيفة على المنابر

وكذلك القصص التى لا سند لها ولا خطام وهى -أقرب ما تكون للتماثيل-!!!!

علموا الناس أمر دينهم
علم الناس الفقه
علموا الناس عقائدهم
إقرؤا على الناس من الكتب الستة ..البخارى ومسلم ...

ونحن فى هذا الموضوع سننقل -سلسلة مباركة- لفضيلة الشيخ المحدث

-علـــــــــى حشــــــــــيش- حفظه الله -وأظن الجميع يعرفه

وهذه السلسلة تُنشر تباعا على صفحات -مجلة التوحيـــــــــــد المصرية-

واسم السلسلة

((تحذيـــــــــــر الداعيــــــــــة من القصص الواهيـــــــــــة))

نسأل الله أن ينفع بها الجميع


وقبل الشروع فى السلسلة بدا لى أن أضع بين أيديكم كلام- الشيخ الالبانى -

رحمه الله فى أهمية تصفية ديننا من هذه البدع والخرافات والاوهام والقصص التالفة

التصفية والتربية

يقول الشيخ الألباني - رحمه الله - (( أقول وأخصُّ به المسلمين الثقات ، المتمثلين في الشباب الواعي ، الذي عرف أولاً مأساة المسلمين ، واهتم ثانياً بالبحث الصادق عن الإخلاص وبكل ما أُتيه من قوة … بينما الملايين من المسلمين مسلمون بحكم الواقع الجغرافي أو في تذكرة النفوس – الجنسية أو البطاقة أو شهادة الميلاد – فهؤلاء لا أعنيهم بالحديث ، أعود فأقول : إن الخلاص إلى أيدي هؤلاء الشباب يتمثل في أمرين لا ثالث لهما ؛ التصفية والتربية .

التصفية :

وأعني بالتصفية : تقديم الإسلام على الشباب المسلم مصفىًّ من كل ما دخل فيه على مِّر هذه القرون والسنين الطوال ؛ من العقائد ومن الخرافات ومن البدع والضلالات ، ومن ذلك ما دخل فيه من أحاديث غير صحيحة قد تكون موضوعة ، فلا بد من تحقيق هذه التصفية ؛ لأنه بغيرها لا مجال أبداً لتحقيق أمنية هؤلاء المسلمين ، الذين نعتبرهم من المصطفين المختارين في العالم الإسلامي الواسع .

فالتصفية هذه إنما يراد بها تقديم العلاج الذي هو الإسلام ، الذي عالج ما يشبه هذه المشكلة ، حينما كان العرب أذلاء وكانوا من فارس والروم والحبشة من جهة ، وكانوا يعبدون غير الله تبارك وتعالى من جهة أخرى .

نحن نخالف كل الجماعات الإسلامية في هذه النقطة ، ونرى أنه لا بد من البدء بالتصفية والتربية معاً ، أما أن نبدأ بالأمور السياسية ، والذين يشتغلون بالسياسة قد تكون عقائدهم خراباً يباباً ، وقد يكون سلوكهم من الناحية الإسلامية بعيداً عن الشريعة ، والذين يشتغلون بتكتيل الناس وتجميعهم على كلمة ((إسلام)) عامة ليس لهم مفاهيم واضحة في أذهان هؤلاء المتكتِّلين حول أولئك الدعاة ، ومن ثم ليس لهذا الإسلام أي أثر في منطلقهم في حياتهم ، ولهذا تجد كثيراً من هؤلاء وهؤلاء لا يحققون الإسلام في ذوات أنفسهم ، فيما يمكنُهم أن يطبِّقوه بكل سهوله . وفي الوقت نفسه يرفع هؤلاء أصواتهم بأنه لا حكم إلا لله ، ولا بد أن يكون الحكم بما أنزل الله ؛ وهذه كلمة حقٍّ ، ولكن فاقد الشيء لا يعطيه .

العلة الأولى الكبرى : بُعدهم عن فهم الإسلام فهماً صحيحاً ، كيف لا وفي الدعاة اليوم من يعتبر السلفيين بأنهم يضيعون عمرهم في التوحيد ، ويا سبحان الله ، ما أشد إغراق من يقول مثل هذا الكلام في الجهل ؛ لأنه يتغافل – إن لم يكن غافلاً حقًّا – عن أن دعوة الأنبياء والرسل الكرام كانت ( أن عبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ) . بل إن نوحاً عليه الصلاة والسلام أقام ألف سنة إلا خمسين عاماً ، لا يصلح ولا يشرع ولا يقيم سياسة ، بل : يا قوم اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت .
هل كان هناك إصلاح ؟ هل هناك تشريع ؟ هل هناك سياسة ؟ لا شيء ، تعالوا يا قوم اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ، فهذا أول رسول – بنص الحديث الصحيح – أُرسل إلى الأرض ، استمرَّ في الدعوة ألف سنة إلا خمسين عاماً لا يدعوا إلا إلى التوحيد ، وهو شغل السلفيين الشاغل ، فكيف يُسفُّ كثير من الدعاة الإسلاميين وينحطُّوا إلى درجة أن ينكروا ذلك على السلفيين .

التربية :

والشطر الثاني من هذه الكلمة يعني أنه لا بد من تربية المسلمين اليوم ، على أساس ألا يفتنوا كما فُتِن الذين من قبلهم بالدنيا . ويقول الرسول عليه الصلاة والسلام : (( ما الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى عليكم أن تُفتح عليكم زهرة الحياة الدنيا ، فتهلككم كما أهلكت الذين من قبلكم )). ولهذا نرى أنه قَّل مَنْ ينتبه لهذا المرض فيربي الشباب ، لا سيما الذين فتح الله عليهم كنوز الأرض ، وأغرقهم في خيراته – تبارك وتعالى – وفي بركات الأرض ، قلَّما يُنبه إلى هذا .
مرض يجب على المسلمين أن يتحصنَّوا منه ، وأن لا يصل إلى قلوبهم (( حب الدنيا وكراهة الموت )) ، إذاً فهذا مرض لا بد من معالجته ، وتربية الناس على أن يتخلصوا منه .


الحل وارد في ختام حديث الرسول عليه الصلاة والسلام : (( حتى ترجعوا إلى دينكم )) . الحل يتمثل في العودة الصحيحة إلى الإسلام ، الإسلام بالمفهوم الصحيح الذي كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته .

قال تعالى : ( إن تنصروا الله ينصُرْكم ) وهي التي أجمع المفسرون على أَنَّ معنى نصر الله : إنما بالعمل بأحكامه ، فإذا كان نصر الله لا يتحقق إلا بإقامة أحكامه ، فكيف يمكننا أن ندخل في الجهاد عملياً ونحن لم ننصر الله ؛ عقيدتنا خراب يباب ، وأخلاقنا تتماشى مع الفساد ، لا بد إذاً قبل الشروع بالجهاد من تصحيح العقيدة وتربية النفس ، وعلى محاربة كل غفلةٍ أو تغافُل ، وكلِّ خلافٍ أو تنازع ( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحُكم ) وحين نقضي على هذا التنازع وعلى هذه الغفلة ، ونُحِلُّ محلها الصحوة والائتلاف والاتفاق ؛ نتجه إلى تحقيق القوة المادية ( وأعدوا لهم ما استطعْتُم من قوة ومن رباط الخيل ) .

أخلاق المسلمين في التربية خراب يباب . أخطاء قاتلة ، ولا بد من التصفية والتربية والعودة الصحيحة إلى الإسلام ، وكم يعجبني في هذا المقام قول أحد الدعاة الإسلاميين ، ولكن أصحابه لا يعملون بهذا القول - : (( أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تقم دولته في أرضكم )) ..

إن أكثر الدعاة يخطئون حين يغفلون مبدأنا هذا ، وحين يقولون : إن الوقت ليس وقت التصفية والتربية ،
وإنما وقت التكتل والتجمُّع .. إذ كيف يتحقق التكتُّل والخلاف قائم في الأصول والفروع .. إنه الضعف الذي استشرى في المسلمين ..

ودواؤه الوحيد يتلخَّص فيما أسلفتُ في العودة السليمة إلى الإسلام الصحيح ، أو في تطبيق منهجنا في التصفية والتربية ، ولعلَّ في هذا القدر كفاية . والحمد لله رب العالمين .
 
رد: سلسلة تحذير الداعية من القصص الواهية

"قصة المُغسِّلة والإمام مالك"

في هذا التحذير تقديم البحوث العلمية الحديثية للقارئ الكريم حتى يقف على حقيقة هذه القصة التي اشتهرت وانتشرت على ألْسِنَة القصاص والخطباء والوعاظ، ومما ساعد على انتشارها انتشارًا واسعًا بين الناس أن أحد الخطباء المشهورين عفا الله عنا وعنه أورد هذه القصة في خطبة له بعنوان "الإمام مالك بن أنس" برقم (172)، وزاد عليها أن جعل هذه القصة سببا في قولهم "لا يفتى ومالك في المدينة" وهذه القصة وصلت بالأسلوب الخطابي إلى أكثر من مائة سطر، عند تحويلها من المسموع إلى المقروء في كتاب "الخطب المنبرية" الجزء الثاني عشر ص(7، 8، 9، 10، 11).
وإلى القارئ الكريم القصة كما جاءت في كتاب "الخطب المنبرية" ص(7) ولكن أجردها من الأشعار والأخبار التي ليست أصلا في القصة والتي استخدمت للوعظ من خلال القصة مثل "البر لا يبلى.. والذنب لا ينسى.. والديان لا يموت.."، وهو أيضا خبر لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم .
وهذه هي القصة: قال: "ولد مالك عام 95 هجرية، ومات عام 179 هجرية، وسماه الناس تسمية لم ينلها غيره.. لا يفتى ومالك في المدينة.. ما دام مالك في المدينة.. فلا فتوى ومالك في المدينة أتدرون لماذا أيها السادة الأعزاء؟ أتدرون لماذا لا يفتى ومالك في المدينة؟
اسمعوا هذا الحادث ثم بعد ذلك تأملوا في ملك الله.
"إن امرأة من نساء المدينة المنورة ماتت، ولما ماتت جيء لها بالمغسِّلة لتغسلها، ولما وضع الجثمان ليغسل، وجاءت المغسلة تصب الماء على جسد الميتة، وبينما هي تصب الماء على فرجها إذ ذكرتها بسوء وقالت: كثيرا ما زنى هذا الفرج. فماذا حدث؟ هل يترك الأمر هكذا وإن كان المقذوف بالزنا ميتا؟! فماذا حدث؟ لقد التصقت يد المغسلة بجسم الميتة، التصقت كأن مغناطيسًا شديد الجذب جذبها، بحيث أصبحت لا تقوى على تحريك يدها، وأغلقت الباب حتى لا يراها أحد على هذه الحال، وأهل الميتة في خارج الحجرة، ينتظرون تكفين الجثة؛ أنحضر الكفن؟ فتقول المغسلة مهلا. أنحضر الكفن؟ فتقول: مهلا. ودخلت إحداهن فوجدت الموقف هكذا، وظل الموقف على ما هو عليه، وأخذوا رأي العلماء في يد المغسلة والميتة قال أحد العلماء: "نقطع يد المغسِّلة لتدفن الميتة.. فإن دفن الميت أمر واجب"، وقال بعضهم: "بل نقطع قطعة من جسد الميتة لنخلِّص المغسلة فإن الحي أولى من الميت".
واحتدم الخلاف، ووقف علماء المدينة حائرين أيقطعون يد المغسلة، أم يقطعون قطعة من جسد الميتة وأخيرا اهتدوا إلى أن يسألوا الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه، قالوا: كيف نختلف وبيننا الإمام مالك؟ ذهبوا إلى الإمام مالك وسألوه، وإذا بالإمام مالك يأتي على جناح السرعة، وسألها من وراء حجاب، وقال لها ماذا قلت في حق الميتة؟ قالت: يا إمام لقد رميتها بالزنا. قال الإمام مالك: تدخل بعض النسوة على المغسلة وتجلدها ثمانين جلدة.. مصداقا لقول الله جلّ في علاه: والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون {النور:4}.
ودخلت النساء وجلدن المرأة المغسلة القاذفة، وبعد تمام الجلدة الثمانين رفعت يدها عن جسد الميتة، من هنا قيل لا يفتى ومالك في المدينة" اه.
قلت: هذه هي القصة التي قالها الخطيب عفا الله عنا وعنه وأوردها في كتابه "الخطب المنبرية" في أكثر من مائة سطر، اختصرتها في ستة وعشرين سطرا، محافظا للأمانة العلمية على ما خرج من لسانه حول هذه القصة".
التحقيق
وإلى القارئ الكريم تحقيق هذه القصة التي اشتهرت وانتشرت في كل مكان، فلقد أورد الحافظ ابن حجر في "لسان الميزان" (6-372)-(254-9328) هذه القصة التي ذكرها الخطيب بتصرف، وقد أورد الحافظ بسندها حيث قال: "قرأت بخط الحافظ قطب الدين الحلبي ما نصه: "... وسيدي أبي عبد الرحمن بن عمر بن محمد بن سعيد، وجدت بخط عمي بكر بن محمد بن سعيد، حدثنا يعقوب بن إسحاق بن حجر العسقلاني إملاء قال: حدثنا إبراهيم بن عقبة، حدثني المسيب بن عبد الكريم الخثعمي، حدثتني أمة العزيز امرأة أيوب بن صالح صاحب مالك قالت: "غسلْنا امرأة بالمدينة، فضربت امرأة يدها على عجيزتها فقالت: ما علمتك إلا زانية، أو مأبونة، فالتزقت يدها بعجيزتها، فأخبروا مالكا فقال: "هذه المرأة تطلب حدَّها، فاجتمع الناس، فأمر مالك أن تضرب الحدّ، فضربت تسعة وسبعين سوطا، ولم تنزع اليدُ، فلما ضربت تمام الثمانين، انتزعت اليد، وصلى على المرأة ودفنت" أه.
قلت: (المأبون) من يتعاطى اللواط كذا في "تكملة المعاجم العربية" (1-68) والحافظ رحمه الله عندما أورد القصة في "لسان الميزان" لم يسلك مسلك الخطباء والوعاظ والقصاص، ولكنه سلك مسلك حذاق المحدثين؛ هذا المسلك يبين في أمرين:
الأول: أورد القصة بسندها فساعدنا بكشف عوارها، وهذا طريق أهل الحديث الذين قرروا أن من أسند فقد أحال، ومن أسند فقد برئت عهدته؛ لأنه ذكر الوسيلة إلى معرفة درجة الحديث.
ولقد عجبت من خطيب في بلدنا قلد ذلك الخطيب فنقل القصة بحروفها وعباراتها وزوائدها التي تجاوزت ثمانين سطرا، وعجز عن حفظ السند الذي لم يتجاوز أربعة أسطر بها يتبين المحذور.
الثاني: الحافظ ابن حجر لم يكتف بذكر السند لهذه القصة بل أشار إلى أن هذه القصة واهية، وعلتها يعقوب بن إسحاق العسقلاني حيث أورد هذه القصة في ترجمته وقال: "وقد وجدت له حكاية يشبه أن تكون من وضعه" ثم ذكر القصة.
قلت: فالقصة كما أشار الحافظ ابن حجر: موضوعة.
وعلتها يعقوب بن إسحاق العسقلاني قال الإمام الذهبي في "الميزان" (4-449-9804): "يعقوب بن إسحاق العسقلاني: كذاب".
وأورده الحافظ ابن حجر في "لسان الميزان" (6-372) (254-9328).
أ ثم ذكر له أحاديث وقال: "هذا من أباطيل يعقوب".
ب ثم بيَّن اسمه بالتفصيل فقال: "هو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن يزيد بن حجر بن محمد العسقلاني المعروف بابن حجر" أه.
ج بيَّن التاريخ فقال: "ولد سنة أربع وعشرين ومائتين، ومات بعد العشرين وثلاثمائة".
فائدة: فابن حجر العسقلاني الحافظ يترجم لابن حجر العسقلاني الكذاب.
وهذا النوع يسمى في علوم الحديث "المتفق والمفترق".
وهو أن تتَفق أسماء الرواه وأسماء آبائهم فصاعدا خطّا ولفظًا، وتختلف أشخاصهم، ومن ذلك أن تتفق أسماؤهم وكناهم أو أسماؤهم ونِسْبَتهم ونحو ذلك، وهذا النوع مهمٌّ جدًا فقد زلق بسبب الجهل به غيرُ واحد من أكابر العلماء، لذلك قال الحافظ في "شرح النخبة" ص(176): "وفائدة معرفته: خشية أن يُظنَّ أن الشخصية شخص واحد".

تطبيق على "المتفق والمقترن"


وعلة أخرى في سند القصة: المسيب بن عبد الكريم.
قال الذهبي في "الميزان" (4-116-8546): المسيَّب بن عبد الكريم اتهمه الدارقطني" ووافقه ابن حجر في "لسان الميزان" (6-47) (1608-8393) وأورد له حديثاً وقال: "هذا حديث باطل عن مالك عن نافع عن ابن عمر، والمتهم بوضعه المسيِّب بن عبد الكريم" أه.
قلت: أورد ابن عراق في "تنزيه الشريعة" (1-17) أسماء المجروحين فقال: "سرد أسماء الوضّاعين، والكذابين، ومن كان يسرق الأحاديث، ويقلب الأخبار".
ثم ذكر في هذه الأسماء: المسيب بن عبد الكريم في حرف الميم رقم (336) (1-117).
وعلة ثالثة: إبراهيم بن عقبة مجهول انظر "لسان الميزان" (1-77-239) وبيان المتفق والمفترق في اسم إبراهيم بن عقبة.
بهذا يتبين أن هذه القصة واهية مكذوبة مفتراة على الإمام مالك رحمه الله، وإن تعجب فعجب أن هذه القصة المفتراة على الإمام مالك خطبها ذلك الخطيب بصيغ الجزم مثل قال الإمام مالك، أمر الإمام مالك أن تضرب الحّد، بل بدأ القصة بالتأكيد بإنّ، حيث قال: إنّ امرأة من نساء المدينة ماتت..." وفي أثناء القصة (بقد) حيث قال: "لقد التصقت يد المغسلة بجسم الميتة...".
"إخلال وتساهل"
قال الإمام النووي في "المجموع شرح المهذب للشيرازي" (1-104):
"قال العلماء المحققون من أهل الحديث وغيرهم: إذا كان الحديث ضعيفا لا يقال فيه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أو فعل أو أمر أو نهى أو حكم وما أشبه ذلك من صيغ الجزم، وكذا لا يقال فيه رَوَى أبو هريرةَ، أو قال، أو ذَكَرَ، أو أخبر، أو حدث، أو نقل، أو أفتى، وما أشبهه، وكذلك لا يقال ذلك في التابعين ومن بعدهم فيما كان ضعيفا، فلا يقال في شيء من ذلك بصيغة الجزم.
وإنما يقال في هذا كله: رُوِيَ عنه، أو حُكِيَ أو جاء عنه، أو بلغنا عنه، أو يُقَال، أو يُذكر، أو يُحكَى، أو يُرْوى، أو يُرْفَع أو يُعْزَى وما أشبه ذلك من صيغ التمريض، وليست من صيغ الجزم.
قالوا فصيغ الجزم موضوعة للصحيح أو الحسن، وصيغ التمريض لما سواهما، وذلك أن صيغة الجزم تقتضي صحته عن المضاف إليه، فلا ينبغي أن يطلق إلا فيما صح وإلا فيكون الإنسان في معنى الكاذب عليه، وهذا الأدب أخلَّ به المصنِّف وجماهير الفقهاء من أصحابنا وغيرهم، بل جماهير أصحاب العلوم مطلقا، ما عدا حذاق المحدثين.
وذلك تساهل قبيح، فإنهم يقولون كثيرا في الصحيح: رُوِيَ عنه، وفي الضعيف: قال، ورَوَى فلان، وهذا حيدٌ عن الصواب" اه.
قلت: انظر إلى أقوال العلماء المحققين في أصول الرواية، ثم احذر الذين يتقوّلون بعض الأقاويل على الصحابة والتابعين ومن بعدهم، ويبيحون لأنفسهم هذا الصنيع.
ثم انظر إلى ما نقله عنهم الإمام النووي من قولهم: "وكذلك لا يقال ذلك في التابعين ومن بعدهم فيما كان ضعيفا".
قلت: فما بالكم بما كان واهيا وموضوعا وقد بيَّنا حكم روايته آنفا.
(إرداف غير صحيح)
وهذه القصة المكذوبة المفتراة على الإمام مالك بن أنس أردفها الخطيب بحديث لا يصح عن الإمام مالك، والأمر خطير، حيث إن الحديث متعلق بأمر غيبي، وإن تعجب فعجب أن ذلك الخطيب أورده بلا تخريج ولا تحقيق، والأعجب أنه قدم له بصيغة الجزم في أربعة أسطر مما يوهم القارئ والمستمع من العبارات الخطابية أن الحديث ثابت وفي أعلى درجات الصحة، ولكن هيهات هيهات، فتلك السطور خالية من الصناعة الحديثية يشهد على ذلك قوله: "إن الرسول العظيم تنبأ لمالك. ومالك لم ير النبي.. ولم يره النبي.. فإن النبي لحق بالرفيق الأعلى في العام الحادي عشر من الهجرة. بينما مالك وُلِدَ بعد ذلك في العام الخامس والتسعين من الهجرة، ولكن الرسول نظر من وراء الحجب، ورأى في الأفق الساطع أن هناك عالما سيكون مكانه في المدينة، وهذا العالم سَيَشُد الناس الرحال إليه.. قال النبي صلى الله عليه وسلم "يوشك الناس أن يضربوا أكباد الإبل، يطلبون العلم فلا يجدون أحدا أفضل من عالم المدينة" اه.
قلت: انظر أربعة أسطر بصيغة الجزم مقدمة لحديث غير صحيح، في أمر غيبي والحديث متنه سطر.
التخريج
الحديث أخرجه الترمذي (5-46 شاكر) ح(2680)، والنسائي في "السنن الكبرى" (2-489) ح(4291)، والحاكم (1-91)، وأحمد (2-299) ح(7997).
وقال الترمذي "هو حديث ابن عيينة".
قلت: فكلهم رووه من طريق ابن عيينة عن ابن جريج عن أبي الزبير عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعًا.
التحقيق
قلت: هذا الحديث غريب غرابة مطلقة؛ فلم يرو هذا الحديث إلا أبو هريرة، ولم يروه عن أبي هريرة إلا أبو صالح، ولم يروه عن أبي صالح إلا أبو الزبير، ولم يروه عن أبي الزبير إلا ابن جريج تفرد به ابن عيينة.
ولم يخرج البخاري ولا مسلم من هذا الطريق حديثا واحدا، بل وأصحاب السنن لم يخرج أحد منهم من هذا الطريق إلا الترمذي والنسائي هذا الحديث فقط وانظر "تحفة الأشراف" (9-445) ح(12877).
قلت: وفي الحديث علتان:
الأولى: ابن جريج: أورده الحافظ ابن حجر في "طبقات المدلسين" المرتبة الثالثة رقم (17) قال: "عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج المكي، وصفه النسائي وغيره بالتدليس، قال الدارقطنيُّ: شرُّ التدليس ابن جريج فإنه قبيح التدليس، لا يدلس إلا فيما سمعه من مجروح" اه.
حكم روايته عدم القبول لأنه عنعن.
الثانية: أبو الزبير: أورده الحافظ في "طبقات المدلسين" المرتبة الثالثة رقم (35) قال "محمد بن مسلم بن تدرس المكي أبو الزبير، من التابعين، مشهور بالتدليس، وقد وصفه النسائي وغيره بالتدليس" أه.
قلت: حكم روايته عدم القبول لأنه عنعن.
وبهذا يكون الحديث غير صحيح، والسند واه لما فيه من تدليس شديد ومركب.
"إرداف آخر غير صحيح"
وهذا الحديث غير الصحيح الذي أنزله ذلك الخطيب على مالك رحمه الله أردفه بحديث آخر واهٍ أنزله على الشافعي بصيغة الجزم، بلا تخريج ولا تحقيق؛ حيث قال هذا الخطيب في خطبته المسموعه والمقروءة:
"قال الإمام الشافعي؛ وهو تلميذ الإمام مالك. إذا ذكر العلماء فإن النجم مالك. الشافعي الذي تنبّأ له الرسول وقال: "عالم قريش يملأ طباق الأرض علما".
التحقيق
هذا الحديث أورده الإمام الشوكاني في "الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة" ص(420) باب "المناقب" ح(186) وقال:
حديث: "عالم قريش يملأ الأرض علما، يعني: الشافعي"، هو موضوع. قاله الصغاني.
قلت: وأقرّه الشوكاني، وأقرّه أيضا عبد الرحمن بن يحىى المعلمي اليماني رحمه الله وقال في تحقيقه للفوائد حول هذا الحديث:
"تفرد به مروان بن سالم عن الأحوص بن حكيم عن خالد بن معدان هذا هو الصواب، ومروان هالك رمى بالوضع".
قلت: ومروان بن سالم هو الجزري، حتى لا يخلط بينه وبين مروان بن سالم المقفع، وهذا أيضا من أهمية علم المتفِق والمفترِق الذي بيَّناه آنفا.
ومروان بن سالم الجزري الذي تفرد بهذا الحديث أورده الإمام الذهبي في "الميزان" (4-90-8425) قال أبو عروبة الحراني: يضع الحديث، وقال الدارقطنيُّ: متروك، وقال البخاري ومسلم وأبو حاتم: منكر الحديث، وقال النسائي: متروك.
وبنفس طريق هذا الحديث الذي بيّنه المعلمي اليماني أورد الإمام الذهبي حديثا تالفا لمروان بن سالم، وهو: "يكون في أمتي رجل يقال له وهب يهب الله له الحكمة، ورجل يقال له غيلان هو أضر على أمتي من إبليس".
قلت: فهذه طريقته في وضع أحاديث للرجال.
والشافعي رحمه الله لا يرضى لنفسه هذا الذي لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم ، كيف والشافعي يقول: "إذا صح الحديث فهو مذهبي".
أورده النووي في "المجموع (1-63)، والشيخ صالح الفلاني في "إيقاظ الهمم" ص(107).
قلت: فليتأس دعاة السنة بما أورده الإمام الذهبي في "الميزان" (4-97) في ترجمة مسروح أبي شهاب، نقلا عن ابن أبي حاتم قال: "سألت أبي عن مسروح، وعرضت عليه بعض حديثه فقال: "يحتاج إلى التوبة من حديث باطل رواه عن الثوري".
قال الذهبي "إي والله هذا هو الحق، إن كل من روى حديثا يعلم أنه غير صحيح فعليه التوبة أو يهتكه" اه.
قلت: هذه هي القصة المكذوبة المفتراة على الإمام مالك، التي أوردها هذا الخطيب في خطبته وكتابه، وهذه هي الأحاديث التي أردف القصة بها وهي غير صحيحة، وحاول هذا الخطيب إنزالها على الإمامين مالك والشافعي، قدمناها في بحوث علمية حديثية، سائلين الله عز وجل التوفيق لتحقيق الغاية من سلسلة "تحذير الداعية من القصص الواهية".
هذا ما وفقني الله إليه وهو وحده من وراء القصد.
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
رد: سلسلة تحذير الداعية من القصص الواهية

تحقيق قصة طلع البدر علينا



لقد اشتهرت هذه القصه بين أولادنا فى الأزهر حيث يدرسها آلاف الطلاب كل عام فى مقرر السيره النبويه للصفوف الثلاثه فى المرحله الإعداديه حيث جائت القصه فى ( ص 81) من الكتاب وفيها (( ثم غادر الرسول صلى الله عليه وسلم قباء واتجه حيث كان الاوس والخزرج وهم الأنصار يحيطون به عن يمين ويسار وقد تقلدوا سيوفهم وامتلأت نفوسهم بالبشر والسرور فكانت لحظات خالده فى تاريخ المدينه وكان يوما عظيما فى تاريخ الإسلام وخرج النساء الصبيان فى جو من النشوة والفرح يرددون هذا النشيد الجميل:
طلــع البـدر علينـا ---------- من ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا ----------- مــا دعــا لله داع
أيها المبعوث فينـا --------- جئت بالأمر المطاع

وأوردها المباركفورى فى كتابه " الرحيق المختوم" ( ص 177) تحت عنوان " الدخول فى المدينه " حيث قال المباركفورى : " وكان يوما تاريخيا أغر فقد كانت البيوت والسكك ترتج بأصوات التحميد والتقديس وكانت بنات الأنصار تتغنى بهذه الأبيات فرحا وسروراً "00ثم ذكر الابيات0


أولا:
التخريج:

أخرجه البيهقى فى الدلائل (2/506) قال :
أخبرنا ابو بكر الإسماعيلي قال سمعت أبا خليفه يقول: سمعت ابن عائشه يقول: لما قدم عليه السلام المدينه جعل النساء والصبيان يقلن 0000فذكره0
وقد أورد الحافظ ابن كثير فى " البدايه والنهايه "(3/238) عن البيهقى بهذا السند0
وسكت عنه0

ثانيا:
التحقيق:

هذا الحديث الذى جاءت به هذه القصه ليس صحيحا لوجود سقط عظيم فى الاسناد فابن عائشه هذا الذى يتحدث عن دخول الرسول صلى الله عليه وسلم المدينه ليس صحابيا حتى يروى ما حدث عند دخول الرسول صلى الله عليه وسلم المدينه وهو ليس بتابعى أيضا ولا حتى بتابع التابعين فهو من الاخذين عن تبع الاتباع ولم يلق التابعين0

البرهان:

ابن عائشه أورده الحافظ ابن حجر فى "التقريب "( 2/515 ) باب : من نسب إلى أبيه أو جده أو أمه ونحو ذلك 0
قال : " ابن عائشه هو: عبيد الله بن محمد بن حفص"

· قلت : لقد حدث تصحيف فى اسم ابن عائشه عند الشيخ الألباني رحمه الله فى " الضعيفه" ( 2/63 ) ( ح598) حيث أورد الاسم : عبد الله بن محمد ابن عائشه , والصواب هو : عبيد الله بن محمد ابن عائشه, يؤكد ذلك أيضا الإمام المزى فى " تهذيب الكمال " ( 12/261 ) ترجمة(4262) حيث قال : " عبيد الله بن محمد بن حفص بن عمر بن موسى بن عبيد الله بن معمر القرشى التيمى0 أبو عبد الرحمن البصرى المعروف بالعيشى وبالعائشى وبابن عائشه , لانه من ولد عائشه بنت طلحه بن عبيد الله , قدم بغداد"0
ثم نقل عن محمد بن عبد الله الحضرمى وأبى القاسم البغوى وزكريا بن يحيى الساجى : انه مات سنة ثمان وعشرين ومائتين0

· قلت : لذلك قال الحافظ ابن حجر فى "التقريب" ( 1/538 ) انه من كبار العاشرة0
· قلت قد تبين من بحثنا إن السند سقطت منه ثلاث طبقات رئيسيه وهى: طبقة الصحابه والتابعين وطبقة اتباع التابعين 0 فأقل السقط من السند ثلاثة رواه على التوالى وهذا النوع فى "علم المصطلح" يسمى " المعضل"0حيث قال السخاوى فى " فتح المغيث" ( 1/185 ) : المعضل فى الإصطلاح: هو الساقط من إسناده اثنان فصاعداً مع التوالى"0
· قلت : بهذا التحقيق يتبين أن القصه واهيه , فلا يغتر الداعيه بإيرادها فى هذه الكتب المشهوره بعد أن تبين سقوطها بالسقط المتوالى فى إسنادها0
وليتخذ طالب هذا الفن من هذه القصه مثالا لعلم الحديث التطبيقى للمعضل0

بطلان إحتجاج أبى حامد الغزالى :

لقد إحتج أبو حامد الغزالى بهذه القصه على إباحة الغناء حيث قال فى " الإحياء "( 2/275 ) :
" ووجه جوازه : أن من الألحان ما يثير الفرح والسرور والطرب فكل ما جاز السرور به جاز إثارة السرور فيه ويدل على هذا النقل من إنشاد النساء على السطوح بالدف والألحان عند قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم :
طلــع البـدر علينـا ---------- من ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا ---------- مــا دعــا لله داع
* قلت : لقد بينا فى تحقيقنا أن القصه واهيه بالسقط فى الإسناد وفوق ذلك إن أبا حامد الغزالى أورد هذه القصه بزياده لا اصل لها حيث قال :" إنشاد النساء على السطوح بالدف والألحان"0
* قلت: ولقد بين ذلك الإمام الحافظ العراقى " تخريج الأحياء "( 2/275 ) حيث قال " حديث إنشاد النساء عند قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم : أخرجه البيهقى فى " دلائل النبوة" معضلا وليس فيه ذكر للدف والألحان"
· قلت :ولقد نقل الشيخ الالبانى رحمه الله تحقيق العراقى مقرا له حيث قال فى " الضعيفه" ( 2/63 ) :
تنبيه: اورد الغزالى هذه القصه بزياده : " الدف والالحان" ولا اصل لها كما أشار لذلك الحافظ العراقى بقوله:" وليس فيه ذكر للدف والألحان "
وقد إغتر بهذه الزياده بعضهم فأورد القصه بها مستدلا على جواز الأناشيد النبويه المعروفه اليوم0
فيقال له " اثبت العرش ثم انقش " على انه لو صحة القصه لما كان فيها حجه على ما ذهبوا إليه 0


شاهد للقصه غير صحيح :

روى عن انس قال : قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينه فلما دخل المدينه جاءت الأنصار برجالها ونسائها فقالوا إلينا يا رسول الله فقال : " دعوا الناقة فإنها مأموره " فبركت على باب أبى أيوب 0 قال : فخرجت جوار من بنى النجار يضربن الدف وهن يقلن :
نحن جوار بنى النجار -------- يا حبذا محمد من جار فخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " أتحبوني" فقالوا: إي والله يا رسول الله قال : " أنا والله أحبكم, أنا والله احبكم, أنا والله احبكم " 0

التخريج :
أخرجه البيهقى فى " الدلائل " ( 2/508 ) قال :أخبرني ابو الحسن : على بن عمر الحافظ قال : حدثنا أبو عبد الله بن محمد بن مخلد الدورى قال : حدثنا محمد بن سليمان بن إسماعيل بن أبى الورد قال : حدثنا ابراهيم بن صرمه قال : حدثنا يحيى بن سعيد عن اسحاق بن عبد الله بن ابى طلحه عن انس قال 000فذكره0
· قلت : وهذه القصه نقلها الحافظ بن كثير فى " البدايه والنهايه" (3/240) عن البيهقى بهذا الإسناد ثم قال : " هذا حديث غريب من هذا الوجه لم يروه أحد من أصحاب السنن"

التحقيق :

· قلت هذه قصه واهيه أيضا موضوعه فى غناء بنات بنى النجار عند قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينه حيث إن علة هذه القصه : ابراهيم بن صرمه 0 فقد اورده الإمام الذهبى فى " الميزان " (1/38/115 ) حيث قال :" ابراهيم بن صرمه الانصارى عن يحيى بن سعيد الانصارى : ضعفه الدار قطنى وغيره, وقال ابن عدى : عامة حديثه منكر المتن والسند وقال ابن معين : كذاب حبيث " 0
· قلت : فهذه قصه باطله واهيه تزيد الاولى وهنا على وهن0
حديث لا اصل له حول هذه القصه الواهيه قال شيخ الاسلام ابن تيتميه فى " مجموع الفتاوى" (18/124 ) : " وما يرونه عن النبى صلى الله عليه وسلم لما قدم الى المدينه خرجت بنات النجار بالدفوف وهن يقلن :
طلــع البـدر علينـا ---------- من ثنيات الوداع
الى اخر الشعر فقال لهن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هزوا غرابيلكم بارك الله فيكم " هذا لا يعرف عنه 0

تنبيه :

1- لايصح ان تتخذ هذه القصه دليلا على انشاد الغناء بالدف والالحان للرجال0
2- لقد بينا فى " مجلة التوحيد " فى سلسلة " تحذير الداعيه من القصص الواهيه " الحلقه (15) عدم صحة حديث : " اعلنوا النكاح واجعلوه فى المساجد واضربوا عليه الدفوف " مع بيان صحة الجزء الاول منه وهو جملة " اعلنوا النكاح"
3- قال الحافظ فى "الفتح"(9/67) : " واضربوا عليه بالدف " وسنده ضعيف , واستدل بقوله : " واضربوا "على ان ذلك لا يختص بالنساء لكنه ضعيف 0 والاحاديث القويه فيها الاذن فى ذلك للنساء فلا يلتحق بهن الرجال لعموم النهى عن التشبه بهن"
· قلت : لذلك قال شيخ الاسلام ابن تيميه رحمه الله فى " مجموع الفتاوى" (11/565) : رخص النبى صلى الله عليه وسلم للنساء ان يضربن بالدف فى الاعراس والافراح واما الرجال على عهده فلم يكن احد منهم يضرب بدف ولا يصفق بكف بل قد ثبت عنه فى الصحيح انه قال : " التصفيق للنساء والتسبيح للرجال " 0 و" لعن المتشبهات من النساء بالرجال والمتشبهين من الرجال بالنساء" ولما كان الغناء والضرب بالدف والكف من عمل النساء كان السلف يسمون من يفعل ذلك من الرجال مخنثا ويسمون الرجال المغنيين مخانيث وهذا مشهور فى كلامهم 0 ا هـ
4- بدائل صحيحه : حول قدوم الرسول صلى الله عليه وسلم
بعدان حذرنا الداعيه من القصص الواهيه نذكر البدائل الصحيحه حول قدوم الرسول صلى الله عليه وسلم فقد بوب الامام البخارى رحمه الله فى " صحيحه" كتاب : مناقب الانصار , بابا رقم (46) : مقدم النبى النبى صلى الله عليه وسلم واصحابه المدينه ثم بيان حال اهل المدينه وكيفية استقبالهم للنبى صلى الله عليه وسلم كما فى الحديث (3925) وكذلك الحديث(3906) وفيه بيان اول من شهد مقدم الرسول صلى الله عليه وسلم وكيف تلقى المسلمون رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم بيان شهر دخول الرسول صلى الله عليه وسلم ويوم الدخول وكذلك المكان وهذا الحديث الصحيح يصل الى اربعين سطرا مما لاتتحمله المساحه المخصصه بالمجله ونكتفى ببيان موصع الرجوع اليه 0
ومن البدائل الصحيحه حول مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم التى تبين كيفية استقبال المدينه للنبى صلى الله عليه وسلم الحديث الذى اخرجه الامام مسلم فى" صحيحه " ( ح3014) باب حديث الهجره , فليتمسك الداعيه بهذه البدائل الصحيحه 0
5- ذكر الامام ابن القيم فى" زاد المعاد" ( 3/10) أن انشاد " طلع البدر علينا " كان عند مرجعه صلى الله عليه وسلم من تبوك ثم قال : " وبعض الرواة يهم فى هذا ويقول : انما كان ذلك عند مقدمه المدينه من مكه وهو وهم ظاهر لان ثنيات الوداع انما هى من ناحية الشام لايراها القادم من مكه الى المدينه ولا يمر بها الا اذا توجه الى الشام "0
6- واورد القصه الحافظ بن حجر فى " الفتح" (7/307) شرح باب " مقدم النبى صلى الله عليه وسلم المدينه" وخرج حديثها قائلا : اخرج ابو سعيد فى " شرف المصطفى" ورويناه فى " فوائد الخلعى" من طريق عبيد الله بن عائشه منقطعا00فذكر القصه, ثم قال: وهو سند معضل ولعل ذلك كان فى قدومه من غزوة تبوك0
7- قلت : فالقصه واهيه بالنسبة لقدومه صلى الله عليه وسلم من مكه ونلاحظ ان الحافظ ابن حجر لم يجزم بقدومه من تبوك فالقصه ايضا بالنسبه لتبوك فى حاجه الى تحقيق ان شاء الله 0
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
رد: سلسلة تحذير الداعية من القصص الواهية

هذه القصة المفتراة على الصحابية أم أيمن مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنها شربت بول النبي صلى الله عليه وسلم، ولقد اشتهرت وانتشرت هذه القصة، خاصة في هذه الأيام، حيث قامت بنشرها العديد من الصحف، وعلى سبيل المثال لا الحصر:
1- جريدة «عين» في يوم (24/5/2007) (ص3) تحت عنوان: «هل يعتذر المفتي للنبي؟»
جاء فيه: «هل ثبت أن أحدًا من الصحابة تبرك ببول رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ هل تصدق أن فضيلة الدكتور علي جمعة أجاب: نعم».
السؤال ورد في كتاب بعنوان «الدين والحياة الفتاوى العصرية اليومية»، يقول المفتي بالنص: «نعم، أم أيمن شربت بول رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لها: «هذه بطن لا تجرجر في النار» لأن فيها جزءًا من سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن أحب عرف، ومن عرف
اغترف، ويكون التبرك بلعابه الشريف، أو بعرقه الشريف، أو بشعره الشريف، أو ببوله الشريف، أو بدمه الشريف، فكل من عرف حبّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يأنف، كما لا تأنف الأم من غائط ابنها، فما بالك بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نحبه أكثر من حبنا
لآبائنا وأبنائنا وأزواجنا، فمن أنف أو تأنف من رسول الله صلى الله عليه وسلم فليراجع إيمانه».
اهـ.
قلت: هذه هي الفتوى التي جاءت فيها قصة شرب أم أيمن لبول النبي صلى الله عليه وسلم وتناولتها الصحف بالنشر بين همز ولمز، وبين من يريد أن يقف على حقيقة هذه القصة.
2- ونشرت جريدة «الدستور» في عددها (114) (23/5/2007) (ص5) تحت عنوان: «الفتاوى تمهد الطريق أمام الهوس الديني» جاء فيها: «فوضى الفتاوى من «إرضاع الكبير» إلى «بول الرسول» وجاء فيها أيضًا:
«أما ما فعلته دار الإفتاء المصرية في سياق ردها على «فتوى البول» أنها أصدرت بيانًا أكدت فيه على أن طهارة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الظاهر والباطن محل إجماع بين الأمة، مشيرة إلى أن البعض يرى أن هذه الطهارة لجميع الأنبياء». اهـ.
3- ونحن أمام هذه المسائل لا نسلك مسلك الصحف التي تريد زعزعة المسلمين عن مؤسساتهم، ولكن نقدم للقارئ الكريم بحوثًا علمية حديثية حتى يقف على حقيقة هذه القصة دون أن نتعرض لأي شخص أو مؤسسة بشيء من همز أو لمز.
وهذه هي غايتنا التي أُسست عليها من أول يوم هذه السلسلة، سلسلة «تحذير الداعية من القصص الواهية». وإلى القارئ الكريم التخريج والتحقيق لهذه القصة: «قصة شرب أم أيمن بول النبي صلى الله عليه وسلم».
أولاً: المتن:
رُوي عن أم أيمن أنها قالت: قام النبي صلى الله عليه وسلم من الليل إلى فخارة من جانب البيت فبال فيها، فقمت من الليل وأنا عطشى فشربت ما في الفخارة وأنا لا أشعر، فلما أصبح النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يا أم أيمن قومي إلى تلك الفخارة فأهريقي ما فيها». قلت: قد
والله شربت ما فيها، قالت: فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه ثم قال: «أما أنك لا يفجع بطنك بعده أبدًا».
ثانيًا: التخريج:
هذا الحديث الذي جاءت به هذه القصة أخرجه الحاكم في «المستدرك» (4/63) كتاب: «معرفة الصحابة»- باب: «ذكر أم أيمن مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحاضنته». قال: أخبرنا أحمد بن كامل القاضي، حدثنا عبد الله بن روح المدايني، حدثنا شبابة، حدثنا أبو
مالك النخعي، عن الأسود بن قيس، عن نبيح العنزي، عن أم أيمن رضي الله عنها قالت: قام النبي صلى الله عليه وسلم من الليل إلى فخارة.... الحديث.
وأخرجه أبو نعيم في «دلائل النبوة» (2/158) قال: حدثنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا الحسن بن إسحاق، حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا شبابة بن سوّار، حدثنا أبو مالك النخعي به.
وأخرجه الطبراني في «المعجم الكبير» (25/85) في سند أم أيمن أم أسامة بن زيد مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ح (230) قال: حدثنا الحسين بن إسحاق التستري، حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا شبابة بن سوار، حدثني أبو مالك النخعي به.
ثالثًا: التحقيق:
هذا الحديث الذي جاءت به هذه القصة الواهية «لا يصح»، وعلته أبو مالك النخعي واسمه: عبد الملك بن الحسين.
1- قال الإمام النسائي في «الضعفاء والمتروكين» ترجمة (383): «عبد الملك بن الحسين أبو مالك النخعي: متروك». اهـ.
قلت: وهذا المصطلح عند الإمام النسائي له معناه، ولقد بينه الإمام الحافظ ابن
حجر في «شرح النخبة» (ص191) حيث قال: «ولهذا كان مذهب النسائي أن لا يترك حديث الرجل حتى يجتمع الجميع على تركه».
2- وأورده الإمام الدارقطني في «الضعفاء والمتروكين» ترجمة (363) وقال: «عبد الملك بن حسين أبو مالك النخعي، عن البصريين والكوفيين».
قلت: هذا كل ما قاله الإمام الدارقطني في أبي مالك النخعي، فيتوهم من لا دراية له بمنهج الدارقطني في كتابه هذا أن الدارقطني قد سكت عنه ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلاً، ولكن هيهات، حيث إن مجرد ذكر الإمام الدارقطني لأبي مالك النخعي يدل على أن هناك إجماعًا على تركه، يتبين ذلك مما جاء في مقدمة كتاب «الضعفاء والمتروكين» للدارقطني، حيث قال الإمام أبو بكر أحمد بن محمد بن غالب الخوارزمي
البرقاني: طالت محاورتي مع أبي منصور إبراهيم بن الحسن بن حَمكان لأبي الحسن علي بن عمر الدارقطني عفا الله عني وعنهما في «المتروكين من أصحاب الحديث» فتقرر بيننا وبينه على ترك من أثبته على حروف المعجم في هذه الورقات. اهـ.
3- أورده الإمام ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (2/2/347، 5/347/1641) قال: «عبد الملك بن الحسين أبو مالك النخعي سألت أبي عنه فقال: ضعيف الحديث».
وقال: سألت أبا زرعة عن أبي مالك النخعي فقال: ضعيف الحديث.
وقال: حدثنا العباس بن محمد الدوري قال: سمعت يحيى بن معين يقول: «أبو مالك النخعي ليس بشيء».
4- وأورده الإمام ابن عدي في «الكامل» (5/303، 479/1447) وقال: حدثنا علان، حدثنا ابن أبي مريم، سألت يحيى بن معين عن أبي مالك فقال: «ليس بشيء».
ثم قال: سمعت ابن حماد يقول: قال البخاري: عبد الملك بن الحسين أبو مالك النخعي ليس بالقوي عندهم.
5- وقال الإمام ابن حبان في «المجروحين» (2/134): عبد الملك بن الحسين بن أبي الحسين النخعي أبو مالك: من أهل واسط، كان ممن يروي المقلوبات عن الأثبات لا يجوز الاحتجاج به فيما وافق الثقات، ولا الاعتبار فيما لم يخالف الأثبات. اهـ.
قلت: ثم أخرج من طريق ثالث تخريج الإمام يحيى بن معين لأبي مالك النخعي فقال: أخبرنا الحنبلي قال: حدثنا أحمد بن زهير عن يحيى بن معين قال: أبو مالك النخعي: ليس بشيء.
قلت: وقول الإمام ابن معين في أبي مالك النخعي: «ليس بشيء» من مراتب التجريح الشديد الذي يطلقه ابن معين على الكذابين أو المتروكين، وهذا ظاهر بالقرائن من أقوال أئمة الجرح والتعديل كما بينا من قول الإمام النسائي والإمام البرقاني والإمام ابن خمكان والإمام الدارقطني وغيرهم.
6- وأورده الإمام البخاري في كتابه «الضعفاء الصغير» ترجمة (219) وقال: «ليس بالقوي عندهم».
7- وأورده الإمام الذهبي في «الميزان» (2/653/5198) ونقل أقوال أئمة الجرح والتعديل في عبد الملك بن حسين أبو مالك النخعي وأقرها.
8- وأورده الحافظ ابن حجر في «التهذيب» (12/240/1006) وقال: أبو مالك النخعي الواسطي اسمه عبد الملك بن الحسين، ثم نقل أقوال الأئمة قائلاً: قال عمرو بن علي: ضعيف منكر الحديث، وقال الأزدي والنسائي: متروك الحديث. ثم أقوال بقية
الأئمة التي ذكرناها آنفًا.
قلت: يتبين من هذا التحليل أن أبا مالك النخعي واسمه عبد الملك بن الحسين أجمع الأئمة على تركه كما هو مذهب النسائي، وتبين أنه متروك منكر الحديث ليس بشيء، وعلى ذلك فالقصة: «قصة شرب أم أيمن لبول النبي صلى الله عليه وسلم» قصة واهية، والسند الذي جاء
به حديث القصة تالف، وأن القصة مفتراة على أم أيمن.
قُلْتُ: فليحذر هؤلاء الذين يتكلمون في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بغير علم من تخريج وتحقيق، فقد أخرج الإمام البخاري في «الصحيح» (ح109) في أول ثلاثي وقع في البخاري حيث قال: حدثنا مكي بن إبراهيم قال: حدثنا يزيد بن أبي عبيد عن سلمة
قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «من يقل عليَّ ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار».
فلم يثبت عن أم أيمن رضي الله عنها أنها شربت بول النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم
أنه قال لها: «هذه بطن لا تجرجر في النار»، ولا يصح التأويل لأن التأويل فرع التصحيح كما قال علماء الحديث، ولم يصح هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم كما بينا آنفًا.
فلا يؤول بأن البطن لا تجرجر في النار، أو لا تفجع لأن فيها جزءًا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو البول، بل أدى الغلو الناتج عن اعتقاد صحة هذه القصة المنكرة إلى إصدار
إفتاء بطهارة بول النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء في سياق الرد على «فتوى شرب البول» بإصدار بيان يؤكد على أن طهارة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الظاهر والباطن محل إجماع بين الأئمة،
وهذه الفتوى التي تدافع عن هذه القصة الواهية «قصة شرب بول النبي صلى الله عليه وسلم» فتوى مردودة بما ثبت في السنة الصحيحة المطهرة.
1- فقد بوَّب الإمام البخاري في «صحيحه» في كتاب الوضوء بابًا بعنوان: «وضع الماء عند الخلاء» (ح143) عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل الخلاء فوضعت له وَضوءًا قال: «من وضع هذا؟» فأخبر فقال: «اللهم فقه في الدين».
وأخرجه كذلك الإمام مسلم (ح2477) فالحديث متفق عليه.
2- وبوَّب الإمام البخاري في صحيحه في كتاب الوضوء بابًا بعنوان: «الاستنجاء بالماء» (ح150) قال: حدثنا أبو الوليد هشام بن عبد الملك قال: حدثنا شعبة عن أبي معاذ واسمه عطاء بن أبي ميمونة قال: سمعت أنس بن مالك يقول: «كان النبي صلى الله عليه وسلم
إذا خرج لحاجته أجيء أنا وغلام معنا إداوة من ماء يعني يستنجي به».
قلت: هذا ما استبان لنا من سنة نبينا صلى الله عليه وسلم، فلا ندعها لقول أحد من الناس.
رابعًا: الإجماع الأول:
نقل الإمام ابن القيم في «إعلام الموقعين» (1/6): قال الشافعي: «أجمع المسلمون على أن من استبانت له سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن له أن يدعها لقول أحد من الناس».
خامسًا: البعد عن التقليد:
كذلك نقل الإمام ابن القيم الإجماع الثاني، قال أبو عمر وغيره من العلماء:
«أجمع الناس على أن المقلد ليس معدودًا من أهل العلم، وأن العلم معرفة الحق بدليله».
قال الإمام ابن القيم: «فقد تضمن هذان الإجماعان إخراج المتعصب بالهوى والمقلد الأعمى عن زمرة العلماء».
فالأمر بالنسبة للقصة بحث علمي حديثي مبني على التخريج والتحقيق لا تعصب ولا تقليد، وأمام هذه الفتنة نقول كما قال السلف: «سموا لنا رجالكم فينظر إلى أهل
السنة فيؤخذ حديثهم وينظر إلى أهل البدعة فيترك حديثهم». (مقدمة مسلم).
سادسًا: «طيب عرق النبي صلى الله عليه وسلم»:
نحن نثبت ما أثبتته السنة الصحيحة المطهرة، فقد أخرج مسلم (ح2331) كتاب الفضائل (ح83) باب: طيب عرقه صلى الله عليه وسلم من حديث أنس قال: دخل علينا النبي صلى الله عليه وسلم فقال (من القيلولة) عندنا، فعرق، وجاءت أمي بقارورة، فجعلت تسلت العرق فيها، فاستيقظ النبي صلى الله عليه وسلم،
فقال: «يا أم سليم، ما هذا الذي تصنعين؟» قالت: هذا عرقك نجعله في طيبنا وهو من
أطيب الطيب. اهـ.
سابعًا: ريق النبي صلى الله عليه وسلم:
أخرج البخاري في صحيحه (ح4210)، ومسلم (ح2406) من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر: «لأعطين هذه الراية غدًا رجلاً يفتح الله على يديه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله». قال: فبات الناس يدوكون ليلتهم: أيهم
يعطاها ؟ فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجو أن يعطاها، فقال: أين علي بن أبي طالب ؟ فقيل: هو يا رسول الله يشتكي عينيه. قال: فأرسلوا إليه،
فأُتي به فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه ودعا له فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع فأعطاه الراية، فقال عليّ: يا رسول الله، أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ فقال: «انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله
فيه فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحدًا خير لك من أن يكون لك حُمْرُ النَّعم». اهـ.
هذا من القصص الصحيحة على سبيل المثال لا الحصر في عرق النبي صلى الله عليه وسلم وريق النبي صلى الله عليه وسلم
فهي من دلائل النبوة نؤمن بها لثبوتها بالسنة الصحيحة المطهرة، وننكر كل حديث منكر ثبتت نكارته بالبحوث العلمية الحديثية.
فلسنا غلاة: نقلد تقليدًا أعمى جريًا وراء أصحاب القصص الواهية لإطراء نبينا،
ولسنا جفاة: نتعصب لقوم اتبعوا أهواءهم فأنكروا دلائل النبوة الثابتة لنبينا بالسنة المطهرة.
فقد أخرج البخاري في «صحيحه» (ح3445) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما سمع عمر رضي الله عنه يقول على المنبر: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، فإنما أنا عبد، فقولوا: عبد الله ورسوله».
وإن شاء الله سنواصل الحديث لتمييز الخبيث من الطيب.
هذا ما وفقني الله إليه وهو وحده من وراء القصد.
 
رد: سلسلة تحذير الداعية من القصص الواهية

«صعود أبي بكر إلى الغار وهو يحمل النبي على عاتقه»


نواصل في هذا التحذير تقديم البحوث العلمية الحديثية للقارئ الكريم حتى يقف على حقيقة هذه القصة التي اشتهرت على ألسنة الخطباء والوعاظ والقصاص، واغتر كثير من الناس بها، وكم من قصص واهية في الهجرة خرجناها وحققناها في هذه السلسلة وبينا بطلانها، ونذكر القارئ الكريم بما أوردناه من قصص واهية حول الهجرة اشتهرت وانتشرت ليأخذ حذره «قصة ثعبان الغار»، و«قصة عنكبوت الغار والحمامتين»، و«قصة غناء بنات النجار في الهجرة»، و«قصة لطم أبي جهل لأسماء بنت أبي بكر في الهجرة»، و«قصة أبي طالب في الهجرة ووصيته للنبي »، و«قصة اللجوء إلى الغار عند الشدائد»، و«قصة تحكيم إبليس في دار الندوة»، و«قصة تبول المشرك عند الغار»
ولقد بينا بطلان هذه القصص بالبحوث العلمية الحديثية، ثم أتينا عقب كل قصة بالقصص الصحيحة في الهجرة، ونواصل في هذا العدد التحذير من القصص الواهية التي جاءت في الهجرة، وهي قصة «صعود أبي بكر إلى الغار وهو يحمل النبي على عاتقه»

أولاً متن القصة

رُوي عن ضبَّة بن محصن العنزي، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في قصة ذكرها قال فقال عمر واللَّه لليلة من أبي بكر ويوم خير من عُمُرِ عُمَرَ، هل لك أن أحدثك بليلته ويومه ؟
قال قلت نعم يا أمير المؤمنين، قال أما ليلته فلما خرج رسول الله هاربًا من أهل مكة خرج ليلاً قتبعه أبو بكر، فجعل يمشي مرة أمامه، ومرة خلفه، ومرة عن يمينه، ومرة عن يساره، فقال له رسول الله «ما هذا يا أبا بكر ما أعرف هذا من فعلك؟» قال يا رسول الله، أذكر الرصد فأكون أماك، وأذكر الطلب فأكون خلفك، ومرة عن يمينك، ومرة عن يسارك، لا آمن عليك، قال فمشى رسول الله ليلته على أطراف أصابعه، حتى حفيت رجلاه، فلما رآى أبو بكر رضي الله عنه أنها قد حفيت حمله على كاهله، وجعل يشتد به حتى أتى به فم الغار، فأنزله، ثم قال والذي بعثك بالحق لا تدخله حتى أدخله، فإن كان فيه شيء نزل بي قبلك، فدخل فلم ير شيئًا، فحمله فأدخله، وكان في الغار خرق فيه حيات وأفاعٍ، فخشي أبو بكر أن يخرج منهن شيء يؤذي رسول الله ، فألقمه قدمه فجعلن يضربنه ويلسعنه الحيات والأفاعي، وجعلت دموعه تنحدر، ورسول الله يقول له يا أبا بكر، لا تحزن إن الله معنا، فأنزل الله سكينته الاطمئنانية لأبي بكر، فهذه ليلته» اهـ
قلت ومما ساعد على اشتهار هذه القصة أن صفي الرحمن المباركفوري أورد هذه القصة قصة حمل أبي بكر للنبي في كتابه «الرحيق المختوم» ص تحت عنوان «من الدار إلى الغار»، هذا الكتاب الذي اشتهر بين طلبة العلم فوزه بالجائزة الأولى والتي أعلنت رابطة العالم الإسلامي عنها في «المؤتمر الإسلامي الأسيوي الأول»، الذي عقد في كراتشي في شهر شعبان سنة هـ، كما أعلن على ذلك في جميع الصحف، وطبع بعدة لغات، مما أدى إلى اشتهار القصة
فقال المباركفوري في «الرحيق المختوم» ص «سلك النبي الطريق الواقع جنوب مكة نحو خمسة أميال حتى بلغ إلى جبل يعرف بجبل ثور، وهذا جبل شامخ وعر الطريق، صعب المرتقى، ذا أحجار كثيرة، فحفيت قدما رسول الله ، وقيل بل كان يمشي في الطريق على أطراف قدميه كي يخفي أثره، فحفيت قدماه، وأيَّا ما كان، فقد حمله أبو بكر حين بلغ إلى الجبل، وطفق يشتد به حتى انتهى به إلى غار في قمة الجبل، عرف في التاريخ بغار ثور» اهـ
قلت هكذا أورد القصة المباركفوري رحمه الله من غير تخريج ولا تحقيق
ثانيًا التخريج

هذه القصة الواهية التي اشتهرت، أخرج حديثها أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي في «دلائل النبوة» ، قال «أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران العدل ببغداد قال حدثنا أحمد بن سليمان النجار الفقيه إملاءً، قال قرئ علىَّ يحيى بن جعفر وأنا أسمع قال أخبرنا عبد الرحمن بن إبراهيم الراسبي، قال حدثني فرات بن السائب عن ميمون بن مهران، عن ضبة بن محصن العنزي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في قصة ذكرها »
ثالثًا تحقيق القصة

القصة «موضوعة» والموضوع هو الكذب المختلق المصنوع المنسوب إلى رسول الله ، وأجمع العلماء على أنه لا تحل روايته لأحد علم حاله في أي معنى كان إلا مع بيان سبب وضعه كذا في «التدريب»
وفي القصة علتان
الأولى عبد الرحمن بن إبراهيم الراسبي
أورده الإمام الذهبي في «الميزان» ، ثم قال «عبد الرحمن بن إبراهيم الراسبي عن مالك، أتى بخبر باطل طويل، وهو المتهم به، وأتى عن فرات بن السائب عن ميمون بن مهران عن ضبة بن محصن عن أبي موسى قصة الغار، وهو شبه وضع الطرقية»
قلت وأقر الحافظ ابن حجر في «لسان الميزان» قول الإمام الحافظ الذهبي في قصة الغار بأنها شبه وضع الطرقية
العلة الأخرى فرات بن السائب
أورده الإمام الذهبي في «الميزان» ، ثم قال «فرات بن السائب عن ميمون بن مهران
قال البخاري منكر الحديث
وقال ابن معين ليس بشيء
وقال الدارقطني وغيره متروك
وقال أحمد بن حنبل قريب من محمد بن زياد الطحان عن ميمون يتهم بما يتهم به ذاك
وأقر الحافظ ابن حجر في «اللسان» ، ما أورده الإمام الذهبي، ثم قال «وقال أبو حاتم الرازي ضعيف الحديث، منكر الحديث
وقال الساجي تركوه
وقال النسائي «متروك الحديث»
قُلْتُ وإلى القارئ الكريم بيان معاني هذه المصطلحات عند أئمة الجرح والتعديل
«وقول الإمام النسائي في فرات بن السائب «متروك الحديث» قاله في كتابه «الضعفاء والمتروكين» ترجمة
وهذا المصطلح عند الإمام النسائي له معناه، حيث قال الحافظ ابن حجر في «شرح النخبة» ص «كان مذهب النسائي أن لا يترك حديث الرجل حتى يجتمع الجميع على تركه»
وكذلك ما نقله الإمام الذهبي عن البخاري في فرات بن السائب أنه «منكر الحديث» حققناه في «التاريخ الكبير» حيث قال «فرات بن السائب أبو سليمان عن ميمون بن مهران تركوه منكر الحديث» اهـ
وهذا المصطلح للإمام البخاري له معناه، يظهر هذا من تنبيهات السيوطي في «التدريب» حيث قال «البخاري يطلق منكر الحديث على من لا تحل الرواية عنه»
وكذلك ما نقله الإمام الذهبي عن الإمام ابن معين في فرات بن السائب أنه «ليس بشيء»
قال الإمام ابن أبي حاتم في كتابه «الجرح والتعديل» «عن يحيى بن معين أنه قال لا شيء يعني ليس بثقة» اهـ
قلت بهذا التحقيق في فرات يتضح ما أورده الإمام ابن حبان في «المجروحين» حيث قال «الفرات بن السائب الجزري، يروي عن ميمون بن مهران، كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات، ويأتي بالمعضلات عن الثقات، لا يجوز الاحتجاج به، ولا الرواية عنه، ولا كتابة حديثه إلا على سبيل الاختبار» اهـ
وهذا التحقيق له فائدة عظيمة لطالب هذا العلم عندما يقارن بين قول ابن حبان الذي ذكرناه آنفًا في فرات بن السائب، وبين ما قاله الحافظ ابن حجر في «التقريب» في ميمون بن مهران حيث قال «ميمون بن مهران الجزري أبو أيوب أصله كوفي، نزل الرقة، ثقة فقيه ولي الجزيرة لعمر بن عبد العزيز» اهـ
بهذا يتبين أن الفرات بن السائب الجزري متروك، منكر الحديث، ليس بثقة، كان ممن يروي الموضوعات عن الثقات، كما روى هذه القصة الواهية عن ميمون بن مهران الجزري
رابعًا

نستنتج من هذا التخريج والتحقيق أن القصة واهية والحديث الذي جاءت به موضوع، وهي كما قال الإمام الذهبي خبر باطل طويل هو شبه وضع الطرقية
وأن لكل إمام من أئمة هذا الفن مصطلحه الذي يبين مذهبه في الراوي، والذي يحتم على طالب هذا الفن أن يعرف معناه، حتى يقف على مرتبة الراوي
علم المصطلح التطبيقي يتوقف على
أ علم التخريج، وبه يحصل الباحث على الطريق أو الطرق الموصلة للمتن
ب علم الجرح والتعديل وبه يحصل الباحث على مرتبة كل راوٍ
جـ علم المصطلح وبه يحصل الباحث على درجة الحديث بتطبيقه على مرتبة الراوي ومدى ما به من علة وشذوذ
خامسًا الصحيح في الهجرة
وإلى القارئ الكريم بعض القصص والأحاديث الصحيحة التي جاءت في الهجرة
«صحيح البخاري» ح ، ، ، ومسلم ح
والبخاري ح ، ، ومسلم ح
والبخاري ح ، ، ومسلم ح
والبخاري ح ، ومسلم
والبخاري ح
ولقد بوَّب الإمام البخاري بابًا في «صحيحه» في كتاب «مناقب الأنصار» الباب باب «هجرة النبي وأصحابه إلى المدينة»
هذا على سبيل المثال لا الحصر لبيان القصص والأحاديث الصحيحة في الهجرة
فليتمسك بها الداعية، وليحذر من مثل هذه القصة الواهية التي تجعل النبي في غاية الضعف وهو في طريقه إلى الغار، لدرجة أنه لم يستطع المشي فحمله أبو بكر الصديق على كاهله، والكاهل من الإنسان ما بين كتفيه كذا في «لسان العرب» ، حتى بلغ الجبل ثم صعد به الجبل إلى فم الغار وأنزله، حتى يتبين ما في داخل الغار، وهذه القصة الواهية تجعل النبي في غاية الضعف، لدرجة أنه لم يستطع أن يدخل من فم الغار إلى داخل الغار فحمله أبو بكر فأدخله
انظر كيف سولت للوضاعين أنفسهم أن يضعوا مثل هذه القصة المنكرة
سادسًا قصة صحيحة تدل على نكارة هذه القصة
وإلى القارئ الكريم هذه القصة التي تدل على قوة نبينا في أشد المواقف التي يعجز فيها أقوى الرجال
فقد أخرج الإمام البخاري في صحيحه ح قال حدثنا خلاد بن يحيى، حدثنا عبد الواحد بن أيمن عن أبيه قال «أتيت جابرًا رضي الله عنه فقال إنَّا يوم الخندق نحفر فَعَرَضَت كُدْيَةٌ شديدة، فجاءوا النبي ، فقالوا هذه كُدْية عرضت في الخندق، فقال أنا نازل، ثم قام وبطنه معصوب بحجر، ولبثنا ثلاثة أيام لا نذوق ذواقًا، فأخذ النبي المعول فضرب في الكدية، فعاد كثيبًا أهيل »
قلت والكدية هي القطعة الصلبة الصماء من الجبل أعجزتهم فلجأوا إلى النبي فضرب في الكدية فعاد كثيبًا أهيل أي رملاً يسيل ولا يتماسك، قال الله تعالى «وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَهِيلاً» المزمل ، أي رملاً منهالا منتثرًا
هذه هي القوة التي أعطاها الله لنبينا تنهال أمامها أشد الصخور، وهو في أشد أوقات الجوع ثلاثة أيام لا يذوق ذوقًا هو وأصحابه، وهنا تظهر في نفس قصة الكدية معجزة تكثير الطعام حتى شبع المهاجرون والأنصار وبقي بقية، فقال النبي لامرأة جابر «كلي هذا وأهدي، فإن الناس أصابتهم مجاعة» كل هذا بصاع من شعير وعناق، وهي أنثى المعز
انظر إلى صخرة شديدة ومجاعة شديدة فكانت المعجزتان معجزة فتَّتت الصخرة، ومعجزة أذهبت المجاعة وبهذا تتبين الحكمة من الصخرة والمجاعة فتطمئن قلوب الصحابة بدلائل النبوة في أشد الغزوات التي تجمّع فيها الأحزاب، ورزقهم الله بالاطمئنان الثبات حتى نصر الله عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده
هذا ما وفقني الله إليه، وهو وحده من وراء القصد
 
رد: سلسلة تحذير الداعية من القصص الواهية

تحذيرالداعية من القصص الواهية
الشيخ علي حشيش .

قصة

الحديث الذى جمع فأوعى

الراوي الذي صام سنة
ليتحمل قصة الحديث الذي جمع فأوعى

هذه القصة التي اشتهرت بين الناس، وانتشرت انتشارًا واسعًا، نتيجة طبع هذه القصة في أنحاء البلاد، وتوزيعها على الناس، بأعداد كثيرة، وصور مختلفة.
وفي هذه القصة يأتي أعرابي إلى رسول الله #، ويسأله أربعة وعشرين سؤالا، هذا بالنسبة للمتن.
وبالبحث عن القصة التي جاء بها هذا المتن، وجدنا أن للسند أيضًا قصة عجيبة وغريبة سنبينها للقارئ الكريم عند تحقيق هذه القصة.
والتي يقولون فيها:
إن خالد بن الوليد رضي الله عنه قال:
جاء أعرابي إلى رسول الله # فقال: يا رسول الله جئت أسألك عما يغنيني في الدنيا والآخرة. فقال رسول الله #: "سل عما بدالك".
قال: أريد أن أكون أعلم الناس.
فقال رسول الله #: "اتق الله تكن أعلم الناس".
قال: أريد أن أكون أغنى الناس.
فقال رسول الله #: "كن قانعًا تكن أغنى الناس".
قال: أحب أن أكون أعدل الناس.
فقال رسول الله #: "أحب للناس ما تحب لنفسك تكن أعدل الناس".
قال: أحب أن أكون خير الناس.
فقال رسول الله #: "كن نافعًا للناس تكن خير الناس".
قال: أحب أن أكون أخص الناس إلى الله.
فقال رسول الله #: "أكثر ذكر الله تكن أخص الناس إلى الله".
قال: أحب أن يكمل إيماني.
فقال رسول الله #: "حسن خلقك يكمل إيمانك".
قال: أحب أن أكون من المحسنين.
فقال رسول الله #: "اعبد الله كأنك تراه وإن لم تكن تراه فإنه يراك تكن من المحسنين.
قال: أحب أن أكون من المطيعين.
فقال رسول الله #: "أدِّ فرائض الله تكن من المطيعين".
قال: أحب أن ألقى الله نقيًا من الذنوب.
فقال رسول الله #: "اغتسل من الجنابة متطهرًا تلق الله نقيًا من الذنوب".
قال: أحب أن أحشر يوم القيامة في النور.
فقال رسول الله #: "لا تظلم أحدًا تحشر يوم القيامة في النور".
قال: أحب أن يرحمني ربي يوم القيامة.
فقال رسول الله #: "ارحم نفسك وارحم عباده يرحمك ربك يوم القيامة".
قال: أحب أن تَقِل ذنوبي.
فقال رسول الله #: "أكثر من الاستغفار تقل ذنوبك".
قال: أحب أن أكون أكرم الناس.
فقال رسول الله #: "لا تشكُ من أمرك شيئًا إلى الخلق تكن أكرم الناس".
قال: أحب أن أكون أقوى الناس.
فقال رسول الله #: "توكل على الله تكن أقوى الناس".
قال: أحب أن يوسع الله عليّ في الرزق.
فقال رسول الله #: "دم على الطهارة يوسع الله عليك في الرزق".
قال: أحب أن أكون من أحباب الله ورسوله.
فقال رسول الله #: "أحب ما أحبه الله ورسوله تكن من أحبابهما".
قال: أحب أن أكون آمنًا من سخط الله يوم القيامة.
فقال رسول الله #: : "لا تغضب على أحد من خلق الله تكن آمنًا من سخط الله يوم القيامة".
قال: أحب أن تستجاب دعوتي.
فقال رسول الله #: "اجتنب أكل الحرام تستجب دعوتك".
قال: أحب أن يسترني ربي يوم القيامة.
فقال رسول الله #: "استر عيوب إخوانك يسترك الله يوم القيامة".
قال: ما الذي ينجي من الذنوب؟ أو قال: من الخطايا؟
فقال رسول الله #: "الدموع والخضوع والأمراض".
وقال: أي حسنة أعظم عند الله تعالى؟
فقال رسول الله #: "حسن الخلق والتواضع والصبر على البلاء".
وقال: أي سيئة أعظم عند الله تعالى؟
فقال رسول الله #: "سوء الخلق والشح المطاع".
قال: ما الذي يسكن غضب الرب في الدنيا والآخرة؟
فقال رسول الله #: "الصدقة الخفية وصلة الرحم".
قال: ما الذي يطفئ نار جهنم يوم القيامة؟
فقال رسول الله #: "الصبر في الدنيا على البلاء والمصائب".
ثم يذكرون في نهاية هذه الأسئلة:
أن الإمام المستغفري قال: "ما رأيت حديثًا أعظم وأشمل لمحاسن الدين وأنفع من هذا الحديث. جمع فأوعى".
ثم يذكرون تخريج هذه القصة فيقولون: "رواه الإمام أحمد بن حنبل".

أولا: التخريج وقصة أخرى بالسند

بالبحث في مصنفات الإمام أحمد رحمه الله تعالى لم أجد الحديث الذي جاءت به هذه القصة ذات الأربعة والعشرين سؤالا، وإن تعجب فعجب قولهم: "رواه الإمام أحمد" تلك العبارة التي يختمون بها هذه القصة، وهذا افتراء على الإمام رحمه الله تعالى.
وبالبحث وجدنا أن هذه القصة بهذه الأسئلة العديدة أوردها الإمام على بن حسان الدين عبد الملك بن قاضي خان الشهير بالمتقي الهندي البرهان فوري المتوفي سنة خمس وسبعين وتسعمائة في كتابه "كنز العمال" (127/16،129) ح (44154): مع قصة السند.
قال الشيخ جلال الدين السيوطي رحمه الله تعالى:
وجدت بخط الشيخ شمس الدين بن القماح في مجموع له عن أبي العباس المستغفري قال قصدت مصر أريد طلب العلم من الإمام أبي حامد المصري والتمست منه حديث خالد بن الوليد، فأمرني بصوم سنة (!)، ثم عاودته في ذلك، فأخبرني بإسناده عن مشايخه إلى خالد بن الوليد قال جاء رجل إلى النبي # فقال إني سائلك عمَّا في الدنيا والآخرة، فقال له سل عما بدا لك، قال يا نبي الله أحب أن أكون أعلم الناس..." الحديث.

ثانيا "التحقيق"
هذه القصة واهية والحديث الذي جاءت به منكر جدًا وهو مرويّ وجادة وسنبين للقارئ الكريم معنى هذا المصطلح "الوِجادة".
فهو طريقة من طرق تحمل الحديث ومجامعها ثمانية أقسام، قال الإمام النووي في "التقريب" (60/2 تدريب):
"القسم الثامن: الوِجادَةُ، وهي مصدر لِوَجَدَ مُوَلَّدٌ غير مسموع من العرب وهي أن يقف على أحاديث بخط راويها لا يرويها الواحد عنه بسماع ولا إجازة فله أن يقول: وجدت أو قرأت بخط فلان أو في كتابه بخطه حدثنا فلان ويسوق الإسناد والمتن، أو قرأت بخط فلان عن فلان، هذا الذي استمر عليه العمل قديما وحديثا وهو من باب المنقطع" أه.
قلت:
1 من هذا يتبين أن الرواية بالوِجادة حكمها: أنها من باب المنقطع.
2 السند الذي رواه السيوطي وجادة من ابن القماح إلى خالد بن الوليد يدل على أنه سند تالف.
3 قوله وجدت بخط ابن القماح عن الحافظ المستغفري يدل على أن الحديث مردود بالسقط في الإسناد وهو سقط ليس بالهين لوجود إعضال بين ابن القماح هذا والحافظ المستغفري المتوفي سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة.
والمعضل اصطلاحا: "ما سقط من إسناده اثنان أو أكثر على التوالي".
4 وأبو حامد المصري مجهول.
5 رحلة الإمام المستغفري إلى مصر لطلب العلم من أبي حامد المصري وأنه التمس هذا الحديث من أبي حامد المصري فأمره بصوم سنة فلينظر القارئ الكريم إلى هذه البدعة "طلب حديث بصوم سنة".
6 وإن تعجب فعجب قول المستغفري التمست من أبي حامد حديث خالد بن الوليد فأمرني بصوم سنة ثم عاودته في ذلك فأخبرني بإسناده من مشايخه إلى خالد بن الوليد.
من هذا يتبين أن سائر الإسناد مجهول فلا يعرف أبو حامد المصري هذا ولا من هم رجاله إلى خالد بن الوليد.
7 لذلك قال الإمام الكتاني في "الرسالة المستطرقة" ص (39)!
أبو العباس جعفر بن محمد بن المعتز بن محمد بن المستغفر (المستغفري) نسبة إلى المستغفر وهو جده المذكور يروي الموضوعات من غير تبيين.
8 قلت: وهذا الحديث ظاهرة عليه علامات الوضع في السند من قصة مكذوبة منكرة وفي المتن الملفق من أحاديث كثيرة فيها الثابت والواهي.
9 قولهم في نهاية الحديث رواه الإمام أحمد عن خالد بن الوليد.
أ وهذا افتراء على الإمام أحمد رحمه الله وانظر مسند أحمد (88/4) لم يوجد به على سعته إلا ثلاثة أحاديث لخالد بن الوليد ح (16858)، (16859)، (16860) الأول والثاني حول حكم أكل لحم الضب والثالث "من عادى عمارا...".
ب ويظهر هذا الافتراء أيضا من البحث في الكتب الستة في مسند خالد بن الوليد الذي أورده الإمام المزي في "تحفة الأشراف" (111/3) رقم (123) حيث لم يوجد في الكتب الستة من سند خالد إلا سبعة أحاديث ح (3504)، (3505)، (3056)، (3507)، (3508)، (3509)، (3510) ولم يوجد بها هذا الحديث المنكر بما يحمله من قصص منكرة.
ج وكذلك بالبحث في مسند أبي يعلى من حديث خالد بن الوليد (138/13 149) فلم نجد إلا عشرة أحاديث من ح (7183) حتى (7192) ولا يوجد بها هذا الحديث.
د وكذلك بالبحث في معجم "الطبراني الكبير" من حديث خالد بن الوليد (103/4 115) فوجدنا به ثلاثة وأربعين حديثا من ح (3798) حتى ح (3840) ولا يوجد بها هذا الحديث.
ه ثم تتبعنا باقي السنن والمسانيد فلم نجد قصة الأعرابي الذي جاء يسأل الرسول # أربعة وعشرين سؤالا، ولا قصة طلب حديث بصوم سنة.
10 بهذا يتبيَّن أن هذا الحديث بما فيه من قصة سنده، وبما فيه من قصة الأعرابي الذي يسأل والرسول # يجيب، لا يصح.
والحديث مكذوب مختلق ليس هو في شيء من كتب السنة المعتمدة لا الصحيحين ولا السنن ولا المسانيد، ومن علم أنه كذب على رسول الله #، لم يحل له أن يرويه عنه أو يكتبه.
11 وعليه فإن الذين يقومون بطبع هذا الحديث وتصويره وتوزيعه على الغافلين الذين لا دراية لهم بالحديث ويصدقون كل أحد قد بيَّنا لهم حقيقة هذا الحديث لعلهم عن طبعه وتصويره يرجعون، حيث أنهم كانوا يظنون أنهم بفعلهم هذا إلى الله يتقربون فهم فيما مضى معذورون، والآن بعد إقامة الحجة عليهم ببطلان الحديث. ليس أمامهم إلا قول رسول الله # في الحديث رقم (109) في "صحيح البخاري" من حديث سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال: سمعت النبي # يقول: "من يقل عليَّ ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار".
12 فالذي كذبه واختلقه جمعه من أحاديث بعضها كذب وبعضها ملفق المعنى والحديث في مجموعه حديث منكر جدا كما بيَّنا.
"بدعة صيام سنة لطلب حديث"
قول الإمام المستغفري: "قصدت مصر أريد العلم من الإمام أبي حامد المصري والتمست منه حديث خالد بن الوليد فأمرني بصوم سنة...".
وإن تعجب فعجب كيف يطلب المستغفري الحديث من رجل فيأمره هذا الرجل أن يفعل ما لم يفعله رسول الله #:
1 فقد ثبت في "صحيح البخاري" ح (1969) من حديث عائشة رضي الله عنها قالت:
"ما رأيت رسول الله # استكمل صيام شهر إلا رمضان وما رأيته أكثر صياما منه في شعبان".
2 وثبت في "صحيح البخاري" ح (5063) ومسلم ح (1401) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي # يسألون عن عبادة النبي # فلما أُخبروا بها كأنهم تقالوها، فقالوا: وأين نحن من النبي #؟ قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، قال أحدهم: أما أنا فأنا أصلي الليل أبدا، وقال آخر: أنا أصوم الدهر ولا أفطر، وقال آخر: أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدًا فجاء رسول الله # فقال: "أنتم الذين قلتم كذا وكذا؟ أما والله إني لأخشاكم لله وأنقاكم له، لكني أصوم وأفطر وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني" أه.
قال الحافظ في "الفتح" (719):
"قوله (فمن رغب عن سنتي فليس مني): المراد بالسنة الطريقة، والرغبة عن الشيء: الإعراض عنه إلى غيره". أه.
بديل صحيح لصيام الدهر
قال رسول الله #:
"ثلاث من كل شهر ورمضان إلى رمضان فهذا صيام الدهر كله".
الحديث "صحيح" أخرجه مسلم ح (1162) من حديث أبي قتادة الأنصاري.
"بدائل صحيحة لما جاء في القصة من أسئلة"
1 من الواهيات بالقصة:
قال أحب أن أحشر يوم القيامة في النور.
فقال رسول الله #: "لا تظلم أحدا تحشر يوم القيامة في النور"
البديل الصحيح:
"اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة..."
الحديث "صحيح" أخرجه أحمد ومسلم من حديث جابر.
2 من الواهيات بالقصة:
قال أحب أن يرحمني ربي يوم القيامة.
فقال رسول الله #: "ارحم نفسك وارحم عباده يرحمك ربك يوم القيامة".
البديل الصحيح:
"الراحمون يرحمهم الرحمن تبارك وتعالى: ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء".
الحديث "صحيح" أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي والحاكم من حديث عبد الله بن عمرو وقال الترمذي (285/4) شاكر): "هذا حديث حسن صحيح".
3 من الواهيات بالقصة:
قال: أحب أن أكون من المحسنين.
فقال رسول الله #: "اعبد الله كأنك تراه وإن لم تكن تراه فإنه يراك تكن من المحسنين".
البديل الصحيح:
سؤال جبريل عليه السلام لرسول الله #: أخبرني عن الإحسان؟
قال النبي #: "أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك".
الحديث "صحيح" أخرجه الإمام مسلم في "صحيحه" ح(1)
4 من الواهيات بالقصة:
قال أحب أن يسترني ربي يوم القيامة.
فقال رسول الله #: "استر عيوب إخوانك يسترك الله يوم القيامة".
البديل الصحيح:
"المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يُسْلمُه ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة".
الحديث (صحيح) أخرجه البخاري ح (2442)، ح (6951) واللفظ له ومسلم ح (2580).
5 من الواهيات بالقصة:
قال أحب أن يكمل إيماني.
فقال رسول الله #: "حسن خلقك يكمل إيمانك".
البديل الصحيح:
"أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا".
الحديث: أخرجه أحمد وأبو داود وابن حبان والحاكم من حديث أبي هريرة.
وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم.
قلت: محمد بن عمرو لم يرو له مسلم احتجاجا ولكن روى له متابعة فالحديث حسن فقط قال الذهبي في "الميزان" (8015/673/3) محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي المدني شيخ مشهور حسن الحديث مكثر عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قد أخرج له الشيخان متابعة" إه قلت وللحديث متابعة أخرجها ابن حبان (1311) ومتابعة أخرى عند أحمد (527/2) والحاكم (3/1) ويرتقى بهذه المتابعات إلى درجة الصحيح لغيره.
انظر تحقيقنا لحديث محمد بن عمرو في كتابنا "علم مصطلح الحديث التطبيقي" (ص257) وبحثنا في المتابعات والشواهد حتى ص (262، 263، 264).
هذا ما وفقني الله إليه وهو حده من وراء القصد.

نقلا عن مجلة التوحيد
 
رد: سلسلة تحذير الداعية من القصص الواهية

قصة على رضى الله عنه و صلاة حفظ القرآن


أولاً المتن

رُوي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال «بينما نحن عند رسول الله إذ جاءه علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فقال بأبي أنت، تفلّت هذا القرآن من صدري فما أجدني أقدر عليه، فقال له رسول الله «يا أبا الحسن، أفلا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن، وينفع بهن من علمته، ويُثبت ما تعلمت في صدرك؟» قال أجل يا رسول الله فعلِّمني، قال
«إذا كان ليلة الجمعة فإن استطعت أن تقوم في ثلث الليل الآخر فإنها ساعة مشهودة، والدعاء فيها مُستجاب، وقد قال أخي يعقوب لبنيه «سوف أستغفر لكم ربي» يقول حتى تأتي ليلة الجمعة، فإن لم تستطع فقم في وسطها، فإن لم تستطع فقم في أولها، فصلِّ أربع ركعات، تقرأ في الركعة الأولى بـ «فاتحة الكتاب» وسورة «يس»، وفي الركعة الثانية «بفاتحة الكتاب» و«حم الدخان»، وفي الركعة الثالثة بـ «فاتحة الكتاب»، و«ألم تنزيل السجدة»، وفي الركعة الرابعة بـ «فاتحة الكتاب»، و«تبارك المفصل»، فإذا فرغت من التشهد فاحمد الله، وأحسن الثناء على الله، وصلِّ عليّ وأحْسن، وعلى سائر النبيين، واستغفر للمؤمنين والمؤمنات، ولإخوانك الذين سبقوك بالإيمان، ثم قل في آخر ذلك
«اللهم ارحمني بترك المعاصي أبدًا ما أبقيتني، وارحمني أن أتكلف ما لا يعنيني، وارزقني حسن النظر فيما يرضيك عني، اللهم بديع السماوات والأرض، ذا الجلال والإكرام، والعزة التي لا تُرام، أسألك يا الله يا رحمن بجلالك ونور وجهك أن تلزم قلبي حفظ كتابك كما علمتني، وارزقني أن أتلوه على النحو الذي يرضيك عني، اللهم بديع السماوات والأرض، ذا الجلال والإكرام، والعزة التي لا ترام، أسألك يا الله يا رحمن بجلالك ونور وجهك أن تنورِّ بكتابك بصري، وأن تطلق به لساني، وأن تفرج به عن قلبي، وأن تشرح به صدري، وأن تستعمل به بدني، فإنه لا يعينني على الحق غيرك، ولا يؤتينيه إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم»
يا أبا الحسن، تفعل ذلك ثلاث جمع، أو خمسًا، أو سبعًا، تُجاب بإذن الله، والذي بعثني بالحق ما أخطأ مؤمنًا قط»
قال ابن عباس فوالله ما لبث عليٌّ إلا خمسًا أو سبعًا حتى جاء رسولَ الله في مثل ذلك المجلس فقال يا رسول الله، إني كنت فيما خلا لا أخذ إلا أربع آيات ونحوهن، فإذا قرأتهن على نفسي تَفَلَّتْنَ، وأنا أتعلم اليوم أربعين آية ونحوها، فإذا قرأتها على نفسي فكأنما كتاب الله بين عيني، ولقد كنت أسمع الحديث فإذا رددته تَفَلَّتَ، وأنا اليوم أسمع الأحاديث، فإذا تحدثت بها لم أخرم منها حرفًا، فقال رسول الله عند ذلك «مؤمن ورب الكعبة أبا الحسن»

ثانيًا التخريج

أخرجه الترمذي في «السنن» شاكر ح ، والحاكم في «المستدرك» ، ، وابن الجوزي في «الموضوعات» من طريق سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي عن الوليد بن مسلم، حدثنا ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح وعكرمة مولى ابن عباس عن ابن عباس أنه قال «بينما نحن عند رسول الله » القصة

ثالثًا التحقيق

هذه القصة واهية، حديثها موضوع، أوردها الإمام ابن الجوزي في «الموضوعات»، والمتهم به الوليد بن مسلم، وتدليسه تدليس التسوية، حيث أشار إليه ابن الجوزي في «الموضوعات» فقال «أما الوليد فقال علماء النقل كان يروي عن الأوزاعي أحاديث هي عند الأوزاعي عن شيوخ ضعفاء عن شيوخ قد أدركهم الأوزاعي مثل نافع والزهري فيسقط أسماء الضعفاء ويجعلها عن الأوزاعي عنهم»
وتدليس التسوية الذي اشتهر به الوليد بن مسلم شر أنواع التدليس، ولكي يستبين للقارئ هذا الشر، فلا بد أن نبين صورته
قال الإمام السخاوي في «فتح المغيث» «وممن كان يفعله الوليد بن مسلم، وصورته أن يروي المدلس حديثًا عن شيخ ثقة بسند فيه راوٍ ضعيف، فيحذفه المدلس من بين الثقتين اللذين لقي أحدهما الآخر، ولم يذكر أولهما بالتدليس، ويأتي بلفظ محتمل فيستوي الإسناد كله ثقات، ويصرح المدلس بالاتصال عن شيخه ؛ لأنه قد سمعه منه، فلا يظهر في الإسناد ما يقتضي رده إلا لأهل النقد والمعرفة بالعلل، ويصير الإسناد عاليًا وهو في الحقيقة نازل، وهو مذموم جدًا لما فيه من مزيد الغش والتغطية» اهـ
قُلْتُ وبهذا يتبين أن تدليس التسوية هو رواية الراوي عن شيخه، ثم إسقاط راوٍ ضعيف بين ثقتين لقى أحدهما الآخر، وصورة ذلك أن يروي الراوي حديثًا عن شيخ ثقة، وذلك الثقة يرويه عن ضعيف عن ثقة، ويكون الثقتان قد لقي أحدهما الآخر، فيأتي المدلس الذي سمع الحديث من الثقة الأول، فيسقط الضعيف الذي في السند، ويجعل الإسناد عن شيخه الثقة عن الثقة الثاني بلفظ محتمل، فيُسّوي الإسناد كله ثقات، وهذا النوع من التدليس شر أنواع التدليس ؛ لأن الثقة الأول قد لا يكون معروفًا بالتدليس، ويجده الواقف على السند كذلك بعد التسوية قد رواه عن ثقة آخر، فيحكم له بالصحة، وفيه غرر شديد
لذلك أورد هذا الحديث الذي جاءت به هذه القصة الواهية، الشيخ الألباني رحمه الله في «سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة» ح ، وقال «هذا حديث منكر»، وأورده في «ضعيف الترغيب» ح ، وقال «موضوع» ثم بيَّن القاعدة في التسوية بعد أن بيّن أن الوليد بن مسلم يدلس تدليس التسوية، نقلاً عن الحافظ ابن حجر، ثم بيّن أن الوليد بن مسلم إذا صرح بالتحديث عن ابن جريج لا يغني ولا يسمن في تدليس التسوية، حيث قال الألباني رحمه الله
«فيه قصور لا يخفى، فالصواب اشتراط تصريحه بالتحديث في شيخه وسائر الرواة الذين فوقه، لنأمن بذلك من شر تدليسه تدليس التسوية، ولولا ذلك لكان إسناد هذا الحديث صحيحًا، لكون الوليد قال فيه حدثنا ابن جريج كما رأيت، فلما لم يتابع التصريح بالتحديث فوق ذلك قامت العلة في الحديث ؛ لاحتمال أن يكون بين ابن جريج وعطاء وعكرمة أحد الضعفاء، فدلّس الوليد، كما في الأمثلة التي رواها الهيثم بن خارجة رحمه الله تعالى»
قال الإمام السخاوي في «فتح المغيث»
«وأما القدماء فسموه تجويدًا، حيث قالوا جوَّده فلان»
قُلْتُ هكذا كان يسمى تدليس التسوية تجويدًا، حيث يجوّد الإسناد بإسقاط المجروحين وضم القوي إلى القوي تلبيسًا على من يحدث، وغرورًا لمن يأخذ عنه فتأتي الحيرة من هذا التجويد، حتى قال الإمام الذهبي في «التلخيص» مستدرك «هذا حديث منكر شاذ أخاف ألا يكون موضوعًا وقد حيرني والله جودة سنده»
قُلْتُ ثم قال الإمام الذهبي في «الميزان» ترجمة «الوليد بن مسلم أبو العباس الدمشقي من أنكر ما أتى حديث حفظ القرآن»

رابعًا طريق آخر

أخرجه ابن السني في «عمل اليوم والليلة» ح ، ونبين للقارئ الكريم هذا الطريق، حيث قال ابن السني «أخبرنا عبد الله بن محمد بن مسلم ومحمد بن حريم بن مروان قالا حدثنا هشام بن عمار، ثنا محمد بن إبراهيم القرشي، ثنا أبو صالح، ثنا عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه يا رسول الله، القرآن يَتَفَلَّتُ من صدري، فقال النبي «ألا أعلمك كلمات ينفعك الله عز وجل بهن ؟ » قال نعم، بأبي أنت وأمي، فقال «صلِّ ليلة الجمعة أربع ركعات تقرأ في الركعة الأولى بفاتحة الكتاب ويس، وفي الركعة الثانية بفاتحة الكتاب وحم الدخان، وفي الركعة الثالثة بفاتحة الكتاب وألم تنزيل السجدة، وفي الركعة الرابعة بفاتحة الكتاب وتبارك المفصل، فإذا فرغت من التشهد فاحمد الله وأثن عليه، وصلِّ على النبيين واستغفر للمؤمنين وقل «اللهم ارحمني بترك المعاصي أبدًا ما أبقيتني، وارحمني أن أتكلف ما لا يعنيني، وارزقني حسن النظر فيما يرضيك عني، اللهم بديع السماوات والأرض، ذا الجلال والإكرام، والعزة التي لا تُرام، أسألك يا الله يا رحمن بجلالك ونور وجهك أن تلزم قلبي حفظ كتابك كما علمتني، وارزقني أن أتلوه على النحو الذي يرضيك عني، وأسألك أن تنور بكتابك بصري، وتطلق به لساني، وتفرج به عن قلبي، وتشرح به صدري، وتستعمل به بدني، وتقويني على ذلك، وتعينني عليه، فإنه لا يعين على الخير غيرك، ولا يوفق لذلك إلا أنت، تفعل ذلك ثلاثًا أو خمسًا أو سبعًا تجاب بإذن الله عز وجل، وما أخطأت مؤمنًا قط، فأتى رسول الله بعد ذلك لسبع جمع فأخبره بحفظ القرآن، فقال النبي «مؤمن ورب الكعبة، علم أبا حسن»
وأخرج هذا الحديث الإمام ابن الجوزي في «الموضوعات» فقال
«أنبأنا ظفر بن علي الهمداني، أنبأنا أبو منصور محمود بن محمد بن إسماعيل الصرفي، حدثنا أحمد بن محمد بن الحسين، حدثنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدثنا الحسين بن إسحاق التستري، حدثنا هشام بن عمار، حدثنا محمد بن إبراهيم القرشي، حدثنا أبو صالح عن عكرمة عن ابن عباس قال قال عليّ يا رسول الله، إن القرآن يتفلت من صدري » القصة
قال ابن الجوزي «هذا حديث لا يصح، ومحمد بن إبراهيم مجروح، وأبو صالح لا نعلمه إلا إسحاق بن نجيح وهو متروك»
قُلْتُ قال الشيخ عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني رحمه الله في تحقيقه لـ «الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة» للشوكاني ص كتاب «الصلاة» ح «ذكره ابن الجوزي وقال محمد بن إبراهيم مجروح، وأبو صالح إسحاق بن نجيح متروك، فتحصل من هذا أن هشام بن عمار قد روى الخبر لكن بهذا الإسناد التالف»
قُلْتُ وأورد هذا الحديث أيضًا الشيخ الألباني في «سلسلة الأحاديث الضعيفة» من هذا الطريق، وعزاه لابن السني في «عمل اليوم والليلة»، والطبراني في «المعجم الكبير»، والعقيلي في «الضعفاء»، وأعله بأبي صالح وقال «وأبو صالح هو إسحاق بن نجيح الملطي، وهو وضاع دجال»
قُلْتُ وبيان هذا الوضع بيّنه الإمام الذهبي في «الميزان» ترجمة حيث قال «إسحاق بن نجيح الملطي، وكنيته أبو صالح
قال أحمد هو من أكذب الناس، وقال يحيى معروف بالكذب ووضع الحديث، وقال يعقوب الفسوي لا يكتب حديثه، وقال النسائي والدارقطني متروك، وقال الفلاس كان يضع الحديث صراحًا» اهـ
قلت وهذا الطريق لا يزيد القصة إلا وهنًا على وهن
وبهذا التحقيق تصبح القصة واهية لما فيها من تدليس تسوية وهو من أشر أنواع التدليس،وبما فيها من كذابين، كما بيّنا من التحقيق
ومن أراد أن ييسر الله له حفظ القرآن الكريم، وتيسير العمل به، فعليه بتقوى الله ؛ لقوله تعالى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ البقرة
هذا ما وفقني الله إليه، وهو وحده من وراء القصد
 
رد: سلسلة تحذير الداعية من القصص الواهية

قصة عروس النيل وبطاقة عمر بن الخطاب رضى الله عنه

اولاً : المتن :

" لما فتح عمرو بن العاص مصر أتى أهلها إلى عمرو بن العاص حين دخل بؤونة من أشهر العجم فقالوا له :أيها الأمير ان لنيلنا هذا سنة لا يجرى الا بها فقال لهم : وما ذاك ؟قالوا : انه اذا كان لثنتى عشرة ليلة تخلو من هذا الشهر عمدنا الى جارية بكر بين ابويها فأرضينا ابويها وجعلنا عليها الحُلىّ والثياب افضل ما يكون , ثم ألقيناها فى هذا النيل , فيجرى .
فقال لهم عمرو :إن هذا لا يكون فى الاسلام وإن الاسلام يهدم ما قبله, فأقاموا
بؤونة وابيب ومسرى لا يجرى قليلاً ولا كثيراً حتى هموا بالجلاء , فلما رأى ذلك عمرو ,كتب الى عمر بن الخطاب بذلك , فكتب إليه عمر : قد أصبت ان الاسلام يهدم ما قبله وقد بعثت إليك ببطاقة فألقها فى داخل النيل اذا اتاك كتابى .
فلما قدم الكتاب على عمرو وفتح البطاقة فاذا فيها : " من عبد الله :امير المؤمنين الى نيل اهل مصر اما بعد : فان كنت تجرى من قبلك فلا تجر وان كان الله الواحد القهار الذى يجريك فنسال الله الواحد القهار ان يجريك ."
فعرّفهم عمرو بكتاب امير المؤمنين والبطاقة ثم القاها فالقى عمرو البطاقة فى النيل قبل يوم الصليب بيوم وقد تهيأ أهل مصر للجلاء والخروج منها لانه لا يقوم بمصلحتهم فيها الا النيل فأصبحوا يوم الصليب وقد اجراه الله ستة عشر ذراعاً فى ليلة وقطع الله تلك السُّنًّة عن أهل مصر. "






ثانياً: التخريج:

الخبر الذى جاءت به هذه القصة اخرجه ابن عبد الحكم وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم بن اعين بن الليث بن رافع فى كتابه "فتوح مصر واخبارهم " ص264 حيث قال : حدثنا عثمان بن صالح عن ابن لهيعة عن قيس بن الحجاج عن من حدثه قال "........."القصة .
واخرج هذه القصة ايضاً ابن قدامة وهو عبد الله بن احمد بن محمد بن قدامة فى كتابه "الرقة والبكاء " ص 122 الخبر "91" قال: اخبرنا محمد بن عبد الباقى انبأنا ابو بكر احمد بن زكريا الطرثيثى سنة483 انبانا ابو القاسم هبة الله بن الحسن الطبرى حدثنا محمد بن ابى بكر حدثنا محمد بن مخلد حدثنا محمد بن إسحاق حدثنا عبد الله بن صالح حدثنى لهيعة عن قيس بن الحجاج عن من حدثه قال :"............." القصة .





ثالثاً : التحقيق :


القصة واهية وفيها علتان :

الاولى : عبد الله بن لهيعة :

وهو عبد الله بن لهيعة بن عقبة بن فرعان بن ربيعة بن ثوبان الحضرمى ابو عبد الرحمن المصرى .
1/ قال الامام ابن حبان فى "المجروحين "
ا/ "قد سبرت اخبار ابن لهيعة من رواية المتقدمين والمتأخرين عنه فرأيت التخليط فى رواية المتاخرين عنه موجودا وما لا اصل له من رواية المتقدمين كثيرا فرجعت الى الاعتبار فرايته كان يدلس عن اقوام ضعفى عن اقوام راهم ابن اهيعة ثقات فالتزمت تلك الموضوعات به .
ب/ ثم قال : " واما رواية المتاخرين عنه بعد احتراق كتبه ففيها مناكير كثيرة وذاك انه كان لا يبالى ما دفع اليه قراءة سواء كان حديثه او غير حديثه فوجب التنكب عن رواية المتقدمين عنه قبل احتراق كتبه لما فيه من الاخبار المدلّسة عن الضعفاء والمتروكين ووجب ترك الاحتجاج برواية المتاخرين عنه بعد احتراق كتبه لما فيه مما ليس من حديثه ."
2/ لذلك اورده الحافظ ابن حجر فى " طبقات المدلسين " المرتبة الخامسة رقم12 حيث قال : " عبد الله بن لهيعة الحضرمى اختلط فى اخر عمره وكثرت عنه المناكير فى روايته . "

العلة الاخرى :

نجد ان هذا الخبر فيه راوٍ مبهم لم يروه عن هذا المبهم المجهول الا قيس ابن الحجاج تفرد به ابن لهيعة .
الحديث المبهم : هو الحديث الذى فيه راوٍ لم يُصَرًّح باسمه .قال البيقونى فى منظومته : " ومبهم ما فيه راوٍ لم يسم ". اهـ.
قال الحافظ بن حجر : فى شرح النخبة :" ولا يقبل حديث المبهم ما لم يسم لان شرط قبول الخبر عدالة رواية ومن ابهم اسمه لا تعرف عينه فكيف تعرف عدالته ؟؟"اهـ
قلت : وهذه العلة تجعل هذا الخبر مردودا وتزيد القصة وهنا على وهن خاصة وان قيس بن الحجاج من الطبقة السادسة كما فى التقريب حيث قال الحافظ ابن حجر : "قيس بن الحجاج الكلاعى المصرى من السادسة " .
فالقصة باطلة واهية بالتدليس والطعن فى ابن لهيعة ورواية شيخه عن مجهول مبهم فهى من منكرات ابن لهيعة التى يطول ذكرها .



انتهى التحقيق بفضل الله مع بعض التصرف .
والحمد لله رب العالمين .
 
رد: سلسلة تحذير الداعية من القصص الواهية

قصة المرأة التى اعترضت على الخليفة عمر رضى الله عنه فى مسألة المهور.


أولاً :المتن:
رُوى عن الشعبى قال : خطب عمر بن الخطاب رضى الله عنه الناس فحمد الله تعالى وأثنى عليه وقال :ألا لا تغلوا فى صداق النساء ,فإنه لا يبلغنى عن أحد ساق أكثر من شيئٍ ساقه رسول الله صلى الله عليه وسلم أو سيق إليه إلا جعلت فضل ذلك فى بيت المال ثم نزل فعرضت له امرأة من قريش فقالت : يا أمير المؤمنين أكتاب الله أحق أن يتبع أو قولك ؟ قال : بل كتاب الله تعالى فما ذاك ؟ قالت :نهيت الناس أنفاً أن لا يغالوا فى صداق النساء والله تعالى يقول فى كتابه : "وأتيتم إحداهن قنطاراً فلا تأخذوا منه شيئاً " سورة النساء فقال عمر رضى الله عنه كل أحد أفقه من عمر مرتين أو ثلاثا ثم رجع إلى المنبر فقال أيها للناس : إنى كنت نهيتكم ان لا تغالوا فى صداق النساء ألا فليفعل رجل بماله ما بدا له ."





ثانيا :التخريج:
أخرجه البيهقى فى "السنن الكبرى " قال أخبرنا أبو حازم الحافظ أنبأنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن حمزة الهروى حدثنا أحمد بن نجدة حدثنا سعيد بن منصور حدثنا هشيم حدثنا مجالد عن الشعبى قال : خطب عمر بن الخطاب رضى الله عنه ....فذكر القصة .
وأخرج سعيد بن منصور فى السنن قال حدثنا مجالد عن الشعبى به .
قلت : وبهذا يكون البيهقى رحمه الله أخرج القصة بسنده فالتقى مع سعيد بن منصور فى شيخه هشيم .



ثالثا:التحقيق:
القصة واهية والسند الذى جاءت به القصة تالف بالسقط فى الاسناد والطعن فى الراوى .
أولاً :السقط فى الاسناد :
1/قال ابن ابى حاتم فى المراسيل "عامر بن شراحيل الشعبى " : "سمعت أبى وأبا زرعة يقولان : الشعبى (عن ) عمر ,مرسل".
2/ ولذلك قال الامام البيهقى فى( السنن) بعد ان اخرج القصة : "هذا منقطع ".
3/قلت وعلامات الانقطاع ظاهرة بمعرفة "التواريخ والوفيات " , وهواحد انواع علوم الحديث اورده الامام النووى فى "التقريب" وقال :
"النوع الستون :التواريخ والوفيات : وهو فن مهم به يعرف اتصال الحديث وانقطاعه , وقد ادعى الرواية قوم فنظر فى التاريخ فظهر انهم زعموا الرواية بعد وفاتهم بسنين ."اهــ
أ/ ولقد نقل الحافظ بن حجر فى "التهذيب " عن ابن حبان : "ان الشعبى كان مولده سنة 20 ومات سنة 109"

ب / وقال الحافظ بن حجر فى "التقريب " : عمر بن الخطاب رضى الله عنه امير المؤمنين استشهد فى ذى الحجة سنة ثلاث وعشرين "
من أ ,ب يتبين ان عمر بن الخطاب رضى الله عنه توفى وعند الشعبى ثلاث سنوات وهذا ليس بسن إدراك ولا تمييز كما بين ذلك الامام البخارى فى كتاب "العلم " باب متى يصح سماع الصغير .
وحسبنا ما اوردناه انفا من اقوال ائمة الصنعة الحديثية بان الحديث : منقطع.
ثانيا : الطعن فى الراوى : مجالد وهو ابن سعيد .
أ/ اورده الحافظ ابن حجر فى التهذيب ونقل اقوال ائمة فيه :
1/قال ابن أبى خيثمة عن ابن معين :مجالد بن سعيد ضعيف واهى الحديث .
2/وقال الدارى عن ابن معين : لايحتج بحديثه .
3/وقال ابو طالب عن أحمد : ليس بشئ .
4/وقال بن ابى حاتم سُئل ابى يُحتج بمجالد ؟؟ قال : لا.
ب/اخرج الامام ابن ابى حاتم فى "الجرح والتعديل " اقوال هؤلاء الائمة والتى نقلها الحافظ بن حجر .
جـ/ وقال الامام النسائى فى "الضعفاء والمتروكين " .:"مجالد بن سعيد الكوفى ,ضعيف ".
د/ وقال الامام البخارى فى "الضعفاءالصغير " : "مجالد بن سعيد بن عمير الكوفى كان يحيى القطان يضعفه , وكان ابن مهدى لا يروى عنه عن الشعبى , وقال أحمد :مجالد ليس بشئ". اهـ
إنتهى التحقيق بفضل الله عز وجل مع بعض التصريف
وللقصة طريق اخر عن ابى عبد الرحمن السلمى وهو من المراسيل وهى ايضا واهية
 
رد: سلسلة تحذير الداعية من القصص الواهية

نفعنا الله بما نكتب
 
أعلى