• مرحبا بكم

    تم تطوير شبكة ومنتديات الجميزه للتماشى مع التطور الحقيقي للمواقع الالكترونيه وبهدف تسهيل التصفح على زوارنا واعضائنا الكرام لذلك تم التطوير وسيتم ارسال اشعار لكل الاعضاء على بريدهم الالكترونى لإعلامهم بان تم تطوير المنتدى

شرح حديث "كنت خلف النبى فقال لى ياغلام"


عن ابن عباس رضي الله عنهما , قال : كنت خلف النبي صلى
الله عليه وسلـم يومـا , فقـال : ” يا غلام إنـي أعلمك كلمـات ,
احفـظ الله يحفظك , احفـظ الله تجده تجـاهك , إذا سألت فاسـأل
الله , وإذا استنعنت , فاستعن بالله , واعلم أن الأمة لو اجتمعت
علـى أن ينفعوك بشيء , لـم ينفعـوك إلا بشـيء قـد كتبـه الله لك ,
وإن اجتمعـوا على أن يضروك بشيء , لم يضروك إلا بشيء
قد كتبه الله عليك , رفعت الأقلام وجفت الصحف . “
رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح










شرح الحديث من ريــاض الصـــالحيــــن
بــــاب المراقبـــة


قوله كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم أي راكبا معه قوله فقال لي :
” يا غلام احفظ الله يحفظك “ قال يا غلام لأن ابن عباس رضي الله عنهما كان
صغيرا فإن النبي صلى الله عليه وسلم توفى وقد ناهز الاحتلام يعني من الخامسة
عشرة إلى السادسة عشرة أو أقل فكان راكبا خلف الرسول صلى الله عليه
وسلم فوجه إليه هذا النداء يا غلام احفظ الله يحفظك كلمة جليلة عظيمة احفظ الله
وذلك بحفظ شرعه ودينه بأن تمتثل لأوامره وتجتنب نواهيه وكذلك بأن تتعلم
من دينه ما تقوم به عبادتك ومعاملاتك وتدعو به إلى الله عزوجل لأن كل هذا من
حفظ الله , الله سبحانه وتعالى نفسه ليس بحاجة إلى أحد حتى يحفظه ولكن المراد
حفظ دينه وشريعته كما قال الله تعالى ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ﴾[محمد:7]
وليس المعنى تنصرون ذات الله لأن الله سبحانه وتعالى غني عن كل أحد ولهذا قال في
آية أخرى ﴿ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لانْتَصَرَ مِنْهُمْ﴾[محمد:4]،ولا يعجزونه
﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ﴾ [فاطر: 44].
إذا احفظ الله يحفظك جملة تدل على أن الإنسان كلما حفظ دين الله حفظه الله ولكن
حفظه في ماذا ؟ جـ : حفظه في بدنه وحفظه في ماله وأهله وفي دينه وهذا أهم
الأشياء وهو أن يسلمك من الزيغ والضلال لأن الإنسان كلما اهتدى زاده الله هدى
﴿وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدىً وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ﴾[محمد:17]وكلما ضل والعياذ بالله فإنه يزداد
ضلا لا كما جاء في الحديث كما جاء في الحديث: (( إن العبد إذا أخطأ خطيئة نُكِتَت
في قلبه نُكتَةٌ سوداء، فإن هو نَزَعَ واستغفر وتاب صُقِلَ قلبه))
وإن أذنبَ ثانيةً انضم إليها نكتة ثانية وثالثة ورابعة، حتى يُطبَعَ على قلبه , نســأل
الله العافية إذًا يحفظك في دينك وفي بدنك ومالك وأهلك , وأهمها حفظُ الدين، نسأل
الله تعالى أن يحفظ علينا وعليكم ديننا. وقوله “احفظ الله تجده تجاهك “وفي لفظ
آخر تجده أمامك احفظ الله أيضا بحفظ شريعته بالقيام بأمر هو اجتناب نهيه تجده
تجاهك وأمامك ومعناهما واحد يعين تجد الله أمامك يدلك على كل خير ويذود
عنك كل شر ولاسيما إذا حفظت الله بالاستعانة به فإن الإنسان إذا استعان
بالله وتوكل على الله كان الله حسبه وكافيه ومن كان الله حسبه فإنه لا يحتاج

إلى أحد بعدالله قال الله :

﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾

[الأنفال:64]أي وحسب من اتبعك من المؤمنين ﴿وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ
فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ﴾[الأنفال:62] فإذا كان الله حسب الإنسان أي كافيه فإنه لن
يناله سوء ولهذا قال احفظ الله تجده تجاهك أو تجده أمامك ثم قال له :
” إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله ” أي لا تعتمد على أحد مخلوق
مثلا إنسان فقير ليس عنده مال يسأل الله يقول اللهم ارزقني اللهم هيء لي
رزقا فيأتيه الرزق من حيث لا يحتسب لكن لو سأل الناس فربما يعطونه أو
يمنعونه ولهذا جاء في الحديث “ لأن يأخذ أحدكم حبله فيحتطب ثم يبيعه لكان
خيرا له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه ” فكذلك أنت إذا سألت فاسأل الله قل
اللهم ارزقني اللهم أغنني بفضل عمن سواك وما أشبهه من الكلمات التي تتجه
بها إلى الله عز وجل وكذلك أيضا إذا استعنت فاستعن بالله الاستعانة طلب العون
فلا تطلب العون من أي إنسان إلا للضرورة القصوى ومع ذلك إذا اضطررت إلى
الاستعانة بالمخلوق فاجعل ذلك وسيلة وسببا لا ركنا تعتمد عليه اجعل الركن الأصيل
هو الله عز وجل وفي هاتين الجملتين دليل على أنه من نقص التوحيد أن
الإنسان يسأل غير الله ولهذا تكره المسألة لغير الله عز وجل في قليل أو كثير والله
سبحانه إذا أراد عونك يسر لك العون سواء كان أسباب معلومة أو غير معلومة

قد يعينك الله بسبب غير معلوم لك فيدفع عنك من الشر ما لا طاقة لأحد به وقد
يعينك الله على يد أحد من الخلق يسخره لك ويذلله لك حتى يعينك ولكن مع ذلك لا
يجوز لك إذا أعانك الله على يد أحد أن تنسى المسبب وهو الله عز وجل كما
يفعله بعض الجهلة الآن لما استعانت الدولة بالكفار وما علموا أنهم أعداء لهم سواء
أعانوهم أم لا هم أعداء لكم إلى يوم القيامة ولا يجوز لأحد أن يواليهم أو يناصرهم أو
يدعو لهم كما سمعنا من بعض العامة الجهال يقول سوف نضحي لفلان وفلان
من الكفرة والعياذ بالله ونسمي أبناءنا بأسمائهم نسأل الله العافية وندعو لهم هم لولا
أن الله سخرهم وذللهم لكم ما نفعوكم بشيء النافع الضار هو اللهوهو الذي يسرهم
وسخرهم ليعينوكم ويدافعوا عنكم وهو من تسخير الله سبحانه وتعالى لعباده المؤمنين
أن يسخر لهم كفارا يذودون عنهم كما جاء في الحديث إن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل
الفاجر فيجب علينا أن لا ننسى فضل الله الذي سخرهم لنا ويجب علينا أن ننبه العامة
إذا سمعنا أحدا يركن إليهم ويقول هم الذين نصرونا مائة بالمائة وهم الأول والآخر
فيجب علينا أن نبين لهم أن هذا خلل في التوحيد والله أعلم وقوله ” واعلم أن
الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك
” فبين
النبي عليه الصلاة والسلام في هذه الجملة أن الأمة لو اجتمعت كلها على أن
ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك فإذا وقع منهم نفع لك فاعلم أنه
من الله لأنه هو الذي كتبه فلم يقل النبي صلى الله عليه وسلم لو اجتمعت على أن ينفعوك
بشيء لم ينفعوك بل ” قال لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ” فالناس بلا شك ينفع
بعضهم بعضا ويساعد بعضهم بعضا لكن كل هذا مما كتبه الله للإنسان فالفضل
لله فيه أولا عزو جل هو الذي سخر لك من ينفعك ويحسن إليك ويزيل كربتك
وكذلك بالعكس لو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله
عليك والإيمان بهذا يستلزم أن يكون الإنسان متعلقا بربه ومتكلا عليه لا يهتم بأحد
لأنه يعلم أنه لو اجتمع كل الخلق على أن يضروه بشيء لم يضروه إلا بشيء قد كتبه الله
عليه وحينئذ يعلق رجاءه بالله ويعتصمبه ولا يهمه الخلق ولو اجتمعوا عليه ولهذا نجد
الناس في سلف هذه الأمة لما اعتمدوا على الله وتوكلوا عليه لم يضرهم كيد الكائدين
ولا حسد الحاسدين﴿وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ
مُحِيطٌ﴾[آل عمران:120].

ثم قال عليه الصلاة والسلام : ” رفعت الأقلام
وجفت الصحف “ يعني أن ما كتبه الله فقد انتهى ورفع والصحف جفت من المداد ولم
يبق مراجعة فما أصابك لم يكن ليخطئك كما في اللفظ الثاني وما أخطأك لم يكن ليصيبك
وفي اللفظ الثاني قال : ” واعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن
مع العسريسرا “ يعني اعلم علم يقين أن النصرمع الصبر فإذا صبرت وفعلت ما أمرك
الله به من وسائل النصر فإن الله تعالــى ينصرك والصبر هنـا يشـمل الصبر علـى طاعــة
الله وعن معصيتهوعلى أقداره المؤلمة لأن العدو يصيب الإنسان من كل جهة فقد
يشعر الإنسان أنه لن يطيق عدوه فيستحسر ويدع الجهاد وقد يشرع في الجهاد ولكن
إذا أصابه الأذى استحسر وتوقف وقد يستمر ولكنه يصيبه الألم من عدوه فهذا أيضا يجب
أن يصبر عليه قال الله تعالى : ﴿إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ﴾
[آل عمران:140]وقال تعالى ﴿وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ
يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً﴾[النساء:104]

فإذا صبر الإنسان وصابر ورابط فإن الله سبحانه ينصره وقوله واعلم أن الفرج مع
الكرب كلما اكتربت الأمور وضاقت فإن الفرج قريب لأن الله عز وجل يقول في
كتابه ﴿أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ الإله مَعَ اللَّهِ
قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ﴾ [النمل:62
] فكلما اشتدت الأمور فانتظر الفرج من الله سبحانه وتعالى
وقوله فكل عسر ﴿فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا﴾
وقال ابن عباس رضي الله عنهما ” لن يغلب عسر يسرين ” فهذا الحديث الذي
أوصى به عبد الله بن عباس ينبغي للإنسان أن يكون على ذكر له دائما وأن يعتمد
على هذه الوصايا النافعة التي أوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم
ابن عمه عبد الله بن عباس رضي الله عنهما والله الموفق



 
رد: شرح حديث "كنت خلف النبى فقال لى ياغلام"

يارب احفظ كاتبة المشاركة من همزات الشياطين
ووفقها لخدمة دينها وإرضاء ربها
بارك الله لكِ فى أبى عبدالرحمن وجمع بينكما فى الجنة
 
أعلى