• مرحبا بكم

    تم تطوير شبكة ومنتديات الجميزه للتماشى مع التطور الحقيقي للمواقع الالكترونيه وبهدف تسهيل التصفح على زوارنا واعضائنا الكرام لذلك تم التطوير وسيتم ارسال اشعار لكل الاعضاء على بريدهم الالكترونى لإعلامهم بان تم تطوير المنتدى

قصص مكذوبة ولكنها منتشرة.......




قصص مكذوبة ولكنها منتشرة..................

وهذه قصص، وآثار مكذوبة انتشرت في التاريخ، ورواها عامة الناس، وتكلم بها بعض الخطباء على المنابر، وانتشرت بين بعض طلبة العلم.
فحاولت بقدر الجهد أن أبين هذه القصص، والآثار المكذوبة؛ ليتقيها طالب العلم، وليكون المسلم على بصيرة منها.
والكذب، كما هو معلوم من الكبائر، وهو علامة من علامات المنافقين والرسول صلى الله عليه وسلم قال كما في حديث ابن مسعود : (ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً)، وقال في الكذب: (وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً) (1) ، وهو الشاهد.
وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ثلاث من كن فيه كان منافقاً خالصاً، وذكر منها صلى الله عليه وسلم : إذا حدث كذب) (1) .
والله سبحانه وتعالى، يقول: ((ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ)).
فالكاذب ملعون، ولا يسمح بالكذب في الإسلام، إلا في ثلاث صور:
1- كذب الرجل على زوجته، وكذب المرأة على زوجها، في قضايا الحب، ونحوه.
2- وكذب الرجل في الإصلاح بين الناس.
3- والكذب في المعركة مع الكفار.
وأما غيرها، فمحرم.
والكذب من أسوأ صفات الرجل، حتى يقول أبو سفيان وهو مشرك لما سأله عظيم الروم عن الرسول صلى الله عليه وسلم، قال: [ولولا أن يأثروا عني الكذب لكذبت]، فهو على الرغم من أنه كان مشركاً، إلا أنه استحيا، وخجل من الكذب، وأنف أن يوصف به.
أما القصص المكذوبة، والآثار التي أريد التعليق، فإليكم إياها بالتسلسل والترتيب:
1- قصة رد الشمس لـعلي رضي الله عنه، عندما نام عن صلاة العصر، فاستيقظ، وقد أوشكت على الغروب، فسأل الله أن يردها عليه فردها حتى صلى علي ، ثم تابعت سيرها.
هذه القصة ذكرها البغوي ، والطحاوي ، والقاضي عياض ، ولكن قال ابن تيمية : المحققون من أهل العلم والمعرفة بالحديث يعلمون أن هذا الحديث كذب موضوع (1) .
وهي قصة منتشرة عند طوائف من الناس، وهي مكذوبة.
بل صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه أخبر أن الله لم يرد الشمس إلا لـيوشع ، وهو: نبي من أنبياء بني إسرائيل صلى الله عليه وسلم، وذلك عندما أراد أن يقاتل الكفار فأوشكت الشمس أن تغيب، وقد وعده الله أن ينصره، قبل أن تغيب الشمس، فالتفت إلى الشمس، وقال: أنت مأمورة وأنا مأمور، اللهم احبسها عليَّ، فحبسها الله حتى انتصر، وفتح الله عليه الفتوح ثم غابت (1) .
يقول أحمد شوقي :

قفي يا أخت يوشع حدثينا أحاديث القرون الغابرينا

أما أبو تمام فقد أخطأ في قوله:
فردت علينا الشمس والليل عاقب بشمس لهم من جانب الخدر تلمع

فوالله ما أدري علي بدا لنا فزدت لنا أم كان في القوم

2- قصة علقمة وأمه: وهي قصة يرويها بعض الخطباء في المساجد.
يقولون: بأن علقمة هذا كان عاقاً لوالديه، وكان يقدم زوجته على أمه، فحضرته الوفاة، فطلب من أمه أن تسامحه، فرفضت، فانغلقت عليه الشهادة، وما استطاع أن يقول: لا إله إلا الله.
فذهبوا إلى أمه، وقالوا: اعفي عنه، فقالت: لا.
فذهبوا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، فاستدعى أمه، فطلبها العفو، فرفضت.
قال: اجمعوا لي حطباً.
قالت: ماذا تريد يا رسول؟
قال: أريد أن أحرق على علقمة .
قالت: غفر الله لـعلقمة .
فذهبوا، فوجدوه قد تشهد.
هذه القصة كذب (1) ، وليست بثابتة، فلا يجوز للمسلم أن يرويها على المنابر، إلا لوجه التوضيح لبطلانها، ويكفينا ما في الأحاديث الصحيحة، والآيات الواضحة في القرآن عن بر الوالدين؛ كقوله تعالى: ((وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا)) وفي الصحيحين (أن رجلاً أتى إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله: من أحق الناس بحسن صحابتي؟
قال: أمك.
قال: ثم من؟
قال: أمك.
قال: ثم من؟
قال: أمك.
قال: ثم من؟
قال: أبوك) .
3- قصة ثعلبة بن حاطب .
قالوا: بأن ثعلبة كان فقيراً، فقال: يا رسول الله، ادع الله أن يرزقني غنماً ومواشي.
فدعا الله له، وكان يسمى حمامة المسجد.
فكثرت غنمه فخرج من المدينة ، وأصبح لا يصلي إلا بعض الفروض.
فكثرت ثروته، فابتعد، فأصبح لا يصلي إلا الجمعة.
فكثرت ثروته، فابتعد، فترك الجمعة.
فأرسل إليه الرسول صلى الله عليه وسلم يطلب منه الزكاة، فرفض.
فلما مات صلى الله عليه وسلم، ندم ثعلبة ، فأتى بزكاته إلى أبي بكر ، وقال: خذها.
فقال أبو بكر : والله، لا أقبلها، وقد ردها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فأتى إلى عمر ، فقال: والله لا أقبلها، وقد ردها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهذه القصة كذب، وإسنادها موضوع (1) .
وهي تخالف نصوص القرآن والسنة؛ لأن الله يقول: ((وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ)). والله يقول: ((قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)).
فمن أذنب وأناب، تاب الله عليه.
بل المشرك، وهو مشرك إذا أذنب، وتاب تاب الله عليه، فكيف بمانع الزكاة؟
4- قصة مغاضبة الرسول صلى الله عليه وسلم لـعلي رضي الله عنه، وقد سمعتها بنفسي من أحد كبار السن، وملخصها: أن علياً تغاضب مع فاطمة رضي الله عنها، فسبها وسب أباها!! استغفر الله.
فذهبت فاطمة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وقالت: غاضبني علي .
فأرسل إليه، وقال: يا علي ، اذهب، وخذ هذه العصا، وابحث لي في الغابة عن مثل هذه العصا.
فذهب فما وجد مثلها، فلقي شيخاً في الغابة، فخاف منه علي ، وفر!!
فلما عاد، قال له صلى الله عليه وسلم: أما هذه العصا فـفاطمة ، ولن تجد في النساء مثلها، وأما الرجل الشجاع الذي رأيته في الغابة وفررت منه، فأنا فلذلك أنا أشجع منك!!
وهذا باطل، لا يرويه إلا غبي.
5- وهو أثر يروى عن البعض.
يقولون: بأن الله أرسل جبريل إلى محمد صلى الله عليه وسلم، فقال جبريل : يا رسول الله! إن الله يقرئك السلام، ويقول: أقرئ أبا بكر السلام، وقل له: هل رضيت عني؟
فإني قد رضيت عنك.
فأتى الرسول صلى الله عليه وسلم فأخبر أبا بكر ، فقال أبو بكر : نعم، ولكن، والله لا آمن مكر الله، ولو كانت إحدى قدمي في الجنة، وإحداها خارج الجنة.
وهذا الأثر لا يصح.
6- قولهم: بأن عمر رضي الله عنه، لما دفن في القبر أرسل الله إليه ملكين يسألانه، فاستيقظ عمر في القبر، وقال: من ربكما؟
من نبيكما؟
ما دينكما؟
أي: أنه هو الذي سألهم لا هم!
وهذا لا يصح مطلقاً، ثم من أخبر الناس أن عمر قد قام في قبره، والرسول صلى الله عليه وسلم قد توفي قبله؟
7- ومنها: قصة طويلة، يرددها الجهلة، عن معاذ ، وأبي بكر ، وغيرهما من الصحابة، أنهم لما مات النبي صلى الله عليه وسلم، أخذوا ينشدون الأشعار المحزنة، ويسلون أنفسهم بها، والعجيب: أن تلك الأشعار أغلبها قصائد غزل، والمضحك حقاً: أن منها ما قد قيل بعد حياة الصحابة! ومن ضمن ذلك قولهم:
وقد يجمع الله الشتيتين بعدما يظنان كل الظن أن لا تلاقيا

وهذا لـمجنون ليلى في القرن الثاني.
8- قولهم عن ربيعة الرأي شيخ الإمام مالك واسمه: (ربيعة بن فروخ).
يقولون: بأن أباه قد خرج للغزو، وأمه لا زالت حاملاً به.
فخرج أبوه، يجاهد في سبيل الله، فمكث في الجهاد ثلاثين سنة، ثم أتى، وقد أنجبت امرأته ولداً.
فنشأ هذا الولد، وهو ربيعة، فتعلم العلم، وأصبح معلم أهل المدينة .
فأتى فروخ : والده، فدخل المسجد، فعجب من هذا العالم الجديد. (يعني: ربيعة ابنه).
فذهب إلى البيت بعد مدة، فرأى مع زوجته رجلاً، هو: ربيعة، فأراد أن يقاتله.
فقالت المرأة: من أنت؟
قال: أنا فروخ؟
قالت: أنت والدنا، وهذا ابنك.
ففرح بابنه فرحاً شديداً.
وهذه القصة لم تثبت، أبطلها الذهبي وغيره (1) .
9- قصة توبة مالك بن دينار (1) .
يقولون: كان مالك بن دينار في شبابه جندياً، وكان سكيراً، يشرب الخمر كشرب الماء.
فترك الصلاة، وابتعد عن كل ما يمت للدين بصلة، فماتت ابنته، فحزن عليها، فرأى في المنام كأن ثعباناً يطارده، فالتجأ إلى الله، وقام من النوم وهو يبكي خائفاً وجلاً، فاغتسل وذهب ليصلي الفجر وراء الإمام الشافعي ... الخ.
هذه القصة باطلة، وسندها لا يصح، والشافعي ولد بعد مالك بن دينار بما يقارب سبعين سنة.
الأمر الثاني: أن مالك بن دينار كان صالحاً منذ صغره، كما علم من سيرته.
الأمر الثالث: أن مالك بن دينار لم يتزوج، ولم يكن له بنت.
15- ومنها كتاب: (الحيدة ) لـعبد العزيز الكناني (1) ، والمحاورة التي فيه بين عبد العزيز والمعتزلة لا تصح، كل هذه كما أثبته العلماء، ولو أن ابن تيمية أحياناً ينقل منه، ولعل قصده أن الكتاب لـعبد العزيز أما المحاورة بنصها فهي لم تثبت.
فكتاب الحيدة هذا فيه نظر لأمور:
أولاً: أين سند الرواية لننظر فيه؟
ثانياً: كيف يكون الغالب دائماً هو عبد العزيز الكناني ؟
ثالثاً: من الذي شهد القصة فكتبها، ولم يخرم منها حرفاً؟
رابعاً: يقول الخليفة: إن كان الحق معك، يا عبد العزيز ، رجعت، وإن كان مع بشر عدت معه، فلم نعلم بأن الخليفة رجع عن رأيه.
11- كتاب (الصلاة ) للإمام أحمد، لا تصح نسبته إليه.
وأسلوب الكتاب: ركيك، وأسلوب عصري، لا يناسب الإمام أحمد .
وقد بين أهل العلم أنه باطل ولا يصح.
12- قصة الإمام مالك والقاذفة.
يقولون: أتت امرأة في عهد الإمام مالك تغسل امرأة في المدينة .
فلما رأتها قالت: هي زانية، أي: قذفتها! فعاقبها الله بأن ألصق يدها في جسد تلك المرأة.
فلم تنفك حتى استدعوا الإمام مالكاً ؛ الذي قال: اجلدوها ثمانين جلدة حد القذف، فتطلق يدها.
فجلدوا هذه المغسلة ثمانين جلدة، فانطلقت يدها.
وهذه القصة: كذب، ولا توافق الأصول، ولا الأحاديث.
13- ورد في قصة الإسراء والمعراج وهم لـشريك بن عبد الله ، وهو أحد رواه الحديث، في قوله في الحديث الطويل عن الإسراء حاكياً عن الرسول صلى الله عليه وسلم قوله: (ثم استيقظت).
ففهم الناس أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان نائماً، وهذا خطأ من الراوي وليس بثابت في الحديث.
والرسول صلى الله عليه وسلم أسري به يقظة، ولم يذهب مناماً فكلمة: (ثم استيقظت) التي في الحديث هي من زيادة شريك .
14- ورد في حديث السبعين ألفاً الذي يدخلون الجنة بلا حساب قوله: (لا يرقون) وهي لفظة ليست بثابتة نبه على ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية .
بل اللفظة الثابتة هي قوله صلى الله عليه وسلم: (لا يسترقون).
والرقية للغير مطلوبة، وقد وردت في أحاديث كثيرة.
وقد رقى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم سحره اليهودي.
ورقى صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه.
لأن الرقية للغير من الإحسان، والإحسان لا يمنع منه الله، ولا رسوله صلى الله عليه وسلم.
أما لفظة: (لا يسترقون)، وهي الصحيحة فهي تدل على أنهم لا يسألون غيرهم أن يرقيهم، وهذا لكمال توكلهم على الله، واعتمادهم عليه، كما قال إبراهيم عليه السلاممكذوبة ولكنها منتشرة.................. (وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ))، ولذلك دخل هؤلاء الجنة بغير حساب ولا عقاب.
15- ورد في صحيح البخاري : (احتجم النبي صلى الله عليه وسلم وهو محرم صائم)، وهذا حديث لـابن عباس ، وسنده صحيح.
قال الإمام أحمد : هذا وهم، لم يحتجم صلى الله عليه وسلم وهو صائم، إنما الحديث: (احتجم صلى الله عليه وسلم وهو محرم).
وأما لفظة: (صائم) فهي زيادة في الحديث، وهم بها أحد الرواة.
16- ورد في حديث ابن عباس رضي الله عنهما، (أنه صلى الله عليه وسلم عقد على ميمونة وهم محرم) (1) .
وهذا وهم كما بينه العلماء.
بل ورد عنه صلى الله عليه وسلم من حديث، رضي الله عنه وأرضاه، قوله: (لا ينكح المحرم ولا ينكح له ولا يخطب) (1) . وقد بين العلماء أن حديث ابن عباس وهم منه؛ لأنه خالف هذا الحديث، وخالف حديث ميمونة نفسها: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجها وهو حلال) (1) .
17- لقاء الإمام أحمد رحمه الله، بـبقي بن مخلد صاحب المسند الكبير؛ الذي لم يوجد إلى الآن.
هذا اللقاء لا يصح، نبه على ذلك الذهبي رحمه الله.
وقد لفقوا في هذا اللقاء قصة: أن بقياً كان يأتي إلى الإمام؛ ليأخذ منه الحديث من خلف الباب؛ لأنهم منعوا الإمام من التحديث أيام فتنة القول بخلق القرآن.
18- قول الإمام أحمد : ما عرفنا ناسخ الحديث من منسوخه حتى لقينا الشافعي ، لا يصح هذا القول عنه رحمه الله نبه على ذلك الذهبي .
19- حادثة اجتماع عبد الملك بن مروان ، وابن الزبير ، وابن عمر ، ومصعب بن الزبير في الحرم أيام شبابهم، وأن كل واحد منهم سأل مسألة من الله بعد أن اتفقوا على أن يسأل كل واحد أعز ما يريد.
فأما مصعب فتمنى أن يتزوج عائشة بنت طلحة ، أو سكينة بنت الحسين .
وأما ابن عمر فسأل الله المغفرة.
وأما ابن الزبير فتمنى ملك الحجاز .
وأما عبد الملك فتمنى ملك الدنيا.
فوقع لكل واحد ما سأل.
هذه الحادثة لا تصح، بل هي كذب من بعض الناس، كما بين ذلك العلماء.
20- لا يصح ما نسب لـيزيد بن معاوية أنه قال عند مقتل الحسين رضي الله عنه:
ناح الغراب فقلت نح أو لا تنح فلقد قضيت من الرسول ديوني!!

أي: أنه انتقم لبني أمية؛ الذين قتلوا في بدر و أحد ! وهذا من أكاذيب الرافضة على يزيد ، كما بين ذلك ابن تيمية .
21- افتراء العقاد في كتابه (معاوية في الميزان ) بأنه صلى بأهل الشام الجمعة في يوم الأربعاء، لأنهم أغبياء، أو بله، وهذا افتراء، وكذب وتقليل من شأن الصحابة، ومن شأن الناس.
والعقاد ليس بثقة في قصصه؛ لأنه ينقل من غيره خاصة من كتاب (الأغاني ) للشيعي أبي الفرج ، ثم يصوغ ذلك بأسلوبه.
22- كتاب (نهج البلاغة ) الموجود في الأسواق، ويحتوي كما يزعمون على خطب للإمام علي رضي الله عنه، هذا لا يصح نسبته إليه. ولكنه من صنع الرافضة بواسطة بعض أدبائهم وشعرائهم المتأخرين عن زمن علي رضي الله عنه، كـالشريف الرضي وأخيه.
23- قصة استدراك المرأة على عمر رضي الله عنه، وهو يخطب، عندما طلب من النساء عدم المغالاة في المهر، فقالت: [إن الله يقول: ((وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا)) والقنطار كثير. فقال: أصابت امرأة وأخطأ عمر].
هذه القصة لا تثبت عن عمر رضي الله عنه.
24- لا يصح ما ذكره ابن بطوطة في رحلته عن شيخ الإسلام ابن تيمية ، من أنه تحدث عن نزول الله تعالى، وهو على المنبر، ثم نزل درجة وقال: كنزولي هذا!!
وحاشا ابن تيمية من ذلك، ولكنه من كذب ابن بطوطة ، كما يقول بعض العلماء؛ لأنه من أنصار الصوفية و القبورية في بلاد المسلمين، ويتبين ذلك من مراجعة رحلته الطويلة، حيث الإشادة بالمزارات، والأولياء، وتعظيم القبور في كل مكان يذهب إليه.
فلا يستغرب أن يفترى على إمام السلفية في عهده، رحمه الله، أو أن تكون تلكم الزيادة من وضع غيره، والله أعلم.
25- قولهم: أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: من يصلي ركعتين، ولا يحدث فيهما نفسه فله هاتان الناقتان: ناقة حمراء وناقة بيضاء.
فقال عمر : أنا، يا رسول الله.
فلما صلى، وبلغ التحيات، وسوس له الشيطان.
فسأله النبي صلى الله عليه وسلم بعد الصلاة: هل حدثت نفسك؟
قال: عندما بلغت التحيات، وسوس لي الشيطان أأختار الناقة البيضاء أم الحمراء!!
وهذا لا يصح.
26- لا يصح أيضاً أن الصحابة، رضوان الله عليهم، كانوا في غزوة من الغزوات، فأوشكوا على الانهزام، فقالوا: إننا لم ننهزم، إلا لأننا تركنا شيئاً مهماً، فبحثوا، فوجدوا أنهم تركوا سنة السواك، فوجدوا شجراً، فأخذوا منه سواكاً، فتسوكوا، فانتصروا!
فانهزم العدو من أمامهم.
27- مما لا يصح أيضاً: أن صحيفة نزلت يوم وفاة عمر بن عبد العزيز فيها براءته من النار.
28- (النصيحة الذهبية ): المنسوبة للذهبي ، والتي نصح فيها شيخ الإسلام عن خوضه في الفلسفة، وعلم الكلام، كذبها المبتدعة في كل مكان؛ ليطعنوا في شيخ الإسلام ، وليبينوا أن أقرب زملائه، وأقرانه قد انقلب عليه.
وقد بين العلماء أن فيها ألفاظاً شديدة، وأسلوبه هجام، لا يظن بـالذهبي أن يقوله في حق شيخ الإسلام ، لما عرف عنه، رحمه الله، من حبه للشيخ، وقد ذكر هذا الحب في كتبه المشهورة.
29- ما نسبه الغزالي في (إحياء علوم الدين ) أن سفيان الثوري بعث نصيحة مؤثرة لـهارون الرشيد يعظه فيها، هذا لا يصح؛ لأن سفيان توفي قبل هارون للخلافة.
ولذلك يقول الإمام أحمد : بيننا وبين الكذابين: التاريخ.
أي: لأنه يفضحهم ويبين غباءهم.
30- ورد في قصة جلد الإمام أحمد أيام المحنة أن سراويله انحلت، مع الجلد، فدعا الله، فردها كما كانت.
31- لا يصح ما ذكره صاحب (دلائل النبوة ) من تكليم الغزالة للرسول صلى الله عليه وسلم، وأنها شكت إليه حالها فحل رباطها (1) .
32- لا يصح أيضاً: ما ذكره لبعض المؤرخين أن (يعفور) حمار النبي صلى الله عليه وسلم قد تردى في بئر بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم حزناً عليه.
33- وهكذا حديث الضب مع الرسول صلى الله عليه وسلم، عندما قال الأعرابي صاحب الضب للرسول: لا أسلم حتى ينطق هذا الضب، فأنطقه الله، وجعله يحاور الرسول صلى الله عليه وسلم أمام الأعرابي، فأسلم الأعرابي (1) .
34- لا يصح حديث الطير؛ الذي رواه الحاكم ، وملخصه: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأكل طيراً، فقال: اللهم ائتني بأحب خلقك ليأكل معي هذا الطير، فجاء علي رضي الله عنه).
وهذا من أكاذيب الشيعة ، كما بين العلماء، ولو رواه الحاكم غفر الله له.
35- لا تصح نسبة كتاب: (الكبائر ) الموجود في الأسواق للإمام الذهبي ، وأعني به الكتاب الذي حوى على قصص خليعات، وأخبار واهيات.
وإلا فإن للذهبي كتاباً آخر عن الكبائر، قد حقق الآن، معتمداً فيه على الآيات والأحاديث الصحيحة.
36- لا يصح أن الإمام أحمد قيل له: من حفظ مائة ألف حديث أيفتى؟
قال: لا.
قالوا: ومن حفظ مائتي ألف حديث؟
قال: لا.
قالوا: وثلاثمائة ألف حديث؟
قال: أرجو.
وهذا لا يصح نسبته للإمام أحمد ، ولا يشترط في المفتي أن يحفظ هذا الرقم الهائل من الأحاديث، بل أحاديث الأحكام؛ التي تهم المفتي، لا تتجاوز ألفي حديث، فكيف بثلاثمائة ألف!
37- لا يصح ما ورد عن بعض السلف: أن أحدهم كان يصلي ثلاثمائة ركعة في اليوم، غير الفرائض، أو أنه ختم القرآن ثمان مرات بين المغرب والعشاء!
أو أنه فعل كذا وكذا من المبالغات في العبادة، وداوم عليه.
فهذا كله من مبالغات الرواة؛ التي يريدون بها تنشيط نفوس القراء على العبادة، وإلا فمن هذا الذي لازم هذا الرجل في يومه كله ليخبرنا بطاعاته الخفية؟
ثم لو صح بعض هذا، لقيل بأنه فعلها مرة، أو مرتين في حياته، فنقلت عنه على أنها في كل يوم.
ثم قال: السنة أولى بالاتباع من هذه الأخبار؛ التي لم يفعلها الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا صحابته، وهم أعلم ممن بعدهم بأمور العبادة والطاعة.
38- لا يصح شرب ابن الزبير لدم الرسول صلى الله عليه وسلم لما أمره أن يلقيه بعد أن احتجم، فذهب واختفى وشربه، لا يصح هذا الخبر، وقد رواه الطبراني بسند ضعيف (1)
 
رد: قصص مكذوبة ولكنها منتشرة.......




قصة الصحابي عبد الله بن حذافة مع ملك الروم مكذوبة
كان في وسع التاريخ أن يمر بهذا الرجل كما مر بملايين العرب من قبله دون أن يأبه لهم أو يخطروا له على بال ،

لكن الإسلام العظيم أتاح لعبدالله بن حذافة السهمي أن يلقى سيدي الدنيا في زمانه : كسرى ملك الفرس ، و قيصر عظيم الروم ،

وأن تكون له مع كل منهما قصة ما تزال تعيها ذاكرة الدهر و يروها لسان التاريخ .

أما قصته مع كسرى ملك الفرس فكانت في السنة السادسة للهجرة حين عزم النبي صلى الله عليه و سلم أن يبعث طائفة من أصحابه بكتب إلى ملوك الأعجام يدعهم فيها إلى الإسلام .
انتدب عليه الصلاة والسلام ستة من الصحابة ليحملوا كتبه إلى ملوك العرب والعجم ، و كان أحد هؤلاء الستة عبدالله بن حذافة السهمي ، فقد اختير لحمل رسالة النبي صلوات الله عليه إلى كسرى ملك الفرس .

جهز عبد الله بن حذافة راحلته ، وودع صاحبته وولده ، ومضى إلى غايته ترفعه النجاد و تحطه الوهاد ؛ وحيدا فريدا ليس معه إلا الله ، حتى بلغ ديار فارس ، فاستأذن بالدخول على ملكها ، وأخطر الحاشية بالرسالة التي يحملها له .. عند ذلك أمر كسرى بإيوانه فزين ، ودعا عظماء فارس لحضور مجلسه فحضروا ، ثم أذن لعبد الله بن حذافة بالدخول عليه .
قصة الصحابي عبد الله بن حذافة مع ملك الروم مكذوبة
دخل عبد الله بن حذافة على سيد فارس مرتديا شملته الرقيقة ، مرتديا عباءته الصفيقة ، عليه بساطة العراب ، لكنه كان عالي الهامة ، مشدود القامة تتأجج بين جوانحه عزة الإسلام ، وتتوقد في فؤاده كبرياء الإيمان .. فما إن رآه كسرى مقبلا حتى أومأ إلى أحد رجاله بأن يأخذ الكتاب من يده فقال :
لا ، إنما أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أدفعه لك يدا بيد وأنا لا أخالف أمرا لرسول الله .. فقال كسرى لرجاله : اتركوه يدنو مني ، فدنا من كسرى حتى ناوله الكتاب بيده ، ثم دعا كسرى كاتبا عربيا من أهل الحيرة وأمره أن يفض الكتاب بين يديه ، وأن يقرأه عليه فإذا فيه :

" بسم الله الرحمن الرحيم ، من محمد رسول الله إلى كسرى عظيم فارس ، سلام على من اتبع الهدى ....."

فما أن سمع كسرى من الرسالة هذا المقدار حتى اشتعلت نار الغضب في صدره ، فاحمر وجهه ، وانتفخت أوداجه لأن الرسول الله صلى الله عليه وسلم بدأ بنفسه ... فجذب الرسالة من يد كاتبه وجعل يمزقها دون أن يعلم ما فيها وهو يصيح : أيكتب لي بهذا ، وهو عبدي؟!! ثم أمر بعبد الله بن حذافة أن يخرج من مجلسه فأخرج.
خرج عبد الله بن حذافة من مجلس كسرى وهو لا يدري ما يفعل الله له ... أيقتل أم يترك حرا طليقا ؟ لكنه ما لبث أن قال : والله ما أبالي على أي حال أكون بعد أن أديت كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وركب راحلته وانطلق . ولما سكت عن كسرى الغضب ، أمر بأن يدخل عليه عبد الله فلم يوجد.

فلما قدم عبد الله على النبي الله صلى الله عليه وسلم أخبره بما كان من أمر كسرى وتمزيقه الكتاب ، فما زاد عليه الصلاة والسلام على أن قال :" مزق الله ملكه".

أما كسرى فقد كتب إلى (باذان ) نائبه على اليمن : أن ابعث إلى هذا الرجل الذي ظهر بالحجاز رجلين جلدين من عندك ، ومرهما أن يأتياني به .. فبعث (باذان) رجلين من خيرة رجاله إلى رسول الله الله صلى الله عليه وسلم ، وحملهما رسالة له ، يأمره فيها بأن ينصرف معهما إلى لقاء كسرى دون ابطاء.

خرج الرجلان يغذان السير حتى لقيا النبي صلى الله عليه وسلم ، ودفعا إليه رسالة (باذان) وقالا له :
إن ملك الملوك كسرى كتب إلى ملكنا (باذان) أن يبعث إليك من يأتيه بك ... وقد أتيناك اتنطلق معنا إليه ، فإن أجبتنا كلمنا كسرى بما ينفعك ويكف أذاه عنك ، وإن أبيت فهو من قد علمت سطوته وبطشه وقدرته على إهلاكك وإهلاك قومك .. فتبسم الرسول صلى الله عليه وسلم وقال لهما : ارجعا إلى رحالكما اليوم وأتيا غدا .. فلما غدوا على النبي صلى الله عليه وسلم في اليوم التالي ، قالا له : هل أعددت نفسك للمضي معنا إلى لقاء كسرى ؟ فقال لهما النبي صلى الله عليه وسلم : لن تلقيا كسرى بعد اليوم .. فلقد قتله الله ، حيث سلط عليه ابنه (شيرويه) في ليلة كذا من شهر كذا .. فحدقا في وجه النبي صلى الله عليه وسلم وبدت الدهشة على وجهيهما ، وقالا : أتدري ما تقول ؟! أنكتب بذلك (لباذان) ؟! قال : نعم ، وقولا له : إن ديني سيبلغ ما وصل إليه ملك كسرى ، وإنك إن أسلمت أعطيتك ما تحت يديك، وملكتك على قومك .
خرج الرجلان من عند الرسول صلى الله عليه وسلم وقدما على ( باذان) وأخبراه الخبر ، فقال : لئن كان ما قاله محمد حقا فهو نبي ، وإن لم يكن كذلك فسنرى فيه رأيا .. فلم يلبث أن قدم على (باذان) كتاب (شيرويه) وفيه يقول :
أما بعد فقد قتلت كسرى ، ولم أقتله إلا انتقاما لقومنا ، فقد استحل قتل أشرافهم و سبي نسائهم وانتهاب أموالهم ، فإذا جاءك كتابي هذا فخذ لي الطاعة ممن عندك . فما إن قرأ (باذان) كتاب (شيرويه) حتى طرحه جانبا وأعلن دخوله في الإسلام ، وأسلم من كان معه من الفرس في بلاد اليمن .

وفي السنة التاسعة عشرة للهجرة بعث سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه جيشا لحرب الروم فيه عبد الله بن حذافة وكان قيصر الروم قد تناهت إليه أخبار المسلمين وما يتحلون به من صدق الإيمان واسترخاص النفس في سبيل الله ورسوله ، فأمر رجاله إذا ظفروا بأسير من أسرى المسلمين أن يبقوا عليه وأن يأتو به حيا .. وكان عبد الله بن حذافة ممن وقع في الأسر.
نظر ملك الروم إلى عبد الله بن حذافة طويلا ثم بادره قائلا : إني أعرض عليك أمراً !!
قال : وما هو ؟
فقال : أعرض عليك أن تتنصر ... فإن فعلت خليت سبيلك ، وأكرمت مثواك ، فقال الأسير في أنفة وحزم : هيهات .. إن الموت لأحب إلي ألف مرة مما تدعوني إليه.
فقال قيصر : إني لأراك رجلا شهما ... فإن أجبتني إلى ما أعرضه عليك أشركتك في أمري وقاسمتك سلطاني . فتبسم الأسير المكبل بقيوده وقال : والله لو أعطيتني جميع ما تملك ، وجميع ما ملكته العرب على أن أرجع عن دين محمد طرفة عين ما فعلت.
قال : إذن أقتلك.
قال : أنت وما تريد ، ثم أمر به فصلب ، وقال لقناصته - بالرومية - ارموه قريبا من رجليه ، وهو يعرض عليه مفارقة دينه فأبى.
عند ذلك أمرهم أن يكفوا عنه ، وطلب إليهم أن ينزلوه عن خشبة الصلب ، ثم دعا بقدر عظيمة فصب فيها الزيت ورفعت على النار حتى غلت ثم دعا بأسيرين من أسارى المسلمين ، فأمر بأحدهما أن يلقى فيها فألقي ، فإذا لحمه يتفتت ، وإذا عظامه تبدو عارية...

ثم التفت إلى عبد الله بن حذافة ودعاه إلى النصرانية ، فكان أشد إباء لها من قبل.
فلما يأس منه ، أمر به أن يلقى في القدر التي ألقي فيها صاحباه فلما ذهب به دمعت عيناه ، فقال رجال قيصر لملكهم : إنه قد بكى ... فظن أنه قد جزع وقال : ردوه إلي ، فلما مثل بين يديه عرض عليه النصرانية فأبى ، فقال : ويحك ، فما الذي أبكاك إذا؟!
فقال : أبكاني أني قلت في نفسي : تلقى الآن في هذه القدر ، فتذهب بنفسك ، وقد كنت أشتهي أن يكون لي بعدد ما في جسدي من شعر أنفس فتلقى كلها في هذا القدر في سبيل الله .
فقال الطاغية : هل لك أن تقبل رأسي وأخلي عنك؟
فقال له عبد الله : وعن جميع أسارى المسلمين أيضا ؟
قال : وعن جميع أسارى المسلمين أيضا.
قال عبد الله : فقلت في نفسي : عدو من اعداء الله ، أقبل رأسه فيخلي عني وعن أسارى المسلمين جميعا ، لا ضير في ذلك علي. ثم دنا منه وقبل رأسه ، فأمر ملك الروم أن يجمعوا له أسارى المسلمين ، وأن يدفعوهم إليه فدفعوا له.

قدم عبد الله بن حذافة على عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وأخبره خبره ، فسر به الفاروق أعظم السرور ، ولما نظر إلى الأسرى قال : حق على كل مسلم أن يقبل رأس عبد الله بن حذافة .. وأنا أبدأ بذلك...
ثم قام وقبل رأسه ...
وهي من القصص المكذوبة التي لاتثبت
وربما يظن البعض أننا نأخذ منها عبرة عندما تتداولها الألسنة
ونرد عليهم بأن العبر والعظات لاتكون بالكذب على الصحابة وتلفيق القصص عليهم

وهذا بيان عدم ثبوتها :
يقول الشيخ مشهور حسن سلمان في كتاب " قصص لا تثبت " [ الجزء الثالث ] ( ص 74-75) :

هكذا يردد بعض الخطباء والوعاظ هذه القصة وقد أطلتُ النفس في تتبعها من مصادرها فلم أظفر بما يورده بعضهم في هذه القصة من تفصيلات وقمت بدراسة أسانيدها فلم أجد شيئا يفرح به مع أن هذه القصة فيها كثير من المعاني السامية والصبر على الابتلاء والتسامي على الأعداء ..... ولكن هذا شيء والبحث العلمي والحقائق الثابتة بالأدلة الصحيحة شيء آخر .ا.هـ.

ثم بين طرق القصة فقال ( ص77) :
لهذه القصة طرق كثيرة شديدة الضعف وهذا البيان ..... ا.هـ.

ثم ذكر طرقها ، وسأذكرها باختصار مع ذكر العلة .

1 - أخرجها أبو إسحاق الفزاري في السير وقال الشيخ مشهور عن إسنادها ( ص77) : وهذا منقطع فإن الأوزاعي لم يدرك عبد الله بن حذافة ولم يشهد هذه الحادثة فأرسلها دون إسناد .ا.هـ.

2 - وأخرجها أبو العرب التميمي في كتاب المحن وقال عنها الشيخ مشهور ( ص 80) : وهذا إسناد ضعيف جدا عبد الله بن محمد مجهول وعبيد الله بن عائشة مثله وهما غير معروفين بالرواية .... وعبد العزيز بن مسلم شيخ فيه جهالة وقواه بعضهم كذا في الميزان .ا.هـ.

3 - وأخرجها ابن عساكر في تاريخ دمشق ومن طريقه ابن الأثير في أسد الغابة وابن الجوزي في الثبات عد الممات وقال الشيخ مشهور (ص 82) عنها : وهذا إسناد ضعيف جدا مسلسل بالمجاهيل والضعفاء فيه عبد الله بن محمد بن ربيعة القدامي قال الذهبي في الميزان : أحد الضعفاء أتى عن مالك بمصائب .ا.هـ.

وعمر بن المغيرة قال البخاري عنه : منكر الحديث مجهول .

وعطاء بن عجلان متروك بل أطلق عليه ابن معين والفلاس وغيرهما الكذب ... فهذا الإسناد واهٍ بمرة لا يفرح به البتة .ا.هـ.

4 - وأخرجها ابن عساكر في تاريخ دمشق أيضا وقال عن هذه الطريق الشيخ مشهور (ص 84 ) : وهذا إسناد ضعيف جدا وفيه علل :
الأولى : الانقطاع بين الزهري وعبد الله بن حذافة .
الثانية : يزيد بن سمرة قال ابن حبان : ربما أخطأ .
الثالثة : هشام بن عمار فيه ضعف .

أفاده شيخنا الألباني في الأرواء (8/157 ح 2515) .ا.هـ.

5 - وذكر ابن حجر في الإصابة أن القصة في فوائد هشام بن عمار من مرسل الزهري .

6 - وذكرها الذهبي في السير (2/15) قال عنها الشيخ مشهور ( ص85) : وللقصة طريق أخرى مقطوعة .ا.هـ.

7 - ورواها ابن عائذ وقال عنها الشيخ مشهور ( ص 86) : وإسناده مقطوع .ا.هـ.

8 - أخرجها ابن عساكر أيضا وقال عنها الشيخ مشهور ( ص88) : وهذا إسناد ضعيف جدا فيه ضرار بن عمرو وهو ضعيف جدا قال عنه ابن معين : لا شيء . وقال الدولابي : فيه نظر .ا.هـ.

ثم قال بعد ذكره لهذه الطرق وبيان عللها ( ص 86) : فهذه الأسانيد جميعها ضعيفة لا تنهض بالقصة ولا تقوى على عدّها حقيقة تاريخية لا شك فيها فهي شديدة الضعف ولذا لما سمع بعض العلماء راويا يحدث بها استغربها .ا.هـ

وذكر الشيخ مشهور في الرواية الثامنة بعد سرد القصة من استغربها فقال :
ثم قال : قال أحمد بن سلمة : سألني عن هذا الحديث محمد بن مسلم ومحمد بن إدريس وقال لي : ما سمعنا بهذا الحديث قط .ا.هـ.

قال الشيخ مشهور عقب ذكره لأسانيد القصة ( ص 90) : ملاحـــظـــات مـــهـــمـــة :

وأخيرا نلفت نظر القارىء إلى الملاحظات التالية :

أولا : نص شيخنا الألباني - رحمه الله - على ضعف القصة في كتابه القيم " إرواء الغليل " ولم يعزها إلا لابن عساكر .
ثانيا : لا يستلزم من ضعف القصة عد أسر عبد الله بن حذافة من قبل الروم فقد ذكر ذلك خليفة في تاريخه وعنه الذهبي في تاريخ الإسلام قال في أحداث سنة تسع عشرة : وفيها اسرت الروم عبد الله بن حذافة السهمي .
وأسند ذلك الحاكم في المستدرك عقب حديث أبي سعيد الخدري قال : وكان الروم قد أسروه في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه فأرادوه على الكفر فعصمه الله عز وجل حتى أنجاه الله تبارك وتعالى منهم .
وقال ابن سعد في الطبقات الكبرى (4/190) قال محمد بن عمر - الواقدي - : وكانت الروم قد اسرت عبد الله بن حذافة فكتب فيه عمر بن الخطاب إلى قسطنطين فخلى عنه ومات عبد الله بن حذافة في خلافة عثمان بن عفان .
ثالثا : في مقولة الواقدي الأخيرة إضعاف ضمني لهذه القصة إذ فيها أن فكاك عبد الله بن حذافة من الأسر كان هو سبب كتابة عمر إلى ملك الروم وعبارة البلاذري في أنساب الأشراف أوضح من ذلك قال : عن عمر بن الخطاب كتب إلى قسطنطين ملك الروم لما أسرته بشأنه فأطلق سراحه .

اللهم إلا أن يُتكلف فيقال : ولعل امتحانه من قبل الروم وتخويفه واختبار إيمانه جاء عقب كتاب عمر ليرى ذلك ملك الروم !

ويغنينا عن كل ما قدمنا أن هذه القصة لو كانت ثابتة لوردت بأسانيد نظيفة فإن همم العدول والثقات تتداعى على حمل مثلها وحينئذ لا تفوت الحفاظ الكبار والأئمة العظام كأبي حاتم وغيره ولا يبعد أن مراد البخاري في التاريخ الكبير ( ترجمة عبد الله بن حذافة ) في قوله : لا يصح حديثه مرسل . هذه القصة .ا.هـ. كلام الشخ مشهور .

وبهذا يتبين من خلال هذه النقول أن القصة غير ثابتة عن الصحابي الجليل عبد الله بن حذافة .

والله أعلم
 
رد: قصص مكذوبة ولكنها منتشرة.......

بعض المكذوبات عن الله تعالى ورسوله / للشيخ العثيمين رحمه الله


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
أما بعد
أيها المسلمون
فقد قال الله تعالى (يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين)
والمراد بهذه الموعظة القران الكريم وكذلك السنة النبوية جاءت بمواعظ عظيمة ترق منها القلوب وتذرف منها العيون وتوجل منها النفوس وتقشعر منها الجلود وفي كتاب الله وفي سنة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم التي صحت عنه ما يشفي ويكفي
ولقد كان من المؤسف أنه ينشر بين الناس بين حين وآخر أوراق لا أساس لها من الصحة بل هي باطلة موضوعة مكذوبة عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ينشرها أصحابها بعضهم عن حسن نية لا يدرون ما هي ولا يدرون ما مضمونها ولا يدرون ما مغزاها

وبعضهم عن سوء نية من أجل أن يشغلوا الناس بها وهي باطلة
عن مواعظ الحق وهي كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم
وقد اجتمع عندي منها نحو عشر ورقات أقولها في هذه الخطبة حتى تكون ذخيرة عند كل واحد منكم اذا رأى منها شيئا بين للناس أنها خطأ كما أننا ولله الحمد قد من الله علينا وكتبنا عليها ما يجب علينا أن نبينه للمسلمين فنحن نقولها الان عليكم وأرجوا أن تعذرونا إن كان هناك إطالة لأن جمعها في آن واحد له فائدة عظيمة فنبدأ أولا بآخر ما بلغنا ..
آخر ما بلغنا قصة ثعبان ثعبان يعني حية ملتوية على شخص ميت قيل إنهم ارادوا أن يدفنوه في البقيع فرأوا عليه ثعبان عظيمة رأوا عليه ثعبان عظيمة قد التوت عليه بسبب أنه تارك للصلاة وقالوا إن هذا هو الشجاع الاقرع هذه القصة كذب لا شك فيها ولا يجوز تداولها ولا نشرها الا من أراد أن يبين للناس أنها مكذوبة ولم نعلم صدورها عن مصدر موثوق إذن فهي باطلة لا يجوز نشرها .
ثانيا عقوبة تارك الصلاة يقول من تهاون في الصلاة عاقبه الله تعالى بخمسة عشر عقوبة خمسة عشر عقوبة هذه لحن في اللغة العربية ستة منها في الدنيا وثلاثة عند الموت وثلاثة في القبر وثلاثة عند خروجه من القبر وهذا ايضا حديث كذب لم يقله النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم
ثالثا حديث يقال أنه قدسي مكذوب على الله ورسوله يقول الله تعالى كما قال هذا الكاذب لا تخافن من ذي سلطان مادام سلطاني باقيا الى آخر الاكذوبة وهذا ايضا كذب لا صحة له ولا دليل عليه بل هو موضوع لا ريب فيه فان سلطان الله باقيا على كل حال أزلا وأبدا
رابعا وصية يقال إن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أوصى بها أمير المؤمنين علي بن ابي طالب يقول يا علي لا تنم الا أن تأتي بخمسة أشياء وهي قراءة القرآن كله والتصدق باربعة آلاف درهم وزيارة الكعبة وحفظ مكانك في الجنة وإرضاء الخصوم هذا ايضا حديث مكذوب على رسول الله صلى الله ليه وعلى آله وسلم لم يصح عنه
أيضا وصية كتب في عنوانها ذكرى للنساء عن الامام علي بن ابي طالب رضي الله عنه قال دخلت أنا وفاطمة على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فوجدته يبكي بكاء شديدا فقلت فداك ابي وأمي يا رسول الله ما الذي أبكاك فقال يا علي ليلة أسري بي الى السماء رايت نساء من أمتي في عذاب شديد وهذا كلمة اسري بي الى السماء هذه لا تتناسب اطلاقا مع الواقع لأن النبي صلى الله عليه وسلم أسري به الى بيت المقدس وعرج به الى السماء يقول رايت نساء من أمتي في عذاب شديد وأنكرت شأنهن لما رأيت من شدة عذابهن رايت امرأة معلقة بشعرها يغلي دماغ رأسها الى آخر الحديث المكذوب وهذا أيضا حديث مكذوب على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم
من لك ايضا ورقة عنوانها كنز لا يفنى قال النبي صلى الله عليه وسلم كما زعم هذا الكاذب عشرة تمنع عشرة الفاتحة تمنع غضب الرب الى آخره وهذا أيضا حديث مكذوب على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم
ومن ذلك السبعة العهود السليمانية وأسماء الله الحسنى وذكر فيها أشياء من الدجل والكذب والشعوذة وهذه أيضا كذب لا يجوز نشرها ولا بثها بين الناس
ومن ذلك ايضا فتاة تبلغ من العمر ستة عشر عاما مريضة جدا عجز الاطباء عن علاجها وفي ليلة القدر بكت الفتاة بشدة ونامت ورأت في منامها ونامت وفي منامها جاءتها السيدة زينب رضي الله عنها وأرضاها وأعطتها شربة ماء ولما استيقظت من نومها وجدت نفسه شفيت تماما باذن الله هذه أيضا قصة مكذوبة لا أساس لها من الصحة
كذلك أيضا قصة عن رجل يقال له أحمد خادم حجرة النبي صلى الله عليه وسلم يقول إنه رأى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في المنام وأخبره باشياء وهذه القصة ايضا مكذوبة وقد قال السيد محمد رشيد رضا رحمه الله صاحب تفسير المنار ومجلة المنار عالم اسلامي مشهور قال إن هذه القصة كانت تتداول وأنا في زمن الطلب يعني لها نحو مائة وسبعين عاما تتداول بين الناس هذه أيضا قصة مكذوبة لا اساس لها من الصحة
هذا ما ورد علي من بعض الإخوان وأحببت أن أجمعه لكم في هذا الموقف حتى تكونوا على بصيرة من أمر هذه المنشورات
وإني أدعوكم أيها الإخوة إذا رأيتم منشورا ليس عليه ختم من وزارة الشئون الإسلامية أو من عالم مشهور موثوق فلا تعملوا به حتى تشاوروا العلماء لئلا تقعوا في الضلال
فان هناك أئمة ضلال يضلون الناس بقصد أو بغير قصد ثم إن في كتاب الله وما صح عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من المواعظ ما يصلح القلوب والأعمال والدنيا والآخرة احذروا هذه المنشورات لا تقرأوا شيئا منها ولا تنشروا شيئا منها الا اذا كان عليه ختم من وزارة الشئون الإسلامية أو من أحد العلماء الموثوقين والا فاسالوا عن ذلك أهل العلم حتى لا يضيع عملكم سدى
أسال الله تعالى أن يصلح الأمة الإسلامية وأن يردها الى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأن يعيدها من شرارها الذين يريدون إضلالها بقصد أو بغير قصد وأن يهدينا صراطه المستقيم إنه على كل شئ قدير والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ....
من كلام الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى وجمعنا الله به في جنات الفردوس الأعلى
 
رد: قصص مكذوبة ولكنها منتشرة.......


قصة علي بن أبي طالب والشمس



القصة الأولى: ورد أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان معه علي بن أبي طالب -وهذه القصة مشهورة بين الناس- فنام علي عن صلاة العصر حتى غربت الشمس، فاستيقظ فسأل الله أن يرد الشمس عليه فردها الله، فصلى العصر.

ذكر هذه القصة البغوي وأمثاله، وقال ابن تيمية : لا تصح، والبغوي ليس محققاً في الآثار ولا مصححاً في الأسانيد، وقال ابن كثير : الذي يروي هذه القصة كمثل ما قال الأول:

إن كنت أدري فعلي بدنه من كثرة التخليط أني من أنا


وهذه القصة منتشرة عند طوائف من الناس وهي كذب، فإن الله لم يردها عليه، بل صح عنه عليه الصلاة والسلام أن الله لم يرد الشمس إلا ليوشع، وهو نبي من أنبياء بني إسرائيل عليهم الصلاة والسلام.

فإن يوشع أراد أن يقاتل الكفار، فأوشكت الشمس أن تغيب، وقد وعده الله أن ينصره قبل أن تغيب الشمس، فالتفت إلى الشمس قال: أنت مأمورة، وأنا مأمور، اللهم احبسها عليّ فحبسها الله، حتى انتصر وفتح الله عليه الفتوح ثم غابت، يقول أحمد شوقي :

قفي يا أخت يوشع حدثينا أحاديث القرون الغابرينا


يقول: يا شمس يا أخت يوشع.

وأبو تمام كذلك ضل في قصيدة له يثبت فيها أن الشمس ردت على علي ، يقول:

فرُدَّت علينا الشمس والليل راغم بشمس بدت من جانب الخدر تطلع


يتكلم في محبوبته لأنه عاشق ما انضبط مع الكتاب والسنة، يقول: لما ظهرت وطلعت الشمس من الخدر ونحن في الليل.

فو الله ما أدري علي بدا لنا فردت له أم كان في القوم يوشع


وقد أتى بها ابن كثير فقال: وهو كذلك لا يعرف يمينه من يساره، أو كما قال.

فهذه القصة مكذوبة باطلة، لا يجوز أن يرويها المسلم إلا على وجه التنبيه؛ لأنها باطلة ومكذوبة، فلم يرد الله الشمس لـعلي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه، وما فاتته صلاة العصر وهذه القصة يرويها أهل البدع في كتبهم بأسانيد: ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ [النور:40].






قصة علقمة وأمه



القصة الثانية: قصة علقمة وأمه، يرويها الخطباء في بعض المساجد، تقول القصة: إن علقمة كان عاقاً لوالديه، وكان يقدم زوجته على أمه، فحضرته الوفاة، فطلب من أمه أن تسامحه فرفضت، فانغلقت عليه الشهادة فما استطاع أن يقول: أشهد أن لا إله إلا الله، فذهبوا إلى أمه وقالوا: اعفي عنه، فقالت: لا. فذهبوا إلى الرسول عليه الصلاة والسلام، فاستدعى أمه، فطلبها العفو فرفضت، قال: اجمعوا لي حطباً، قالت: ما تريد بهذا يا رسول الله؟ قال: أريد أن أحرق علقمة ، قالت: غفر الله لـعلقمة ، فذهبوا فوجدوه قد تشهد.

هذه القصة كذب وليست بثابتة، ولم يروها أحد من أهل العلم الموثوق بهم في الكتب المعتمدة، فلا يجوز للمسلم أن يرويها على المنابر، ويكفينا من الأحاديث الصحيحة والآيات الواضحة في القرآن عن بر الوالدين قوله تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً [الإسراء:23]. وفي الصحيحين : {أن رجلاً أتى إلى الرسول عليه الصلاة والسلام، فقال: يا رسول الله! من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أبوك } وبعض الناس يريد أن يكذب لكن ما عنده خبرة في الكذب، وما درس الكذب دراسة، فلذلك يسميهم ابن الجوزي : كذب الحمقى.

ومن ضمن كذبهم قالوا: أنه قام واعظ كذّاب يعظ الناس بعد صلاة العشاء، فقال من ضمن كلامه: اسم الذئب الذي أكل يوسف: نون. وما علم أن الذئب لم يأكل يوسف، لكن الواعظ نسي فكذب، فقالوا: سامحك الله! الذئب ما أكل يوسف قال: أجل هذا اسم الذئب الذي لم يأكل يوسف!

وقد مر معنا أن قوماً من المحدثين اختلفوا هل سمع الحسن البصري من أبي هريرة ؛ أم لا؟ لأن الحسن البصري تابعي وأبو هريرة صحابي، فتساءل أهل الحديث فقال قوم: سمع، وقال آخرون: ما سمع، فقام أحدهم وقال: حدثنا فلان عن فلان عن فلان عن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: "سمع الحسن من أبي هريرة "، والرسول صلى الله عليه وسلم مات قبل أن يولد الحسن ! وهذا أمر معلوم، فكيف يقوله عليه الصلاة والسلام.

على سبيل هذه الخزعبلات التي يجب أن ينبه عليها -لأن بعض أهل الوعظ لا يملك أحاديث ولا آيات فيأتي بخزعبلات- ما ذكره ابن الجوزي قال: قام أحد الناس فتحدث في الناس في نعيم الجنة، لكنه لا يعرف الأحاديث الصحيحة فأتى بباطلة، قال: في الجنة كل شيء، فقال رجل منهم: كيف إذا اشتهى أهل الجنة العصيدة؟ فقال: صح في الأحاديث أن الله سبحانه وتعالى يرسل جبالاً من دقيق ثم يرسل عليها سيولاً، فتأخذها إلى قيعان الجنة، فتعصدها فيقول الله: يا أهل الجنة كلوا واعذرونا.







قصة ثعلبة ومنعه للزكاة



القصة الثالثة: قصة ثعلبة ومنعه للزكاة وهي كذب.

والقصة هي: أن ثعلبة قالوا: كان فقيراً، فقال: يا رسول الله! ادع الله أن يرزقني غنماً ومواشي، فدعا له الله، وكان قبل ذلك يسمى حمامة المسجد، من كثرة معاهدته للمسجد، فكثرت غنمه؛ فخرج من المدينة ؛ فأصبح لا يصلي إلا بعض الفروض فكثرت فابتعد، فأصبح لا يصلي إلا الجمعة، فكثرت فابتعد فأصبح يترك الجمعة، فأرسل له الرسول عليه الصلاة والسلام يطلب منه الزكاة فرفض -أورد هذه القصة ابن كثير وابن جرير وابن الأثير وهي باطلة- فأرسل له صلى الله عليه وسلم يطلب منه الزكاة قال: لا صدقة لكم عندي، هذا المال ورثته كابراً عن كابر، فلما مات عليه الصلاة والسلام ندم ثعلبة ، فأتى بزكاته إلى أبي بكر وقال: خذها فقال أبو بكر : والله لا أقبلها وقد ردها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتى إلى عمر فقال: والله لا أقبلها، وقد ردها رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذه القصة كذب، فإن إسنادها موضوع وهي تخالف نصوص القرآن والسنة.

يقول الله تعالى: فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ [التوبة:5] والله يقول: وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ [آل عمران:135]. والله يقول: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [الزمر:53].

من أذنب وتاب؛ تاب الله عليه، المشرك وهو مشرك إذا أذنب وتاب تاب الله عليه، فكيف بمانع الزكاة؟! لهذا فإن هذه قصة باطلة لا يصح أن تروى إلا على وجه التنبيه.






قصة مغاضبة رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب



القصة الرابعة: مغاضبة الرسول صلى الله عليه وسلم لـعلي .

وقد سمعت بهذه القصة في بعض قرى الجنوب، يقول أحدهم -وهو كبير في السن، عمره في الثمانين-: يا بني! تغاضب علي والرسول عليه الصلاة والسلام -ولولا أني سمعتها في مواضع ما نبهت عليها- قلت: كيف تغاضبوا؟ قال: غضب علي رضي الله عنه على فاطمة بنت الرسول فسبها وسب أباها -أستغفر الله، وهذا الشايب الكبير نبه عليه فرفض يقول: لا. هذه صحيحة- فذهبت فاطمة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وقالت: غاضبني علي ، فأرسل إليه فقال: يا علي ! اذهب وخذ هذه العصا وابحث لي في الغابة عن عصا مثل هذه العصا، فذهب، قال: فلما ذهب يبحث في الغابة ما وجد عصا مثل هذه العصا، ووجد شيخاً كبيراً خاف منه علي وفر -وهي قصة طويلة- فلما رجع قال: ما وجدت مثل هذه العصا، قال: أما هذه العصا فـفاطمة لم تجد في النساء مثلها، وأما الرجل الذي رأيته في الغابة ففرت منه فأنا، فلذلك أنا أشجع منك.

هذه لا تصح ولا تروى وقد كثرت من الخزعبلات، فعلى طالب العلم أن ينتبه؛ لأنه ربما كان في بعض النواحي آثار للابتداع والمغالاة في حب علي أكثر مما أنزله أهل السنة منزلته، رضي الله عنه وأرضاه، ونشهد الله على محبته، وأنه أمير المؤمنين، ومن المجاهدين، والصادقين، ومن الزهاد، والعباد، لكن لا نغلو ولا نفتري في سيرته، ولا نحمل سيرته ما لا تتحمل، فقد برأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيهاً، وهو رابع الخلفاء، ورابعهم في الفضل، وهو ابن عم محمد عليه الصلاة والسلام، ومنزلته من الرسول عليه الصلاة والسلام كمنزلة هارون من موسى.







قصة مكذوبة عن أبي بكر



القصة الخامسة: يوجد أثر يروى -وهو موجود في بعض الأشرطة- يقولون: أرسل الله جبريل إلى محمد عليه الصلاة والسلام، فقال جبريل: {يا رسول الله! إن الله يقرئك السلام، ويقول: أقرئ أبا بكر السلام، وقل له: هل رضيت عني فإني قد رضيت عنك؟ فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبر أبا بكر وقال: إن الله: يقرئك السلام ويقول: هل رضيت عنه، فإنه قد رضي عنك؟ قال: نعم. ولكن والله لا آمن مكر الله، ولو كانت إحدى قدمي في الجنة والأخرى خارجها }.

هذه قصة مكذوبة، إنما نبهت عليها لأنها موجودة في بعض خطب الجمعة لبعض الناس، هذه لا تصح وهي مخالفة للنصوص، وسندها باطل، ولم يحدث شيء من ذلك أبداً، فلينتبه إليها المسلم، وفيها ملاحظتان:

أولاً: الرجاء مطلوب، وأبو بكر صاحب رجاء.


ثانياً: هذه الصيغة لم ترد، وسندها واه جداً، بل لم يثبتها أحد من أهل الصحاح.






قصة دفن عمر في القبر



القصة السادسة: أن أحد الناس يقول: لما دفن عمر رضي الله عنه في القبر، أرسل الله إليه ملكين يسألانه، فاستيقظ عمر في القبر، وقال: من ربكما؟ من نبيكما؟ وما دينكما؟ قالوا: من قوة إيمان عمر سألهما بدلاً من سؤالهما إياه.

الأمر الأول: أن هذه قصة باطلة وسندها لا يصح.

الأمر الثاني: أن هذا الأمر من الله عز وجل لكل الناس، ولم يستثن به إلا من استثناه برحمة منه.

الأمر الثالث: من أخبر الناس أن عمر قام في قبره؟! قالوا: رئي في المنام، وهذه من تلفيقات بعض القصاص، ولم
تصح أبداً ولم يرد ذلك في سند صحيح فليتنبه لها المسلم.






قصة مكذوبة عن معاذ بن جبل وأبي بكر الصديق بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم



وجد شريط كامل فيه قصة وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام يتحدث فيه رجل بصوت يظهر عليه أنه عامي، يتحدث بصوت يُبْكي لا يسمعه الإنسان إلا وهو يبكي، ولا يدري من القصة شيئاً، فهو يجعلك تبكي بالقوة، روى قصة يوم أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم معاذاً إلى اليمن ، ثم أتت قصة وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى معاذ فرآه في المنام، قال: فقام معاذ في الصباح، فحثى التراب على رأسه وقال: واحبيباه! واخليلاه! واقرة عيناه! وهذا كذب على معاذ ، فمعاذ الله أن يحثي بالتراب على رأسه، ولن يفعل، بل هو حنيفاً مسلماً ولم يكن من المشركين، وليس بصاحب نياحة.

وأتى هذا القصَّاص بالخزعبلات، قال: فأتى معاذ من اليمن فطرق على أبي بكر الباب، قال أبو بكر وهو يبكي فوق الرسول صلى الله عليه وسلم: من بالباب؟

من الذي يذكرنا فقد الأصحاب؟

من الذي أبكانا على الأحباب؟

قال: أنا اخرج، قال: فخرج أبو بكر ثم أنشد أبو بكر قصيدة في وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم رد عليه معاذ بقصيدة، ثم ذهب إلى عمر وكلها قصائد غزل لـمجنون ليلى ولـكثير عزة ، وهذا هو العجيب! من ضمنها أبيات لا يصح أن تقال عن الصحابة، يقول:

وقد يجمع الله الشتيتين بعدما يظنان كل الظن أن لا تلاقيا


وهذه أبيات مجنون ليلى في القرن الثاني، ومنها أيضاً هذه، ومع أنه لم يوردها في الشريط لكن من القصيدة المذكورة:

يقولون ليلى في العراق مريضة فياليتني كنت الطبيب المداويا


وإني لأستغفي وما بي غفوة لعل خيالاً منك يلقى خياليا


وهذا الشريط منتشر، وهو كذب، ولا يصح أن يروى ولا أن يستمع إليه؛ لأنه نسب إلى الصحابة ما برأهم الله منه، فهم عدول وأخيار، ويتعاملون بالكتاب والسنة، وفيهم زهد وصدق مع الله.

وما كان أبو بكر مثل العجوز وراء الباب يَبَكِي، بل قام بالسيوف المسلولة على المنبر على أهل الردة، وقال: [[والله الذي لا إله إلا هو! لو منعوني عقالاً كانوا يؤدونه للرسول عليه الصلاة والسلام لقاتلتهم عليه ]].

أبو بكر أخذ الراية يوم الجمعة ومكتوب فيها: لا إله إلا الله ونصبها، وأتى بقادة الجيوش خالد بن الوليد ، وعكرمة وأسامة ، ثم سلمهم الرايات لقتال المرتدين.

أتى أبو بكر يوم مات عليه الصلاة والسلام، وقد كان في مزرعة في العوالي ، وأتاه الخبر بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، فأتى وعليه السكينة، عجباً من قلبك الفذ الكبير! تتهادى حاملات للرؤى، أتى يشق الصفوف، ودخل أولاً فسلم على الرسول عليه الصلاة والسلام وهو مسجى، ثم كشف الغطاء عن وجه الرسول صلى الله عليه وسلم وقد فارق الحياة -بأبي هو وأمي- ثم دمعت عينا أبي بكر الصديق على خد المصطفى وقبَّله، وقال: [[ما أطيبك حياً! وما أطيبك ميتاً! أما الموتة التي قد كتبت عليك فقد ذقتها، ولكن والله لا تموت بعدها أبداً ]] ثم خرج باتزان والمدينة تثور مثل القِدر إذا استجمع غليانه، كبار الصحابة ومنهم: عمر كان يخر على قدميه في الأرض خوفاً ووجلاً، وأتى أبو بكر وإذا عمر واقف بالسيف يقول: [[يا أيها الناس! ما مات الرسول عليه الصلاة والسلام، ومن زعم أنه مات ضربت عنقه بهذا السيف، إنما سافر إلى الله مثلما سافر موسى إلى ربه، وسوف يعود إلينا ]].

فقام أبو بكر فقال: [[اسكت يا عمر ! ثم صعد المنبر فخطب خطبة ما سمع الدهر بمثلها، وقال: من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات، ومن كان يعبد الله؛ فإن الله حي لا يموت: وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ [آل عمران:144] ]]. قال عمر : [[فوالله كأني أول مرة أسمع هذه الآية ]].

قام أبو بكر فدعا أسامة لأن الرسول عليه الصلاة والسلام في مرض موته استدعى أسامة ، وكان عمر أسامة سبعة عشر سنة وبعض الناس عمره سبعة عشر سنة وهو لا يعرف إلا لعب البلوت والمراسلة وجمع الطوابع وليس عنده من المقاصد شيء، لكن أسامة يقود الجيش، ويفتح الفتوح.

محمد بن القاسم عمره سبع عشر سنة وفتح السند وقاتل داهر ملك السند ، وذبحه كذبح الدجاجة، وهدم الأصنام وفتح ما يقارب عشرين مدينة في جهات أفغانستان ، والسند والهند .

إن السماحة والنجابة والندى لـمحمد بن القاسم بن محمد


قاد الجيوش لسبع عشرة حجة يا قرب ذلك سؤدداً من مولد


كان ابن عباس يفتي هو صغير، والآن بعضهم لا يعرف كيف يصلي وعمره عشر سنوات، بل بعض الأطفال يتقلبون في السجود ويتمرغون وعمرهم اثنا عشر وعشر سنوات وكأنهم يسبحون في الماء في المسجد.

المقصود هنا: أن أبا بكر أعطى الراية أسامة ، قال الصحابة: يا خليفة رسول الله! لو أبقيت الجيش لأننا نخاف على المدينة ، يعني: وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم كون جرحاً في قلب الأمة، ويخاف على العاصمة أن تهتز، فتحتاج إلى حراسة متينة للخليفة الجديد والحكومة الجديدة، فنرى أن يبقى الجيش هنا هذه الأيام، قال أبو بكر : [[والله! لو أن الطير تخطفنا، والسباع من حول المدينة ، ولو أن الكلاب جرت بأرجل أمهات المؤمنين لأنفذن جيش أسامة ]].

فخرج أسامة وأبو بكر يكلم أسامة وأسامة على فرسه، وكان أسامة يمسك الفرس بلجامه لئلا لا يعدو ويستمع لكلام الخليفة، فأتى أسامة ليقفز من على الفرس ليركب أبا بكر ؛ لأن الخليفة أفضل منه وهو يمشي على الأرض، وأسامة القائد على الفرس.

قال أبو بكر : والله لا تنزل ولا أركب وما عليّ أن أغبر قدمي ساعة في سبيل الله. رضي الله عن سعيك ما اغبرت أقدامك؟! أنت مغبر أقدامك في سبيل الله منذ بدأ الإسلام، غبر قدمه، وأبكى عينه، وسلم دمه وماله في خدمة لا إله إلا الله.

إذاً: فقصة الوفاة التي تروى في هذا الشريط بهذا الأسلوب لا تصح.







قصة لربيعة الرأي



القصة السابعة: وهي من القصص المشهورة ويعرفها طلبة العلم، وهي مشهورة في بعض المذاهب، يقولون: كان ربيعة الرأي من علماء المدينة ، وكان قد خرج أبوه وأمه حامل به، فخرج أبوه يجاهد في سبيل الله، فمكث في الجهاد ثلاثين سنة، ثم أتى وقد أنجبت امرأته ولداً فنشأ هذا الولد - ربيعة - فتعلم العلم وأصبح معلم أهل المدينة ، وهو جالس في المسجد، فأتى والده فدخل المسجد وعجب من هذا العالم؟

أي: ربيعة وهو لا يعرف أنه ابنه، ثم ذهب إلى البيت فوجد امرأته عندها رجل وهو ربيعة وهو لا يعرفه، فقام يقاتله، قالت المرأة: من أنت؟

قال: أنا فروخ ، قالت: أنت والده وهذا ابنك.

هذه القصة أبطلها الذهبي ، وهي مذكورة في كتاب صور من حياة التابعين ، ولو أن مؤلف هذا الكتاب عبد الرحمن رأفت الباشا رحمه الله عالم فيه خير كثير وعجيب، لكن هذه لا تثبت، بإسناد ثابت عن أهل العلم.






قصة مكذوبة عن توبة مالك بن دينار



القصة التاسعة: قصة توبة مالك بن دينار ، وهي موجودة في خطب الجمعة لبعض الفضلاء، وهي قصة باطلة.

يقولون: كان مالك بن دينار في شبابه جندياً وكان سكيراً يشرب الخمر كشرب الماء، وكان يترك الصلاة، ثم ماتت ابنته، فرآها في المنام كأن ثعباناً يطارده فالتجأ إلى ابنته -في قصة طويلة- فقام من النوم وهو يبكي، وهرع فزعاً خائفاً وجلاً، فتاب إلى الله، فهذه القصة باطلة وسندها لا يصح لأمرين:

الأمر الأول: أن مالك بن دينار صالح من صغره.

الأمر الثاني: أن مالك بن دينار لم يتزوج، ولم يكن له بنت، فالقصة هذه إذا سمعتها فلا تصدقها.






مدى صحة نسبة كتاب الحيدة إلى مؤلفه



ومن القضايا أيضاً كتاب الحيدة لـعبد العزيز الكناني لا يصح، إن هذا الكتاب أصله مناظرة، ولم ينقل ابن تيمية عنه، فمقصود ابن تيمية أن هذا الكتاب ألفه عبد العزيز الكناني ، لكن المحاورة التي جرت بين عبد العزيز الكناني والمعتزلة أو المأمون ليست بثابتة عند أهل العلم، ينكرها الذهبي وأمثاله، فـكتاب الحيدة هذا فيه نظر لأمور:

أولاً: أين سند الرواية؟

ثانياً: كيف أن الغالب دائماً هو عبد العزيز الكناني وذاك المبتدع هو المغلوب مع أن له حجج.

ثالثاً: من الذي شهد القصة فكتبها فما خرم حرفاً؟

رابعاً: يقول الخليفة: إن كان الحق معك يا عبد العزيز ! رجعت إليه، وإن كان مع خصمك عدت معه، وما رجع الخليفة والحق كان مع عبد العزيز الكناني .






أحاديث مكذوبة عن رسول الله



حديث أن الرسول كان مع الصحابة فخرجوا في غزوة فلما عادوا من الغزوة إلى المدينة قال: {رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر } هذا حديث باطل موضوع ولا يصح، بل الجهاد الأكبر هو الجهاد في سبيل الله؛ لأنك في سبيل الله تجاهد نفسك وتجاهد الكفار، وأما في بيتك فتجاهد نفسك وحدها، فلا يصح هذا الحديث إليه عليه الصلاة والسلام، ولينتبه له فهو حديث باطل.

أيضاً حديث: {من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر؛ لم يزد من الله إلا بعداً } حديث باطل، بل معناه خطأ، بل الذي يرتكب المعاصي وهو يصلي أقرب إلى الله من الذي يرتكب المعاصي ولا يصلي، والصلاة لا تزيد صاحبها إلا قرباً من الله، ولا تزال الصلاة بصاحبها حتى يكون صديقاً وولياً من أولياء الله، قال تعالى: إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ [العنكبوت:45].
 
رد: قصص مكذوبة ولكنها منتشرة.......



الله ينفع بما تكتب يا كايدهم

لابد من تنقية هذا الدين من هذه القصص المكذوبة

والاحاديث الضعيفة ليعود لنا الدين صافيا

كما كان فى عهد النبى

أكرر تقديرى واحترامى لمواضيعكم الهادفة

جعلها الله فى ميزان أعمالكم
 
أعلى