• مرحبا بكم

    تم تطوير شبكة ومنتديات الجميزه للتماشى مع التطور الحقيقي للمواقع الالكترونيه وبهدف تسهيل التصفح على زوارنا واعضائنا الكرام لذلك تم التطوير وسيتم ارسال اشعار لكل الاعضاء على بريدهم الالكترونى لإعلامهم بان تم تطوير المنتدى

من يريد الحرب "إسرائيل" أم إيران؟

ابوشدى

Moderator
من يريد الحرب "إسرائيل" أم إيران؟

الخليج الإماراتية


GMT 0:12:00 2010 الجمعة 12 فبراير



ناجي صادق شراب

يزداد الحديث عن تصاعد احتمالات القوة وخيار الحرب في حسم الملف النووي الإيراني، على الرغم من الصعوبات التي تعترص تطبيق هذا الخيار، وخصوصاً بالنسبة للولايات المتحدة ومعها “إسرائيل” اللتين تميلان إلى هذا الخيار حفاظاً على موازين القوى الإقليمية والدولية لصالح الأخيرة. وخيار الحرب هو أحد الخيارات التي قد تفرضها الحتمية التاريخية التي تؤكد أن الاعتقاد بحتمية الحرب كان واحداً من أهم أسباب اندلاع الحرب. ولعل نموذج أثينا واسبرطة في أوائل القرن الخامس قبل الميلاد وهما الحليفتان اللتان تعاونتا لهزيمة الامبراطورية الفارسية آنذاك، وتحولتا إلى عدوتين، والحرب التي قامت بينهما دليل على هذا القانون الحتمي. والمفارقة التاريخية أثبتت صحة هذه المقولة، لكن العاطفة الوطنية كانت الغالبة في التحكم في تطور الأحداث وقد خيم وقتها الغضب بظلاله على كل عقل وحكمة وتبصر، لكن في الوقت ذاته لا يمكن أن نتجاهل تعاظم وتنامي قوة دولة أخرى محورية في المنطقة تتطلع أو تتحكم بموازين القوة فيها، وهنا تبرز معضلة الأمن التي تحكم السلوك السياسي للدول التي ما زالت تعتمد في تحقيق أمنها على عنصر القوة الذاتية وذلك في ظل نظام دولي تنقصه الحكومة العالمية الواحدة والتي تعلو على إرادة الدول المكونة للنظام الدولي. وقد يقول قائل إن بمقدور الدول أن تتعاون في ما بينها لتتجنب معضلة الأمن، وإذا كان ذلك صحيحاً فلماذا لا تقوم بذلك؟

والسؤال من يضمن للولايات المتحدة و”إسرائيل” أن لا تقدم إيران على المضي في برنامجها النووي وتملك القنبلة النووية ومن ثم يعاد صياغة وموازين القوة لصالح إيران؟ وبالنسبة لإيران من يضمن أن لا تقدم “إسرائيل” والولايات المتحدة على القيام بحرب إجهاضية لقدرة إيران النووية تعيدها سنوات إلى الوراء؟ وهنا تلعب الكرامة الوطنية دوراً مهماً في تحديد توجهات السلوك السياسي لكل منهما.

عموماً نحن أمام نموذج معقد في العلاقات الدولية، قد يصعب معه تطبيق قانون حتمية الحرب، وإن كان لا يمكن استبعاده. ويرى عدد من المراقبين أن هناك ثلاثة خيارات، إما خيار الحرب ضد إيران وقصف منشآتها النووية، وإما العقوبات الاقتصادية، وإما الحوار الدبلوماسي والتعايش مع إيران النووية والاعتراف بدورها الإقليمي، ووفقاً للخيار الأخير تعاد حسابات الدور والمكانة الممنوحة لدول المنطقة. كل خيار يحمل قدراً من المنطق لا يمكن تجاهله، فلا أحد يستطيع أن يتجاهل طموحات إيران النووية، ولماذا إيران فقط؟ هناك باكستان والهند و”إسرائيل” نفسها، ويتذكر الإيرانيون التجربة الباكستانية وكيف أن هنري كيسنجر هدد على بوتو وقتها بعقوبات شديدة، ومع ذلك مضت باكستان في طموحها النووي وتعايشت أمريكا مع ذلك، لكن الفارق أن باكستان بقيت في دائرة العلاقات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، وهو أمر مختلف مع النموذج الإيراني التي ترى في الولايات المتحدة الشيطان الأكبر، وترى فيها الولايات المتحدة دولة داعمة للإرهاب، ودولة مارقة، إلى جانب أن الثقة معدومة في السلوك الإيراني، حيث يعتقد الغرب أن إيران قد خدعت الوكالة الذرية على مدار الأعوام العشرين، وأن إيران ستستمر في لعبة التنازلات الصغيرة أو ما يعرف بلعبة القط والفأر إلى أن تمتلك القوة النووية وتضع العالم أمام خيار التعايش النووي معها. وفي النهاية كل الخيارات قد لا تعمل في صالح إيران، وهذا أمر يتوقف على مدى قدرة إيران الانفتاح على النظام الدولي، وقبلها على محيطها الإقليمي وخصوصاً الدول العربية، والتخلي عن مفاهيم السياسة الامبراطورية ومن عقدة التاريخ والنزعة القومية وكل هذا مقابل حصولها على مزايا ومكاسب كثيرة في مقدمتها الاعتراف بدورها الإقليمي، لكن هذا الخيار يعتمد أيضاً على السلوك السياسي الأمريكي، وعدم الذهاب بعيداً في خيار العقوبات الذي قد يفجر مبدأ الكرامة الوطنية، وفي الوقت ذاته أدراكت “إسرائيل” أنها ستكون أمام نموذج حرب ممتدة وطويلة قد تخرج عن نطاق السيطرة في أحداثها. ويبقى أن يتحرر الجميع من عقدة السجين.
 
أعلى