• مرحبا بكم

    تم تطوير شبكة ومنتديات الجميزه للتماشى مع التطور الحقيقي للمواقع الالكترونيه وبهدف تسهيل التصفح على زوارنا واعضائنا الكرام لذلك تم التطوير وسيتم ارسال اشعار لكل الاعضاء على بريدهم الالكترونى لإعلامهم بان تم تطوير المنتدى

هل تعلم من هو أول من عرب الطب

إبراهيم النبراوي.. بائع البطيخ الذي عرب الطب!
لا يستطيع أي قارئ لتاريخ "محمد علي" باشا أن يخفي إعجابه ودهشته من حجم المشروع الحضاري العملاق الذي كانت تعيشه مصر تحت حكمه، وسواء أكان هذا ليوطد أركان إمبراطوريته الواسعة أو لأنه مؤمن فعلاً بأهمية التطوير، فإن آثار نهضته الحضارية التي تركها وراءه ـ في جميع المجالات- لا يختلف عليها اثنان، كل هذا مع أن "محمد علي" كان أمياً ولم يتعلم القراءة والكتابة إلا في سن الأربعين، ولم يعرف عنه أبداً أنه كان يتحدث باللغة العربية أصلاً، ومع ذلك نراه شديد الاهتمام بنقل المعارف والعلوم الأوروبية إلى اللغة العربية وليس التركية التي كان يتقنها "محمد علي"..

الطب.. بالعربي!

والغريب أننا نضع أيدينا ونحن نقلّب معاً صفحات التاريخ على قضية ساخنة تثار على فترات ولا ينتهي النقاش حولها أبدا، وهي قضية تعريب العلم.. دعونا أولاً نكمل قصة مدرسة الطب المصرية التي بدأناها الأسبوع الماضي..

كانت أول مشكلة قابلت "كلوت" بك عند إنشائه مدرسة الطب أنه لم يكن يوجد في مصر أي تلميذ يعرف أي لغة أجنبية، لذلك تقرر أن تكون الدراسة باللغة العربية، ولم يكن ذلك هو السبب الوحيد، فلقد كانت الدراسة باللغة العربية توافق نظرية "كلوت" بك التي ترى أن "التعلم بلغة أجنبية لا تنتج منه الفائدة المنشودة، كما لا ينتج عنه توطين العلم أو تعميم نفعه.."، ولذلك فقد ألحق المترجمين بمدرسة الطب واعتبرهم طلبة فيها، كما ضم إليهم 100 من متفوقي طلبة الأزهر، وبالطبع لم تعجب فكرة أن تكون الدراسة باللغة العربية أياً من الدول الاستعمارية التي كانت تأمل في أن يظل التعليم في مصر مرتبطاً بها، حتى إن أحد المسئولين الفرنسيين في مصر كتب إلى حكومته قائلاً: "إن مدارس الطب والصيدلة وفن البيطرة والكيمياء مكونة تماماً من العرب، والمسيو "كلوت" يحاول أن يعطي تلاميذه روحاً وطنية عربية، ولا أعرف هل يستحق التأنيب أم التشجيع لذلك.."
إذاً فهكذا أنشأ "كلوت" بك أول مدرسة حديثة للطب في الشرق وجعل الدراسة فيها باللغة العربية..
ولعله من المناسب ونحن نتحدث عن نشأة مدرسة الطب المصرية واستخدام اللغة العربية كلغة أساسية للدراسة أن نتطرق لقصة حياة عجيبة لواحد من جيل الرواد الذين قامت على أكتافهم مدرسة الطب المصرية..

رحلة البطيخ الفاسد.. الناجحة!

بدأ "إبراهيم النبراوي" حياته في قريته (نبروه) (1) بمحافظة الغربية -تابعة لمحافظة الدقهلية حاليا- صبياً فقيراً يساعد أبويه في فلاحة قراريط صغيرة يملكونها كأغلب أطفال قريته، ثم يقوم الأب ببيع محصوله القليل في طنطا عاصمة الغربية، وفي هذه البيئة البسيطة حفظ "إبراهيم" القرآن الكريم وتعلم القراءة والكتابة ومبادئ الحساب في كتّاب القرية، ولم يكن ليخطر على بال أحد أن مثل هذا الغلام البائس يمكن أن يكون له أي مستقبل على الإطلاق باستثناء الفلاحة وتربية المواشي طبعاً، وربما يكون ذلك صحيحاً تماماً لولا تلك الفكرة التي خطرت له وكانت السبب في تغيير حياته بأكملها!
لقد خطر لـ"إبراهيم النبراوي" أن يساعد أباه في بيع محصوله البسيط من البطيخ، فقرر أن ينقله ليبيعه في القاهرة –التي لم يزرها قبل ذلك إطلاقاً بالمناسبة– ظناً منه أن أسعار البيع في المحروسة ستكون أكثر مما في طنطا، فلابد أن أهالي القاهرة سيكونون أقدر على الدفع من غيرهم، وعلى الفور استأجر جملاً من نبروه وحمل عليه محصول البطيخ وشدّ الرحال إلى القاهرة بعد أن وعد والديه بالكسب الوفير، ولكن الأمر لم يكن بتلك البساطة، وبالطبع لم يجد "إبراهيم النبراوي" الرخاء الذي كان يحلم به في القاهرة، فقد مرّ يومان والسعر لا يريد أن يتزحزح لأعلى، وعندما بدأ بعض البطيخ يفسد أيقن أن الوقت ليس في صالحه، واستطاع بصعوبة أن يبيع ما تبقى له من المحصول، وحين أخذ يحسب ما معه من المال، وجد أن خسارته فادحة، فأعطى لصاحب الجمل الذي استأجره من نبروه أجرته، وأوصاه أن يبلّغ والديه أنه لن يعود إلا بعد أن يعوض الخسائر الباهظة التي خسرها في صفقة البطيخ هذه!
ويذكر المؤرخ الكبير "جمال بدوي" في كتابه الممتع (أنا المصري) أن "إبراهيم النبراوي" أخذ يطوف شوارع القاهرة وحاراتها بحثاً عن عمل بلا جدوى، إلى أن أوصلته قدماه إلى الجمالية ومنها إلى الأزهر، وبينما هو واقف بجوار الجامع الأزهر، إذا به يرى شيخاً معمماً يسير بمهابة ووقار، ويتبعه شباب معممون بأدب واحترام شديدين، ولما سأل "النبراوي" عرف أن ذلك المسجد الكبير هو الأزهر الشريف، وأن الشيخ هو أحد علمائه وهؤلاء الشباب هم من صغار الطلبة الذين يدرسون به..
برقت الفكرة على الفور في رأس "إبراهيم النبراوي"، لم لا يلتحق بالدراسة بالأزهر الشريف ويصبح طالب علم كهؤلاء الشباب المعممين، وأخذ يتخيل نفسه وقد عاد إلى القرية وأصبح شيخاً للكتاب أو إماماً للمسجد والناس يعاملونه باحترام ويقبّلون يديه! وهو في النهاية لن يتكلف شيئاً وسيحصل على الجراية وهي أرغفة بائسة من الخبز كانت توزع مجاناً على طلبة الأزهر، وسيعوض بذلك خسارته من تحت رأس تجارة البطيخ!

من الأزهر.. للـ"الطب"!

وبالفعل يلتحق "إبراهيم النبراوي" بإحدى حلقات الأزهر الشريف، ثم ينتقل منها إلى حلقة أخرى وثالثة، وتمضي الشهور ويظهر نبوغ "إبراهيم" واستعداده للتعلم حتى يلفت نظر شيوخه وأساتذته من علماء الأزهر، وتمضي الأيام حتى يستدعيه شيخه ذات يوم، فيسرع "النبراوي" إليه ويجد عنده عدداً من الأشخاص، بعضهم معممون والبعض الآخر يرتدون زي ضباط الجيش، ويقدمه الشيخ إليهم وهو يثني عليه ويمتدح ذكاءه ونبوغه، ويفهم "إبراهيم النبراوي" من حديث شيخه أن هؤلاء الأشخاص هم أعضاء لجنة جاءت إلى الأزهر لاختيار النابغين من الطلبة ليكونوا نواة مدرسة الطب التي شرع "كلوت" بك في إنشائها بتكليف من "محمد علي" باشا..
وهكذا انتقل "إبراهيم النبراوي" من طالب بالأزهر أقصى ما يطمح إليه أن يصبح شيخاً لكتّاب أو إماماً لمسجد القرية، إلى طالب بمدرسة الطب، وكما نبغ "النبراوي" في الأزهر نبغ أيضاً في دراسة الطب، حتى سافر في بعثة علمية إلى فرنسا بترشيح من أستاذه "كلوت" بك شخصياً..

وقد تزوج الدكتور "إبراهيم النبراوي" هناك من فتاة فرنسية، عاد بها إلى مصر بعد أن أتم دراسته سنة 1836م، وعيّن بعدها مدرساً بمدرسة الطب المصرية، فكان من أوائل المصريين الذين قاموا بالتدريس في مدرسة الطب وتدرج في المناصب حتى أصبح وكيلاً لمدرسة الطب، وذاعت شهرته وكفاءته الطبية النادرة فكان الناس يقصدون إليه من جميع أنحاء مصر، حتى بلغ صيته أسماع "محمد علي" باشا فقربه إليه وجعله طبيبه الخاص، كما أصبح الطبيب الخاص أيضاً لوالي مصر "عباس" باشا ابن "محمد علي"..

رسالة في الطاعون!

والغريب أنه رغم كل تلك المكانة العلمية والاجتماعية الكبيرة التي حظي بها الدكتور "إبراهيم النبراوي"، إلا أنه لم يفكر أبداً في أن يجعل التدريس في مدرسة الطب باللغة الفرنسية مثلاً رغم دراسته الفرنسية، ولم يحتقر اللغة العربية أو يقلل من شأنها ويقرر أنها لا تصلح لتدريس العلوم الطبية، أو أن دراسة الطب باللغة العربية ستكون باستخدام مصطلحات معقدة أصعب بكثير من مثيلاتها اللاتينية، ولم يدّع مثلاً أن دراسة العلوم باللغة العربية تقتضي أولاً أن نكون متقدمين علمياً كما كنا في صدر الحضارة الإسلامية وليس قبل ذلك، إلى آخر هذه الادعاءات التي نسمعها كلما فتح باب النقاش حول موضوع تعريب العلوم ودراسة المواد العلمية باللغة العربية، ولم تكن الدراسة باللغة العربية مقتصرة على الطب فحسب، ولكن جميع المدارس العليا التي أنشئت في هذه الفترة كانت دراستها باللغة العربية، وحتى مدرسة الألسن التي أنشأها "رفاعة الطهطاوي" كانت مهمتها في الأساس هي تخريج مترجمين أكفاء لينقلوا عيون الكتب العلمية والأدبية من لغاتها الأوروبية إلى اللغة العربية، ويكفي أن نعرف أن أول وظيفة شغلها "رفاعة الطهطاوي" بعد عودته من رحلته التعليمية الشهيرة في فرنسا هي وظيفة (مترجم) بمدرسة الطب، أي أنه كان يقوم بترجمة المحاضرات التي كان يلقيها الأساتذة الفرنسيون في العلوم الطبية المختلفة على طلبة مدرسة الطب الذين لم يعرفوا لغة غير العربية طوال حياتهم!
وبعد ذلك فلن ندهش كثيراً عندما نعرف أن الدكتور "إبراهيم النبراوي" قد ترجم عدداً من الكتب عن الفرنسية ككتاب (الأربطة الجراحية)، وكتاب (نبذة في التشريح العام)، كما تمت في هذه الأثناء حركة نشطة لترجمة العديد من الأبحاث والمراجع الطبية التي كتبها "كلوت" بك، مثل (رسالة في الطاعون) و(نبذة في تطعيم الجدري) و(القول الصريح في علم التشريح) كما قام الدكتور "محمد علي البقلي" –أحد خريجي المدرسة الطبية المصرية من الرعيل الأول وكبير جراحي القصر العيني- بتأليف عدد من الكتب الطبية باللغة العربية مثل (غاية الفلاح في فن الجراح) و(غرر النجاح في أعمال الجراح)، كما أصدر مجلة طبية شهرية باللغة العربية هي مجلة (يعسوب الطب)، وهي أول مجلة علمية عربية على الإطلاق، وبصفة عامة بلغ عدد الكتب الطبية التي تم تعريبها عن الفرنسية في عهد "كلوت" بك حوالي 86 مرجعاً فرنسياً، وتعد هذه المكتبة الطبية العربية أكبر مكتبة طبية في العالم ترجمت من لغة إلى لغة في وقت واحد..
ومع اعترافنا بطرافة أسماء بعض الكتب الطبية التي تمت ترجمتها أو تأليفها في هذه الفترة، والتي راعى مترجموها أن تكون عناوينها موسيقية مسجوعة كما كانت العادة في تلك الأيام، إلا أنها بلا جدال كانت دليل مشروع نهضة حضارية عربية حقيقية مبنية على اللغة العربية، تماماً كما بدأت النهضة الأوروبية الحديثة بحركة ترجمة واسعة للكتب العربية في جميع العلوم والفنون..
ولا ننسَ أيضاً أن نلاحظ ثقة والي مصر "محمد علي" باشا في الأطباء المصريين الذين تعلموا باللغة العربية، فقد رأينا كيف اتخذ من أحدهم طبيباً خاصاً، بعد أن كان يتخذ طبيبه الخاص من الأوروبيين فقط، حتى إن "محمد علي" قد اصطحب الدكتور "النبراوي" معه في رحلته إلى أوروبا رغم أنها تمتلئ بعمالقة المستشفيات والأطباء، فلم يفعل مثل من جاء بعده من الحكام والوزراء الذين يطيرون للعلاج في الخارج مع أقل نزلة برد تصيبهم!
على أية حال يبقى السؤال معلقاً..
هل تؤيد تدريس العلوم كالطب والصيدلة والهندسة باللغة العربية؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: موقع بص وطل الالكتروني
.......................
(1) مدينة نبروه هي أحدى مراكز محافظة الدقهلية. تقع علي أطراف الحدود الغربية لمحافظة الدقهلية. تكونت من ربوة متوسطة الارتفاع انحدرت بالتدريج علي بحر نبروه الواقع علي بحر شبين وقد شهدت العديد من الوقائع التاريخية التي تشهد علي قدمها فخلال القرن الأول الميلادي نزل بها السيد المسيح عليه السلام والعائلة المقدسة أثناء قدومه لمصر وقد نالت اهتماما بالغا في العصر الإسلامي.
وكان لها السبق في إنشاء المساجد منذ فتح مصر علي يد / عمرو بن العاص حيث أمر ببناء مسجد الأربعين بها والذي تم تجديده بعد ذلك عام 1288هـ ، وقد نالت رعاية واهتمام الخليفة المأمون في الحفاظ علي سلامة سكانها من المسلمين والمسيحيين أثناء حالة الاضطرابات التي شهدتها البلاد بعد وفاة أخيه الأمين ، وفي العصر المملوكي أمر الظاهر بيبرس حاكم مصر وقتذاك ببناء مسجد سيدي مجاهد والذي كان يمثل تحفة معمارية عظيمة في عصره.
وفي عام 706 هـ تم بناء مسجد الشيخ عبيد وقد نالت اهتمام محمد علي باشا خلال قيامه ببناء مصر الحديثة حيث قرر بناء أول مدرسة زراعية في مصر علي أرض نبروه تسير في دراستها علي غرار النظم والمناهج المعمول بها في أوربا في ذلك الحين والتي نقلت فيما بعد إلي شبرا الخيمة وأصبحت كلية الزراعة جامعة عين شمس وقد بزغ العديد من أبناء نبروه في شتي العلوم مما لفت انتباه محمد علي باشا .... وقرر إرسالهم ضمن البعثات المسافرة لأوربا للاستفادة من خبراتهم ونقلها إلي مصر وقد كان الطبيب الخاص لمحمد علي باشا هو أحد أبناء نبروه الدكتور/ إبراهيم بك النبراوي
 

AHMED

مدير
طاقم الإدارة
رد: هل تعلم من هو أول من عرب الطب

سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه


اين نحن من محمد على باشا ..... فلغة اهل الجنه هي العربيه

ولكننا الان نتبرا منها ونهتم باللغات الاخرى وتركنا لغة القران
 

احمد سالم

Active Member
رد: هل تعلم من هو أول من عرب الطب

كلام جميل ومشكوووووووووووووووور عليه بس ليا تعقب لو مره الواحد إتصادف مع واحد اخرص ومش لاقى حد غيره عشان يسأله عن مكان لمحل بقاله مع العلم ان السائل غريب عن المكان فطبعا عشان يوصل للهدف بتاعه(المحل) لازم يكلمه يسأله بس الأخرص مبيسمعش يعمل ايه اكيد لازم يستخدم اشارات التلويح شكراً
 
رد: هل تعلم من هو أول من عرب الطب

مشكور علي هذا الموضوع الاكثر من رائع
 

ابوجمعه

Moderator
رد: هل تعلم من هو أول من عرب الطب

جزاك الله خــــــــــــــــــــــــــــــيرا اخى الكريم
 
أعلى