• مرحبا بكم

    تم تطوير شبكة ومنتديات الجميزه للتماشى مع التطور الحقيقي للمواقع الالكترونيه وبهدف تسهيل التصفح على زوارنا واعضائنا الكرام لذلك تم التطوير وسيتم ارسال اشعار لكل الاعضاء على بريدهم الالكترونى لإعلامهم بان تم تطوير المنتدى

أعاصير الطمع *..!!‬

23/05/2009




عندما قررت الأم أن تجعل من أمنية زوجها الراحل حقيقة واقعة وتصبح ابنتهما الوحيدة ـ طبيبة* ‬يشار إليها بالبنان*.. ‬عاشت الأم وعيناها علي* »‬وفاء*« ‬منحتها كل الحب لم تبخل عليها بشئ مهما* ‬غلا ثمنه*.. ‬

ودارت الأيام والسنون وكبرت وفاء وتخرجت طبيبة في* ‬جامعة القاهرة ولم تمض* ‬غير سنوات قليلة واغتال المرض اللعين الأم فأقعدها الفراش،* ‬ولم تهدأ وفاء استدعت كل أساتذة الطب المتخصصين لانقاذ ست الحبايب إلا أنهم أجمعوا علي قرار بأن الأم لم تعد بحاجة الي الطب قدر حاجتها إلي الدعوات والصلوات*!!‬

جن جنون وفاء لم تتخيل* ‬يوماً* ‬أن تفارق فيه ست الحبايب لكن الأم نادت ابنتها وهمست لها بأنها ليست خائفة من الموت قدر خوفها عليها ـ وفي جدية قالت لها ـ لا تصدقي أي كلام تسمعينه خاصة من خالاتك،* ‬كان أملي أن أنقل كل ما أملك باسمك لكن المرض اصابني بالعجز*..!!

‬لم تفهم وفاء مقصد أمها وتساءلت في دهشة ـ ايه الحكاية* ‬ياست الحبايب.أنا موش عايزة من الدنيا* ‬غير سلامتك*..‬؟*! ‬ولم ترد الأم وقد انقطعت أنفاسها وأسلمت الروح لبارئها*.. ‬واحتبس صوت وفاء وانسابت الدموع من عينيها وهي لا تصدق أنها صارت* ‬يتيمة الأم والأب معاً*..

‬وأصبحت وحيدة في بيتها*!‬ وجاء المعزون بعد دفن الأم ومرت الليلة الأولي للعزاء ورفضت وفاء أن تغادر شقة أمها*.. ‬بكت بحرقة ومضت الأيام حتي أدركت أنها سنة* ‬الخالق*.. ‬ومضت الأيام مثقلة ولم* ‬يكن قد مضي الشهر عن رحيل الأم عندما جاء فجأة محضر المحكمة الشرعية* ‬يدق بابها*..!!

‬سلمها اعلانا أيقظ كل الجراح ـ خالاتها وأخوالها أقاموا دعوي* ‬ضدها بنفي* ‬نسبها إلي أبيها وأمها معاً*..!! ‬لم تصدق* ‬وفاء كأنها تعيش كابوسا مزعجاً* ‬لا تصدق ما بدر من أقاربها أسرعت مهرولة كالمجنونة الي بيت خالتها لتجد جمعا من الأقارب في حالة* ‬اجتماع مهم الخالات والأخوال* ‬خلعوا الأقنعة واستقبلوها جميعا بوجه جديد وجه سافر مكشوف تجرد من الحياء والرحمة وتساءلت وفاء بصوت أجش هستيري ـ ايه اللي حصل ايه حكاية الاعلان ده* ‬يا جماعة*..‬؟ وفي* ‬جرأة بالغة أجابت خالتها*.‬ ـ لازم تعرفي الحقيقة* ‬يا وفاء*.. ‬انت لقيطة*..!!! ‬قاطعتها وفاء بصرخة مدوية وعاجلها خالها ـ والدك تزوج مرتين قبل أمك ولم* ‬ينجب وكانت الحاجة التي تظنين انها أمك لا تنجب أيضاً* ‬ـ لكنها أصبحت زوجته الثالثة وقد تجاوز عمره الـ* ‬70* ‬عاماً* ‬ولديه ثروة طائلة واتفق الاثنان علي تبني طفله من أحد الملاجيء لتكون ابنتهما ووريثتهما وكانت هذه الطفلة هي أنت وحرام* ‬يادكتورة أن تستولي علي ميراث ليس من حقك ومعنا كل المستندات التي تؤكد هذا*..!!‬

لطمت وفاء خديها وراحت في* ‬غيبوبة لكن أحداً* ‬من الأقارب لم* ‬يحرك ساكنا وحين أفاقت وفاء أسرعت مهرولة الي محاميها تروي له الكارثة* ‬التي ظهرت في حياتها أيقن محاميها أن أقاربها لا* ‬يريدون* ‬غير الثروة مهما كانت العواقب*.‬

كانت المواجهة مثيرة* ‬وعصيبة داخل* ‬قاعة المحكمة أقارب وفاء قدموا كل المستندات التي تؤكد أن الدكتورة وفاء ليست ابنة الحاج حنفي والحاجة بهية شهادة من أحد الملاجيء بتسليم الطفلة وفاء مجهولة النسب الي حنفي وبهية لرعايتها وتربيتها شهادة تؤكد أن الأب تزوج مرتين ولم* ‬ينجب وبأن الحاجة بهية كانت هي الأخري عاقراً،* ‬مستند* ‬يؤكد أن الأب حينما تزوج بهية كان عمره* ‬70* ‬عاما فلا* ‬يتصور معها الانجاب،* ‬خاصة اذا كان الأب عقيما من الأصل ـ و؛جاءت مرافعة محامي وفاء موضحة أن المدعين الذين* ‬غاب عنهم الوعي طوال* ‬24* ‬عاما كاملة استردوه فجأة ليتذكروا أن الدكتورة وفاء ليست ابنة شقيقتهم الراحلة ولا ابنة والدها ـ فقد ايقظهم حلم الثراء واستردوا ذاكرتهم بفعل الجشع والطمع في بضعة ملايين من الجنيهات ليس مهما أن* ‬يغتالوا فتاة لم* ‬يعد لها من الدنيا* ‬غير الذكريات الحلوة ليس مهما ان* ‬ينتزعوا منها خط الدفاع الأخير الذي* ‬يتمثل في أقاربها ـ طالما أنهم سيصبحون من الأثرياء ـ وجاء محامي* ‬وفاء بشهود بينهم أطباء وخبراء* ‬يؤكدون أن سن السبعين* ‬لا* ‬يعني عدم الانجاب كما أن عدم الانجاب من زوجتين لا* ‬يعني بالضرورة عدم الانجاب من الثالثة ـ ثم أين كان الأهل والأقارب طوال هذه المدة ربع قرن من الزمان*.‬

وجاء الحكم العادل علي لسان رئيس المحكمة ليعلن رفض دعوي نفي النسب وتأكيد نسب وفاء لأبويها ـ كانت وفاء تجلس كأن الطير فوق رأسها أنفاسها محبوسة ونظراتها معلقة بمنصة القضاء عندما جاء الحكم حاسما ـ وهنا أجهشت وفاء بالبكاء الحار كطفل صغير* ‬غابت أمه فراحت تتمتم ـ ليتهم أخذوا
 
أعلى