• مرحبا بكم

    تم تطوير شبكة ومنتديات الجميزه للتماشى مع التطور الحقيقي للمواقع الالكترونيه وبهدف تسهيل التصفح على زوارنا واعضائنا الكرام لذلك تم التطوير وسيتم ارسال اشعار لكل الاعضاء على بريدهم الالكترونى لإعلامهم بان تم تطوير المنتدى

أخلاق إسلامية غائبة (التواضع )

التواضع

التواضع لغة:
مصدر تواضع أي أظهر الضّعة، وهو مأخوذ من مادّة (وض ع) الّتي تدلّ على الخفض للشّيء وحطّه، يقال: وضعته بالأرض وضعا، ووضعت المرأة ولدها.
والوضائع قوم ينقلون من أرض إلى أرض يسكنون بها، والوضيع الرّجل الدّنيّ، والدّابة تضع في سيرها وضعا وهو سير سهل يخالف المرفوع (1).

واصطلاحا:
إظهار التّنزّل عن المرتبة لمن يراد تعظيمه، وقيل: هو تعظيم من فوقه لفضله «2».

درجات التواضع
للتّواضع ثلاث درجات:

الأولى: التّواضع للدّين، وهو أن لا يعارض بمعقول منقولا. ولا يتّهم للدّين دليلا، ولا يرى إلى الخلاف سبيلا. والتّواضع للدّين: هو الانقياد لما جاء به الرّسول صلّى اللّه عليه وسلّم والاستسلام له والإذعان .
وذلك بثلاثة أشياء:

الأوّل: أن لا يعارض شيئا ممّا جاء به بشيء من المعارضات الأربعة السّارية في العالم، المسمّاة بالمعقول، والقياس، والذّوق، والسّياسة.

الثّاني: أن لا يتّهم دليلا من أدلّة الدّين، بحيث يظنّه فاسد الدّلالة، أو ناقص الدّلالة أو قاصرها، أو أنّ غيره كان أولى منه. ومتى عرض له شيء من ذلك فليتّهم فهمه، وليعلم أنّ الآفة منه، والبليّة فيه،
كما قيل:
وكم من عائب قولا صحيحا ... وآفته من الفهم السّقيم
ولكن تأخذ الأذهان منه ... على قدر القرائح والفهوم

وهكذا في الواقع حقيقة: أنّه ما اتّهم أحد دليلا للدّين إلّا وكان المتّهم هو الفاسد الذّهن، المأفون في عقله وذهنه.
فالآفة من الذّهن العليل لا في نفس الدّليل.
وإذا رأيت من أدلّة الدّين ما يشكل عليك، وينبو فهمك عنه فاعلم أنّه لعظمته وشرفه استعصى عليك، وأنّ تحته كنزا من كنوز العلم، فلم تؤت مفتاحه بعد، هذا في حقّ نفسك. وأمّا بالنّسبة إلى غيرك، فاتّهم آراء الرّجال على نصوص الوحي وليكن ردّها أيسر شيء عليك للنّصوص، فما لم تفعل ذلك فلست على شيء.
قال الشّافعيّ: أجمع المسلمون على أنّ من استبانت له سنّة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لم يحلّ له أن يدعها لقول أحد «3».
الثّالث: أن لا يجد إلى خلاف النّصّ سبيلا ألبتّة، لا بباطنه، ولا بلسانه، ولا بفعله، ولا بحاله.
بل هذا الخلاف أعظم عند اللّه من ذلك، وهو داع إلى النّفاق وهو الّذي خافه الكبار والأئمّة على نفوسهم.

الدّرجة الثّانية: أن ترضى بما رضي الحقّ به لنفسه عبدا من المسلمين أخا، وأن لا تردّ على عدوّك حقّا، وأن تقبل من المعتذر معاذيره.

ومعنى: أن لا تردّ على عدوّك حقّا: أي لا تصحّ لك درجة التّواضع حتّى تقبل الحقّ ممّن تحبّ وممّن تبغض، فتقبله من عدوّك، كما تقبله من وليّك.
الدّرجة الثّالثة: أن تتّضع للحقّ، فتنزل عن رأيك وعوائدك في الخدمة، ورؤية حقّك في الصّحبة، وعن رسمك في المشاهدة«4».


التّواضع المحمود
على نوعين:
- النّوع الأوّل: تواضع العبد عند أمر اللّه امتثالا وعند نهيه اجتنابا فإنّ النّفس لطلب الرّاحة تتلكأ في أمره فيبدو منها نوع إباء وشرود هربا من العبوديّة وتثبت عند نهيه طلبا للظّفر بما منع منه، فإذا وضع العبد نفسه لأمر اللّه
ونهيه فقد تواضع للعبوديّة.

والنّوع الثّاني: تواضع لعظمة الرّبّ وجلاله وخضوعه لعزّته وكبريائه فكلّما شمخت نفسه ذكر عظمة الرّبّ تعالى وتفرّده بذلك وغضبه الشّديد على من نازعه ذلك فتواضعت إليه نفسه وانكسر لعظمة اللّه قلبه واطمأنّ لهيبته، وأخبت لسلطانه، فهذا غاية التّواضع، وهو يستلزم الأوّل من غير عكس، والمتواضع حقيقة من رزق الأمرين معا «5».

الآيات الواردة في «التواضع»

1- فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159) «6».

2- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ يُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ (54) «7».

3- لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَناحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ (88) «8».

4-* وَقَضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُما وَقُلْ لَهُما قَوْلًا كَرِيماً (23) وَاخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُما كَما رَبَّيانِي صَغِيراً (24) «9».

5- وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبالَ طُولًا (37) «10».

6- وَعِبادُ الرَّحْمنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً (63) «11».

7- وَاخْفِضْ جَناحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (215) «12».

8- وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ (18) «13».


من الآثار وأقوال العلماء الواردة في (التواضع) :

1- قال المسيح- عليه السّلام-: طوبى للمتواضعين في الدّنيا، هم أصحاب المنابر يوم القيامة، طوبي للمصلحين بين النّاس في الدّنيا، هم الّذين يرثون الفردوس يوم القيامة«14».

2- قال أبو بكر الصّدّيق- رضي اللّه عنه- وجدنا الكرم في التّقوى، والغنى في اليقين، والشّرف في التّواضع «15».

3- خرج عمر بن الخطّاب- رضي اللّه عنه- إلى الشّام ومعه أبو عبيدة بن الجرّاح فأتوا على مخاضة وعمر على ناقة له فنزل عنها وخلع خفّيه فوضعهما على عاتقه وأخذ بزمام ناقته فخاض بها المخاضة فقال أبو عبيدة: يا أمير المؤمنين أنت تفعل هذا؟ تخلع خفّيك وتضعهما على عاتقك وتأخذ بزمام ناقتك وتخوض بها المخاضة؟. ما يسرّني أنّ أهل البلد استشرفوك. فقال عمر: أوّه «3»، لو يقل ذا غيرك أبا عبيدة جعلته نكالا لأمّة محمّد صلّى اللّه عليه وسلّم إنّا كنّا أذّل قوم فأعزّنا اللّه بالإسلام، فمهما نطلب العزّ بغير ما أعزّنا اللّه به أذلّنا اللّه «16».

4- عن عائشة- رضي اللّه عنها- قالت:
«تغفلون أفضل العبادة: التّواضع» «17».

5- عن جرير بن عبد اللّه- رضي اللّه عنه أنّه قال له سلمان- رضي اللّه عنه-: «يا جرير تواضع للّه. فإنّ من تواضع للّه في الدّنيا رفعه اللّه يوم القيامة» «18».
6- عن عبد اللّه بن مسعود- رضي اللّه عنه- قال: «من تواضع للّه تخشّعا رفعه اللّه يوم القيامة.، ومن تطاول تعظّما وضعه اللّه يوم القيامة» «19».

7- سئل الحسن البصريّ عن التّواضع.
فقال: «التّواضع أن تخرج من منزلك ولا تلقى مسلما إلّا رأيت له عليك فضلا» «20».

8- قيل لعبد الملك بن مروان: «أيّ الرّجال أفضل؟ قال: من تواضع من قدرة، وزهد عن رغبة» «21».

9- قال عبد اللّه بن المبارك- رحمه اللّه-:
«رأس التّواضع أن تضع نفسك عند من دونك في نعمة الدّنيا حتّى تعلمه أنّه ليس لك بدنياك عليه فضل، وأن ترفع نفسك عمّن هو فوقك في الدّنيا حتّى تعلمه أنّه ليس له بدنياه عليك فضل» «22».
10- سئل الفضيل بن عياض- رحمه اللّه عن التّواضع؟ فقال: «يخضع للحقّ، وينقاد له ويقبله ممّن قاله، ولو سمعه من صبيّ قبله، ولو سمعه من أجهل النّاس قبله» «23».

11- قال كعب: «ما أنعم اللّه على عبد من نعمة في الدّنيا فشكرها للّه وتواضع بها للّه إلّا أعطاه اللّه نفعها في الدّنيا، ورفع بها درجة في الآخرة» «24».
12- قال الجنيد بن محمّد: «التّواضع هو خفض الجناح ولين الجانب» «25».

13- قال عروة بن الورد: «التّواضع أحد مصايد الشّرف، وكلّ نعمة محسود عليها صاحبها إلّا التّواضع» «26».

14- عن عمرو بن شيبة؛ قال: «كنت بمكّة بين الصّفا والمروة فرأيت رجلا راكبا بغلة وبين يديه غلمان يعنّفون النّاس. قال: ثمّ عدت بعد حين فدخلت بغداد فكنت على الجسر فإذا أنا برجل جاف حاسر طويل الشّعر. قال: فجعلت أنظر إليه وأتأمّله، فقال لي: مالك تنظر إليّ؟. فقلت له: شبّهتك برجل رأيته بمكّة ووصفت له الصّفة، فقال له: أنا ذلك الرّجل. فقلت ما فعل اللّه بك؟ فقال: إنّي ترفّعت في موضع يتواضع فيه النّاس فوضعني اللّه حيث يترفّع النّاس» «27».
15- قال إبراهيم بن شيبان: «الشّرف في التّواضع، والعزّ في التّقوى، والحرّيّة في القناعة» «28».

من فوائد (التواضع)

(1) التّواضع خلق كريم من أخلاق المؤمنين ودليل محبّة ربّ العالمين.
(2) وهو طريق موصل إلى مرضاة اللّه وإلى جنّته.
(3) وهو السّبيل إلى القرب من اللّه ومن ثمّ القرب من النّاس.
(4) التّواضع عنوان سعادة العبد في الدّارين.
(5) يحبّ اللّه المتواضعين ويكلؤهم برعايته ويحيطهم بعنايته.
(6) المتواضعون آمنون من عذاب اللّه يوم الفزع الأكبر.
(7) وهو دليل على حسن الخاتمة وعلى حسن الخلق.
(8) التّواضع يؤدّي إلى حصول النّصر والبركة في المال والعمر.
 
موضوع رائع

يا محمد صدقى الابراشى

موضوعكم نال أعجابنا وشكرا لكم على الطرح

نأمل منكم المزيد

جزاكم الله خيرا



سعدنا بتواجدكم
لا تحرمونا من هذه المشاركات الجميلة
والمواضيع الهادفة

سبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك


====================
ملحوظة : هذا رد آلي على الموضوع
 
أعلى