وليد فكري المحامي
Moderator
الحمد لله وصلاة وسلاماً على عبده وآله محمد صلي الله عليه وسلم وبعد ..
يحكي أحد المعتمرين ( عمره ما بين 55أو 60 سنة) من محافظة الإسكندرية والذي أحسبه ولا
أذكيه على الله من الصالحين ، موقفاً من المواقف التي مر بها في الحج العام الفائت فيقول :
ذهبنا لرمي الجمرات الكبري وكما يعلم الجميع ما في الحج من زحام شديد بين مختلف جنسيات
العالم وما فيه من أعصاب مشدودة وتوتر خصوصاً عند أماكن الزحام مثل السعي والطواف
والرجم ، والحمد لله أن الله وضع ضوابط لضبط سلوكيات وأخلاق الحجاج من النهي عن الرفث
والفسوق والجدال ، إلا أنه أحياناً ما يذل الواحد منا ويقع في النهي بغفلة . وعادة ما تكون القوة
البدنية والجسدية في هذه المواقف مهمة ولا يعرف ذلك إلا أمثالي من قصار القامة وأصحاب
الأجسام الضعيفة ، ويستطرد كلامه فيقول وانا داخل لأرمي الجمرات بعد مسيرة كيلو متر او يزيد
وفي زحام الرجم إذ بأحد الحجاج ضخم الجثة من جنوب إفريقيا تقريباً شاء القدر أن أعترض مسار
يده الكبيرة في الرجم لتسقط على جسدي كما تسقط المرزبه على المطرقه ، وبردة فعل مني
ضربته بكل قوه في صدره فرد على الضربه بمثلها مع تفاوت أجسامنا طبعاً فنظر إلي بغضب
فنظرت إليه بغضب فتبسم في وجهي فتبسمت في وجهه فاحتضنني فاحتضنته وأكمل كل واحد
منا الرجم وقد أوشك إبليس عليه لعنة الله ان يوقع بيننا ليوأخرنا عن رجمه ولسان حالي وحاله
أرجم إبليس سلمت يداك ... إنتهي .
الحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام فقد قال صلي الله عليه وسلم :
( بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله محمد رسول الله وإيقام الصلاة وإيتاء الزكاة
وصوم رمضان وحج البيت لمن إستطاع إليه سبيلا ) أو كما قال صلي الله عليه وسلم ،الحج
فريضة عظيمة فرضها الله على من إستطاع من أمة الإسلام وجعلها من أركانه الخمس
وفي القرآن الكريم سورة كاملة بإسم صورة الحج .. وكذا جاء بالعديد من آيات القرآن الكريم
توجيهات خاصة بالحاج منها قوله تعالي أعوذ بالله من الشيطان الرجيم :
( الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ )
البقرة /197 .
فالفحش في القول والمعاصي والجدال بالباطل والمشاجرات والخناق وغيره ممنوع ومحرم
على الحاج والمعتمر .
والحج كسائر الفرائض فليس هدفاً في حد ذاته وكل العبادات ليست هدفًا في حد ذاتها، يقول
تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (البقرة: 21)،
فالتقوى هي الهدف، وكل العبادات وسائل لبلوغ التقوى والخوف من الله والذي يقيم الصلاة هو
الذي تنهاه صلاته عن الفحشاء والمنكر، فيكون متقيًا لله، يقول تعالى: {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ
الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاَةَ إِنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ}
(العنكبوت: 45).
إذاً دليل إقامة الفريضة وقبولها من الله هو إنعكاس أثر الفريضة على العبد في أخلاقه
وسلوكياته وحياته عامة .
والحاج عندما يرتدي لبس الإحرام وأنه مع إخوانه لا فارق ولا علامة مميزة بين الغني والفقير
والعظيم والحقير يتذكر ساعة موته وأنه سيخرج من هذه الدنيا ليس له منها إلا ما اكل أفنى
وما لبس فأبلا ولن يبقي إلا عمله .. حينها سيعمل لهذا اليوم حساباً .
والحاج عندما يعلم أنه سيردد لبيك اللهم لبيك .. لبيك لا شريك لك لبيك .. وأنه سيجاب إما بلبيك
وسعديك أو بلا لبيك ولا سعديك فمالك حرام ومطعمك حرام وراحلتك حرام .. عندها سيحرص
المسلم على الرزق الحلال الذي يرعي الله وحقوقه فيه .
وأكرر فأقول كل العبادات ليست هدفًا في حد ذاتها،وإنما ثمرتها التي تعود على المسلم في
خلقه وحياته ، فليلتمس كل واحد منا في نفسه وخلقه وحياته هذه الثمار وتلك الخيرات ليعلم
درجته ومكانه .. وحين الغفلة نتذكر إرجم إبليس سلمت يداك .
وليد ـــ الثلاثاء 28 رجب 1430
يحكي أحد المعتمرين ( عمره ما بين 55أو 60 سنة) من محافظة الإسكندرية والذي أحسبه ولا
أذكيه على الله من الصالحين ، موقفاً من المواقف التي مر بها في الحج العام الفائت فيقول :
ذهبنا لرمي الجمرات الكبري وكما يعلم الجميع ما في الحج من زحام شديد بين مختلف جنسيات
العالم وما فيه من أعصاب مشدودة وتوتر خصوصاً عند أماكن الزحام مثل السعي والطواف
والرجم ، والحمد لله أن الله وضع ضوابط لضبط سلوكيات وأخلاق الحجاج من النهي عن الرفث
والفسوق والجدال ، إلا أنه أحياناً ما يذل الواحد منا ويقع في النهي بغفلة . وعادة ما تكون القوة
البدنية والجسدية في هذه المواقف مهمة ولا يعرف ذلك إلا أمثالي من قصار القامة وأصحاب
الأجسام الضعيفة ، ويستطرد كلامه فيقول وانا داخل لأرمي الجمرات بعد مسيرة كيلو متر او يزيد
وفي زحام الرجم إذ بأحد الحجاج ضخم الجثة من جنوب إفريقيا تقريباً شاء القدر أن أعترض مسار
يده الكبيرة في الرجم لتسقط على جسدي كما تسقط المرزبه على المطرقه ، وبردة فعل مني
ضربته بكل قوه في صدره فرد على الضربه بمثلها مع تفاوت أجسامنا طبعاً فنظر إلي بغضب
فنظرت إليه بغضب فتبسم في وجهي فتبسمت في وجهه فاحتضنني فاحتضنته وأكمل كل واحد
منا الرجم وقد أوشك إبليس عليه لعنة الله ان يوقع بيننا ليوأخرنا عن رجمه ولسان حالي وحاله
أرجم إبليس سلمت يداك ... إنتهي .
الحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام فقد قال صلي الله عليه وسلم :
( بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله محمد رسول الله وإيقام الصلاة وإيتاء الزكاة
وصوم رمضان وحج البيت لمن إستطاع إليه سبيلا ) أو كما قال صلي الله عليه وسلم ،الحج
فريضة عظيمة فرضها الله على من إستطاع من أمة الإسلام وجعلها من أركانه الخمس
وفي القرآن الكريم سورة كاملة بإسم صورة الحج .. وكذا جاء بالعديد من آيات القرآن الكريم
توجيهات خاصة بالحاج منها قوله تعالي أعوذ بالله من الشيطان الرجيم :
( الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ )
البقرة /197 .
فالفحش في القول والمعاصي والجدال بالباطل والمشاجرات والخناق وغيره ممنوع ومحرم
على الحاج والمعتمر .
والحج كسائر الفرائض فليس هدفاً في حد ذاته وكل العبادات ليست هدفًا في حد ذاتها، يقول
تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (البقرة: 21)،
فالتقوى هي الهدف، وكل العبادات وسائل لبلوغ التقوى والخوف من الله والذي يقيم الصلاة هو
الذي تنهاه صلاته عن الفحشاء والمنكر، فيكون متقيًا لله، يقول تعالى: {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ
الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاَةَ إِنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ}
(العنكبوت: 45).
إذاً دليل إقامة الفريضة وقبولها من الله هو إنعكاس أثر الفريضة على العبد في أخلاقه
وسلوكياته وحياته عامة .
والحاج عندما يرتدي لبس الإحرام وأنه مع إخوانه لا فارق ولا علامة مميزة بين الغني والفقير
والعظيم والحقير يتذكر ساعة موته وأنه سيخرج من هذه الدنيا ليس له منها إلا ما اكل أفنى
وما لبس فأبلا ولن يبقي إلا عمله .. حينها سيعمل لهذا اليوم حساباً .
والحاج عندما يعلم أنه سيردد لبيك اللهم لبيك .. لبيك لا شريك لك لبيك .. وأنه سيجاب إما بلبيك
وسعديك أو بلا لبيك ولا سعديك فمالك حرام ومطعمك حرام وراحلتك حرام .. عندها سيحرص
المسلم على الرزق الحلال الذي يرعي الله وحقوقه فيه .
وأكرر فأقول كل العبادات ليست هدفًا في حد ذاتها،وإنما ثمرتها التي تعود على المسلم في
خلقه وحياته ، فليلتمس كل واحد منا في نفسه وخلقه وحياته هذه الثمار وتلك الخيرات ليعلم
درجته ومكانه .. وحين الغفلة نتذكر إرجم إبليس سلمت يداك .
وليد ـــ الثلاثاء 28 رجب 1430
التعديل الأخير:
