• مرحبا بكم

    تم تطوير شبكة ومنتديات الجميزه للتماشى مع التطور الحقيقي للمواقع الالكترونيه وبهدف تسهيل التصفح على زوارنا واعضائنا الكرام لذلك تم التطوير وسيتم ارسال اشعار لكل الاعضاء على بريدهم الالكترونى لإعلامهم بان تم تطوير المنتدى

أهمية اللغة للأمة وضرورة الاعتزاز بها والدفاع عنها(مقال ماتع)

أهمية اللغة للأمة وضرورة الاعتزاز بها والدفاع عنها

اللغة هُوُية الأمة ، وأعظم مقومات وجودها ، ووطنها الروحي . والأمم الحية تحافظ على لُغاتها حفاظها على أوطانها. والعلاقة بين مكانة الأمة ومكانة لغتها وثيقة جداً، فاللغة هي الأمة !
هل يكفي أحدنا أن يعرف شيئًا من العربية ليقول أنا عربي ؟ لقد قال طه حسين : "إن المثقفين العرب الذين لم يتقنوا معرفة لغتهم، ليسوا ناقصي الثقافة فحسب، بل في رجولتهم نقص كبير ومُهين أيضاً ."
إن هذا القول هو أَنَّةُ عربيّ تألّم جداً من تقاعس الكثيرين عن الذَّود عن العربية، ومن استخفافهم بهذا الأمر الخطير.
قال أبو الريحان البيروني (362-440 للهجرة ) العالِمُ الشهير، الفارسي الأصل: "والله لأَنْ أُهْجى بالعربية، أحبُّ إليَّ من أن أُمدح بالفارسية !"

ولا داعي هنا للحديث عن عبقرية اللغة العربية وخصائصها الفريدة، فقد كُتب عن ذلك عشرات الكتب والدراسات والمقالات، وانحنى لعظَمتها العرب والمستشرقون ، حتى لقد قال أحدهم : "ليس على وجه الأرض لغةٌ لها من الروعة والعظمة ما للّغة العربية، ولكن ليس على وجه الأرض أُمة، تسعى بوعي أو بلا وعي، لتدمير لغتها كالأمة العربية !"


وأودّ أن أذكّر بأن اللغة العربية كانت في الماضي لغة عالمية - وبأنها اليوم - باعتراف العالم كله - اللغة الرسمية الدولية السادسة : في هيئة الأمم المتحدة ووكالاتها المختلفة، وفي منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو).


لقد أدركت القيادات السياسية الواعية في كثير من الدول أهمية اللغة الوطنية، وأنّ تعزيزها هو مسألة كرامة، كرامة الأمة، أي واجب قومي. فعزّزت كورية وفيتنام وفنلندة ورومانية وغيرها، لغاتِها الوطنية، وجعلت التعليم بها في جميع مراحله؛ بل أحيا الكيان الصهيوني لغةً ميتة ! واستجاب المواطنون، خصوصاً المثقفين ، لرغبات قياداتهم، وآزروها وساعدوها على تطوير اللغة الوطنية وازدهارها وسيادتها .

وما أعمق ما قاله الدكتور عثمان أمين في كتابه (فلسفة اللغة العربية): "مَن لم ينشأ على أن يُحب لغة قومه ، استخف بتراث أمته ، واستهان بخصائص قوميته . ومن لم يبذل الجهد في بلوغ درجة الإتقان في أمر من الأمور الجوهرية، اتسمت حياته بتبلّد الشعور وانحلال الشخصية، والقعود عن العمل، وأصبح دَيْدنه التهاون والسطحية في سائر الأمور"


إن السعي لإتقان العربية لا يعني أبداً التخلي عن تعلُّم اللغات الأجنبية الحية، بل من المهم جداً أن يتقن العالِم العربي لغة أجنبية واحدة على الأقل ! هذا ما يفعله علماء البلاد المتقدمة ، والأحرى أن يفعله علماؤنا . وليس مقبولاً أن يسعى العربي لإتقان لغة أجنبية، فيبذل في سبيل ذلك كل جهد ممكن، وأن يهمل في الوقت نفسه لغته العربية ! ليس مقبولاً أن يأخذ بالحَزمْ في تعلُّم الإنكليزية - مثلاً - وبالتضييع في تعلّم العربية. تراه إذا خالف قاعدةً وأخطأ التعبير بالإنكليزية، ونُبِّه على ذلك ، أبدى أسفه وعبّر عن احترامه وخضوعه للقاعدة : لأنه يتمنى أن يكون من المتقنين للإنكليزية فيتباهى بذلك ...


أما إذا نُبِّه على خطأ بالعربية وقع فيه ، فهو - في الأغلب - لا يبدي أسفه ! وقد يقول لك غير مُبالٍ ولا شاعر بخطورة تقصيره ( أنا لا أحْسِن العربية! ). ولا تلمس منه - غالباً - رغبة في إتقانها كرغبته في إتقان الإنكليزية. وقد يقول لك : ( كثيرون يقولون هذا )

فإذا ذكرت له أن هذا الشائع خطأ ، رأيته يدافع عن الإبقاء عليه !

نحو وعي لغوي


"السُّخف المأثور، في أن الخطأ المشهور، خيرٌ من الصواب المهجور ! "


إن رغبة الكثيرين في تجاوز مضمون العنوان المذكور، وتقاعسهم عن استدراك ما ينقصهم من معلومات في العربية - إضافة إلى عقدة الشعور بالدونيّة إزاء الغرب ، التي تعانيها نسبة غير ضئيلة من العرب - هو سبب الظاهرة الخطيرة الواسعة الانتشار: التسييب اللغوي .


بل أكاد أقول :
( الإباحية اللغوية ! )
وهذا ما يرمي إليه أعداء العروبة .

انظروا إلى الإعلانات واللافتات ، في الطرقات والمجلات ، تجدوا طوفانًا من كلمات أجنبية بحروف عربية ! أو عبارات (عربية) مملوءة بالأخطاء!




ثمَّ لماذا يسمح كثير من الناس لأولادهم أو لأنفسهم أن يرتدوا ملابس يسيرون بها متباهين فرحين ، وقد صارت صدورهم وظهورهم دعايات متحركة للإنكليزية ؟!!
من غير أن يشعر أحدٌ بالمهانة ، أو أن يحرك ساكناً إزاء هذه المهانة ؟!
أليس من واجبنا جميعاً أن نكافح هذا المرض النفسي الذي استشرى، وهذا الانحلال في الشخصية ، ومظاهر الانتماء إلى الغرب ، وأن ندافع عن كرامتنا بدفاعنا عن لغتنا ؟

وأودّ هنا أن أذكر أمراً مقرَّرًا ، وهو أن الخطأ الشائع ليس ضرباً من التطور! وأن شيوعه لا يعطيه أيَّ حقٍ في البقاء .
فليس من التطوير ما كسر أصلاً أو هدم قاعدة سارت عليها العربية من القديم حتى يومنا هذا.

جاء في مقدمة (المعجم الوسيط) الذي أصدره مجمع اللغة العربية بالقاهرة :

"وأدخلتْ لجنة إعداد المعجم في متنه ما دعت الضرورة إلى إدخاله من الألفاظ المولَّدة أو المحْدَثة أو المعرَّبة أو الدخيلة التي أقرّها المجمع ، وارتضاها الأدباء ، فتحركت بها ألسنتهم وَجَرَتْ بها أقلامهم . واللجنة على يقين من أن إثبات هذه الألفاظ في المعجم، من أهم الوسائل لتطوير اللغة وتنميتها وتوسيع دائرتها."
وجاء أيضاً: "فرأى المجْمع، وهو الجهة اللغوية العليا، أن يتخذ جميع الوسائل الكفيلة بتحقيق الأغراض التي من أجلها أنشئ ، وذلك بإنهاض اللغة العربية وتطويرها ، بحيث تساير النهضة العلمية والفنية في جميع مظاهرها، وتَصْلُحُ موادُّها للتعبير عما يُستحدث من المعاني والأفكار ."


هكذا إذن يجب أن يُفهم التطوير ! أي ضمن الحدود المذكورة !

يقول الرافعي - وهو من أئمة البيان والبلاغة في عصرنا - "إن فصاحة العربية ليست في ألفاظها، ولكن في تركيب ألفاظها، كما أن الهِزَّة والطرب ليست في النغمات، ولكن في وجوه تأليفها." (تحت راية القرآن /19)

ويقول: "وليس عندنا في وجوه الخطأ اللغوي أكبر ولا أعظم من أن يظن امرؤٌ أن اللغة بالمفردات، لا بالأوضاع والتراكيب." (تحت راية القرآن /59)

ويقول :
"ومتى وُفِّق كاتبٌ في ألفاظه ونَسْقِ ألفاظه، فقد استقامت له الطريقة الأدبية، وجاء أسلوبه في الطبقة العالية من الكتابة .

وأكثر كلام العرب يخرج على هذا الوجه ، فتراه بليغًا في أدائه ، رصينًا في ألفاظه ، متيناً في عبارته ، ولا طائل من المعنى وراء ذلك ." (على السفود /93)
تركيب الألفاظ إذن ، وحُسن استعمالها، هو ما يجب السعي لتعلُّمه . وضَمُّ الكلمات بعضها إلى بعض، ضمّاً سليماً يراعي خصائص العربية وسَنَنَها، هو ما يجب العمل على إتقانه .

ولقد أساء إلى العربية في هذا القرن - جهلاً بها أو تجاهلاً - كثير من المترجمين : فنشروا عشرات التراكيب التي لا توافق قواعد اللغة ؛ وقلّدهم في ذلك آلاف الكاتبين ( ولا أقول الكتّاب ! ).

أ.د / مكّي الحسَني
 
موضوع رائع

يا محمد صدقى الابراشى

موضوعكم نال أعجابنا وشكرا لكم على الطرح

نأمل منكم المزيد

جزاكم الله خيرا



سعدنا بتواجدكم
لا تحرمونا من هذه المشاركات الجميلة
والمواضيع الهادفة

سبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك


====================
ملحوظة : هذا رد آلي على الموضوع
 
رد: أهمية اللغة للأمة وضرورة الاعتزاز بها والدفاع عنها(مقال ماتع)

إن فصاحة العربية ليست في ألفاظها، ولكن في تركيب ألفاظها، كما أن الهِزَّة والطرب ليست في النغمات، ولكن في وجوه تأليفها." (تحت راية القرآن /19)
مشكور ياابو معاذ علي طرحك لهذا الموضوع جزاك الله كل الخير
 
رد: أهمية اللغة للأمة وضرورة الاعتزاز بها والدفاع عنها(مقال ماتع)

تركيب الألفاظ إذن ، وحُسن استعمالها، هو ما يجب السعي لتعلُّمه . وضَمُّ الكلمات بعضها إلى بعض، ضمّاً سليماً يراعي خصائص العربية وسَنَنَها، هو ما يجب العمل على إتقانه .
 
رد: أهمية اللغة للأمة وضرورة الاعتزاز بها والدفاع عنها(مقال ماتع)

للأسف الإهتمام بتعليم اللغة العربية بشكل صحيح لم يعد متواجد في أغلب المدارسة الحكومية وهذه طامة كبرى وأصبح الإتجاه الأكبر يتركز على تعليم اللغات الأجنبية ..
 
أعلى