محمد صدقى الابراشى
Moderator
أيها المثقفون ...
بيت شعر شاع فى الاونة السابقة عقب انتفاضة الشعب التونسى وتغنى به الكثير
ونُشرت القصيدة بأكملها فى منتدانا الجميل ومطلع القصيدة
(إذا الشعـــب يوما أراد الحيـــــــاة .... فلا بد أن يستجيب القــــدر )
فهيا نُلقى الضوء على هذا البيت بالذات ونقف منه موقفا شرعيا
أولا
الشعب اراد الحياه اراد الموت فلن يستجيب الفدر لرغبات احد لان القدر لا يملي عليه احد رغباته لان القدر بيد الله لا بيد الشعب
القدر بيد الله عزوجل لكن الله عزوجل خلق الإنسان مختارا للإرادته و عقله و تفكيره و أعطاه الإرادة و العقل و خلق الله عزوجل الأسباب الكونية و الشرعية فمن أخذ بالأسباب و لو كان كافرا و إستخدم عقله و القوانين التي خلقه الله سوف يحصل له بإذن الله ما يريد و من لم يأخذ بالأسباب و لو كان تقيا و ورعا لم يحصل له ما يريد فهذه الدنيا يعطيها الله عزوجل لمن يأخذ بقوانيها أو بأسبابها و النجاح ليس دليل على الفضل و الخلق فلو قعد المرء يدعو الله عزوجل بالرزق مرارا و تكرارا و لم يعمل بالأسباب (دون تعلق القلب الزائد بها) لن يأتيه الرزق و لو قعد المسلمون يدعون الله عزوجل بإصلاح الأوضاع و أن يعز الدين و أهله و تحكم الشريعة و يسود التوحيد و الإسلام و يرفع رآية الجهاد و تحرر المقدسات و غير ذلك بدون فعل الأسباب لن يتغير شيء على أرض الواقع
أمَّا اليوم فقد صار شعارًا تطلب به الحقوق، وكم نتمنى أن يكون رافعوا هذا الشعار جاهلين بمعناه... حتى يُعذروا بجهلهم على الأقل!!
ثانيا
إذا الشعب يوماً أراد الحياة. فهو ينافي عقيدة الإيمان بالقضاء والقدر التي هي ركن من أركان الإيمان ، فإرادة البشر تابعة لإرادة الله تعالى وليس العكس ، قال الله تعالى " وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ " سورة التكوير ، الآية 29 ، وقال تعالى : " وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا " سورة الفرقان ، الآية 2 .
:::::::::::::::::::::::::::::::
فتاوى العلماء حول هذا البيت
:::::::::::::::::::::::::::::::
السؤال : ما حكم قول الشاعر : إذا المرء يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر ؟
أجاب الشيخ " صالح الفوزان " حفظه الله :
( هذا كلام فاضي .. لا بد أن يستجيب القدر ؟! .. يعني إن المرء هو الذي يفرض على القدر أنّه يستجيب ؟! .. العكس القدر هو الذي يفرض على الإنسان .
هذا كلام شاعر الله أعلم باعتقاده .. أو أنّه جاهل ما يعرف .. على كل حال هذا كلام شاعر والله جل وعلا يقول : " وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ ، أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ " سورة الشعراء ، الآية 224 ـ 225 .
ويقول أهل البلاغه عن الشعر " أعذبه أكذبه " .. هذا كلام باطل بلا شك ، " إذا المرء يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر " .. هذا مبالغة ، هذا يُنسب ..... للشابي شاعر جزائري من الشعراء المعاصرين .
بعض الناس وبعض الصحفيين يكتبون كتابات ســـــيئة يقول " يا ظُلم القدر " ، " يا ظُلم القدر " ، ظلمهُم القدر ! ، " يالسخرية القدر " ، هذا كلام باطل يؤدي إلى الكفر والعياذ بالله .. القدر يسخر ؟! القدر يظلم ؟! ) إ . هـ .
::::::::::::::::::::::::::::
فتوى الشيخ السحيم
إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القـدر
ما رأيكم إخواني في شرعية هذا البيت للشاعر ؟!!!
هل يجوز شرعاً أن نقول ذلك ؟!!!
الشاعر هنـا والله أعلم .. إنما عبر تعبيرا مجازيا يقصد به أن الشعب إذا عزم على الحياة الرغيدة إنما يكون ذلك بقوة الإرادة التي لا يقف حائلا عنها شيء وأضاف أن استجابة القدر لذلك محتمة إذا ما الشعب استمر في جلادته ومقاومته طلبا للحياة التي يطمح إليها .. هذا ما بدأ لي منه جليـا وأرى أنه فيه تعبير مبالغ فيه وأن لم يقصد الاستجابة الفعلية للقدر ..
بالنسبة لشرعيته فيرجع ذلك إلى مقصد الشاعر نفسه من قوله فكما تعلم الأعمال بالنيات فإن كان يقصد قدرة البشر على التحكم وتسيير القدر فهذا ولا شك خاطئ شرعـا ..
أرجو منكم أفادتنا بذلك مشكورين ..
الجواب :
أولاً : يُرجع فيه إلى ظاهره .
وثانيا : إلى ما يعتقده الشاعر . وإلى ما يُعرف عنه من اتجاه أو اعتقاد .
هذا من حيث العموم .
ومن حيث خصوص هذا البيت فالتعبير خطأ .
والذي يظهر أنه لم يُرِد استجابة القَدَر ؛ لأنه قال عقب هذا البيت :
وَلا بُـدَّ لِلَّيـْلِ أنْ يَنْجَلِــي ** وَلا بُدَّ للقَيْدِ أَنْ يَـنْكَسِـر
وَمَنْ لَمْ يُعَانِقْهُ شَوْقُ الْحَيَـاةِ ** تَبَخَّـرَ في جَوِّهَـا وَانْدَثَـر
والله تعالى أعلم .
بيت شعر شاع فى الاونة السابقة عقب انتفاضة الشعب التونسى وتغنى به الكثير
ونُشرت القصيدة بأكملها فى منتدانا الجميل ومطلع القصيدة
(إذا الشعـــب يوما أراد الحيـــــــاة .... فلا بد أن يستجيب القــــدر )
فهيا نُلقى الضوء على هذا البيت بالذات ونقف منه موقفا شرعيا
أولا
الشعب اراد الحياه اراد الموت فلن يستجيب الفدر لرغبات احد لان القدر لا يملي عليه احد رغباته لان القدر بيد الله لا بيد الشعب
القدر بيد الله عزوجل لكن الله عزوجل خلق الإنسان مختارا للإرادته و عقله و تفكيره و أعطاه الإرادة و العقل و خلق الله عزوجل الأسباب الكونية و الشرعية فمن أخذ بالأسباب و لو كان كافرا و إستخدم عقله و القوانين التي خلقه الله سوف يحصل له بإذن الله ما يريد و من لم يأخذ بالأسباب و لو كان تقيا و ورعا لم يحصل له ما يريد فهذه الدنيا يعطيها الله عزوجل لمن يأخذ بقوانيها أو بأسبابها و النجاح ليس دليل على الفضل و الخلق فلو قعد المرء يدعو الله عزوجل بالرزق مرارا و تكرارا و لم يعمل بالأسباب (دون تعلق القلب الزائد بها) لن يأتيه الرزق و لو قعد المسلمون يدعون الله عزوجل بإصلاح الأوضاع و أن يعز الدين و أهله و تحكم الشريعة و يسود التوحيد و الإسلام و يرفع رآية الجهاد و تحرر المقدسات و غير ذلك بدون فعل الأسباب لن يتغير شيء على أرض الواقع
أمَّا اليوم فقد صار شعارًا تطلب به الحقوق، وكم نتمنى أن يكون رافعوا هذا الشعار جاهلين بمعناه... حتى يُعذروا بجهلهم على الأقل!!
ثانيا
إذا الشعب يوماً أراد الحياة. فهو ينافي عقيدة الإيمان بالقضاء والقدر التي هي ركن من أركان الإيمان ، فإرادة البشر تابعة لإرادة الله تعالى وليس العكس ، قال الله تعالى " وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ " سورة التكوير ، الآية 29 ، وقال تعالى : " وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا " سورة الفرقان ، الآية 2 .
:::::::::::::::::::::::::::::::
فتاوى العلماء حول هذا البيت
:::::::::::::::::::::::::::::::
السؤال : ما حكم قول الشاعر : إذا المرء يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر ؟
أجاب الشيخ " صالح الفوزان " حفظه الله :
( هذا كلام فاضي .. لا بد أن يستجيب القدر ؟! .. يعني إن المرء هو الذي يفرض على القدر أنّه يستجيب ؟! .. العكس القدر هو الذي يفرض على الإنسان .
هذا كلام شاعر الله أعلم باعتقاده .. أو أنّه جاهل ما يعرف .. على كل حال هذا كلام شاعر والله جل وعلا يقول : " وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ ، أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ " سورة الشعراء ، الآية 224 ـ 225 .
ويقول أهل البلاغه عن الشعر " أعذبه أكذبه " .. هذا كلام باطل بلا شك ، " إذا المرء يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر " .. هذا مبالغة ، هذا يُنسب ..... للشابي شاعر جزائري من الشعراء المعاصرين .
بعض الناس وبعض الصحفيين يكتبون كتابات ســـــيئة يقول " يا ظُلم القدر " ، " يا ظُلم القدر " ، ظلمهُم القدر ! ، " يالسخرية القدر " ، هذا كلام باطل يؤدي إلى الكفر والعياذ بالله .. القدر يسخر ؟! القدر يظلم ؟! ) إ . هـ .
::::::::::::::::::::::::::::
فتوى الشيخ السحيم
إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القـدر
ما رأيكم إخواني في شرعية هذا البيت للشاعر ؟!!!
هل يجوز شرعاً أن نقول ذلك ؟!!!
الشاعر هنـا والله أعلم .. إنما عبر تعبيرا مجازيا يقصد به أن الشعب إذا عزم على الحياة الرغيدة إنما يكون ذلك بقوة الإرادة التي لا يقف حائلا عنها شيء وأضاف أن استجابة القدر لذلك محتمة إذا ما الشعب استمر في جلادته ومقاومته طلبا للحياة التي يطمح إليها .. هذا ما بدأ لي منه جليـا وأرى أنه فيه تعبير مبالغ فيه وأن لم يقصد الاستجابة الفعلية للقدر ..
بالنسبة لشرعيته فيرجع ذلك إلى مقصد الشاعر نفسه من قوله فكما تعلم الأعمال بالنيات فإن كان يقصد قدرة البشر على التحكم وتسيير القدر فهذا ولا شك خاطئ شرعـا ..
أرجو منكم أفادتنا بذلك مشكورين ..
الجواب :
أولاً : يُرجع فيه إلى ظاهره .
وثانيا : إلى ما يعتقده الشاعر . وإلى ما يُعرف عنه من اتجاه أو اعتقاد .
هذا من حيث العموم .
ومن حيث خصوص هذا البيت فالتعبير خطأ .
والذي يظهر أنه لم يُرِد استجابة القَدَر ؛ لأنه قال عقب هذا البيت :
وَلا بُـدَّ لِلَّيـْلِ أنْ يَنْجَلِــي ** وَلا بُدَّ للقَيْدِ أَنْ يَـنْكَسِـر
وَمَنْ لَمْ يُعَانِقْهُ شَوْقُ الْحَيَـاةِ ** تَبَخَّـرَ في جَوِّهَـا وَانْدَثَـر
والله تعالى أعلم .