• مرحبا بكم

    تم تطوير شبكة ومنتديات الجميزه للتماشى مع التطور الحقيقي للمواقع الالكترونيه وبهدف تسهيل التصفح على زوارنا واعضائنا الكرام لذلك تم التطوير وسيتم ارسال اشعار لكل الاعضاء على بريدهم الالكترونى لإعلامهم بان تم تطوير المنتدى

إليك أيها الأب هذه الرسالة

إليك أيها الأب هذه الرسالة


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد:

يا أبتِ هذه رسالتي إليك أبث فيها همومي وأرسل عبرها شكواي وأسطر فيها آمالي وآلامي...
يا أبتِ جزاك الله خيراً ورفع قدرك ورزقني برك وطاعتك وجعل الجنة مثواك.

يا أبتِ : - استمع إلى شكواي أبثها إليك.. ومشكلتي أضعها بين يديك..
فمشكلتي.. يا أبتِ.. أنك أنت مشكلتي.. فأين أنت.. يا أبتاه؟!
البيت الذي بنيته.. يناديك.. عشك الذي رعيته.. يناجيك..
إبنك الذي نسيته.. يبحث عنك.. ليدنو منك.. أعمالك.. عقاراتك.. رفاقك..
إنهم جميعاً ألد أعدائي.. لأنهم أخذوك مني وأبعدوك عني.. بالرغم من علمي أنك لا تعمل بها ولا فيها إلا من أجل إخوتي
ولكن يا أبتِ ( إن لربك عليك حقاً، ولنفسك عليك حقاً، ولأهلك عليك حقاً، ولولدك عليك حقاً، فأعط كل ذي حق حقه )
( وكفى بالمرء إثماً أن يضيع من يقوت )

يا أبتِ: - دعني أقدم لك الشكر كله على ما بذلته من أجلي وفي سبيل راحتي وسعادتي..
فأنت قد جلبت لي أفضل المطايب والمشارب والمراكب.. وأسكنت اخوتي أجمل وأهنأ المساكن..
وبذلت لي أسباب الراحة والرفاهية على قدر جهدك وطاقتك..
ولكن .. يا أبتِ... قد قصّرت في أهم الجوانب وأعظم المطالب.. إنها مطالب الروح والقلب والإيمان
وكل هذه الأمور غذاؤها الطاعة وزادها التقوى ووقودها العبادة، وبلسمها العمل الصالح
فهل قمت بحقوقها كما قمت بحقوق الجسد؟!
فمتى أخذت بيدي يوماً
ومتى دخلت عليّ يوماً لزيارة اولادي في سنك هذا نحتاج اليك الي كلمه طيبه نتذكرها ويتذكرها اولادي وتكثر به حسناتي؟!
ومتى ألصقت قدمي بقدمك وكتفي بكتفك لتري من اكون
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( إن الله سائل كل راع عما استرعاه، أحفظ ذلك أم ضيّع، حتى يسأل الرجل عن أهل بيته ..)

يا أبتِ: هل رأيت يوماً قارباً صغيراً تصارعه أمواج البحر في عتو واستكبار؟؟
أو أبصرت زهرة ندية تقاوم ـ على ضعفها ـ سطوة إعصار؟!
أو لمحت طائراً ضعيفاً مكسور الجناح تطارده سباع وضباع في نهم وسعار؟؟
إني ـ يا أبتِ ـ أضعف من هؤلاء جميعاً في جو من الفتن والشهوات والشبهات الذي أعيشه ليلاً ونهاراً..
فالعين لا ترى إلا ما يسحرها.. والأذن لا تسمع إلا ما يطربها..
والجوارح لا تعيش إلا ما يغريها.. والقلب لا يشعر إلا بما يفتنه..
والعقل لا يدرك إلا ما يغسله..
واللة اخذ مني اغلا ما عندي اخذ امانته التي استأمنني عليها
إن قنوات التلقي عندي لا تلتقط إلا ما يفتن فأصبح البث ممزوجاً والبلايا.
ألقيتني ـ يا أبتِ ـ في بحر الشهوات ولم تلبسني طوق نجاة ثم تريدني بعد ذلك أن أكون ملكاً معصوماً!!
هيهات.. هيهات..

يا أبتِ : إني لا أريد أن أكون خصيماً لك يوم القيامة ( يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ ، إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ).
فأمسك بتلابيبك يوم القيامة يوم الحسرة والندامة فأقول: يا رب خذ لي مظلمتي من والدي..


يا أبتِ: إني أمانة في عنقك.. وأنت مسؤول عني أمام ربي وربك.. فاشغلني بطاعة الله حتى لا أشغل نفسي بمعصيته..


يا أبتِ : برّني صغيراً حتى أبرّك كبيراً.ولا تعقني صغيراً كي لا أعقك كبيراً فكما تدين تدان، و ما تزرعه اليوم تحصده غداً، ومن أراد النجاة أخذ بأسبابها.

..وفي الختام

اتقوا الله فينا.. فنحن فلذات أكبادكم.. ومنشأ أصلابكم.. وامتداد أنسابكم.
ونحن أحلام الماضي الغابر، وسعادة الحاضر العابر، وآمال المستقبل السائر.
اتقوا الله فينا.. وربونا على حب الله وخوفه والرجاء فيما عنده ومراقبته والوقوف عند حدوده والإذعان لأوامره والتمسك بدينه

ربونا على منهج الله.. وأدبونا بآداب وشمائل رسول الله . عودونا على الطاعة وعلمونا العبادة.
وخذوا بحجزنا عن النار وغذونا بالحلال فنحن نصبر على الجوع والعطش ولكن لا نصبر على النار.
 
أعلى