أم حسام
*******
إنا لله وإنا إليه راجعون
يقول الله تعالى في سورة البقرة:
وَبَشِّرِ ٱلصَّٰبِرِينَ (155) ٱلَّذِينَ إِذَآ أَصَٰبَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوۤاْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّآ إِلَيْهِ رَٰجِعُونَ (156) أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَٰتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَٰئِكَ هُمُ ٱلْمُهْتَدُونَ (157)
ونحن مطالبون بنقل آيات القرآن كما هي، من غير تقديم ولا تأخير ولا زيادة ولا نقصان ولا استبدال كلمة بأخرى.
ومن المؤسف أن هذه الآيات الكريمة تخضع لتحريف غير مقصود من لدن بعض الإخوة الكرام، وحتى من بعض الأدباء المرموقين، عند تقديم تعازيهم على صفحات الجرائد والمنتديات؛ حيث يكتب بعضهم:
(إن لله وإن إليه راجعون)
وهذا خطأ بالطبع، يؤدي معنى ناقصا؛ لأن (إن) تحتاج إلى اسم وخبر. وحين نقول: (إن لله) ، نكون قد أتينا بخبرها فقط، وهو (لله) . فأين اسمُها؟
إن لله ماذا؟ (إن لله عبادا مؤمنين)؟ أم (إن لله كتابا عظيما)؟ أم (إن لله رُسُلا كراما)؟ أم (إن لله جنةً للمتقين ونارا للغاوين)؟ أم ماذا؟
والصواب، كما في النص القرآني:
(إنا لله وإنا إليه راجعون)
(إنا لله وإنا إليه راجعون)
فـ(إنا) معناها (إننا): (إنّا = إنّ + نا)؛ كما في قولنا: (إنا نتعلم في المدرسة) و(إنا نصلي في المسجد). وكما في قوله تعالى:
(إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)، وقوله: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ في لَيْلَةِ القَدْرِ).
(إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)، وقوله: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ في لَيْلَةِ القَدْرِ).
وعليه، فالمعنى هنا تامّ؛ لأن (نا) هي اسم (إن) الذي كان ينقص في الصيغة المحرفة السابقة.
فـ (إنا [أي : إننا نحنُ] لله، وإنا [أي: إننا نحنُ] إليه راجعون).