• مرحبا بكم

    تم تطوير شبكة ومنتديات الجميزه للتماشى مع التطور الحقيقي للمواقع الالكترونيه وبهدف تسهيل التصفح على زوارنا واعضائنا الكرام لذلك تم التطوير وسيتم ارسال اشعار لكل الاعضاء على بريدهم الالكترونى لإعلامهم بان تم تطوير المنتدى

البرزخ000قصة قصيرة

الق الرجل نظرة خاطفة على ساعة يده000وانفلتت منه شهقة زهول:
هل هذا ممكن 000عشر ساعات مرت بهذه السرعة وهو جالس محملق فى لا شئ000 انقضى النهار فى سرحة شاردة000 ام ان عقارب الساعة اصابها تلف وانفلتت من ضوابطها وراحت تهرول فى رقصة مجنونة عبر الميناء 0
ولكن العقارب تشير الى وقت الغروب 000وها هى الشمس تغرب بالفعل 000وهذا اذان المغرب يأتى مع النسمات الواهنه0
هل افلتت الشمس ايضا من فلكها وراحت تهوى فى الافق بسرعة مجنونة000ام ان الارض انطلقت من لجامها وراحت تدور حول نفسها بسرعات مضاعفة كمجذوب يدور فى حلقة زار0
انه يذكر انه القى رأسه الى الوراء وأغمض عينيه مجرد اغماضه 0 واسترخى فى جلسته 0واخذ نفسا طويلا من سيجارته 000وراح ينفثه فى هدوء 0 وكانت الساعة الثامنه صباحا بعد فطور دسم 000ثم فتح عينيه 0

فتح عينيه 0 فاذا شمس تغرب 0 وظلام يزحف ونسمه بارده تدغدغ الاطراف000ولكن طعم شاى الفطور مازال فى فمه 000وكوب الشاى مازال مليئا الى منتصفه والشاى مازال ساخنا000

يا الهى هل هذا يعقل ؟0
هل هذا ممكن000 ؟00
أن يضاعف الزمن من سرعته فجأة 000:
وان يهرول العمر فى ايقاعاته فيطوى النهار والليل فى لحظات0
وتحسس وجهه 000وارتجفت انامله0

لقد طال شعر ذقنه بالفعل 0 برغم انه يذكر انه حلقه مع الفطور 0
هكذا فى لحظة 00
وحانت منه التفاته الى الساعة فوجدها منتصف الليل 0لقد هرولت العقارب فى هذه الثوانى القليلة فابتلعت الليل وغطى عينيه من الرعب 000

وحينما كشفها كانت الشمس تغمر الشرفة هكذا فى لحظات 00
انطوى النهار وانقضى الليل وبزغ الفجر واقبل ضحى يوم جديد 000كل هذا توالى فى لحظات وقفز فى زعر وراح يتجول فى الغرف0

هل هو مجنون ؟
هل اختل جهازه العصبى فجأة فأصبح يرى اشياء لا وجود لها 0
ولكن نبات البنفسج فى اصيص النافذة اخرج زهرا 000فى هذه الساعات القليلة اخرج زهرا 0ان مساحة اليوم كما كان يعرفه فى الماضى اصبحت تحتوى على احداث شهور00

واصبحت الام تحمل وتلد فى يوم 000والجنين يصل الى البلوغ فى اسبوعين 00ويبلغ الرشد فى شهر وتدركه الشيخوخة فى شهرين ويبلغ ارزل العمر قبل عام0

وخرج يجرى كالمخبول فى الشارع 0
فلاحظ ان كل الناس قصار كالأقزام 00وان البيوت والعمارات والبنايات والمساجد والمأّذن صغيرة 000وكأن ما يرى اشبه بماكيت معمارى لمدينه خيالية من علب الكرتون 0
ومسح على نظارته 0
ثم القى بها بعيدا فى ذعر 0
لا00ليست النظارة 00
ان ما يراه حقيقة لا مراء فيها 0
وهذه شوارع مدينتنا 00
وهذه فنادقها وهذا نيلها0
ولكن ما للشوارع رفيعة 00وما للنيل ضيق وصغير ورفيع 00
وما للناس كحشود النمل الصغير وكأنه يراهم من فوق طائرة 0
وهل هو ايضا مثلهم صغير؟
وقف امام المرأّه ولكنه لم ير له وجها ولا جسما 00ولم ير له انعكاسا فى زجاج المرأّه 0
اندفع الى الناس يسألهم ولكنه لاحظ انهم لا يرونه ولا يسمعونه0
وادرك الحقيقة الهائلة فجأة 000
انه لم يعد موجودا فى هذا العالم :
انه الاّن موجودا فى عالم اّخر له قوانين اخرى 00وايقاع زمنى مختلف 00اليوم فيه بسنه 00 وهو فى مكانه فى هذا العالم يرى الدنيا ويتابعها ويسمعها ويشهدها ولكن كما كانت نموذجا مصغرا من بعيد000 يتعاقب فيه الليل والنهار بسرعة 00

وسكان هذه الدنيا لا يرونه ولا يسمعونه 00ولكنه يراهم ويسمعهم 0

اسرع كالمجنون الى بيته فوجد زوجته التى كان يخونها تخونه فى فراشه مع احد خدمه000
اندفع فى هياج مجنون يضرب الجسمين العاريين بقبضتيه فجاوبته ضحكات خليعة من المرأة ومزاح ماجن من العشيق0
ولاحظ ان يديه تنفذان فى اللحم دون ان يشعر بهما وكانهما شبحيتان0
صرخ000
ثم صرخ بأعلى صوته 00
لم يلتفتا اليه ولم يسمعاه واستغرقا فى ما هم فيه من مجون فاجر00
تجمد فى مكانه من المهانه والالم00 ثم خلع قدميه وانسحب من هول المنظر 0

اسرع الى اولاده الذين سرق وارتشى واختلس من اجلهم فوجدهم يلعنونه ويشتمونه ويذكرونه فى سخرية 0
ذهب الى المرأة التى عبدها حبا طول عمره 0فسمعها بأذنيه وهى تميل بشعرها على رفيقها الجالس الى جوارها فى العربه البويك الجديدة التى اهداها لها منذ ايام ودفع ثمنها من دمه0
سمعها بأذنيه تقول عنه لرفيقها :
كنت اكرهه00 واشمئز من رائحة فمه الكريهة 00كان شيئا كالكابوس فى حياتى 00لكم استرحت بموته0

اذن فهو قد مات 000
والان هو ميت00
او هو حى الحياة الاخرى فى البرزخ 000حيث يرى ويسمع ولا يراه احد ولا يسمعه00وحيث يشاهد اعماله ويعاشر ذنوبه حتى تقوم الساعة0

وسمعها تقول وهى تتنفس بارتياح :
لم اكن اتصور ان يقتله السم بهذه السرعة :
اذن فقد قتلته ايضا 000 وبالسم:

وضعت له السم فى كوب الشاى الذى شربه على الفطور 000 أّخرما شرب فى الدنيا 00وما زال الكوب ملاّنا لمنتصفه ودافئا0
وقد ادركته شبه اغمائه والقى رأسه الى الوراء واغمض عينيه واسلم الروح 00ثم فتح عينيه على هذه الحياة البرزخية العجيبة حيث يتابع بسمعه وبصره كل شئ 000وحيث تتعاقب المشاهد على عينيه كأنها وخزات من نار 0

وسمعها وهى تقول وهى تلف خصلات شعرها حول عنق الشاب الانيق:
اخيرا000 استرحنا من هذا الخنزير
اخيرا يا حبيبى اصبحت لك
ما أجملك
وكانت الكلمات تخترق صدره كأسياخ الحديد المحمى 0وكان يتلوى ويصرخ 00ولا احد يسمعه0
وادرك انه مقبل على عذاب لا ينتهى 0
وتكوم فى قبره وأخفى رأسه بين رجليه ودفن نفسه فى التراب0

وتمنى من فرط الندم لو اصبح ترابا من تراب0
ولكن فى اعماق التراب كان يسمع ويرى اعماله 000
وكانت الكلمات تنخس اذنيه 0

اخيرا استرحنا من هذا الخنزير
لكم كان رجلا دنيئا
اخيرا يا حبيبى اصبحت لك
انزاح الكابوس من من حياتنا الى الابد
ولكن الكلمات تنخس أذنيه
دفن أذنيه فى التراب اكثر فأكثر 00
ولكن لا خلاص



مصطفى محمود
 
موضوع رائع

يا اسامة شوقى

موضوعكم نال أعجابنا وشكرا لكم على الطرح

نأمل منكم المزيد

جزاكم الله خيرا



سعدنا بتواجدكم
لا تحرمونا من هذه المشاركات الجميلة
والمواضيع الهادفة

سبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك


====================
ملحوظة : هذا رد آلي على الموضوع
 
أعلى