• مرحبا بكم

    تم تطوير شبكة ومنتديات الجميزه للتماشى مع التطور الحقيقي للمواقع الالكترونيه وبهدف تسهيل التصفح على زوارنا واعضائنا الكرام لذلك تم التطوير وسيتم ارسال اشعار لكل الاعضاء على بريدهم الالكترونى لإعلامهم بان تم تطوير المنتدى

التسليم للكتاب والسنه

:bs:
اعلم - أخي القارئ
أن مبنى العبودية والإيمان بالله وكتبه ورسله على التسليم، وعدم الأسئلـــة عن تفاصيل الحكمة في الأوامر والنواهي والشرائع ، ولهذا لم يحك الله سبحانه عن أمـة نبي صدقت نبيها ، وآمنت بما جاء به أنها سألته عن تفاصيل الحكمة فما أمرها به ، أو نهـاهـا عنه ، أو بلّغها عن ربها ، بل انقادت ، وسلمت ، وأذعنت . وما عرفت من الحكمة عرفـتـه ، ومــا خفـي عـنـهـا لم تتوقف في انقيادها وإيمانها واستسلامها على معرفته ، وقد كانت هذه الأمة التي هي أكمل الأمم عقولاً ومعارفاً وعلوماً لا تسأل نبيها لمَ أمــر الله بذلـك؟ ولمَ نهى عن ذلك؟ ولَم فـعـل ذلـك؟ لعلـمـهـم أن ذلـك مـضـاد لـلإيـمـان والاستسلام".
ولقد كان نبينا وحبيبنا محـمـد -صلى الله عليه وسلم- يربي أصحابه -رضي الله عنهم- على التسليم لله تعالى وآياته وإجلال النصوص الشرعية وتعظيمها ، ولقد خرج -صلى الله عليه وسلم- على أصحابه وهم يقولون : ألم يقل الله كذا وكذا ، يرد بعضهم على بعض ، فكأنما فقىء في وجهه حب الرمان من الغضب، ثم قال : ((ما لكم تضربون كتاب الله بعضه ببعض ؟ بهذا هلك من كان قبلكم)) .
وقد ضرب الصحابة -رضي الله عنهم- أروع الأمـثـلــة فـي الـتـسـلـيم والإجلال للنصوص الشرعية ، فهذه امرأة تقدم على أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- وتسألها ، فتقول: ((ما بال الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة؟ فقالت عائشة : أحرورية أنت ؟ فقالت المرأة : لست حرورية ، ولكني أسأل . قالت : كان يصيبنا ذلك فنؤمر بقـضــاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة)) .
ويحــدث عـمــران بن حصين -رضي الله عنه- فيقول : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (( الحياء كله خير)). فيقول أحدهم : إنا لنجد في بعض الكتب أن منه سكينة ووقاراً لله ، ومنه ضعف . قال فغضب عمران حتى احمرت عيناه ، وقال : ألا أراني أحدثك عن رســول الله -صلى الله عليه وسلم- وتعــارض فيه . قال فأعاد عمران الحديث، وأعــاد الرجل مقالته ، فغضب عمران ، حتى قال الحاضرون له : إنه منا يا أبا نجيد ، إنه لا بأس به . أي ليس ممن يتهم بنفاق أو زندقة .
وقد التزم سلف هذه الأمة هذا المنهج ، واعتنوا أيما عناية بتحقيقه ، فها هو الأوزاعي -رحمه الله- يقول : ((من الله تعالى التنزيل، وعـلـى رسـولـه التبليغ ، وعلينا التسليم))
وقال رجل للزهري : يا أبا بكر حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (( ليس منا من لطم الخدود وليس منا من لم يوقر كبيرنا" وما أشبه هذا الحديث ؟ فأطرق الزهري ساعة ثم رفع رأسه فقال:من الله -عز وجل- العلم ، وعلى الرسول البلاغ، وعلينا التسليم)).
ولما ذكر ابن المبارك حـديــث (( لا يزني الزاني وهو مؤمن..)) ، فقال فيه قائل : ما هذا ؟ على معنى الإنكار. فغضب ابن مبارك وقال : يمنعنا هؤلاء الأنان (كثير الكلام والشكوى) أن نحدث بحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، كلما جهلنا معنى حديث تركناه! لا بل نرويه كما سمعنا ، ونلزم الجهل أنفسنا.
وكان أبو معاوية الضرير يحـدث هارون الرشيد بحديث أبي هريرة : ((احتج آدم وموسى)) فقال أحد الحاضرين: كيف هذا وبين آدم وموسى ما بينهما؟ قال : فوثب هارون ، وقال: يحدثك عـن الرســول -صلى الله عليه وسلم- وتعــارض بكـيف ؟! فـمـا زال يقـول حتى سكت عنه .
يقول شـيخ الإسلام أبو إسماعيل الصابوني -رحمه الله- معلقاً على هذه القصة : هـكــذا ينبغي لـلـمـرء أن يعظم أخبار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويقابلها بالقبول والتسليم والتصديق، ويـنـكــر أشــد الإنكار على من يسلك فيها غير هذا الطريق الذي سلكه هارون الرشيد - رحمه الله - مــع من اعترض على الخبر الصحيح الذي سمعه بـ (( كيف)) على طريق الإنكار له والابتعاد عـنه ، ولم يتلقه بالقبول كما يجب أن يتلقى جميع ما يرد عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- .
إن الناظر إلى واقع المسلمين الآن ، يرى ما يدمي القلب ، ويورث الحزن ، وذلك بسبب ما قد يقع فيه الكثير من المسلمين تجاه النصوص الشرعية ، من جفاء للنص ، وهجران للسنة ، بل ومعارضة النص الشرعي المـعصوم بمعقول أو ذوق أو قياس أو سياسة... ألا فليتق الله أولئك القوم ، فإنه والله يخشى على هؤلاء أن يكون لهم نصيب من هذا الوعيد الشديد في الآية الكريمة :
((فَلْيَحْذَرِ الَذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْـــرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)) (النور 63). ]يقول الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله-: (( عجبت لقوم عرفوا الإسناد وصحته ويذهبون إلى رأي سفيان - أي الثوري - والله تعالى يقول :
((فَـلْـيَـحْـذَرِ الَـذِيـنَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ)) أتدري ما الفتنة؟ الفتنة الشرك، لعله إذا ردّ بعض قوله ، أن يقع في قلبه شيء من الزيغ فيهلك .
2- الإيمان بجميع ما جاء عن الله تعالى وما صح عن رسوله - صلى الله عليه وسلم- :
من سمات أهل الـسـنــة الإيـمــان بجميع ما جاء في الكتاب والسنة ، فلا يؤمنون ببعض ويكفرون ببعض كحال أهل الكتاب ، ومن شابههم من أهل الأهواء ، فأهل الحق يؤمنون بالله وبما جاء عن الله على مراد الله كما يؤمنون بالرسول -صلى الله عليه وسلم- على مراد الرسول -صلى الله عليه وسلم- .
يقول تعالى :
((يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً)) (البقرة 208)
أي فإن الله تعالى يأمر عباده والمؤمنين به أن يأخذوا بجميع شرائع الإسلام جملة وتفصيلاً ، وقال سبحانه :
((والرَّاسِخُونَ فِي العِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا)) (آل عمران:7).
إن إيمان أهل السنة بجميع النصوص الثابتة في مسألة ما قد أورثهم الخيرية الوسطية بين الفرق ، كما كانت هذه الوسطية سبباً في هداية الله لهم فيما اختلف فيه من الحق بإذنه ، فإيمانهم - مثلاً - بنصوص الإثـبــات مــع التنزيه في باب صفات الله تعالى جعلهم وسطاً عدلاً بين المعطلة والمشبهة ، كما أن إيمانهـم بـنـصـوص الـوعد والوعيد جعلهم وسطاً بين الوعيدية والمرجئة ، وإيمانهم بالنصوص التي تضمنت إثبات قدرة الله وخلقه ومشيئته مع النصوص التي تثبت للعبد فعلاً ومشيئة.. أورثهم المسلك الـوسـط الخيَّر بين القدرية النفاة والجبرية ، وكذا إيمانهم بجميع النصوص الصحيحة في فضائل الـصـحـابة جعلهم وسطاً بين الروافض والخوارج .
وقـد حرص سلف الأمة على تطبيق هذا الأصل ، فكانوا أهل الوسطية والاعتدال ، ومثال ذلك أن الزهري - رحمه الله - حدّث بحديث الرجل المسرف على نفسه ، والذي أوصى بنيــه بأن يحرقوه بالنار - جهلاً منه بقدرة الله - فبعثه الله وسأله عن سبب صنيعه فقال هذا الرجل: خشيتك يا رب، فغفر له بذلك . ثم حدّث الزهري بحديث المرأة التي دخلت النار في هرة ، لا هي أطعمتها ولا أرسلتها تأكل من خشاش الأرض حتى ماتت هزلاً . رواه مسلم .
ثم قال الزهري : لئلا يتكل رجل ولا ييأس رجل .
قال النووي : ((معناه لما ذكــر الحــديث الأول خاف أن سامعه يتكل على ما فيه من سعة الرحمة وعظم الرجاء ، فضم إليه حــديث الهرة الذي فيه من التخويف ضد ذلك ليجتمع الخوف والرجاء ، وهذا معنى قوله (لئلا يتكل ولا ييأس) وهكذا معظم آيات القرآن العزيز يجتمع فيها الخوف والرجاء لئلا يقنط أحد ولا يتكل.))
وجاء رجل إلى الحسن البصري -رحمــه الله- يسأله عن فضل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - وكان ذلك في أيام فتن - فذكــر الـحـسـن حديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : ((لا يمـنـعــن أحدكم رهبة الناس أن يقول بحق إذا رآه ، أو شهده ، فإنه لا يقرب من أجل، ولا يباعد من رزق أن يقال بحق)).
ثم أتبعه الحسن بحديث آخر فقال : قال الـنـبي -صلى الله عليه وسلم- : ((ليس لمؤمن أن يذل نفسه ، قيل : يا رسول الله ، وما إذلالــه لنفسه ؟ قال : يتعرض من البلاء ما لا يطيق)).
واعـلــم - يـا أخي - أن الإيمان بجميع النصوص يقتضي تحقيق البلاغ المبين لها ، فدين الله تعالى لجميع المكلفين ، يقول الشاطبي : "الشريعة بحسب المكلفين كلية عامة ، بمعنى أنه لا يختص بالخـطــاب بحـكـم من أحكامها الطلبية بعض دون بعض ، ولا يحاشى من الدخول تحت أحكامها مكلف البتة . كما في النصوص المتضافرة كقوله تعالى :
((وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إلاَّ كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًاً)) وقوله : ((قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إنِّي رَسُولُ اللَّهِ إلَيْكُمْ جَمِيعاً))
وقوله عليه الصلاة والسلام : (بعثت إلى الأحمر والأسود...)
ولكن لا يعني هذا الإخبار بكل نـص ولـكـل مكلف بإطلاق...
بل لا بد من التنبيه إلى أمر مهم يبينه الضابط التالي :
نرجو متابعة المقالات التالية
ابو محمدالسلفى
:k08:
:
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

542

Member
رد: التسليم للكتاب والسنه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا
واسال الله العلي الكبير ان يجعله في ميزان حسناتك
مع خالص تمنياتي بالتوفيق
 
أعلى