• مرحبا بكم

    تم تطوير شبكة ومنتديات الجميزه للتماشى مع التطور الحقيقي للمواقع الالكترونيه وبهدف تسهيل التصفح على زوارنا واعضائنا الكرام لذلك تم التطوير وسيتم ارسال اشعار لكل الاعضاء على بريدهم الالكترونى لإعلامهم بان تم تطوير المنتدى

الحراك السياسي المغشوش

د.أسامة عطوان يكتب: الحراك السياسي المغشوش

جريدة الدستور
الإثنين 31/5/2010​

مشهدان قمة في التناقض عاشتهما الحياة السياسية في مصر خلال الأيام الماضية، في الأول ملامح احتضار تعانيها حركة كفاية التي ولدت عملاقة ورأي فيها المتفائلون بديلا حقيقيا عن الأحزاب السياسية الهشة، وراهن عليها البسطاء ولكنها ما لبثت أن ضعفت وفقدت قدرتها علي الالتحام بالشارع المصري الذي شعر بالصدمة لما يحدث بين قادتها بعد أن تحول التباين في الرؤي إلي اتهامات بالعمالة والاستقواء بالخارج فانصرف عنها وفقد الأمل فيها، وفي الثانية مخاض جديد في حزب الوفد الذي شهد يوما مجيدا في تاريخه لا يمكن تجاهله أعطي فيه الدرس الأول في الديمقراطية وتداول السلطة في مشهد لم نعتد رؤيته في السياسة المصرية وفي سابقة نحلم أن تصل عدواها إلي الانتخابات العامة والرئاسية في مصر، فما شهده حزب الوفد هو إعادة بعث لأعرق الأحزاب السياسية المصرية والذي كان يوما أمل الكثيرين في حياة سياسية ثرية ومعارضة قوية إلا أنه ضل الطريق ومزقته الصراعات الداخلية فانصرفت عنه الجماهير الوفدية ولكنه عاد في لحظة استفاقة ليعطي الدرس والقدوة من خلال الصناديق الزجاجية في انتخابات تعانق فيها المتنافسان قبل وبعد إعلان نتيجتها التي أطاحت بمن أجراها ليخسر مقعد الرئاسة ويكسب ثقة الوفديين خصوصا والمصريين عموما في مشهد يجبرنا أن نطبع قبلة التهنئة أولا علي جبين المهزوم قبل أن نطبعها علي جبين الفائز.

لاشك أن ظهور الحركات السياسية التي نشأت خارج إطار الأحزاب الشرعية كان حكما قاسيا ودليلا دامغا علي فشل تلك الأحزاب في أداء دورها في استيعاب القوي الوطنية وعجزها عن مجرد التمثيل المشرف بعد أن تحولت صراعاتها الداخلية وتنازع مقاعد القيادة والسيطرة فيها إلي قضايا تنظرها المحاكم، وأصبح كل دورها أن تحمل لقب أحزاب المعارضة لتحتفظ للحزب الوطني بلقب الحزب الحاكم، وبات وجودها دليلا علي فقر الحياة السياسية في مصر وليس علي ثرائها، وانهارت الأحزاب التي بدأت قوية كحزب الوفد وحزب التجمع وفقدت الطموح في المنافسة والوصول إلي مقاعد السلطة وانضمت إلي أحزاب «الدليفري والتيك أواي»، كما أن حزبا مثل حزب الجبهة الديمقراطية بما يضم من رموز وطنية تحظي بالاحترام والتقدير كان ملء السمع والبصر، وظل مؤسسوه ضيوفا دائمين علي وسائل الإعلام حين كان لايزال مشروعا تحت التأسيس، وكان السؤال الأهم وقتها هل ستسمح الحكومة بإشهار وتأسيس هذا الحزب الذي يحظي قادته بكثير من القبول والمصداقية؟!.. لقد أدركت لجنة شئون الأحزاب «الملاكي» أن رفض الحزب سيمنحه المزيد من القوة ويجعل منه فتوة الحارة المحبوس المتأهب لإنقاذها ومن قادته رموزا للبطولة، كما أدركت مبكرا أنه حزبٌ للنخبة يجيد التنظير ولا يجيد التواصل مع الجماهير، غني بالمفكرين، فقير في المنفذين، فكانت الموافقة السريعة التي وأدت الأمل فيه، وبكل تأكيد لا ينطبق ما جري مع حزب الجبهة علي حزب الوسط تحت التأسيس والذي تكرر رفض أوراقه لأن مرجعيته الإسلامية المعتدلة قد تمكنه من التواصل السريع والقوي مع الجماهير بأقل مجهود، وكما كان ظهور الحركات السياسية دليلا علي فشل الأحزاب القائمة كان تعدد تلك الحركات هو الدليل علي فشلها أيضا في إحداث التغيير المنشود، وبينما يتصور الكثيرون أن هذا التعدد هو الدليل الواضح علي الحراك السياسي المزعوم الذي أصبح مصطلحا شعبيا لا تكاد تخلو منه صحيفة أو برنامج تليفزيوني يتناول أحوال مصر والمصريين أو حوار علي مقهي بلدي بين أنصاف المتعلمين، فإنني أعتقد أن تعدد مثل هذه الحركات يعني حقيقة الرغبة الأكيدة في التغيير ولكنه لا يعني مطلقا القدرة علي إحداثه، وإن ظهور حركة جديدة إلي الوجود يشير إلي فشل سابقتها في إحداث الحراك المنشود والتغيير المطلوب مهما قيل عن التكامل والتوافق والهدف المشترك خاصة حين يتخذ زملاء النضال من بعضهم خصوما ولو كان ذلك دون إعلان.

وما بين مشهد احتضار كفاية ومشهد المخاض الجديد لحزب الوفد - الذي نأمل أن يؤتي ثماره - لابد أن يدرك الجميع أنه ليس من حق أحد احتكار العمل الوطني والجهاد السياسي وأن الأسماء لابد أن تتواري خلف الأهداف، أما نضال الإخوة الأعداء فسيظل دائما هو الحصن الحصين الذي يحمي بقاء واستمرار الحزب الوطني وسيظل الحراك السياسي «مغشوشا» لا يصدقه المصريون ولا يقبلون علي تعاطيه، وحين يفقد المواطن الثقة في الجميع فمن حقه أن يقبل بالوضع القائم ويهرول إلي حيث السلطة والنفوذ، لاعنا الحراك السياسي واللي اخترعوه، مبديا الندم وهو يبكي بين أحضان الحبايب.
 
موضوع رائع

يا دكتور أسامة

موضوعكم نال أعجابنا وشكرا لكم على الطرح

نأمل منكم المزيد

جزاكم الله خيرا



سعدنا بتواجدكم
لا تحرمونا من هذه المشاركات الجميلة
والمواضيع الهادفة

سبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك


====================
ملحوظة : هذا رد آلي على الموضوع
 
أعلى