أيمن محمد بلبل
Moderator
السلحفاة التى سبقت الارنب (حدوته مصرية)
استيقظ الارنب مبكرا كعادته فى الصباح و قد جلس يتناول طعام افطاره عل مهل نظرا لانه لا يعمل منذ فترة بسبب حالة الركود الوظيفى التى اصابت الحظيرة و ادت الى بطالة العديد من الحيوانات و ما ان فرغ من افطاره حتى امسك بالجريدة يتطلع الى اخبارها فى فتور قاتل. و لكن فجاة التمعت عينى الارنب و ارتسمت على وجه ابتسامة غابت عن وجهه كثيرا فقد وقت عينيه على اعلان عن اجراء مسابقة فى الجرى تنظمها الحظيرة و الفائز سيحصل على وظيفة هامة جدا فى ادارة الحظيرة بمرتب مناسب جدا. انتشى الارنب عند قراءة كلمة مسابقة "الجرى" فهو متميز فى هذه النقطة و هو مؤهل للفوز بصفته واحدا من اسرع و اخف الحيوانات فى الحظيرة.
قام الارنب بالذهاب لمنظمى المسابقة فى ادارة الحظيرة وقام بتسجيل اسمه و على الرغم من انه وجد ان عدد الحيوانات المشتركين فى المسابقة كبير جدا الا انه كان كله امل فى الفوز بالمسابقة و الحصول على وظيفة العمر التى طالما حلم بهاو لقد اثار منظرا ضحكه كثيرا حيث راى سلحفاة تسجل اسمها ايضا كمتسابقة و ضحك ساخرا قائلا لنفسه" هل تتخيل هذه السلحفاة ان لها اى امل فى المسابقة وهى ابطء حيوانات الحظيرة؟".
جاء يوم المسابقة و اصطف المتسابقون و امسك الثعلب حكم السباق ساعته و اطلق الصفارة, جمع الارنب كل قواه و اندفع مسرعا حاملا كل اماله و هموما على كتفه و سرعان ما اصبح فى بداية السباق و بفارق كبير عن باقى الحيوانات و قد ايقن انه فائزا و لا شك وهو يرى امامه خط لنهايه على مسافة ليست ببعيده فتحفز اكثر و اسرع اكثر و اكثر و..... وكانت المفاجئة التى نزلت عليه كالصاعقة فلقد وصل على يمينه حيوان اخر ليتساوى معه فى المقدمه و لكن ليست هذه هى المفاجئة فالحيوان الذى راه بجانبه كان اخر حيوان كان يتوقع ان ينافسه انه السلحفاة.
تسمر الارنب للحظه من هول المفاجئة و لكنه انتفض و عاد الى تركيزه نتخلصا من ذهوله الذى اصابه من رؤية تلك القوة و السرعة التى اتت بها السلحفاة فجاءة و قرر ان يسرع اكثر و اكثر و لكن ما حدث بعد ذلك كاد ان يطير عقل الارنب فاذا به يرى السلحفاه و كانها تطير فى الهواء و تسبقه و يتسع الفارق بينهما لصالحها و ايقن الارنب انه لا سبيل له للحاق وبالفعل وصلت السلحفاة الى خط النهاية و اطلق الثعلب صفارته معلنا فوز السلحفاة و هلل الجميع و بارك كل المشجعين ذلك الفوز و التف الحيوانات حول السلحفاه ياخذون التصريحات الاعلامية و تحدثت السلحفاة كيف انها فازت هذه المسابقة بعد جهد و كفاح وانها سعيدة بالوظيفة التى ستعمل بها فى ادارة الحظيرة. كل ذلك و الارنب لم يتخلص من صدمته بعد و هو لا يكاد ان يصدق ماحدث و لكنه قرر ان يعرف سر فوز السلحفاه العجيب هذا فهو متاكد ان السلحفاة قد تغذت على غذاء سحرى ما قد منحها هذة القوة و السرعة الغير منطيقيين .
فى المساء ذهب الارنب الى بيت السلحفاة حيث كانت السلحفاه فى حفلا تكريميا خارج المنزل اقامته ادارة الحظيرة للفائز. لذا فقد استغل الموقف و دخل الى مطبخ السلحفاه ليفتش عن هذا الطعام السحرى, بحث الارنب كثيرا فى المطبخ و لم يجد اى شئ غريب و لكنه قبل ان يغادر لاحظ تلك الحقيبة الموضوعة بحرص فى اعلى المطبخ, انزلها فاذا به يرى مه هو مكتوب عليها "الغذاء السحرى للنجاح فى الحظيرة". ازدادت سرعة دقات قلب الارنب و تلاحقت انفاسه و هو يفتح الحقيبة وكله لهفه ان يعرف السر وما انفتحت الحقيبة و راى ما بداخلها حتى انطلقت منه شهقة عالية و ارتمست على وجهه علامات الغضب الشديد و صرخ قائلا: "كيف ذلك؟ هذا ظلم. ان هذا الغذاء محرم دوليا ولا يجوز ان يستعمل فى المسابقات ,هذا غش ,هذا ظلم", ففى الحقيبة كان يوجد ذلك النبات الاخضر الذى طالما كان السبب فى الفساد الذى عم الحظيرة و كم كره الارنب هذا النبات و لكن الارنب ايضا قد ادرك انه لا فائدة من تقديم اى شكوى فمن اعطى السلحفاة هذا الطعام هو نفسه الذى يفصل فى الشكاوى لذا فانه يعرف يقينا انه لا فائده.
لذا فقد قرر الارنب ان يرحل عن هذه الحظيرة تاركا اياها عازما على الا يرجع لها الا اذا اصبحت خالية من ذلك النبات اللعين الا و هو ( الكوسة).
