العقل زينة
بقلم جلال عامر ٣١/ ١/ ٢٠١٠كان نفسى أطلع محلل استراتيجى لكن أهلى ضغطوا علىّ لأستكمل تعليمى طمعاً فى الوجبة المدرسية..
والمحلل الاستراتيجى هو مواطن عادى تقديره «هو» ويحل محل الفاعل أمام المذيعة لكنه فتح «شباك» على المنور ليعرف منه أخبار الجيران ثم ينقلها إلينا من شباك التليفزيون، وتظهر عليه أعراض «التحليل» عندما يظل يصرخ فى الظلام «العالم أصبح قرية صغيرة وأنا لا مؤاخذة العمدة بتاعها» حتى يصاب بلوثة فيتصل الجيران بـ «٠٩٠٠» فتأتى عربة التليفزيون لتأخذه.. أما المناسبة فهى شهادات حرب العراق التى تُذاع الآن، والتى فضحت تحليلات هؤلاء، وأثبتت أن التحليل فى بلادنا مثل كل شىء، عشوائى.
وقد زارنا ملك التحليل وإمبراطور العقل فعلّمناه العشوائية والشعوذة، فعندما حضر إلينا «أرثر كونان دويل»، مبدع شخصية شرلوك هولمز، لزيارة مصر وكان صديقاً لـ «اللورد كرومر»، وأخذه فى رحلة فى النيل وتعرف علينا، عاد إلى بلاده وترك الأدلة والبراهين واهتم بالتنجيم والشعوذة حتى وقع فى يد دجالين حضّروا له روح أمه ولبس أحدهم جوانتى قطن ومده له فى الظلام، وراح شرلوك هولمز الحقيقى يقبّلها ويصرخ «أمى.. أمى»، فقد نسى الرجل عقله مع شنطة ملابسه فى بلد يصرف على إخراج الأفلام والكتب أقل مما يصرف على إخراج العفاريت..
فهؤلاء لا يعرفون الفرق بين «تحليل القرار» و«تخليل الخيار» لذلك يُقال خيار استراتيجى وجزر تكتيكى ولفت تعبوى، فالمحلل الاستراتيجى فى بلادنا لا يساعد متخذ القرار على عبور الطريق لكن يضلله.. وما الدنيا إلا مسرح كبير وما الوطن إلا ملعب صغير، فحاول أن تدلى بصوتك بواسطة حبل طويل، ويوم الأحد نصف يوم، فحاول أن تنتهى من القراءة قبل الواحدة والنصف..
فالتاريخ لا يرحم خاصة بعد أن اعترف «تونى بلير» بأن غزو العراق تم بناء على معلومة من سائق أجرة قال إنه رأى بنفسه قنابل ذرية فتم تدمير حزب البعث - كان راخر ٣ ملايين - فلا ترطرط أمام سائقى الميكروباص حفاظاً على الوحدة الوطنية ولا تذكر أمامه عمليات تخصيب المياه بالمجارى.. وثق أنك لن تأخذ أكثر من «المكتوب» فى بطاقة التموين، وتأمّل كيف تم «إجهاض» وظيفة إبراهيم سليمان وهى فى الشهر السادس من ليالى ألف نيلة ونيلة.. حضرتك رأيت استوديوهات التحليل لكن هل زرت عنبر المحللين المجاور لعنبر الخطرين؟ حاول.
[email protected]
بقلم جلال عامر ٣١/ ١/ ٢٠١٠كان نفسى أطلع محلل استراتيجى لكن أهلى ضغطوا علىّ لأستكمل تعليمى طمعاً فى الوجبة المدرسية..
والمحلل الاستراتيجى هو مواطن عادى تقديره «هو» ويحل محل الفاعل أمام المذيعة لكنه فتح «شباك» على المنور ليعرف منه أخبار الجيران ثم ينقلها إلينا من شباك التليفزيون، وتظهر عليه أعراض «التحليل» عندما يظل يصرخ فى الظلام «العالم أصبح قرية صغيرة وأنا لا مؤاخذة العمدة بتاعها» حتى يصاب بلوثة فيتصل الجيران بـ «٠٩٠٠» فتأتى عربة التليفزيون لتأخذه.. أما المناسبة فهى شهادات حرب العراق التى تُذاع الآن، والتى فضحت تحليلات هؤلاء، وأثبتت أن التحليل فى بلادنا مثل كل شىء، عشوائى.
وقد زارنا ملك التحليل وإمبراطور العقل فعلّمناه العشوائية والشعوذة، فعندما حضر إلينا «أرثر كونان دويل»، مبدع شخصية شرلوك هولمز، لزيارة مصر وكان صديقاً لـ «اللورد كرومر»، وأخذه فى رحلة فى النيل وتعرف علينا، عاد إلى بلاده وترك الأدلة والبراهين واهتم بالتنجيم والشعوذة حتى وقع فى يد دجالين حضّروا له روح أمه ولبس أحدهم جوانتى قطن ومده له فى الظلام، وراح شرلوك هولمز الحقيقى يقبّلها ويصرخ «أمى.. أمى»، فقد نسى الرجل عقله مع شنطة ملابسه فى بلد يصرف على إخراج الأفلام والكتب أقل مما يصرف على إخراج العفاريت..
فهؤلاء لا يعرفون الفرق بين «تحليل القرار» و«تخليل الخيار» لذلك يُقال خيار استراتيجى وجزر تكتيكى ولفت تعبوى، فالمحلل الاستراتيجى فى بلادنا لا يساعد متخذ القرار على عبور الطريق لكن يضلله.. وما الدنيا إلا مسرح كبير وما الوطن إلا ملعب صغير، فحاول أن تدلى بصوتك بواسطة حبل طويل، ويوم الأحد نصف يوم، فحاول أن تنتهى من القراءة قبل الواحدة والنصف..
فالتاريخ لا يرحم خاصة بعد أن اعترف «تونى بلير» بأن غزو العراق تم بناء على معلومة من سائق أجرة قال إنه رأى بنفسه قنابل ذرية فتم تدمير حزب البعث - كان راخر ٣ ملايين - فلا ترطرط أمام سائقى الميكروباص حفاظاً على الوحدة الوطنية ولا تذكر أمامه عمليات تخصيب المياه بالمجارى.. وثق أنك لن تأخذ أكثر من «المكتوب» فى بطاقة التموين، وتأمّل كيف تم «إجهاض» وظيفة إبراهيم سليمان وهى فى الشهر السادس من ليالى ألف نيلة ونيلة.. حضرتك رأيت استوديوهات التحليل لكن هل زرت عنبر المحللين المجاور لعنبر الخطرين؟ حاول.
[email protected]