• مرحبا بكم

    تم تطوير شبكة ومنتديات الجميزه للتماشى مع التطور الحقيقي للمواقع الالكترونيه وبهدف تسهيل التصفح على زوارنا واعضائنا الكرام لذلك تم التطوير وسيتم ارسال اشعار لكل الاعضاء على بريدهم الالكترونى لإعلامهم بان تم تطوير المنتدى

النمل والفيل في شارعنا السياسي

النمل والفيل في شارعنا السياسي

حادثة عجيبة ومؤثرة رواها الحبيب صلى الله عليه وسلم: ( أن نملةً قرصتْ نبياً من الأنبياء، فأمرَ بقريةٍ النمل فأُحْرِقَتْ، فأوحى الله إليه: أفي أنْ قرصَتْكَ نملةٌ أهلكتَ أمةً من الأمم تسبحُ ) . [رواه مسلم]
والتي تحكي عن أحد الأنبياء، وقد نزل تحت شجرة ليستريح في ظلها من إجهاد السفر، وكان منزله قريباً من إحدى قرى النمل، وكان طبيعياً أن ينزعج النمل، لذا فقد قامت نملة من القرية النملية بعملية فدائية؛ فقرصته، وهي في حالة دفاع عن النفس، وعن الأرض، ولأن النبي بشر فلقد غضب، وأمر بإخراج متاعه من تحت الشجرة، ثم قام دون إنذار بحرق القرية النملية بكاملها وبمن فيها!.
فكان العتاب الإلهي والتصحيح الفوري لمسيرة نبيه عليه السلام؛ والتي نستشعر منها أنه ليس هناك أحد فوق المراجعة والملاومة والنقد ولو كان نبياً، وألا نأخذ الكل بجريرة الفرد، و(إن الذي يُربى على أن يتأثم من قتل نملة، يصبح نموذجاً راقياً يحافظ على نفوس العباد. وأن النمل يسبح الله). [صحيح القصص النبوي: د. عمر الأشقر]
ولكننا ومن خلال الهموم والشجون اليومية للتداعيات السياسية والتربوية والاجتماعية لهذه الحالة الثورية الهائجة المائجة التي تمر بها مصر الثورة خاصة وبلاد الربيع العربي الثوري عامة وبعد شهور مضطربة بعد تفجر الثورات؛ فإن ظلال هذه الحالة تجعلنا نستشعر الرسالة العامة لحادثة حرق القرية النملية؛ وهي أن القصة تلقي أضواءً، وتفتح أبواباً، لفقه ظاهرة اجتماعية؛ وحالة سياسية بل وتربوية مرضية؛ ألا وهي (الظاهرة التعميمية)!؟.
لا تظلموا الفيل:
وهذه الظاهرة التي نقصد بها أننا دوماً ما نمتلك تلك النظرة التعميمية التي تجعلنا نطلق الأحكام العامة، بناءاً على وقائع فردية؛ أو أحداث جزئية؛ وذلك لأننا نعتمد على تفسير مسبق للأقوال والأفعال!.
ثم نفتقد للحيادية في التدقيق وفي التوثيق حول أي قول أو فعل أو شخص!.
فتكون النتيجة النهائية؛ هي رسم الصورة الخاطئة عن الأشخاص والأقوال والأفعال والأشياء، على أساس نظرة قاصرة للجزئيات!.
تماماً مثل مجموعة من العميان تحسس كلا منهم الفيل؛ ثم اختبروهم بسؤال: ما هو الفيل؟.
فقال الذي أمسك بالذيل: أنه عبارة عن قطعة صغيرة مكونة من عدة عقد مغطاة باللحم والجلد والشعر.
وقال الذي أمسك بالرجل: أنه عبارة عن عمود من العظم واللحم مغطى بالجلد والشعر!؟.
وهكذا تباينت كلماتهم بناء على الجزء الذي لمسوه من الفيل المظلوم.
وهكذا فإن رؤيتنا للحالة السياسية والثورية الحالية، نكاد نظلمها كما حدث للنمل أو كما ظلموا الفيل!.
مظاهر تعميمية ظالمة:
أما أبرز مظاهر هذه التعميم الظالم في شارعنا السياسي والثوري؛ حتى داخل المؤسسات:
1-أنك تجد البعض إذا سمع ـ ولا نقول قرأ ـ عن شخص ما أي مقولة أو فعل ما، فإنه يتكون لديه قناعة فكرية معينة؛ تجعله يتخذ موقفاً ثابتاً لا يتغير حيال كل الأقوال والأفعال الأخرى لهذا الشخص!.
2-أنك تجد البعض إذا قرأ لكاتب فكرة معينة في مقال أو كتاب له؛ وتكون الفكرة لا تروق أو لا تنسجم مع قناعاته الفكرية؛ فإنه وفي الحال يتخذ موقفاً ثابتاً تجاه بقية ما كتب!؟.
3-أن البعض إذا سمع أو قرأ عن فكرة معينة لشخص ما في مرحلة فكرية أو عمرية له، فإن هذه الفكرة تظل تطارد ذلك الشخص طوال حياته، وتلاحقه في كل مراحله الفكرية اللاحقة!؟.
4-أن البعض إذا سمع عن قول أو هفوة لفرد ما في جماعة ما؛ فإنه سرعان ما يوصم بقية أفراد تلك الجماعة بذلك القول، أو يتهم بقية أفرادها بتلك الهفوة!؟.
وهكذا فإن الظلم نلحقه ببعضنا البعض: فكل الليبراليين منحلين، وكل العلمانيين كفار، وكل الإخوان متساهلين ومتعصبين لبعضهم البعض، وكل السلفييين متشددين، وكل الشباب متهورين، و...!؟.

رباعية ... الأسباب والعلاج!:
وسنحلل الأسباب والعلاج معاً، وذلك لارتباط كل سبب بالعلاج الخاص به.
ولآن الوقوع في إسار هذه الظاهرة، يكون على مراحل أو خطوات؛ وكأنها حلقات لسلسلة واحدة، فإذا لم يتم قطع هذه السلسلة في أي حلقة من حلقاتها فستسلمك إلى الحلقات أو الخطوات الأخرى:
الخطوة الأولى: عدم الدقة في توثيق الخبر أو الواقعة:
وحتى يتم قطع سلسلة الوقوع في هذه الظاهرة، عند هذه الحلقة، علينا أن نتأمل منهجه صلى الله عليه وسلم؛ في توثيق الخبر؛ ونحاول التأسي به، استناداً إلى قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ". [الحجرات 6]
وتدبر موقفه صلى الله عليه وسلم، يوم بني المصطلق، حول هذه الحادثة؛ حيث روي "عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ كُنْتُ فِي غَزَاةٍ فَسَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ يَقُولُ: لا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِهِ وَلَئِنْ رَجَعْنَا مِنْ عِنْدِهِ لَيُخْرِجَنَّ الأعَزُّ مِنْهَا الأذَلَّ. فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِعَمِّي أَوْ لِعُمَرَ فَذَكَرَهُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَعَانِي فَحَدَّثْتُهُ فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ وَأَصْحَابِهِ فَحَلَفُوا مَا قَالُوا. فَكَذَّبَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَدَّقَهُ. فَأَصَابَنِي هَمٌّ لَمْ يُصِبْنِي مِثْلُهُ قَطُّ. فَجَلَسْتُ فِي الْبَيْتِ فَقَالَ لِي عَمِّي: مَا أَرَدْتَ إِلَى أَنْ كَذَّبَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَقَتَكَ. فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى (إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ) فَبَعَثَ إِلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَرَأَ فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ قَدْ صَدَّقَكَ يَا زَيْدُ". [المنهج الحركي للسيرة النبوية: منير الغضبان]
فتدبر خطوات التوثيق، لقد سمع صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الخبر من عم زيد أو عمر رضي الله عنهم، فبعث إلى صاحب الخبر وهو زيد رضي الله عنه؛ وهو الغلام الصغير، فلما سمع منه، وتأكد من مقالته، بعث إلى الطرف الآخر؛ وهو عبد الله بن أُبي بن سلول ليسمع منه، ولم يمنعه معرفته بالأخير معرفة موثقه من وحي السماء؛ أنه رأس المنافقين!.
ولكن تحت مبدأ التوثيق وحق الآخر في عرض رأيه بعث إليه، بل وصدقه وكذّب الغلام، لأنه صلى الله عليه وسلم يأخذ بالظاهر ويكل سرائر الخلق إلى خالقهم.
الخطوة الثانية: عدم العدل والموضوعية أو الحيادية، في تلقي الخبر أو الواقعة:
وحتى نعالج هذا الأمر نتدبر القصة المذكورة، ونتأمل ما أورده المقريزي حول قولة ابن سلول؛ حيث (كان زيد بن أرقم حاضراً ـ وهو غلام لم يبلغ أو قد بلغ ـ فحدَّثَ رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك وعنده نفر من المهاجرين والأنصار، فتغير وجهه، ثم قال: يا غلام، لعلك غضبت عليه؟!. قال: لا والله لقد سمعت منه. قال: لعله أخطأ سمعك!. قال: لا يا نبي الله. قال: فلعله شُبِّهَ عليك!. قال: لا والله لقد سمعت منه يا رسول الله.
وما أحوجنا إلى التأسي بهذا المنهج جنوداً ومسؤولين. لقد وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة احتمالات قبل أن يتبنى هذا القول ويبني عليه:
الاحتمال الأول: أن يكون ناقل الكلام مغرضاً.
الاحتمال الثاني: أن يكون ناقل الكلام غير دقيق في نقله.
الاحتمال الثالث: أن يكون الفهم خاطئاً للكلام.
فلن تخرج الاحتمالات عن هذه المجالات الثلاثة). [المصدر السابق]
ولو استشهدنا بأدبيات عصرنا؛ لنعرف عاقبة عدم توثيق الخبر؛ لوجدنا أن هنالك قصة قصيرة رائعة للدكتور نجيب الكيلاني رحمه الله؛ بعنوان (العار) في مجموعته القصصية (الكابوس)!.

الخطوة الثالثة: عدم الكياسة وغياب العدل في التعامل مع الخبر أو الواقعة:
فالكثير يتعامل مع الأخبار الموثوقة أو غير الموثوقة؛ تعاملاً فجاً؛ غير مدروس فيتناوله في مجالسه العامة والخاصة، دون حيطة أو حذر؛ بأسلوبٍ ببغائي!.
ونسي ما ورد في ذم من يتناول الأخبار، دون روية؛ وكأنه إذاعة متحركة: {َإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً } . [النساء 83]
فلابد عند نقل الخبر، أن نزن الظروف من حيث الوقت، ومن حيث الحضور؛ كما قال الإمام علي رضي الله عنه: ليس كل ما يُسمع يُقال، وليس كل ما يُقال حضر وقته، وليس كل ما حضر وقته، حضر رجاله!. والناس ثلاثة: عالمٌ رباني، ومتعلمٌ يبغي النجاة، وهمجٌ رعاع يتبعون كل ناعق!.
الخطوة الرابعة: غياب الدقة في الأحكام:
فيكون المعمول به للأمر النادر، وليس للأمر الشائع.
وتكفينا ما توجهنا إليه القاعدة الفقهية السابقة؛ التي تؤكد على أن: (العبرة للغالب الشائع لا للنادر).
وأن نتدبر تحذير الله عز وجل من عدم الحيادية في الأحكام: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } . [المائدة 8]
 
رد: النمل والفيل في شارعنا السياسي

انها حملة منظمة تقودها كل برامج التوك شوز
لإفشال أو تغيير مسار الجولة الثانية والثالثة من الانتخابات (وهى الأهم والحاسمة)
وعلى رأسها إشاعة هجرة 10آلاف مسيحى...
لذا علينا أن نجيد فن التعامل مع النمل والفيل في هذه المرحلة
راد إخوة يوسف أن يقتلوه (فلم يمت) !!
ثم أرادوا أن يمحى أثره ( فارتفع شأنه) !!
ثم بيع ليكون مملوكا (فأصبح ملكًا) !!
ثم أرادوا أن يمحوا محبّته من قلب أبيه (فازدادت) !!

فلا نقلق نحن المصريون (المسلمون) من تدابير البشر ..
فأقصى ما يستطيعون عمله معنا هو تنفيذ إرادة الله فى حياتنا..
:k70:
 
أعلى