العلم
Active Member
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلى على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أكتب لكم اليوم أغلب ما قيل عن بر الوالدين
من القرآن والسنة و برّ السلف الصالح بوالديهم
برّ الوالدين في القرآن الكريم
بين الله سبحانه وتعالى أهمية بر الوالدين، لما عطف الأمر بالتوحيد والنهي عن الشرك على بر الوالدين
فقال الله عز وجل :
وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً [النساء:36]،
وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً [الإسراء:23]،
وقرن شكره بشكرهما، فقال الله:
أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ [لقمان:14]،
وبين الباعث على البر تهييجاً للنفوس، فقال عز وجل:
وَوَصَّيْنَا الْأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ [لقمان:14]،
وامتدح الله عبده يحيى، فقال:
وَكَانَ تَقِيّاً * وَبَرّاً بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّاراً عَصِيّاً [مريم:13-14]،
وكذلك حدّث عيسى عن نفسه في المهد بأن الله عز وجل جعله مباركاً، فقال:
وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً * وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً [مريم:31-32].
وقال سبحانه وتعالى:
وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ [الإسراء:24]
فيه بيان أن بر الوالدين أعظم من بر الأصحاب؛ لأن الله قال في الأصحاب:
وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ [الشعراء:215]،
وقال في بر الوالدين:
وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ [الإسراء:24]،
ولا شك أن خفض جناح الذل من الرحمة أبلغ من مجرد خفض الجناح. ولذلك فإن هذه الآيات في سورة الإسراء:
فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ [الإسراء:23]
حتى هذه الكلمة اليسيرة التي تعبر عن الزجر لا تقلها، أو لا تقل أي عبارة تدل على الاستقذار والاحتقار، فأخذ الله علينا ألا نؤذي الآباء ولا الأمهات بأقل القليل ولا بكلمة (أف)
وَلا تَنْهَرْهُمَا [الإسراء:23]
فلا يزجرهما بكلام، ولا ننفض اليد في وجوههما بأي طريقة تؤذي:
وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً [الإسراء:23]
فلا تسمِ وتقل:
يا فلان، ولا تغلظ عليهما بالقول فضلاً عن السب والشتم، وإنما تناديهم بالقول اللطيف،
قال ابن المسيب رحمه الله في قوله تعالى:
وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً [الإسراء:23]
قال:
هو قول العبد المذنب للسيد الفظ الغليظ فكيف يكون حاله.
بر الوالدين في السنة
أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الموضوع كثيرة،
فقد بين النبي عليه الصلاة والسلام أن للجنة أبواباً،
وأن أوسط أبواب الجنة هو طاعة الوالد،
فقال عليه الصلاة والسلام:
(الوالد أوسط أبواب الجنة)،
وقال عليه الصلاة والسلام:
(رضا الرب من رضا الوالدين، وسخطه في سخطهما)
وقد دعا الرسول صلى الله عليه وسلم على من يدرك والديه فلا يبرهما، فقال:
(رغم أنفه، ثم رغم أنفه، ثم رغم أنفه من أدرك أبويه عند الكبر أحدهما أو كلاهما، ثم لم يدخل الجنة)،
وكذلك أمن على دعاء جبريل لما قال:
(يا محمد! من أدرك أحد أبويه فمات فدخل النار فأبعده الله، قال: قل: آمين فقلت: آمين)،
وبين النبي صلى الله عليه وسلم أن الجنة تحت رجل الوالدة، فقال للصحابي:
(الزم رجلها، فثمّ الجنة)،
وقال:
(الزمها؛ فإن الجنة تحت أقدامها)
يعني:
الوالدة. وأخبر النبي عليه الصلاة والسلام أن الذي يخرج من بيته يسعى على والديه فإنه في سبيل الله، أجره مثل أجر الخارج في سبيل الله، كما في حديث كعب بن عجرة عند الطبراني وهو حديث صحيح، قال صلى الله عليه وسلم:
(إن كان خرج يسعى على صبية صغاراً فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى على أبوين شيخين كبيرين فهو في سبيل الله).
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلى على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أكتب لكم اليوم أغلب ما قيل عن بر الوالدين
من القرآن والسنة و برّ السلف الصالح بوالديهم
برّ الوالدين في القرآن الكريم
بين الله سبحانه وتعالى أهمية بر الوالدين، لما عطف الأمر بالتوحيد والنهي عن الشرك على بر الوالدين
فقال الله عز وجل :
وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً [النساء:36]،
وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً [الإسراء:23]،
وقرن شكره بشكرهما، فقال الله:
أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ [لقمان:14]،
وبين الباعث على البر تهييجاً للنفوس، فقال عز وجل:
وَوَصَّيْنَا الْأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ [لقمان:14]،
وامتدح الله عبده يحيى، فقال:
وَكَانَ تَقِيّاً * وَبَرّاً بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّاراً عَصِيّاً [مريم:13-14]،
وكذلك حدّث عيسى عن نفسه في المهد بأن الله عز وجل جعله مباركاً، فقال:
وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً * وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً [مريم:31-32].
وقال سبحانه وتعالى:
وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ [الإسراء:24]
فيه بيان أن بر الوالدين أعظم من بر الأصحاب؛ لأن الله قال في الأصحاب:
وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ [الشعراء:215]،
وقال في بر الوالدين:
وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ [الإسراء:24]،
ولا شك أن خفض جناح الذل من الرحمة أبلغ من مجرد خفض الجناح. ولذلك فإن هذه الآيات في سورة الإسراء:
فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ [الإسراء:23]
حتى هذه الكلمة اليسيرة التي تعبر عن الزجر لا تقلها، أو لا تقل أي عبارة تدل على الاستقذار والاحتقار، فأخذ الله علينا ألا نؤذي الآباء ولا الأمهات بأقل القليل ولا بكلمة (أف)
وَلا تَنْهَرْهُمَا [الإسراء:23]
فلا يزجرهما بكلام، ولا ننفض اليد في وجوههما بأي طريقة تؤذي:
وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً [الإسراء:23]
فلا تسمِ وتقل:
يا فلان، ولا تغلظ عليهما بالقول فضلاً عن السب والشتم، وإنما تناديهم بالقول اللطيف،
قال ابن المسيب رحمه الله في قوله تعالى:
وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً [الإسراء:23]
قال:
هو قول العبد المذنب للسيد الفظ الغليظ فكيف يكون حاله.
بر الوالدين في السنة
أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الموضوع كثيرة،
فقد بين النبي عليه الصلاة والسلام أن للجنة أبواباً،
وأن أوسط أبواب الجنة هو طاعة الوالد،
فقال عليه الصلاة والسلام:
(الوالد أوسط أبواب الجنة)،
وقال عليه الصلاة والسلام:
(رضا الرب من رضا الوالدين، وسخطه في سخطهما)
وقد دعا الرسول صلى الله عليه وسلم على من يدرك والديه فلا يبرهما، فقال:
(رغم أنفه، ثم رغم أنفه، ثم رغم أنفه من أدرك أبويه عند الكبر أحدهما أو كلاهما، ثم لم يدخل الجنة)،
وكذلك أمن على دعاء جبريل لما قال:
(يا محمد! من أدرك أحد أبويه فمات فدخل النار فأبعده الله، قال: قل: آمين فقلت: آمين)،
وبين النبي صلى الله عليه وسلم أن الجنة تحت رجل الوالدة، فقال للصحابي:
(الزم رجلها، فثمّ الجنة)،
وقال:
(الزمها؛ فإن الجنة تحت أقدامها)
يعني:
الوالدة. وأخبر النبي عليه الصلاة والسلام أن الذي يخرج من بيته يسعى على والديه فإنه في سبيل الله، أجره مثل أجر الخارج في سبيل الله، كما في حديث كعب بن عجرة عند الطبراني وهو حديث صحيح، قال صلى الله عليه وسلم:
(إن كان خرج يسعى على صبية صغاراً فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى على أبوين شيخين كبيرين فهو في سبيل الله).
............