• مرحبا بكم

    تم تطوير شبكة ومنتديات الجميزه للتماشى مع التطور الحقيقي للمواقع الالكترونيه وبهدف تسهيل التصفح على زوارنا واعضائنا الكرام لذلك تم التطوير وسيتم ارسال اشعار لكل الاعضاء على بريدهم الالكترونى لإعلامهم بان تم تطوير المنتدى

تاريخ اليهود الأسود

:bs:

من أشهر أسماء بني إسرائيل:
العبريون والإسرائيليون ويهود أو اليهود فقد سموا بالعبريين نسبة إلى سيدنا إبراهيم نفسه فقد ذكر في سفر التكوين باسم ( إبراهيم العبراني ) لأنه عبر نهر الفرات وأنهاراً أخرى[1] أما سبب تسميتهم بالإسرائيليين أو بني إسرائيل فقد سُمُّوا بذلك نسبة إلى أبيهم إسرائيل وهو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم الصلاة والسلام وإسرائيل كلمة عبرانية مركبة من ( إسرا) بمعنى: عبد أو صفوة و (إيل) وهو الله فيكون

معنى الكلمة عبد الله أو صفوة الله وقال ابن عباس قولك إسرائيل كقولك عبد الله[2]ولم تخاطب اليهود في القرآن إلا بيا بني إسرائيل دون يا بني يعقوب لحكمة تستحق الذكر وهي أنَّ الله خاطبهم وكأنه يقول لهم ويذكرهم دائماً بيا أبناء من كان عبداً لله أي خاطبهم الله بنسبتهم لعبادته حثَّاً لهممهم وتذكيراً بدين أبائهم عظة لهم وتنبيهًا من غيِّهم إثباتاً للحقيقة الواضحة أنهم أهل لجاج وعناد يحتاجون دائماً إلى تذكيرهم بعبادة الله لكي لا يحيدوا ويا ليتهم يفعلون وكان

أولاد يعقوب الذكور اثني عشر ولدا وقد جاء ذكر يعقوب في آيات كثيرة من القرآن الكريم منها قوله تعالى {أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَـهَكَ وَإِلَـهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَـهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} وذكر يعقوب والأسباط في مواضع عدة من كتاب الله مثل {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ

وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً} والأسباط[3] الذين تفرع منه وتناسل بنو إسرائيل جميعاً إنما هم ولَدُ يعقوبَ إبتداءاً والمعاني اللغوية للكلمة متنوعة ولكنها مترابطة قال الزمخشري: السِّبْط هو الحَافِدُ واشتقاقهم من السبط وهو التتابع وهم سُمُّوا بذلك لأنهم أمة متتابعون وقيل: من " السَّبَط " جمع سَبَطَة وهو الشجر الملتف أو في الكثرة كالشجر وواحدته سَبَطة (وسباطة الموز معروفة)وقيل للحَسَنَيْنِ سِبْطا رسول اللـه صلي الله عليه وسلم لانتشار ذرّيتهما ثم

قيل لكل ابن بنت:سِبْط وقال الإمام القرطبي: والسِّبْطُ في بني إسرائيل بمنزلة القبيلة في ولد إسماعيل وتجدر الإشارة إلى أن أبناء يعقوب أو الأسباط هم المعنيون بقوله تعالى {لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِّلسَّائِلِينَ} يعني فيهم الإثنا عشر فرداً دلائل إعجاز للسائلين وسبب ذلك أن اليهود أرسلوا للنبي صلي الله عليه وسلم من يسأله في مكة عن خبر نبي كان بالشام أُخرج ابنه إلى مصر فبكى عليه حتى عمي؟ ولم يكن بمكة وقتها من يعرف الجواب فأنزل

الله سورة يوسف جملة واحدة فيها خبر التوراة وأكثر فأُفْحِمُوا وبُهتُوا وقيل أنهم سألوه صلي الله عليه وسلم لمَ نزل أبناء يعقوب مصر؟ فكانت هذه القصة دالة على نبوة رسول الله لأنه لم يقرأ الكتب المتقدمة ولم يجالس العلماء والأحبار ولم يأخذ عن أحد منهم شيئاً البتة فدلَّ ذلك على أن ما أتي به وحيٌّ سماويٌّ أوحاه الله إليه وأيده به[4] أما عن سبب تسميتهم بيهود فقد قيل إنهم سُمُّوا بذلك حين تابوا عن عبادة العجل وقالوا لله: إنا هدنا إليك أي تبنا ورجعنا وأنبنا إليك
يارب وفى لسان العرب: الهود: التوبة هاد يهود هودا: تاب ورجع إلى الحق فهو هائد وفى التنزيل العزيز{وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَـذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَـا إِلَيْكَ} أي تبنا ورجعنا إليك[5] ويهود اسم للقبيلة وقالوا (اليهود) فأدخلوا الألف واللام فيها على إرادة النسب يريدون اليهوديين وقد أورد الإمام ابن كثير أنهم سمُّوا باليهود لنسبتهم إلى يهوذا أكبر

أولاد يعقوب وأورده القرطبي وأضاف قائلاً: فقلبت العرب الذال دالاً لأن الأعجمية إذا عُرِّبت غُيّرت عن لفظها ويقول الدكتور جواد على : ولفظ يهود أعم من لفظة عبرانيين وبني إسرائيل ذلك أن لفظ يهود تطلق على العبرانيين وعلى غيرهم ممن دخلوا في دين يهود وهو ليس منهم وقد أطلق الإسرائيليون وأهل يهوذا لفظة يهود على أنفسهم وعلى كل من دخل في ديانتهم وتمييزا لهم عن غيرهم ممن لم يكن على هذا الدين.


[1] ذكره هشام الكلبى ومحمد بن جرير فى معجم البلدان لياقوت الحموى وقيل إنما سمى ابراهيم عبرانياً لأن الله تعالى أنطقه بالعبرانية حين عبر النهر فارّاً من النمرود ببابل فأدركه الجنود بعد عبوره وكانوا لسانهم السريانية فلما كلموه حوّل الله لسانه عبرانيّاً فسمّيت العبرانية لذلك وقيل لما أُمر بالهجرة قال: إني مهاجر إلى ربي أنطقه الله بلسان لم يكن قبله وهو العبرانية فسمى به وقيل سمّي العبرانيَّ من أجل أنه عبر إلى طاعة الله فكان عبرانيّاً وذكر أيضاً أنَّ غربيّ الفرات إلى برّية العرب يسمّى العِبر وإليه ينسب العِبْرِيّون من اليهود لأنهم لم يكونوا عبروا الفرات حينئذ وقيل إن بختنَصّر لما سبى بني إسرائيل وعبر بهم الفرات قيل لبني إسرائيل العبرانيون ولسانهم العبرانية وروى ابن عباس أنَّ أول من تكلم بالعبرانية موسى وبنو إسرائيل حين عبروا البحر وأغرق فرعون تكلموا بالعبرانية فسُموا العبرانيين لعبورهم البحر المؤلف: فالتسمية على الأرجح جاءت من إبراهيم وقد لا يخالف هذا أن موسى وقومه لما عبروا البحر وا تكلموا بالعبرانية التى كانت فيهم من أيام إبراهيم ولكن سراً فيما بينهم فلما تحرروا وصار لهم كيان مستقل تكلم بها موسى أو أنطقه الله بها جهراً فتبعوه[2] وأخرج ابن جرير من طريق عمير عن ابن عباس الإتقان في علوم القرآن [3]وهم: رُوبِيل وهو أكبرهم، وشَمْعُون، ولاَوي، ويَهُوذَا (وفى مصادر هو أكبرهم وإليه ينسبون) وريالُون أو زيولول ويشجر وأمهم ليا وهى بنت خال يعقوب ليان بن ناهر بن آزر ووُلِدَ له من سُرِّيَّتَيْنِ أختلف فى اسمهما كثيراً كانت إحداهما لزوجته راحيل والأخرى كانت لأختها ليا فولدتا له ذان وتفثالا أو نفتالى وجاد واشر وبعد موت ليا زوجته تزوَّج أختها رَاحِيل فولَدَتْ له يوسُفَ وبِنْيَامِين وماتت فى نفاسه فمجموعهم كان إثنا عشر سبطا من الرجال ذكر ذلك بالعديد من المراجع مع إختلاف بالأسماء واخترنا أغلب ما اتفقوا عليه [4] تفسير القرطبي، وتفسير لباب التأويل في معالم التنزيل وكثير غيرها[5] قال بذلك مجاهد وسعيد بن جبير وإبراهيم التيمى والسدى وقتادة
منقول من كتاب [بنو اسرائيل ووعد الأخرة]
لفضيلة الشيخ / فوزى محمد أبوزيد
للمطالعة والتحميل مجانا أضغط

بنو إسرائيل ووعد الآخرة
 
موضوع رائع

يا حسن العجوز

موضوعكم نال أعجابنا وشكرا لكم على الطرح

نأمل منكم المزيد

جزاكم الله خيرا



سعدنا بتواجدكم
لا تحرمونا من هذه المشاركات الجميلة
والمواضيع الهادفة

سبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك


====================
ملحوظة : هذا رد آلي على الموضوع
 
بنو إسرائيل فى مصر

:bs:
علاقة بنى إسرائيل بمصر
متى حدث ذلك؟ ولماذا؟ بدأت علاقة بني إسرائيل بمصر بقوة عندما هاجر سيدنا يعقوب بأهله من فلسطين إلى مصر حوالي القرن السادس عشر قبل الميلاد على أثر ما حاق بفلسطين من مجاعة و ما أصاب مراعيها من جدب وقحط وجفاف وبداية الأمر أن أبناء يعقوب كانوا في هذه الفترة يترددون على مصر لقصد التجارة وطلب القوت كالكثير من الكنعانيين فتعرفوا على أخيهم يوسف الذي كان في ذلك الوقت أمينا على خزائن مصر

فأكرمهم وطلب منهم أن يحضروا جميعا ومعهم أبوهم يعقوب إلى أرض مصر ليعيشوا فيها ويهجروا فلسطين وقد لبَّى يعقوب طلب يوسف فحضروا إلى مصر وكان عددهم ستا وستين أو سبعا وستين نفسا [1] سوى نسوة أولاده وقد أكرم يوسف مثوى أبيه وأخوته ورقَّق عليهم قلب ملك مصر في ذلك الوقت وطلب بنو إسرائيل من ملك مصر أن يسكنهم في أرض جاسان [2]

فاستجاب لهم وقال ليوسف (أبوك وأخوتك جاءوا إليك أرض مصر ففي أفضل أرضها أسكن أباك وأخوتك ليكونوا في أرض جاسان فأسكن يوسف أباه وإخوته وأعطاهم ملكا في أرض مصر وفى أفضل الأرض وعال يوسف أباه وإخوته وكل بيت أبيه بطعام على حسب الأولاد)

ذكر السدي ومحمد بن إسحاق وغيرهما من المفسرين أن السبب الذي من أجله قدم إخوة يوسف بلاد مصر أن يوسف لما باشر الوزارة بمصر ومضت السبع سنين المخصبة ثم تلتها السبع السنين المجدبة وعمَّ القحط بلاد مصر بأكملها ووصل إلى بلاد كنعان وهى التي فيها يعقوب وأولاده فحينئذ احتاط يوسف أكثر للناس في غلاتهم وجمعها أحسن جمع وعليها فقد ورد عليه الناس من سائر الأقاليم يمتارون [3] لأنفسهم وعيالهم فكان لا يعطى الرجل أكثر من بعير

أما هو فكان لا يشبع نفسه وكان في جملة من ورد للميرة أخوة يوسف عن أمر أبيهم لهم في ذلك فإنه بلغهم أن عزيز مصر يعطى الناس الطعام بثمنه فأخذوا معهم بضاعة يستبدلون بها طعاما وركبوا عشرة نفر

واحتبس يعقوب عنده بنيامين شقيق يوسف وكان أحبَّ ولده إليه بعد يوسف فلما وصلوا مصر ودخلوا على يوسف وهو جالس في أبهته ورياسته عرفهم حين نظر إليهم وهم له منكرون أي لا يعرفونه لأنهم فارقوه وهو صغير وباعوه

للسيارة (القافلة ولم يعرفوا أين ذهبوا به؟ ولا كانوا يظنون في أنفسهم أن يصير إلى ما صار إليه فلهذا لم يعرفوه وأما هو فعرفهم وشرع يخاطبهم فقال لهم كالمنكر عليهم[4] : ما أقدمكم إلى بلادي؟ فقالوا : أيها العزيز إنا قدمنا للميرة قال: فلعلكم عيون؟ قالوا : معاذ الله قال: فمن أين أنتم؟ قالوا: من بلاد كنعان وأبونا يعقوب نبي الله قال: وهل له أولاد غيركم؟ قالوا: نعم كنا أثنى عشر فذهب أصغرنا فهلك في البرية وكان أحبنا إلى أبيه وبقى شقيقه فاحتبسه أبوه
ليتسلى به عنه (أي لينشغل به أو يُذهب به الحزن عن نفسه)

وروى ابن وكيع عن السديّ ما يشبهه ونهايته قال يوسف: فكيف تـخبرونـي أن أبـاكم نبي وهو يحبُّ صغيركم دون الكبـير ؟ ائتونـي بأخيكم هذا حتـى أنظر إلـيه فإنْ لَـمْ تَأَتُونِـي بِهِ فَلا كَيْـلَ لَكُمْ عِنْدِي وَلا تَقْرَبُونِ قالُوا سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أبـاهُ وإنَّا لَفـاعِلُونَ قال: فضعوا بعضكم رهينة حتـى ترجعوا فوضعوا شمعون وفى النهاية أمر يوسف بإنزالهم وإكرامهم

وهنا سؤال هام له علاقة بسبب استمرار تواجد بني إسرائيل بمصر من بعد يوسف وأبيه؟ ألا وهو: من الذي كان يحكم مصر عندما وصل إليها يعقوب وبنوه عندما استدعاهم يوسف ؟

يقول المؤرخون: إن الذي كان يحكم مصر عندما هاجر إليها يعقوب وذريته في حوالي القرن السادس عشر ق م هم الهكسوس والهكسوس كانوا مستعمرون أجانب كانوا جماعات من الرعاة نشأوا في آسيا ثم دخلوا مصر على أثر المجاعات التي حلت ببلادهم وانتهزوا فرصة انحلال الأسرة الثالثة عشرة الفرعونية وكثرة خلاف ونزاع الأمراء فاستولى الهكسوس [5] على السلطة في مصر السفلى (الدلتا) وحكموا مصر على امتداد عهد أربع أسر من الأسر القديمة التي حكمت حوالي سنة.1675-1570ق م


[1] فصل في الملل والأهواء والنحل لابن حزم الظاهري [2] اختلف علماء الآثار في تحديد المنطقة التي أقام بها أسباط يعقوب عند مجيئهم إلى مصر منذ حوالي 34 قرناً مضت وتطلق التوراة اسم جاسان على مكان سكنى إخوة يوسف وقد أوردت التوراة اسم «جاسان» على أنه أرض خصبة تقع شرق الدلتا المصرية بالقرب من الحدود وهي المنطقة التي سمحت السلطات المصرية لبني إسرائيل بالإقامة فيها عند نزوحهم إلى مصر [3] الميرة :جلب الطعام وقال البعض جلب الطعام لبيعه [4] ذكره السدي وغيره [5] الهكسوس والعماليق: هم أقوام من البدو ولم يكونوا من جنس واحد بل كانوا خليطا من قبائل متعددة.ممن كان يقطن في بلاد الشام وبين النهرين" وكان المصرين القدماء يطلقون اسم (هكا سوس) على ملوك الهكسوس في حين كانوا يطلقون اسم (العامو) أو (العاموليق) على شعب الهكسوس البدوي.
منقول من كتاب [بنو اسرائيل ووعد الأخرة]
لفضيلة الشيخ / فوزى محمد أبوزيد
للمطالعة والتحميل مجانا أضغط

بنو إسرائيل ووعد الآخرة
 
حياة بنو إسرائيل فى مصر

:bs:
كان يوسف قد تزوج زليخا بعد موت زوجها ودارت الأيام ومرت السنون فولدت له إفرايم أو إفراثيم ومنشا ورحمة وإفرايم هو جد يوشع بن نون فتى موسى في سورة الكهف وولي عهد نبي الله موسى من بعده على بني إسرائيل وهو من قادهم لدخول الأرض المقدسة بعد انقضاء فترة التيه فيما بعد

ورحمة كانت زوجة أيوب نبي الله كما قيل وما زال بنو إسرائيل يتكاثرون ويتزايدون ثم قبض الله يعقوب وهو ابن مائة وأربعين سنة كما قيل
فحمله يوسف فدفنه ببلاد فلسطين عند تربة إبراهيم وإسحاق كما أوصاه وبعد حوالي عشرين عاماً تقريباً قبض الله يوسف وعمره حوالي مائة وعشرون عاماً

واختلف الناس وتشاجروا أين يُدفن لما يرجون من بركته حتى همّوا بالقتال
فرأوا أن يدفنوه في النيل حيث مفرق الماء بمصر فيمرُّ الماء عليه
ثمّ يتفرع إلى جميع ربوع مصر
فيصيبون جميعاً من بركته ففعلوا وجعلوه في تابوت من الرخام وسد بالرصاص وطلي بالأطلية وطرح في النيل
نحو مدينة مَنْفَ التماساً لبركته على مصر ونيلها[1] كما أسلفنا


وقد نعم بنو إسرائيل بحياة آمنة رخيَّة طوال حكم الهكسوس الغرباء عن مصر فلما تمكن (أحمس) من الانتصار على الهكسوس وطردهم من مصر وأسس الأسرة الثامنة عشرة في القرن السادس عشر حوالي 1570 أو 1580 ق م بدأت المخاوف تراود بني إسرائيل من نظام الحكم الوطني الجديد

ثم لما قامت الأسرة التاسعة عشرة التي من بين ملوكها (رمسيس الثاني) جاهر المصريون بعداوتهم لبنى إسرائيل وأخذوا ينزلون بهم أشد الضربات
وألوان العقوبات
وذلك لأنهم شاهدوا منهم عزلة وغرورا واستلابا لأموالهم بطرق خبيثة ورأوا منهم أيضا تواطأ مع الهكسوس ضد أبناء الأمة الأصليين ومحاولات لقلب نظام الحكم القائم[2]
ويصف المؤرخ الدكتور أحمد بدوى علاقة المصريين ببني إسرائيل
في تلك الفترة فيقول: {من الثابت في تاريخ مصر بناء على ما جاء في كتب السماء من ناحية وما شهدت به آثار الفراعنة
من ناحية أخرى أن (العبرانيين)
قد عرفوا مصر منذ أيام الدولة الوسطى على الأقل يجيئوها أول الأمر لاجئين يطلبون الرزق في أرضها ويلتمسون فيها وسائل العيش الناعم والحياة
السهلة الرضية بين أهلها الكرام


وكانوا أيضاً يجيئوها وهم أسرى في ركاب فرعون كلما عاد من حروبه في أقاليم الشرق ظافرا منصورا فينزلهم حول دور العبادة يخدمون في أعمال البناء
ويعبدون أربابهم أحرارا لم يكرههم أحد على قبول مذهب أو اعتناق دين

وتطيب لهم الإقامة في مصر وتستقيم لهم فيها أمور الحياة ثم تنزل بالمصريين بعض الشدائد وتحل بديارهم بعض المحن والنوائب فيتنكر لهم بنو إسرائيل ويتربصون بهم الدوائر ويعملون على إفقارهم وإضعاف الروح المعنوية بين طبقات الشعب ابتغاء السيطرة على وسائل العيش في هذا القطر ليفرضوا عليه سلطانهم تارة عن طريق الضغط الاقتصادي وأخرى عن طريق الدين والعقيدة} انتهى

وهذا يشرح لك أيها القارئ السبب لماذا كان أهل مصر ينظرون لهم نظرة دنية؟ لأنهم كانوا يأتون إما للعمل بحثاً عن الرزق أو أسرى تحت سيف الذل فيسخرهم المصريون في أعمال الأسرى والفترة القصيرة التي نعموا فيها بحياة كريمة كانت أيام يوسف ويعقوب وتحت حكم الهكسوس المستعمرين

قال صاحب (تاريخ بني إسرائيل من أسفارهم) والراجح أن حالة بني إسرائيل تبدلت بعد تقويض حكم الهكسوس في القرن السادس عشر ق م وقيام الإمبراطورية المصرية ويستدل من أوراق البردي المذكورة أن تسخيرهم واضطهادهم قد بلغ الذروة في عهد رمسيس الثاني أعظم ملوك الأسرة التاسعة عشر وفى هذه الحالة المضطربة من تاريخ بني إسرائيل في مصر
وأثناء تلك الإضطهادات التي بلغت ذروتها وفى خضم تلك النكبات وخلال تلك البلايا والمصائب التي كانت تنزل ببني إسرائيل من فرعون وجنده أراد الله سبحانه أن يمن عليهم وأن ينقذهم مما هم فيه فأرسل لإنقاذهم وهدايتهم سيدنا موسى

[1] مروج الذهب ومعادن الجوهر، وشجار الناس أورده الثعلبي في تفسيره.
[2] لا تنس أن الهكسوس والإسرائيليين تشابهوا مع بعضهم في أنهم قدموا من خارج مصر هرباً من القحط وبحثاً عن الحياة الرغدة وأقاموا بمصر مستعمرين ( الهكسوس) أو مستوطنين( الإسرائيليين) فتمكنوا فيها وصاروا من ذوى الشأن وهم ليسوا من أهلها أصلاً

منقول من كتاب [بنو اسرائيل ووعد الأخرة]
لفضيلة الشيخ / فوزى محمد أبوزيد
للمطالعة والتحميل مجانا أضغط

بنو إسرائيل ووعد الآخرة


 
رد: تاريخ اليهود الأسود

:bs:

أثبتت التحليلات المعملية الحديثة التي أجريت في فرنسا
عندما أرسلت مؤمياء رمسيس الثاني
لترميمها هناك
أن الملك مات غريقا بالبحر وأنه أخرج منه بسرعة وتم تحنيطه

ولذلك قصة عجيبة لأن العالم الفرنسي البروفيسور موريس بوكاي
قد أسلم بسبب هذا الأمر وقصته مشهورة:

ففي عهد الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران في عام 1981
طلبت فرنسا من مصر في نهاية الثمانينات

استضافة مومياء فرعون لإجراء اختبارات وفحوصات أثرية وترميمية
فتم نقل المؤمياء إلى جناح خاص في مركز الآثار الفرنسي
ليبدأ بعدها أكبر علماء الآثار في فرنسا

وأطباء الجراحة والتشريح دراسة تلك المومياء واكتشاف أسرارها

وكان رئيس الجراحين والمسؤول الأول عن دراسة هذه المومياء
هو البروفيسور موريس بوكاي
وبينما كان المعالجون مهتمين
بترميم المومياء كان اهتمام موريس هو محاولة أن يكتشف
كيف مات هذا الملك الفرعوني


وفي ساعة متأخرة من الليل ظهرت النتائج النهائية ..
لقد كانت بقايا الملح العالق في جسده
أكبر دليل
على أنه مات غريقا وأن جثته استخرجت من البحر بعد غرقه
فورا ثم أسرعوا بتحنيط جثته لينجو بدنه لكن أمراً غريباً

مازال يحيره وهو كيف بقيت هذه الجثة أكثر سلامة من غيرها
رغم أنها استُخرجت من البحر


كان موريس بوكاي يعد تقريراً نهائيا عما كان يعتقده اكتشافاً جديداً
في انتشال جثة فرعون من البحر وتحنيطهابعد غرقه مباشرة
حتى همس أحدهم في أذنه قائلا : لا تتعجل فإن المسلمين

يتحدثون عن غرق هذه المومياء ولكنه استنكر بشدة هذا الخبر
واستغربه فمثل هذا الاكتشاف لا يمكن معرفته

إلا بتطور العلم الحديث وعبر أجهزة حاسوبية حديثة بالغة الدقة
فقال له أحدهم إن قرآنهم الذي يؤمنون به يروي قصة عن غرقه
وعن سلامة جثته بعد الغرق فازداد ذهولا وأخذ يتساءل
كيف هذا وهذه المومياء لم تُكتشف إلا في عام 1898


أي قبل مائتي عام تقريبا بينما قرآنهم موجود
قبل أكثر من ألف وأربعمائة عام؟
وكيف يستقيم في العقل هذا
والبشرية جمعاء وليس العرب فقط لم يكونوا يعلمون شيئا
عن قيام قدماء المصريين بتحنيط جثث الفراعنة

إلا قبل عقود قليلة من الزمان فقط؟
وبعد أن تمت معالجة جثمان فرعون وترميمه أعادت فرنسا
لمصر المومياء ولكن موريس لم يهنأ له قرار ولم يهدأ له بال

منذ أن هزه الخبر الذي يتناقله المسلمون عن سلامة هذه الجثة
فحزم أمتعته وقرر السفر لبلاد المسلمين



{فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً
وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ}

لقد كان وقع الآية عليه شديدا ورجت له نفسه رجة جعلته
يقف أمام الحضور ويصرخ بأعلى صوته:إنه الدين الحق



إنه الدين الحق لقد دخلت الإسلام وآمنت بهذا القرآن
ورجع موريس بوكاي إلى فرنسا بغير الوجه الذي ذهب به

وهناك مكث عشر سنوات ليس لديه شغل يشغله
سوى دراسة مدى تطابق الحقائق العلمية والمكتشفة حديثا
مع القرآن الكريم كان من ثمرة هذه السنوات التي قضاها

الفرنسي موريس أن خرج بتأليف كتاب عن القرآن الكريم
هزَّ الدول الغربية قاطبة ورجَّ علماءها رجا

لقد كان عنوان الكتاب : القرآن والتوراة والإنجيل والعلم
دراسة الكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة.

منقول من كتاب [بنو اسرائيل ووعد الأخرة]
لفضيلة الشيخ / فوزى محمد أبوزيد
للمطالعة والتحميل مجانا أضغط

بنو إسرائيل ووعد الآخرة


 
رد: تاريخ اليهود الأسود


كان سيدنا موسى يعلم أنَّ قومه قد ضلوا
ووقعوا في ذلك الأمر المريع من عبادة العجل وقد انتهى أمر العجل
وصدر الحكم على السامرى
وبقيت فعلة بني إسرائيل المريعة؟
كيف تتوب بنو إسرائيل منها؟ إذ لابد من اعتذار خاص لله عن هذا
وتوبة مخصوصة من الله تعالى عليهم فوقَّت الله تعالى له ولقومه

ميقاتاً للتوبة والدعاء وقيل كانا ميقاتان ميقات للتوبة والاعتذار
وميقات آخر للمناجاة فأختار موسى منهم سبعين رجلاً
من الأسباط الإثنى عشر وممن لم يشتركوا في عبادة العجل
وأخذهم معه إلى الطور أو الجبل ليعتذروا إلى الله ويتوبوا
ويسألوه الصفح عن المذنبين منهم
فذهبوا ودعوا الله واعتذروا إليه
وهناك أخذتهم الرجفة فصعقوا وتضرَّع موسى لربِّه فأحياهم



واختلف في سبب الرجفة أو الصعق وقيل في ذلك:
أنهم لما دعوا الله اعتدوا في دعائهم بما لا يحق أو لا يليق
أو عقاباً لأنهم لم ينهوا أصحاب العجل ولم يتجنبوهم

وأشهرها أنهم طلبوا من موسى أن يسمعوا خطاب الله له
فهو يذهب للمناجاة ويعود يخبرهم أنه كلَّم الله ولا دليل لديه
فلما أخذهم موسى معه للجبل وأذن الله لهم وأسمعهم كلامه
قيل سمعوه يخبر موسى أن توبتهم بقتلهم أنفسهم

فطلبوا رؤية الله جهراً ليستوثقوا من أنه هو الله أو أنهم
لما سمعوا كلام الله وطبعهم اللجاج والعناد
لم يكتفوا بالسماع بل تمادوا وقالوا لا نصدق
حتى نرى الله جهرة فأخذتهم الرجفة وصعقوا


قال الله تعالى {وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِّمِيقَاتِنَا
فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُم مِّن قَبْلُ وَإِيَّايَ
أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاء مِنَّا إِنْ هِيَ إِلاَّ فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَاء
وَتَهْدِي مَن تَشَاء أَنتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ}

وهكذا كان خبر الله لهم ووحيه لنبيه موسى أن توبة عابدي العجل
من قومه لن تكون مقبولة منهم إلا بقتلهم لأنفسهم
وهنا يجدر بنا أن نبين أنَّ الله تعالى لم يأمرهم بذلك انتقاما
وإنما الحقيقة أن حبُّ العجل قد استقرَّ في قلوب كثيرين منهم

وأخفوا ذلك فمنهم من أظهر ميله لهارون ولم يصرح بحبه للعجل
وآخرون أعلنوا التوبة لموسى والندم عند عودته ولكنهم كذبوا في توبتهم


فأراد الله أن يطهرَّ بني إسرائيل من هؤلاء المنافقين والكافرين
فلما نفذوا ما أمروا به من الله بقتلهم أنفسهم كان الكافر
يتبدى للمؤمن أولا فيقتله المؤمن فلم يقتل إلا كافرٌ أو منافق

فلما فشا القتل دعا موسى ربه أن يعفو عنهم لما أطاعوا الأمر
فقبل الله توبتهم وعفا عنهم أجمعين قاتلين ومقتولين
لعلهم يشكرونه على نعمه قال تعالى

{وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ
فَتُوبُواْ إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ
فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}


وهنا إشارة وتنبيهٌ أن الحلي التي استعارتها نسوة بني إسرائيل
من المصريين بحيلة أنهم سيتزينون بها في عيدهم وهن يضمرن
أخذها معهن عند الخروج مع موسى كانت عليهم وبالاً وبليَّة
لأنها مالٌ مغدورٌ ليس وراءه إلا الشرور فصنع السامرى منه
عجلاً من الذهب وكان وقوعهم في عبادته ثم تحريقه على يد موسى
وتذريته في اليم ثم التوبة عن عبادة العجل بقتلهم لأنفسهم

يا ألله احمنا من شرور أنفسنا فهل اعتبر أحدٌ فيما يجلبه المال المغدور
لمستحلِّيه من الآثام والشرور وعذاب يوم النشور


والآن استقرَّ الأمر وقبل الله توبتهم وطهرهم من أهل الكفر والنفاق
وتاب على الجميع والألواح فيها التوراة مع موسى ولم يبق إلا أن
يتبعوا أوامر الله لهم فيها ويطبقوا شرع ربهم وهم في طريقهم
للأرض المقدسة
{وَلَمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الأَلْوَاحَ
وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ}

ولكن بنو إسرائيل لم يتقبلوا الأمر هكذا لأن الشرائع ثقلت عليهم
كالرجم والقطع والقصاص ولم يقبلوا التكليف بطيب خاطرهم
وإنما قبلوه برفع الجبل فوقهم كأنه ظلة وإلا سيسقط عليهم
فيفنيهم وقد ورد في الحديث
{وَأَخَذَ الألْوَاحَ بَعْدَ مَا سَكَنَ عَنْهُ الغَضَبُ
وَأَمَرَهُمْ بِالَّذِي أُمِرَ بِهِ أَنْ يُبَلِّغَهُمْ مِنَ الوَظَائِفِ فَثَقُلَ (ذَلِكَ عَلَيْهِمْ)
وَأَبَوْا أَنْ يُقِرُّوا بِهَا فَنَتَقَ الله عَلَيْهِمْ الجَبَلَ كأنَّهُ ظُلَّةٌ وَدَنَا مِنْهُمْ حَتَّى
خَافُوا أَنْ يَقَعَ عَلَيْهِمْ اخَذُوا الكِتَابَ بأيْمَانِهِمْ وَهُمْ مُصْغُوْنَ

إِلى الجَبَلِ وَالأرْضِ وَالكِتَابُ بأيْدِيْهِمْ وَهُمْ يَنْظُرُوْنَ إِلى الجَبَلِ مَخَافَةَ
أَنْ يَقَعَ عَلَيْهِمْ}[1] وحكي الله عن تلك الآية المعجزة الغريبة
في كتابه العزيز فقال {وَإِذ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ
وَظَنُّواْ أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُواْ مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}


فهؤلاء هم اليهود رأوا وشاهدوا وعاينوا من الآيات مع موسى وفرعون
ما شاء الله لهم من الآيات البينات المتتاليات
وكل واحدة أعجب من أختها وأثبت الله لهم مرة بعد مرة

أن تشددهم ولجاجهم وعنادهم لا يعود عليهم إلا بكل جفاء
وشدة وغلظة ولا يعتبرون ولا يتعظون
وقد كانت قصة البقرة التي أمروا بذبحها خير دليل لهم
على عاقبة هذا السبيل ثم معجزة شق البحر وعجيب نجاتهم
من فرعون ثم ما وقعوا فيه من العجل والصعق والقتل

وآيات بلا عدد ولكنها بنو إسرائيل فبعد كل ما شهدوه من العجائب
لم يؤمنوا بما جاءهم به موسى إلا والجبل مرفوعاً فوق رؤوسهم
وهم سجودٌ على أنصاف وجوههم ينظرون إلى الجبل
يكاد يطبق عليهم وعندها فقط قبلوا ما جاء به موسى من التوراة

[1] مجمع الزوائد عن ابن عباس

منقول من كتاب [بنو اسرائيل ووعد الأخرة]
لفضيلة الشيخ / فوزى محمد أبوزيد
للمطالعة والتحميل مجانا أضغط

بنو إسرائيل ووعد الآخرة


 
رد: تاريخ اليهود الأسود

:bs:

بعد وفاة موسى وهارون عليهما السلام تولى ( يوشع بن نون )
رئاسة بني إسرائيل وكانوا في ذلك الوقت قد هلك منهم ذلك الجيل
الذي تربى على الذل والعبودية والذي قال لموسى

(فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون) ونشأ جيل آخر تربى
خلال مدة التيه على التحمل والخشونة وحرية البداوة
فقاده ( يوشع بن نون ) لدخول الأرض المقدسة

ويصف الدكتور على عبد الواحد وافى كيف دخل بنو إسرائيل
فلسطين بقيادة (يوشع) وكيف عاشوا فيها
فيقول (حوالي القرن الثالث عشر قبل الميلاد أغار بنو إسرائيل

بقيادة (يوشع) خليفة موسى بعد وفاته على بلاد كنعان فلسطين
وما إليها وهى الأرض المقدسة التي وعدهم الله بها
واحتلوها واستولوا على جميع ما فيها من خيرات وثروات
بعد أن أبادوا معظم أهلها واستعبدوا من أبقوا عليه منهم
فانتهت لديهم بذلك حياة الخشونة والبداوة والتنقل

وافتتحوا عهد الدعة والحضارة والاستقرار وسكنوا المدن والقرى
والمنازل والقصور التي ورثوها عن الكنعانيين وأخذت مزاولتهم
لشئون دينهم تسير على طريق منظم تحت إشراف أحبارهم
وربانييهم وفقهائهم وسدنة مساجدهم ومذابحهم
وكان معظم هؤلاء يتألفون من نسل لاوى أحد أبناء يعقوب
وهم رهط موسى وهارون)

وقصة دخول بني إسرائيل بقيادة (يوشع) الأرض المقدسة
قد أشار إليها القرآن الكريم في آيات متعددة منها قوله تعالى

{وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُواْ هَـذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً
وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُواْ حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ
وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ
فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ رِجْزاً مِّنَ السَّمَاء بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ}


قال الإمام ابن كثير (وهذا لما خرجوا من التيه بعد أربعين سنه مع
(يوشع بن نون ) وفتحها الله عليهم عشية جمعة
وقد حبست لهم الشمس يومئذ قليلا حتى أمكن الفتح
ولما فتحوها أمروا أن يدخلوا باب البلد سجدا شكرا لله تعالى

على ما أنعم الله عليهم به من الفتح والنصر
وإنقاذهم من التيه والضلال) ولكنهم لم يفعلوا فأنزل الله عليهم
عذابا من السماء بسبب فسقهم وظلمهم هذا ثم مات
يوشع بن نون بعد ذلك


وأعقب موت (يوشع بن نون) عهد عرف بعهد القضاة
لأن الزعماء والقواد الذين تزعموا أو قادوا بني إسرائيل بعد (يوشع)
سموا قضاة وعهدهم امتد إلى أن قامت مملكة بني إسرائيل
على يد (طالوت) المعروف في التوراة باسم (شاول)

ويبلغ عدد القضاة الذين تولوا حكم بني إسرائيل في هذه الفترة
حوالي خمسة عشر قاضيا كانت البلاد في عهد القضاة أشبه شئ
بولايات متحدة في كل ولاية سبط من الأسباط الإثنى عشر
يحكمه كبار العشائر فيه وهذه الأسباط جميعا مرتبطة برباط واحد
وكانوا يشتركون في الحفلات الدينية الكبرى على أنهم كثيرا
ما ارتدوا عن عبادة الله إلى عبادة الأصنام


وإن عهد القضاة من أسوأ عهود بني إسرائيل ففيه انتشرت بينهم
شتى الرذائل والمنكرات إذ عبدوا الأصنام وقتلوا المصلحين
وفشا فيهم الزنا وقد ترتب على ذلك أن تعرضوا خلال عهد

حكم القضاة لنكبات وغارات عليهم من غيرهم
وكان آخر قضاة بني إسرائيل في هذه الفترة هو (صموئيل)
الذي كثرت في عهده الفوضى والمفاسد وذلك أنه بعد أن شاخ
كان يوكل أبناءه بدله في القيام بشئون القضاء ولكن أولئك الأبناء

كانوا يأخذون الرشوة ويجورون في الحكم فقام بنو إسرائيل
بثورة ضده وضد أبنائه انتهت بزوال عهد القضاة وحلول عهد الملوك


منقول من كتاب [بنو اسرائيل ووعد الأخرة]
لفضيلة الشيخ / فوزى محمد أبوزيد
للمطالعة والتحميل مجانا أضغط

بنو إسرائيل ووعد الآخرة

 
أعلى