محمدثروت نافع
Member
رجل تعلق بشاب
هذه قصة رجل تعلق بشاب فأحبه وأصبح جزءاً من حياته يعدل رضاه عنده رضا أهل الأرض جميعاً ، لقد شغفه هذا الفتى حباً وأصبح عشقه له مضرباً للمثل فتندر به الناس ، فضاق ذلك الشاب ذرعاً بحب هذا الرجل له ، فقرر أن يختفي عنه صيانة لدينه وحفاظاً على سمعته لأن شعاره(إِنّيِ أَخَافُ إِن عَصَيتُ رَبِّي عَذَابَ يَومٍ عَظِيمٍ) "يونس : 15" .
فأصبح الرجل في حيرة من اختفاء محبوبه فمرض ونحل جسمه واشتد ذلك عليه حتى ألزمه الفراش فعاده من رفاقه رجل يثق به ، فشكى إليه حاله وأخبره بخبره ، فتأثر من أجله وقال له : أنا كفيل بإحضاره لك وذهب إليه ، وقال له : إن فلاناً قد أعياه التعب من أجلك فلماذا لا تذهب إليه فلعل الله يزيل عنه ما به إن هو رآك .
فتأثر الغلام بالموقف ووعده بالزيارة فانطلق الصديق إلى صديقة يبشره ، فزال عنه سقمه وعادت إليه قوته في هذه الأيام فإنه سوف ينظر إلى معشوقه ((أسلم)) فلما حان الوقت المعلوم والموعد المضروب تراجع الغلام عن الحضور في اللحظات الأخيرة عندما تذكر ربه وخاف على نفسه وقال لها : والله لا أقود إلى ريبةٍ ، فذهب الصاحب إلى صاحبه حزيناً وقال له : إن ((أسلم)) قد انسحب في الطريق ورفض مقابلتك ، فعاد إليه سقمه ومرضه أسوأ مما كان بل بدت عليه علامات الموت وظهرت ثم قال :
أسلم يا راحة البال العليل ويا شفاء المدنف النحيل
رضاك أشـهى إلى فؤادي مــن رحمــة الخالـــق الجليــل
فقال له صاحبه : يا فلان : اتق الله .
قال قد كان فقام عنه فما جاوز باب داره حتى سمع صيحة المـــــــــــــوت ...
أجارنا الله من نهايات الســــــوء .