• مرحبا بكم

    تم تطوير شبكة ومنتديات الجميزه للتماشى مع التطور الحقيقي للمواقع الالكترونيه وبهدف تسهيل التصفح على زوارنا واعضائنا الكرام لذلك تم التطوير وسيتم ارسال اشعار لكل الاعضاء على بريدهم الالكترونى لإعلامهم بان تم تطوير المنتدى

رسالة تحذير من الإريتريين إلي التونسيين

[unload]رسالة تحذير من الإريتريين إلي التونسيين[/unload]
الخميس 20 يناير 2011

بقلم: شريف عبد العزيز





حق النصيحة واجب علي كل مسلم، ليس لأخيه المسلم فحسب ولكن لكل مكونات الأمة والمجتمع المسلم، فالنصيحة هي رصيد تجربة حقيقة، ومعايشة كاملة لذات الحدث بكل تصوراته وتداعياته وآثاره، لذلك كانت النصيحة وقبولها والاستفادة منها، من أركان البناء المعرفي للمجتمعات القوية والصامدة.

قامت الثورة التونسية المباركة، واشتد أورها، وعم لهيبها، وفي أيام معدودات، سقط الطاغية بن علي مثل سقوط أوثان الكعبة يوم أن فتح الرسول صلي الله عليه وسلم ومن معه البلد الحرام، وسقط بسقوطه كثير من الأوهام والمخاوف التي كانت تكبل الإرادة الشعبية، وتحبس الجماهير في سجون الفزع والرهبة من جلاووزة النظام الديكتاتوري المستبد، وتحررت الشعوب لتقول كلمتها وتعلن اختيارها الحقيقي، وكثير ممن كتب معلقاً علي أحداث ما بعد الثورة، حذر من مغبة ضياع مكاسب الثورة المباركة، وقد تركزت معظم التحذيرات علي استمرار النظام الحاكم في تونس، والذي كان سبباً في كل النكبات التي حاقت بأهل تونس، وقد حذروا أيضاً من سرقة الثورة علي يد التنظيمات الشيوعية والعلمانية الغالية، وقد أثبتت الأيام صدق مخاوف المحذرين، فها هم سدنة النظام السابق، وجنود الطاغية عادوا من جديد، ولكن بثوب جديد وأسماء وتوجهات وكني جديدة كي ما ينطلي خداعهم للشعب، وفي هذا المقام يجب علي التونسيين الاستفادة من رصيد تجربة شعب سرقت ثورته من قبل، ليكون لهم في ذلك اعتبار وتدبر قبل فوات الأوان.

إريتريا والعدو الأثيوبي:

إريتريا: مشتق من الاسم اليوناني القديم للبحر الأحمر وهو "سينوس إرتريوس" تقع إريتريا في أقصى الساحل الغربي للبحر الأحمر جنوباً، وتعتبر بوابته الرئيسية، ويحدها من الشمال الغربي السودان، ومن الشرق والشمال الشرقي البحر الأحمر، ومن الجنوب إثيوبيا، ومن الجنوب الشرقي جيبوتي، ولهذا الموقع أهمية بالغة؛ لأنها تعتبر جزءاً من القرن الإفريقي، وبوابة شرق إفريقيا، فضلاً عن قربها من المقدسات الإسلامية ومنابع البترول. وقد تنبهت الدولة الأموية مبكراً لأهمية هذا الموقع فبسطت نفوذها في جزيرة "دهلك" وأقاموا القلاع والحصون التي لا تزال آثارها باقية.

تمتلك إريتريا مائة وستة وعشرين جزيرة على البحر الأحمر أهمها جزيرة "دهلك" وتتمتع بساحل طويل على البحر الأحمر طوله ألفٌ وثمانون كيلومتر. عدد سكانها قرابة خمسة ملايين نسمة يُشكل المسلمون نسبة سبعين بالمائة والباقي نصارى، وكثير من قبائلهم يرجعون إلى أصول عربية، ولهذا فاللغة العربية هي اللغة الأكثر انتشاراً، وكانت قديماً جزءاً من مملكة الحبشة المشهورة التي كان ملكها فيما قبل الإسلام يسمى النجاشي، وكانت هذه المملكة تضم إلى جانب إريتريا، إثيوبيا وجيبوتي وجزءاً من الصومال وكينيا والسودان.

إن امتلاك إريتريا لساحل طويل، ومجموعة الجزر المهمة على البحر الأحمر باعتباره ذا قيمة إستراتيجية، جعلها تتعرض لأطماع دولية وإقليمية مستمرة، وذلك بهدف إقامة قواعد عسكرية بها، حتى تتحقق من خلالها: السيطرة على حركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر، والاقتراب من مصادر الطاقة النفطية والتحكم فيها، والقرب من أهم المقدسات الإسلامية، وهذا يُشكل أحد أهم الأهداف الرئيسة للدول المعادية، فوقعت فريسة للاحتلال البرتغالي ثم حررها العثمانيون، ثم الاحتلال الإيطالي ثم الإنجليزي، ولم يخرج الإنجليز منها إلا بعد أن تم التوافق علي ضمها للأحباش وذلك سنة 1953، واستخدم الأحباش شتى الأساليب الإرهابية من أجل إرغام الشعب الإريتري علي قبول الاحتلال الأثيوبي، واتخذت إثيوبيا مجموعة من الإجراءات التعسفية ضد المسلمين الإريتريين، ولجأت إلى سلاح الدين لخلق الفرقة في إريتريا، فألفت حزبًا سياسيًا من رجال الدين المسيحي تحت رئاسة القس ديمتروس، فأثار ذلك غضب الشعب الإريتري، فرد طاغية أثيوبيا الإمبراطور هيلاسلاسي بإلغاء اللغة العربية وإغلاق المساجد واعتقال العلماء والشيوخ، والتنكيل بالمسلمين أشد التنكيل.

الشعب الإريتري وسرقة الكفاح:

لم يكن الشعب الإريتري المسلم ليسكت علي كل هذا الطغيان والاستبداد، فتشكلت حركات الكفاح المسلح لطرد الأحباش، ونشأت جبهة التحرير في عام (1380هـ = 1960م)، وقادها البطل حامد إدريس عواتي الذي أعلن الثورة المسلحة للحصول على الاستقلال التام في ربيع أول 1382هـ (سبتمبر 1961م)، واتسع نطاق الثورة وغطت معظم مساحات إريتريا، وأصبحت حربا قومية في كافة الأقاليم، وفشلت إثيوبيا في القضاء على الثورة الإريترية المسلحة، فاتجهت إلى الشعب ومارست معه العنف حتى يبتعد عن مساندة الثوار، فازداد الشعب التصاقاً بالثورة التي أصبحت تتمتع بالتأييد الشعبي المطلق، وساعدها على الاستمرار ضعف الوجود العسكري الإثيوبي في إريتريا، وطبيعة التضاريس التي تساعد على حرب العصابات وتعوق تقدم الجيوش النظامية، وانضم إلى الثورة كثير من رجال الجيش والشرطة الإريتريين.

كان المسلمون الصادقون المخلصون هم قادة الحركة الشعبية وبأيديهم كافة القرارات والخطوات، لذلك فكر أعداء الأمة وقتها ممثلة في أثيوبيا والغرب الأوروبي وأمريكا من ورائها، في كيفية وقف هذه الثورة الشعبية الآخذة في النمو، وكانت سياسة (فرق تسد) أو شق الصف هي أفضل وسيلة، فقد بدأت التوجهات اليسارية في التسلل إلى الثورة بعد سنوات قليلة من تأسيس جبهة التحرير، فكان اليساريون والماركسيون وراء كل انشقاق وكل شرخ يحدث في صف الوطنيين المسلمين، فالجبهة الشعبية لتحرير إريتريا تشكلت عام 1389هـ (1969م) بعد انشقاقها على الجبهة الأم، وكان من زعمائها أسياس أفورقي وكانت توجهاته ماركسية، وبمساعدة خفية وغامضة توسعت هذه الجبهة الشعبية لتصبح أهم منظمة تحريرية في البلاد، ثم انشق أفورقي عن القيادة العامة، وشارك في تأسيس "قوات التحرير الشعبية"، وبسبب المؤامرات الأثيوبية والغربية، حدثت حرب أهلية بين هؤلاء الثوار انتهت عام 1394هـ (1974م) وبعد عام عقد مؤتمر الخرطوم بين هذه الفصائل المتناحرة، لكن هذه الاتفاقية لم تصمد طويلاً، بل كانت سبباً في انشقاقات أخرى، وأعلن أفورقي وأنصاره من المقاتلين رفضه للوحدة الفوقية التي تمت في اتفاق الخرطوم.

وفي صفر 1397هـ (يناير 1977م) انشق أفورقي عن قوات التحرير الشعبية، وأعلن تشكيل "الجبهة الشعبية لتحرير إريتريا"، وعكس هذا الانشقاق الجديد انقساماً ثقافياً متعمداً ذات أهداف إستراتيجية بعيدة، فأفورقي ذو توجهات يسارية مع كونه من أبناء الطائفة النصرانية، واستطاعت هذه الجبهة تصفية الانشقاقات الأخرى، بدعم مباشر من إسرائيل وأمريكا، وانفردت بالساحة في إريتريا، ووجد المسلمون أنفسهم خارج المعادلة، بعد أن كانوا قادة الثورة ورواد المقاومة ضد الطغيان الأثيوبي.

نالت إريتريا الاستقلال سنة 1993 وتولي أفورقي النصراني الحكم علي الرغم من كونه أغلبية الشعب من المسلمين، وأخذت آثار سرقة ثورة الشعب ضد أثيوبيا، في الظهور بعد الاستقلال وسرقة أفورقي ومجموعته لجهود الشعب المسلم في إريتريا، فلم يعط وزناً للمسلمين ولإسهامهم في تحقيق استقلال إريتريا فناصبهم العداء وتجاهل الوجود الإسلامي الذي يتمتع بالأغلبية السكانية، ولم يعط اعتباراً للغة العربية التي كانت اللغة الرسمية لاريتريا وكانت من الثوابت الوطنية المجمع عليها إبان كفاح التحرير والتي عبرها وجدت المقاومة دعم ومساندة من قبل الدول الإسلامية والعربية، واتبع سياسة الإضعاف الاقتصادي والتعليمي والصحي والوظيفي للمسلمين، وأقصي اللغة العربية من الدواوين الرسمية، وجعل العطلة الأحد بدلاً من الجمعة، ومنع تطبيق الشريعة حتى في الأحوال الشخصية، وسلخ البلاد من هويتها العربية والإسلامية، وفتح المجال علي مصراعيه أمام التعاون مع ألد أعداء الأمة: الصهاينة، فقد أقامت إسرائيل قواعد عسكرية بعد أن سمحت الحكومة الإثيوبية الصليبية لها ببناء قواعد في الجزء الغربي في إريتريا، وتقع هذه القواعد بالقرب من الحدود الإريترية السودانية، وتقوم الطائرات الإسرائيلية بالطيران المباشر من هذه القواعد إلى تل أبيب، كما أن إثيوبيا قد سمحت لإسرائيل ببناء قاعدة بحرية في جزيرتين إريتريتين عند مضيق باب المندب، وتبعد هاتان الجزيرتان حوالي خمسين ميلاً عن مضيق باب المندب. كما أن إسرائيل تعتبر أسمرة مركزاً إفريقيّاً مهمّاً لمخابراتها؛ حيث تنطلق توجيهاتها لكل الذين يتعاملون معها في المنطقة، وبخاصة الدول المطلة على البحر الأحمر.

وبالجملة أصبحت إريتريا في ظل حكم أفورقي سارق الكفاح الإسلامي شوكة في خاصرة العالم الإسلامي والعربي، وامتداداً جيو سياسياً للعدو الصهيوني.

الإريتريون يحذرون التونسيون:

الشعب التونسي الباسل قد حقق بسواعد الشجعان من أبنائه نجاحاً غير مسبوق في منطقتنا العربية التي ظن كثير من الناس أن شعوبها قد ماتت ومنذ زمن بعيد، حقق هذا النجاح الضخم بعيداً عن الأحزاب الوهمية والمعارضة الكرتونية والحركات الخارجية، انتفض وثار بعفوية وتلقائية ضد الظلم والطغيان، هذا الشعب الأبي يتعرض الآن لعملية نصب كبرى، يتم فيها استغفال الشعب وتسكين ثورته بمسكنات وقتية، يريد بها سدنة النظام السابق، امتصاص غضب الشعب الذي أثبت قدرته على الإطاحة بطاغية من العيار الثقيل مثل بن علي، هذا الشعب سيقفز على ثورته ويتسلق عليها الأدعياء والدخلاء ومن كانوا في الأصل سبب البلاء، لذلك فإن الإريتريين يبعثون برسالة تحذير لهذا الشعب الذي ثار ضد الظلم والطغيان، حتى لا تضيع جهودهم أدراج الرياح وتبعثر دماء الأحرار وشهداء النضال على عتبات السكون والرضا بما جرى.

الشعب التونسي الذي حقق الانتصار علي الطاغية وحده مطالب الآن أن يعي خيوط المؤامرة التي تحاك ضده، والتي يشترك فيها كل الأطراف المعادية للعالم العربي والإسلامي، والشعب مطالب الآن بألا يتخلي عن المطالب الحقيقية التي ثار من أجلها، ويطلع العالم بأسره على أن الثورة لم تكن تقصد الإطاحة بشخص بن علي وحده، بل الإطاحة بنظام وسياسة حكم مستبدة ديكتاتورية صادرت الحريات وكبتت الأحرار، وغيرت هوية البلاد الحقيقية وسلختها من عروبتها وإسلامها، فلا يقول أحد أن الثورة كانت بسبب البطالة فقط، فالبطالة كانت الشرارة التي أطلقت لهيب الغضب الشعبي.

الشعب التونسي اليوم يتعرض لخطوات تضليلية من شأنها الركوب علي أكتاف الثورة وسرقة مكتسباتها، فاستقالات جماعية من حزب التجمع الدستوري الديمقراطي في تونس (حزب بن علي) فصل بن علىّ وطرد 6 من أقرب معاونيه من الحزب، محمد الغنوشى رئيس الوزراء التونسي يتلقى اتصالاً هاتفياً من بن علىّ ويقول له لا مكان لك في تونس، تقديم أفراد عائلة الطرابلسي أصهار بن علىّ لمحاكمة فورية، استقالة عدد من وزراء حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة، كلها لتسكين الشارع التونسي وتخديره وإقناعه بأن مشكلة تونس الوحيدة كانت في وجود الطاغية بن علي، وأن مشاكله كلها ستنحل برحيله.

الشعب التونسي سيكون أذكي وأفطن من كل هذه المحاولات اللبلابية، فقد تجددت المظاهرات الحاشدة الرافضة للحكومة الجديدة في العاصمة التونسية ومدن أخرى الأربعاء 19-1-2011، استكمالاً للمظاهرات التي خرجت منذ الإعلان عن تشكيل حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة، واحتجاجا على "توزير" أعضاء من حزب التجمع الدستوري الديمقراطي (الحاكم في العهد البائد).

وردد التونسيون شعارات مثل :"لا لبقايا الديكتاتور"، و"يسقط حزب الدستور"، و"خبز وماء والتجمع لا"، كما رفعوا لافتات كتب عليها "لا ‎للركوب على الثورة"، و"حكومة وطنية تساوى غياب التجمع". أي أن الشعب التونسي لا يرفض الطاغية فحسب ولكن يرفض دستوره ونظامه وقوانينه وأحكامه وأساليبه، وهذا ما يجب أن يستمر عليه كل تونسي حر، ولا يلتفت لدعوي العودة لأيام وليالي الطغيان، فقد ولي الطاغية وولت ليلاه إلي غير رجعة.
 
موضوع رائع

يا عبدالله عبدالله

موضوعكم نال أعجابنا وشكرا لكم على الطرح

نأمل منكم المزيد

جزاكم الله خيرا



سعدنا بتواجدكم
لا تحرمونا من هذه المشاركات الجميلة
والمواضيع الهادفة

سبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك


====================
ملحوظة : هذا رد آلي على الموضوع
 
أعلى