• مرحبا بكم

    تم تطوير شبكة ومنتديات الجميزه للتماشى مع التطور الحقيقي للمواقع الالكترونيه وبهدف تسهيل التصفح على زوارنا واعضائنا الكرام لذلك تم التطوير وسيتم ارسال اشعار لكل الاعضاء على بريدهم الالكترونى لإعلامهم بان تم تطوير المنتدى

زواج بسيط جدآ جدآ

ابوشدى

Moderator
زواج بسيط جدا


بعد ارتباط دام شهورا قليلة فوجئت بها تدعوني إلى حفل زفافها.

اعتقدت أنها تمزح في البداية ولكنها أكدت لي ذلك، فانهلت عليها بالأسئلة: متى أعددت لهذا الزواج؟ وكيف استطعتما تدبير كل هذه الأموال اللازمة في هذه الفترة القصيرة؟ وهل استطعت الحصول على حجز في مكان لائق لإقامة حفل الزفاف؟.


فإذا بها تهدم جدار الأسئلة الذي بنيته أمامها في لحظات وتجيب في بساطة شديدة: إننا لم نعد لشيء مما تعتقدين، كل ما فعلناه أننا أعدنا طلاء الشقة، وكما تعلمين فإن ظروف عمل خطيبي الصعبة جعلته يدبر بعض الأثاث الضروري فقط، وهو عبارة عن سرير أعدنا طلاءه، ودولاب بسيط، و"أنتريه" قديم جددناه، ومائدة تكفينا نحن الاثنين، فوجدنا أننا لسنا في حاجة لأي شيء آخر، فلماذا إذن الانتظار؟
وأخذنا الخطوة التي لا بد من أن نأخذها بمجرد أن نتأكد من توافقنا في الطباع.
تحطيم الشكليات

بهرتني هذه الجرأة في مواجهة مجتمع يقدس الشكليات، وانتظرت ليوم الزفاف لأرى بعيني هل هذه السعادة حقيقية أم يشوبها بعض التردد؟
فإذا بي أواجه تحديا جديدا.. فهذه العروس تنازلت بالفعل عن ارتداء فستان الزفاف واكتفت بأن تنهل من كئوس السعادة في أبسط وأرقى صورها، بعيدا عن أي ابتذال أو تبذير. كل ذلك في حفل عائلي لا يقل بساطة وروعة عن فكرة هذا الزواج.


وهنا قررت أن أستكمل حديثي معها بعد أن داهمني سيل جديد من الأسئلة، خاصة أني على علم بأن في مقدورهما تأثيث شقة لا مثيل لها إذا اعتمدا على أسرتيهما. وتساءلت: هل هذان الشابان رأيا أن الأصعب هو الأكثر متعة وهو الأصح؟!

فأجابت : لم أعر أي اهتمام للقيل والقال أو المظهر الاجتماعي في تكوين شقة يتحاكى بها الجميع، ورفض كل منا تماما اعتمادنا على أسرتينا، ولم أقتنع بأن أؤجل زواجي لعدة سنوات -كما يفعل الكثيرون- لمجرد أن أشتري أثاثا وأجهزة أنا شخصيا مقتنعة تماما بأنها لا علاقة لها بالسعادة من قريب أو بعيد، ثم إن الشقة بها ما يغنيني عن الأثاث التقليدي، فبها "سفرة" تكفي ثمانية أفراد ونحن اثنان فقط، وحجرة نوم كاملة، إلى غير ذلك

مما قد يكون الكثيرون في غنى عنه ولكنهم يأبون الخروج من شرنقة التقاليد الاجتماعية، ولقد وفقني الله كثيرا عندما لم يعارض أبي أو أمي، بل إنهما كانا في غاية السعادة.
تجديد دون تكليف

بعدها ظللت أفكر: هل يمكن أن يتكرر هذا النموذج بهذا الوعي والثقة؟

وبالفعل فوجئت بكثيرين، وإن اختلفت الظروف، فهذه موظفة تقول: التقيت بزوجي عندما كنا نعمل سويا، واكتشفت فيه حسن الخلق والتدين، وتمنيت الارتباط به، وبالفعل تقدم لخطبتي فأعلنت الموافقة برغم ظروفه الصعبة التي يعلمها الجميع، فهو مدرس في بداية حياته، وعلى أساس هذا الاختيار أصبح عليّ مواجهة أسرتي، بل وأهل بلدتي الذين اعتادوا المبالغة في زواج بناتهم، ولكني استشعرت ميل أبي له، فإذا بأكبر عقبة تنهي نفسها، وفى أحايين كثيرة كان يعترض على أشياء ولكنه لا يلبث أن يتراجع أمام تمسكي وقبولي لما يراه تبسيطا صارخا.

فارتضيت أن أتزوج بأثاث حماتي المتوفاة بعد تجديده ولم نأت بأي شيء جديد سوى الأنتريه، حتى إن حجرة السفرة كانت مجرد مائدة عادية أرفقتها بدولاب جدتي بعد بعض التطويرات ليتحول إلى "نيش" وتكتمل الحجرة، ولم أتطلع في أي يوم إلى تغيير هذا المستوى طالما أن ظروف زوجي لم تتغير.

وتضيف: إلى الآن لم نأت ببعض الكماليات كالستائر والنجف، ولم أقم بتغيير الأجهزة الكهربائية التي قد يعتبرها البعض بالية، والحمد لله أنا في رضا تام، وعلى يقين بأن السعادة لم ولن تكون في أجهزة أو أثاث جميل، وإلا لما عاش أهلنا يرتشفون من نهر السعادة برغم ضيق أحوالهم؛ فالأساس هو الكفاح الذي يجعل للحياة هدفا ومعنى، وبرغم ما فيه من مشقة فإنه السبيل لما ينشده الإنسان من سعادة.



المغالاة في الزواج
وعلى الجانب الآخر، رغم تمسك المجتمع بكل طبقاته بالأساسيات والكماليات لبدء أي حياة زوجية جديدة، فإن نسبة الطلاق في ازدياد مستمر، وتؤكد "م. أ." ذلك بقولها:
تقدم لي طبيب لديه من الإمكانيات ما تحلم به أي فتاة، فاشترطت أمي أن تكون شبكتي من الألماس، وكان هذا الشرط أحد شروط الموافقة على أي عريس يتقدم لي، سواء أكان هذا الشخص أم غيره، وأن يقام الحفل بأحد الفنادق الكبرى ، واشترطت أيضا أن يأتي فستان الزفاف من إحدى الدول الأوربية، وقمت بتأسيس المنزل بأرقى وأروع الأثاث، وظللت أحلم بذلك اليوم الذي سأعيش فيه في جنتي الجميلة، ولكني فوجئت بعد الزواج بشخص لم يخطر على بالي لحظة أن يكون هو زوجي، حتى إنني في أحد الأيام وبعد أقل من سنة على زواجنا خرجت هاربة بملابس المنزل وبعد عدة محاضر ومحاولات للتهديد حصلت على الطلاق.



حصن الزواج
وتؤكد د. عبلة الأفندي أستاذة علم الاجتماع -جامعة القاهرة، قائلة: إن مؤسسة الزواج هي التي يبنى عليها أي مجتمع وأي سبب يؤدي إلى انعدامه تكون نتيجته انهيار هذا المجتمع. فهذه الطريقة البسيطة التي يبتكرها الشباب في الزواج اليوم هي الأساس في الشرع وعند الأجيال السابقة، فطالما أن هناك اتفاقا وتقديرا فإن هذا التنازل يعطي صلابة واستمرارية للحياة الزوجية.


فالزواج ليس نزوة أو مباراة يتباهى فيها الشباب بإمكانياتهم المادية كما يحدث الآن للأسف.. وللأهل نصيب الأسد فيما يحدث من مغالاة وتبذير؛ لأنهم يقيّمون الشخص على أساس ما معه، ولأن الشاب لم يتعب في تحصيل هذه الأموال فهو أيضا -قبل الأهل- يشترط أن تكون الشبكة بمبلغ وقدره، وأن يقام الحفل في فندق 5 نجوم، والغريب أنهم بعد كل هذا التبذير يفيقون على أوضاعهم المادية المحرجة، وقد يضطرون للاقتراض بعد ذلك، ولو كانت هناك عقلانية لما تصرفوا بمثل هذه الطريقة الضارة اجتماعيا واقتصاديا، والتي تنشر قيما مناهضة للتنمية، وربما ادخروا هذه المبالغ لاستثمارها فيما بعد ليستفيدوا منها الاستفادة الحقيقية عندما يجدون أنفسهم آباء وأمهات عليهم الكثير من الأعباء؛ لذلك لابد أن يعيد المجتمع حساباته ويتخلى الأهل والشباب عن هذا التقليد الأعمى، وليعلموا أن الزواج للعفاف والمحافظة على المجتمع.

 
موضوع رائع

يا ابوشدى

موضوعك نال أعجابنا وشكرا لك على الطرح

نأمل منك المزيد

جزاك الله خيرا

سبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك


====================
ملحوظة : هذا رد آلي على الموضوع
 
أعلى