• مرحبا بكم

    تم تطوير شبكة ومنتديات الجميزه للتماشى مع التطور الحقيقي للمواقع الالكترونيه وبهدف تسهيل التصفح على زوارنا واعضائنا الكرام لذلك تم التطوير وسيتم ارسال اشعار لكل الاعضاء على بريدهم الالكترونى لإعلامهم بان تم تطوير المنتدى

سمات السعداء

سمات السعداء

معـظم السعـداء لم يسبق زواجهم قصص حب عـنيفة ، و إنما تزوجـوا في الأغـلب الأعـم زواجاً تقليدياً ثم ولدت بذرة الحب الهادئ بينهم خلال فترة الخطبة و تمت و ازدهرت بالعـشرة الطيبة بعـد الزواج .





 كل السعـداء يتبادلون الإعجاب ببعـضهم البعـض و يؤمن كل منهم بأن شريكه في الحـياة إنسان مميز و يغـبط نـفسه عـلى الارتباط به ، و لا يخفي عـنه هذا الإعجاب ولا يبخـل عـليه بالتقدير أمام الآخرين و خاصة الأهل و الأقارب .





 كلهم يتبادلون ما يمكن تسميته بالعـطف الإنساني فيقدر كل منهم للآخر جهاده في الحياة لإسعاد الطرف الآخر و إسعاد الأبناء و القيام بواجباته العائلية ، و لا يكتم عـنه هذا الإشفاق و يعـبر عـنه من حين لآخر بأن يعـرض المساهمة معه في القيام بما يقوم عـنه خلاله بما ينبغي له أن يقوم به الطرف المجهد .



 كلهم بلا استثناء لا يقـصرون في واجباتهم تجاه الطرف الآخر ابتداءً من الواجبات المادية إلى المعـنوية إلى اللفتات الصغـيرة التي ترضى النفس ، و تذكر صاحبها بأهميته لدى الطرف الثاني كالهدية الصغـيرة في المناسبات و كالاتصال بالزوج للاطمئنان عليه خلال النهار و كإبداء الإعجاب الحـقيقي بكل ما يفعله الطرف الآخر من أجله أو من أجل الأبناء أو الأسرة .



كلهم يقولون أن البسمة لا تغـيب عـن وجهها و لهذا فإن متاعـب الحياة كلها تواجهها بالابتسامة الحانية و روح الـتفاؤل و ليس بالتجهم و الكـئيب و الـتـشاؤم الكريه و التقـطيب المزعج ، الذي يقطع الخيوط الإنسانية بين الطرفين و يحول الحياة معه إلى كآبة دائمة !



 كلهم و بلا استثناء لا يقارنون حياتهم بحياة الآخرين ولا يعـنيهم ما حققه هؤلاء الآخرون في حياتهم من نجاح مادي أو ثراء ، أو ما أقتنوه من أشياء أو ممتلكات ، ولا يشعـرون بأنهم أقل من الآخرون ، فينطوي أحدهم عـلى المرارة الباطنية تجاه الطرف الآخر لأنه لم يحقـق له ما يستحقه من الحياة الأفضل .



وهم في هذه المنطقة يمسكون بالفعـل بأحد مفاتيح السعادة و هو الرضا و الشعـور بالغـنى الداخلي الذي لا يعادله غـنى خارجي ، وكأنهم في ذلك يؤمنون بمخزى الكلمة الحكيمة التي قالها سقراط ذات يوم حين وقف أمام متجر ملئ بشتى أنواع السلع التي لا يستطيع شراءها فتأملها طويلا ً ثم قال :
- ما أكثر الأشياء التي لا أحتاج لها !
و لم يقل ” التي لا أستطيع اقتناءها أو شرائها ” لأن مالا تريده لا تحتاج إليه ولا يساوي قدر أنملة بالنسبة إليك و لو كان عـظيم الأهمية و القيمة لدى غـيرك .


و عـبارة سقراط الحكيمة هذه هي التي أصبحت فيما بعـد شعارا ً لمدرسة الفلاسفة الإغـريق الكلبيين ، الذين كانوا يؤمنون بأن السعادة لا تكمن في الأشياء المادية ولا في زخارف الحياة وعـوارضها الـزائلـة بل في الـتحرر من الحاجة إلـيها ، و لهذا فالسعادة في متناول الجميع إذا رغـبوا فيها و أقنعـوا أنفسهم بالرضا عـما في أيديهم و قـنعـوا به و لم يتطلعـوا لحظوظ الآخرين في الحياة ولا لما في أيديهم .



 كلهم يجدون متعة الحياة الحقيقية في القرب من شركاء حياتهم فإذا تواجدوا معا ً لم ينقطع حبل الحديث بينهم طوال الوقت و لم يعــرفـوا فـترات الصمت الطويلة ، لأن الصمت الطـويل بين الشركاء مظهر من مظاهر الجفــاء و انعـدام الإيناس و نقص الاهتمامات المشتركة و لهذا فالأحباء لا يعـرفون الصمت لأنهم في حالة حوار متصل فيما بينهم إن لم يكن بالكلام


فبالأفكار و النظرات و اللمسات و العـيون و هناك دائماً ما يجدون الحديث فيه معاً لما اختلوا ببعـضهم البعـض أو جمعهم مكان واحد ، أما ( الأعـداء ) فلا يتسامرون ولا يتبادلون الإيناس ولا يجدون ما يشغل أوقاتهم معاً بالكلام الحلو الممتع اللذيذ فيغـرقون في الصمت الجاف الذي يعـمق الهوة بينهم .



 كلهم بلا استـثـناء يستمتعـون بعلاقتهم الحـسية و ينالون إشـباعهم فيها و يعـتبرونها جزءاً مكملاً لعـلاقـاتهم العاطـفـية ، و لكنها ليست بالجزء الأهم ولا الأوحد فيما بينهم من روابط عاطفية و إنسانية و ذكريات مشتركة يثري أرواحهم أكثر بكثير من اللحظات الحسية العابرة .





 كلهم تجمعهم رؤية متقاربة للحياة إن لم تكن مشتركة أو متماثلة و يتخذون من الحياة موقفاً نفسياً واحداً أو مشابهاً أو مقارباً، وليست بينهم تناقضات حادة في رؤيتهم للحياة ليست بين الشريكين السعـيدين في حياتهما مثلاً شريك يعـلى القيم المادية فـوق كل القـيم و شريكه الآخر يعـلى القـيم الإنسانية و العاطـفـية عليها و ليس بينهم من يكره البـشر كراهـية حادة و شريكه في الحياة يحبهم و يتعامل معهم من منطلق العـطف الإنساني و ليس بينهم من يتعامل مع الحياة من منظور شديد التشاؤم و الآخر يتعامل معها من منظور متفائل مبتهج بالحياة و اليوم و الغـد ... و هكذا .



 كلهم بلا استثناء يتحلون بروح التسامح في علاقاتهم بشركاء حياتهم و ينسون الإساءة سريعاً ، و يغـفرون الأخطاء العابرة و غـير المتعـمدة لأن من لا يتسامح مع من يحب لن ينعم بالصفاء معه ، ولأن الإنسان و لو أوتي حكمة لقمان فلابد له أن يقع في بعـض الأخطاء الصغـيرة إرادياً أو لا إرادياً فإذا لم يجد قلباً غـفوراً تحـولت الأخطاء إلى إساءات متـعـمدة و تراكمت في نفس من لا يعـرف التسامح و ظلت مشاعـره بالمرارة تجاهه .
و لهذا فإني أستطيع أن أقول إن المحبين الصادقـين يـتـمتعـون بنوع خاص من الذاكرة ، أسـتطـيع أن أسميه ( ذاكرة الحب ) وهي الذاكرة التي تسقط منها الإساءات بعـد فترة قصيرة من الوقت و تحـفـظ الأشياء الجميلة فلا تتذكر سواها .
و يكرر صاحبها بذلك كلـمة الروائـيـة الإنجليزية الشـهـيرة ” أجانا كريستي ” في مـقـدمة مذكراتـها حين قـالت : لقد تذكرت ما أردت أن أتذكره فقط و نسيت ما أردت أن أنساه .



 كلهم جميعا ً يعـطون للشركاء قبل أن يأخذوا منهم ولا ينتظرون مقابلاً لما أعـطوه ، لأن الحب في مفهومه الحقيقي عـطاء بلا تحفظات ولا حسابات ، كما أنه أيضاً ليس موازنة مالية كموازنة الشركات المساهمة بين ” الأصول و الخـصوم ” و إنما هو عـطاء بلا حساب يقابله غالباً عـطاء مماثل إن لم يزد عـنه من جانب الشرك المحب .



 وأخيراً فأنهم جميعاً يسلكون سلوكاً نفسياً متزناً تجاه شركائهم و تجاه الحياة بصفة عامة ، و هكذا فإن نقاط الالتقاء بينهم أكثر كثيراً من نقاط الاختلاف .


و هم في تمازجهم و تقاربهم لا يفقدون خصائص شخصياتهم المميزة لأن كلا منهم يمثل دائرة تتقاطع مع دائرة شريكه عـلى مساحة كبيرة من التمازج و التشابه و التفاهم ، و يبقى عـلى الرغم من ذلك لكل طرف مساحة أخرى من الدائرة خارجه عـن حدود منطقة التقاطع ، تسمح له بخصوصية أفكاره و شخصيته و اهتماماته فتمضي الحياة بالطرفين بلا عـثرات ولا محن ، وتسير مياه النهر الهادئة إلى مصبها في سلام و أمان حتى النهاية .
 
موضوع رائع

يا أيمن محمد بلبل

موضوعك نال أعجابنا وشكرا لك على الطرح

نأمل منك المزيد

جزاك الله خيرا

سبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك


====================
ملحوظة : هذا رد آلي على الموضوع
 
أعلى