على كيدهم
Moderator
بسم الله الرحمن الرحيم
قيل لحكيم: أي الأشياء خير للمرء؟ قال: عقل يعيش به. قيل: فإن لم يكن. قال:فإخوان يسترون عليه . قيل :فإن لم يكن .قال: فمال يتحبب به إلي الناس.
قيل فإن لم يكن .قال: فأدب يتحلي به قيل: فإن لم يكن. قال: فصمت يسلم به. قيل:فإن لم يكن. قال:فموت يريح منه العباد والبلاد.
قصد رجل أبا حنيفة النعمان ــ رحمه الله ــ فقال له: ما تقول: في رجل لا يرجو الجنة، ولا يخاف، ولا يخاف من النار،
ولا يخاف الله تعالي، ويأكل الميتة، ويصلي بلا ركوع ولا سجود، ويشهد بما لم يره، ويبغض الحق، ويحب الفتنة،
ويفر من الرحمة، ويصدق اليهود والنصارى؟ فقال : أبو حنيفة للرجل ــوكان يعرفه شديد البغض له : يا هذا سألتني عن هذه المسائل،
فهل لك بها علم؟ قال الرجل : لا . فقال أبو حنيفة لأصحابة ما تقولون في هذا الرجل؟ قالوا: شر رجل، هذه صفات كافر.
فتبسم أبو حنيفة ، وقال: لأصحابة هو من أولياء الله تعالي حقا. ثم قال للرجل: إن أنا أخبرتك أنه من أولياء الله.
فهل تكف عني أذاك وسوء لسانك؟ قال: نعم . قال أبو حنيفة : أما قولك لا يرجو الجنة ولا يخاف النار .
فهو يرجو رب الجنة، ويخاف رب النار، وقولك: لا يخاف الله ، فإنه لا يخاف الله تعالي أن يجور عليه في عدله وسلطانه،
قال تعالي( وما ربك بظلام العبيد). وقولك: يأكل الميتة فهو يأكل السمك. وقولك: يصلي بال ركوع ولا سجود، أراد الصلاة علي
النبي صلي الله عليه وسلم، أو صلاة الجنازة. وقولك: يحب الفتنة، أراد أنة يحب المال ولولد . قال تعالي:
( إنما أمولكم وأولادكم فتنة) وقولك: يفر من الرحمة، أراد أنه يفر من المطر وهو غيث ورحمة. وقولك: يصدق اليهود والنصارى،
أراد قوله تعالي " وقالت اليهود ليست النصارى على شيئ، وقالت النصارى ليست اليهود على شيئ"
فقام الرجل وقبل رأس الإمام أبي حنيفة، وصار من أتباعه.
مر الأصمعي أبو سعيد عبد الملك بن قريب ـــ على حيَ من أحياء العرب ، فوجد بنتا صغيرة, قد بلغت خمس سنين أو ستا
وهى تقول: استغفر الله لذنبي كله، فقال: يا فتاه مم تستغفرين ولم يجر عليك قلم؟ فقالت:
استغر الله لذنبي كله
قتلت إنسانا بغير حله
مثل غزال ناعم في دله
انتصف الليل ولم أصُله
فقال لها : ما أفصحك!! قالت: شيخ فاني!! قال إنما أتعجب من فصاحتك.
فقالت : هل ترك القرآن لأحد فصاحة؟ فقال: نبهيني على أيه فصيحة منه. فقالت: أقرأ آية القصص"
وأوحينا إلى أم موسي أن أرضعيه, فإذا خفت عليه, فألقيه في اليم, ولا تخافي ولا تحزني ، إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين"
فقد جمعت الآية أمرين وهما أرضعيه وألقيه، ونهيين وهما لا تخافي ولا تحزني، وخبرين تضمنا بشارتين وهما
إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين.
أما قولها : قتلت إنسانا بغير حله، أرادت أنها قتلت نفسها بعدم فعل الطاعات حيث انتصف الليل ولم تقم بين يدي الله تعالي.
هذه دلاله على عناية المسلمين صغار وكبار بحفظ كتاب الله عز وجل"
روي عن أحد شيوخ الأعراب واسمه أبو حمزه الضبي أنه هجر خيمة امرأته وكان يبيت عند جيران له
حين ولدت امرأته بنتا, وكانت المرأة لا ترى داعيا لهذا الهجران فكانت إذا رقصت طفلتها غنتها بهذه الأبيات
ما لأبي حمزه لا يأتينا
يظل في البيت الذي يلينا
غضبا أن لا نلد البنينا
تا الله ما ذلك في أيدينا
وإنما نأخذ ما أعطينا
ونحن كالزرع لزار عينا
ننبت ما قد زرعوه فينا
وقال بعضالحكماء:
رأس الحكمة طاعة الله، وتقديم حسن النية، وعراها التواضع في الحق، والإنصاف في المناظرة،
والإقرار بما يلزم من الحجة، وثمرتها حفظ الثواب، في العاجلة، والنجاة في العاقبة، وحقها العمل بها،
وألا تمنع من مستحقها، وأن توقر أو عيتها لوقارها.
وقال بعض الحكماء:
الإخوان بمنزلة النار ، قليلها متاع، وكثيرها بوار، فلا تسرن بكثرة الإخوان إذا لم يكونوا أخيارا.
قال بعض الحكماء:
من نظر بعين الهوى خاف، ومن حكم بالهوى جار.
وقال بعض الحكماء:
مسكين ابن آدم لو خاف من النار كما يخاف من الفقر لنجا منهما جميعا، ولو رغب في الجنة كما يرغب
في الدنيا لفاز بهما جميعا ولو خاف الله في الباطن كما يخاف في الظاهر لسعد في الدارين جميعا.
وقال بعض الحكماء:
ما جوهد الهوى بمثل الرأي، ولا استنبط الرأى بمثل المشورة, ولا حفظت النعم بمثل المواساة، ولا اكتسبت البغضاء بمثل الكبر، وما استنجحت الأمور بمثل الصبر.
وقال بعض الحكماء:
الحلم غطاء ساتر ، والعقل حسام باتر، فاستر خلقك بحلمك، وقاتل هواك بعقلك.
اللهم ارزقنا الحكمة والعمل بها وعلمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا انك سميع قريب مجيب الدعاء
*******من رقائق ابن الجوزي رحمة الله وأسكنه فسيح جناته*********
** اخواني: الذنوب تغطي علي القلوب ، فإذا أظلمت مرآة القلب لم يبن فيها وجه الهدى، ومن علم ضرر الذنب استشعر الندم.
**يا صاحب الخطايا أين الدموع الجارية، يا أسير المعاصي إبك علي الذنوب الماضية، أسفا لك إذا جاءك الموت وما أنبت،
واحسرة لك إذا دعيت إلي التوبة فما أجبت ، كيف تصنع إذا نودي بالرحيل وما تأهبت ، ألست الذي بارزت بالكبائر وما راقبت؟
**أسفا لعبد كلما كثرت أوزاره قل استغفاره، وكلما قرب من القبور قوي عنده الفتور.
**اذكر اسم من إذا اطعته أفادك، واذا أتيته شاكرا زادك، وإذا خدمته أصلح قلبك وفؤادك.
**أيها الغافل ما عندك خبر منك! فما تعرف من نفسك إلا أن تجوع فتاكل، وتشبع فتنام، وتغضب فتخاصم،
فبم تميزت عن البهائم!
**كلامك مكتوب ،وقولك محسوب،وأنت يا هذا مطلوب ، ولك ذنوب وما تتوب، وشمس الحياة قد أخذت في الغروب
فما أقسي قلبك من بين القلوب .
**يا هذا زاحم باجتهادك المتقين ، وسر في سرب أهل اليقين، هل القوم إلا رجال طرقوا باب التوفيق
ففتح لهم ، وما نياس لك من ذلك.
**بأي عين تراني يا من بارزني وعصاني ، بأي وجه تلقاني، يا من نسي عظمة شاني، خاب المحجوبون عني،
وهلك المبعدون مني.
**ويحك! أنت في القب محصور إلي أن ينفخ في الصور، ثم راكب أو مجرور، حزين أو مسرور
مطلق أو مأسور، فما هذا اللهو والغرور!
**إخواني : الدنيا في إدبار، وأهلها في استكبار، والزرع فيها غير التقى لا يحصد إلا الندم.
**يا هذا ! ماء العين في الأرض حياة الزرع، وماء العين على الخد حياة القلب.
**يا صاحب الجنة ! بذنب واحد أخرج أبوك منها، أتطمع في دخولها بذنوب لم تتب عنها! إن امرأ تنقضي بالجهل ساعاته، وتذهب بالمعاصي أوقاته، لخليق أن تجري دائما دموعه، وحقيق أن يقل في
الدجى هجوعه.
**أعقل الناس محسن خائف، وأحمق الناس مسئ آمن.
**يا هذا لا نوم أثقل من الغفلة، ولا رق أملك من الشهوة، ولا مصيبة كموت القلب، ولا نذير أبلغ من الشيب.
قيل لحكيم: أي الأشياء خير للمرء؟ قال: عقل يعيش به. قيل: فإن لم يكن. قال:فإخوان يسترون عليه . قيل :فإن لم يكن .قال: فمال يتحبب به إلي الناس.
قيل فإن لم يكن .قال: فأدب يتحلي به قيل: فإن لم يكن. قال: فصمت يسلم به. قيل:فإن لم يكن. قال:فموت يريح منه العباد والبلاد.
قصد رجل أبا حنيفة النعمان ــ رحمه الله ــ فقال له: ما تقول: في رجل لا يرجو الجنة، ولا يخاف، ولا يخاف من النار،
ولا يخاف الله تعالي، ويأكل الميتة، ويصلي بلا ركوع ولا سجود، ويشهد بما لم يره، ويبغض الحق، ويحب الفتنة،
ويفر من الرحمة، ويصدق اليهود والنصارى؟ فقال : أبو حنيفة للرجل ــوكان يعرفه شديد البغض له : يا هذا سألتني عن هذه المسائل،
فهل لك بها علم؟ قال الرجل : لا . فقال أبو حنيفة لأصحابة ما تقولون في هذا الرجل؟ قالوا: شر رجل، هذه صفات كافر.
فتبسم أبو حنيفة ، وقال: لأصحابة هو من أولياء الله تعالي حقا. ثم قال للرجل: إن أنا أخبرتك أنه من أولياء الله.
فهل تكف عني أذاك وسوء لسانك؟ قال: نعم . قال أبو حنيفة : أما قولك لا يرجو الجنة ولا يخاف النار .
فهو يرجو رب الجنة، ويخاف رب النار، وقولك: لا يخاف الله ، فإنه لا يخاف الله تعالي أن يجور عليه في عدله وسلطانه،
قال تعالي( وما ربك بظلام العبيد). وقولك: يأكل الميتة فهو يأكل السمك. وقولك: يصلي بال ركوع ولا سجود، أراد الصلاة علي
النبي صلي الله عليه وسلم، أو صلاة الجنازة. وقولك: يحب الفتنة، أراد أنة يحب المال ولولد . قال تعالي:
( إنما أمولكم وأولادكم فتنة) وقولك: يفر من الرحمة، أراد أنه يفر من المطر وهو غيث ورحمة. وقولك: يصدق اليهود والنصارى،
أراد قوله تعالي " وقالت اليهود ليست النصارى على شيئ، وقالت النصارى ليست اليهود على شيئ"
فقام الرجل وقبل رأس الإمام أبي حنيفة، وصار من أتباعه.
مر الأصمعي أبو سعيد عبد الملك بن قريب ـــ على حيَ من أحياء العرب ، فوجد بنتا صغيرة, قد بلغت خمس سنين أو ستا
وهى تقول: استغفر الله لذنبي كله، فقال: يا فتاه مم تستغفرين ولم يجر عليك قلم؟ فقالت:
استغر الله لذنبي كله
قتلت إنسانا بغير حله
مثل غزال ناعم في دله
انتصف الليل ولم أصُله
فقال لها : ما أفصحك!! قالت: شيخ فاني!! قال إنما أتعجب من فصاحتك.
فقالت : هل ترك القرآن لأحد فصاحة؟ فقال: نبهيني على أيه فصيحة منه. فقالت: أقرأ آية القصص"
وأوحينا إلى أم موسي أن أرضعيه, فإذا خفت عليه, فألقيه في اليم, ولا تخافي ولا تحزني ، إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين"
فقد جمعت الآية أمرين وهما أرضعيه وألقيه، ونهيين وهما لا تخافي ولا تحزني، وخبرين تضمنا بشارتين وهما
إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين.
أما قولها : قتلت إنسانا بغير حله، أرادت أنها قتلت نفسها بعدم فعل الطاعات حيث انتصف الليل ولم تقم بين يدي الله تعالي.
هذه دلاله على عناية المسلمين صغار وكبار بحفظ كتاب الله عز وجل"
روي عن أحد شيوخ الأعراب واسمه أبو حمزه الضبي أنه هجر خيمة امرأته وكان يبيت عند جيران له
حين ولدت امرأته بنتا, وكانت المرأة لا ترى داعيا لهذا الهجران فكانت إذا رقصت طفلتها غنتها بهذه الأبيات
ما لأبي حمزه لا يأتينا
يظل في البيت الذي يلينا
غضبا أن لا نلد البنينا
تا الله ما ذلك في أيدينا
وإنما نأخذ ما أعطينا
ونحن كالزرع لزار عينا
ننبت ما قد زرعوه فينا
وقال بعضالحكماء:
رأس الحكمة طاعة الله، وتقديم حسن النية، وعراها التواضع في الحق، والإنصاف في المناظرة،
والإقرار بما يلزم من الحجة، وثمرتها حفظ الثواب، في العاجلة، والنجاة في العاقبة، وحقها العمل بها،
وألا تمنع من مستحقها، وأن توقر أو عيتها لوقارها.
وقال بعض الحكماء:
الإخوان بمنزلة النار ، قليلها متاع، وكثيرها بوار، فلا تسرن بكثرة الإخوان إذا لم يكونوا أخيارا.
قال بعض الحكماء:
من نظر بعين الهوى خاف، ومن حكم بالهوى جار.
وقال بعض الحكماء:
مسكين ابن آدم لو خاف من النار كما يخاف من الفقر لنجا منهما جميعا، ولو رغب في الجنة كما يرغب
في الدنيا لفاز بهما جميعا ولو خاف الله في الباطن كما يخاف في الظاهر لسعد في الدارين جميعا.
وقال بعض الحكماء:
ما جوهد الهوى بمثل الرأي، ولا استنبط الرأى بمثل المشورة, ولا حفظت النعم بمثل المواساة، ولا اكتسبت البغضاء بمثل الكبر، وما استنجحت الأمور بمثل الصبر.
وقال بعض الحكماء:
الحلم غطاء ساتر ، والعقل حسام باتر، فاستر خلقك بحلمك، وقاتل هواك بعقلك.
اللهم ارزقنا الحكمة والعمل بها وعلمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا انك سميع قريب مجيب الدعاء
*******من رقائق ابن الجوزي رحمة الله وأسكنه فسيح جناته*********
** اخواني: الذنوب تغطي علي القلوب ، فإذا أظلمت مرآة القلب لم يبن فيها وجه الهدى، ومن علم ضرر الذنب استشعر الندم.
**يا صاحب الخطايا أين الدموع الجارية، يا أسير المعاصي إبك علي الذنوب الماضية، أسفا لك إذا جاءك الموت وما أنبت،
واحسرة لك إذا دعيت إلي التوبة فما أجبت ، كيف تصنع إذا نودي بالرحيل وما تأهبت ، ألست الذي بارزت بالكبائر وما راقبت؟
**أسفا لعبد كلما كثرت أوزاره قل استغفاره، وكلما قرب من القبور قوي عنده الفتور.
**اذكر اسم من إذا اطعته أفادك، واذا أتيته شاكرا زادك، وإذا خدمته أصلح قلبك وفؤادك.
**أيها الغافل ما عندك خبر منك! فما تعرف من نفسك إلا أن تجوع فتاكل، وتشبع فتنام، وتغضب فتخاصم،
فبم تميزت عن البهائم!
**كلامك مكتوب ،وقولك محسوب،وأنت يا هذا مطلوب ، ولك ذنوب وما تتوب، وشمس الحياة قد أخذت في الغروب
فما أقسي قلبك من بين القلوب .
**يا هذا زاحم باجتهادك المتقين ، وسر في سرب أهل اليقين، هل القوم إلا رجال طرقوا باب التوفيق
ففتح لهم ، وما نياس لك من ذلك.
**بأي عين تراني يا من بارزني وعصاني ، بأي وجه تلقاني، يا من نسي عظمة شاني، خاب المحجوبون عني،
وهلك المبعدون مني.
**ويحك! أنت في القب محصور إلي أن ينفخ في الصور، ثم راكب أو مجرور، حزين أو مسرور
مطلق أو مأسور، فما هذا اللهو والغرور!
**إخواني : الدنيا في إدبار، وأهلها في استكبار، والزرع فيها غير التقى لا يحصد إلا الندم.
**يا هذا ! ماء العين في الأرض حياة الزرع، وماء العين على الخد حياة القلب.
**يا صاحب الجنة ! بذنب واحد أخرج أبوك منها، أتطمع في دخولها بذنوب لم تتب عنها! إن امرأ تنقضي بالجهل ساعاته، وتذهب بالمعاصي أوقاته، لخليق أن تجري دائما دموعه، وحقيق أن يقل في
الدجى هجوعه.
**أعقل الناس محسن خائف، وأحمق الناس مسئ آمن.
**يا هذا لا نوم أثقل من الغفلة، ولا رق أملك من الشهوة، ولا مصيبة كموت القلب، ولا نذير أبلغ من الشيب.