محمد صدقى الابراشى
Moderator
قلب من ترائيه بيد من تعصيه
اللهم ارزقنا الاخلاص
----------------------
قال ابن الجوزي :
ليعلم المرائي أن الذي يقصده يفوته , وهو التفات القلوب إليه . فإنه متى لم يخلص حُرم محبة القلوب , ولم يلتفت إليه أحد , والمخلص محبوب . فلو علم المرائي أن قلوب الذين يرائيهم بيد من يعصيه , لما فعل . ا.ه
ومن علامة المُخلص :
أنه زاهد في الثناء والمدح , لا يحبه ولا يرغب فيه ولا يحرص عليه , فالزهد ليس في متاع الدنيا فقط , بل الزهد الأشد هو الزهد في مدح الناس وإطرائهم . وكم من زاهدٍ في الدنيا , راغبٍ في ثناء الناس ومدحهم . ولا يعلم ما في القلوب إلا علاَّم الغيوب .
ومن علامة المُخلص :
أنه لا يحب أن يشتهر, ولا يسعى للشهرة , بل يفر منها دائماً , لعلمه أنها ربما أفسدت عليه الإخلاص , فكم من عامل مخلص أفسدته الشهرة , فأصبح يلتمس رضا الناس بسخط الله .
قال أيوب السختياني : والله ما صدق عبد إلا سَرَّهُ أن لا يُشعر بمكانه
ومن علامة المخلص :
أنه لا ينقطع عن العمل بذم بعض الناس له , وعدم رضاهم عنه ؛ لأنه لا يعمل لهم , بل يعمل لله تعالى , فهو مستمر في عمله في طاعة الله ومرضاته ولو سخط عليه من سخط ,
ولا يتأثر – كذلك – بقلة المستفيدين منه أو كثرتهم ؛ لأنه يسعى إلى مرضاة الله , ويدعو إلى الله وليس إلى نفسه .
قال علي بن الفضيل بن عياض لأبيه : يا أبتِ , ما أحلى كلام أصحاب محمد ( صلى الله عليه وسلم )
فقال : يا بني , وتدري لمَ حلا ؟ قال : لا .
قال : لأنهم أرادوا الله به