• مرحبا بكم

    تم تطوير شبكة ومنتديات الجميزه للتماشى مع التطور الحقيقي للمواقع الالكترونيه وبهدف تسهيل التصفح على زوارنا واعضائنا الكرام لذلك تم التطوير وسيتم ارسال اشعار لكل الاعضاء على بريدهم الالكترونى لإعلامهم بان تم تطوير المنتدى

قوة القلب تمحوها هدهدة المشاعر

من يسب المرأة ينسي أنها أمه ومن لم يوقرها لا يعرف ولا يعترف بأنها نصف المجتمع ونصف النصف الآخر.

فالمرأة مخلوق أخطاؤه بنفس قدر مميزاته لذلك كل من ادعوا عداءهم للمرأة هم إما أناس أحبوها بقوة فصدموا وإما آخرون لا يعرفون تكوينها.. وتكوينها هنا ليس الجسدي فقط، ولكن الحسي، حيث الدفء والطمأنينة.

في رواية «امرأة» للمؤلف الشاب عماد ميشيل الصادرة عن دار التلاقي للنشر، فكرة تحكي: إن المرأة مهما أوتيت من قوة ومهما دفعتها الظروف لأن تكون أكثر شراسة وغطرسة

ومهما زاد جموحها وجنوحها ومهما قسي قلبها فكان كالحجارة أو أشد قسوة فإن نظرة واحدة من رجل يملأها صدق المشاعر كفيلة بأن تهدهد مشاعرها وتزلزل قلبها وتمحو كل تضاريس الغطرسة والجموح والجنوح وتجعلها قطة بيضاء منزوعة الأظافر، وتجمع رواية «عماد ميشيل» بين الواقعية والخيال والحقيقة والأسطورة، حيث الشاب المسافر إلي هناك من أجل الاستزادة من المال فتطيح الرياح بالمركب ليجد نفسه في جزيرة الأمازون، تلك الجزيرة التي يسكنها النساء البعيدات عن الرجال بعدهن عن العالم الخارجي فالرجال بالنسبة لهن مجرد حيوانات لا أكثر كل ما يفعلونه هو خدمة النساء في الجزيرة النسائية، وفي بعض الأحيان يتم اغتصابهم من أجل النسل لا من أجل الغريزة.. فنساء الجزيرة بلا حواس بلا مشاعر بلا غرائز جنسية.

وينقسم هذا العالم النسائي إلي ثلاث فئات، الفئة الأولي وهي فئة المحاربات وفئة المربيات وفئة العجائز.

وتحكمهن ملكة شابة جميلة وقوية تغوص في البحر كأنها سمكة وتنغرس في الأرض كأنها دودة وتتسلق الأشجار كأنها قرد.. استطاعت بمفردها أن تقضي علي كل من كانوا علي متن السفينة حيث لم يبق إلا هذا الشاب.

وهنا استطاع المؤلف في مزج ما بين الواقعية والخيال أن يرسم خيوط الحب بين الملكة والأمير الأسير صاحب القلب الطليق والأيدي الموصدة والملكة صاحبة القلب المصفود والأيدي المطلقة وما بين مد وجزر في تلك العلاقة استطاعت أن تقضي علي عاطفتها وأن تأمر بإعدامه وفي لحظات التنفيذ يدخل البربر بجيش عرمرم ويقيدون الملكة ويأخذونها أسيرة وبالحيلة يستطيع الشاب أن ينقذ حياتها ويوضح لها حقيقة العالم بل حقيقتها بأنها امرأة خلقت لكي تحب.

المرأة هي المرأة قوتها تكمن في ضعفها، نفوذها يقوي بالحب حتي لو اعتقدت أنها نصف امرأة أو حتي أي شيء آخر.

حين ترفض المرأة نظرة الرجل إليها لكونها مخلوقاً ضعيفاً سينتابها شعور بالضعف يجعلها تسعي للشراسة وربما لقسوة القلب لكن أيهما أقوي نظرة الرجل في عينيها لتصبح أسيرة عشق خلقت من أجله أم امرأة قاسية شريرة تدفعها إرادة غير معلومة المصدر.. هكذا تصف رواية امرأة التكوينات المتناقضة لنصف الإنسان الآخر، فهي ترصد القوة عندما تصطدم بالحب كما ترصد القسوة عندما تقابل بالعطف لتبقي في النهاية المرأة هي المرأة.​
 
موضوع رائع

يا أيمن محمد بلبل

موضوعك نال أعجابنا وشكرا لك على الطرح

نأمل منك المزيد

جزاك الله خيرا

سبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك


====================
ملحوظة : هذا رد آلي على الموضوع
 
أعلى