• مرحبا بكم

    تم تطوير شبكة ومنتديات الجميزه للتماشى مع التطور الحقيقي للمواقع الالكترونيه وبهدف تسهيل التصفح على زوارنا واعضائنا الكرام لذلك تم التطوير وسيتم ارسال اشعار لكل الاعضاء على بريدهم الالكترونى لإعلامهم بان تم تطوير المنتدى

كيف تميز بين الجدية المطلوبة والجدية المفرطة؟

ابوشدى

Moderator
كيف تميز بين الجدية المطلوبة والجدية المفرطة؟


سيد الشافعى ابوشدي
من المهم أن تكون جاداً في حياتك، فمن دون بذل الجهود اللازمة لايمكنك تحقيق طموحاتك، ولكن لايجوز أن تكون جديتك أكثر من اللازم، فالجدية للحياة مثل الماء للزراعة، اذا زادت عن المقدار الطبيعي افسدت الحياة.
تسأل كيف أميز المطلوبة، والاخرى الزائدة عن اللزوم؟
والجواب: أذا رأيت أنك تعامل كل شيء بالجدية، حتى كأن الحياة يجب أن تؤخذ في كل تفاصيلها بحزم لالين معه فهذه جدية مفرطة.
إن البعض يشعر بالضيق اذا تأخر أحد عن موعده معه ربع ساعة، ويثور اذا توقفت سيارته في الزحام خمس دقائق، اذا ارتكب خطأ بسيطاً.
هذه ا لامور تؤدي بالمرء الى فقدان التمتع بالحياة، وتسلبه النظرة السليمة الى الامور.
ان المطلوب هو ان نأخذ جد الحياة بجّد، وهزلها بالهزل، وماهو بين بين، بطريقة بين ولعل اساس شعورنا بالتوتر والضيق يكمن في رغبتنا أن لاتختلف حياتنا عما نتوقعه، وكأن الحياة هي قالب خاص لكل واحد منا، بينما الحياة تمضي بالطريقة التي ارادها الله لها، ولها معاييرها، وسجيتها، وطريقتها، ومن اراد التعامل الصحيح معها فإن عليه أن يتأقلم معها، لا أن يتوقع أن تتأقلم هي معه.
وببساطة فأن بعض الضيق أو التوتر الذي نواجهه هو من صنع ايدينا؛ فنحن نضع تصورات معينة للحياة، وحينما لاتتوافق الظروف مع تلك التصورات، تتحول الظروف الى صعوبات تواجهنا.
ولكي نعالج مشكلة الجدية المفرطة، فلا بد أولاً من الاعتراف بوجود مشكلة من هذا النوع في حياتنا، وأن نقرر ثانياً تغيير طريقتنا في الحياة، وأن نحاول مسايرة الامور كما هي. والتعامل مع الاشخاص كما هم، وليس كما نريد نحن.
والخطوة الاهم تتمثل في تخفيض مستوى التوقعات، فأذا شعرت بالضيق في المرة القادمة لأن الامور ليست على مايرام- كما تعتقد – فحاول أن تتحرر من توقعاتك، وتخفف من جديتك.
ويقترح بعض الخبراء هنا أن تقتضي يوماً واحداً من دون توقعات مسبقة، فمنذ الصباح لاتتوقع في ذلك اليوم أن يحترمك الناس، وأن يتعاملوا معك بودّ كبير، ولاتتوقع أن تنجز كل ماخططت لأنجازه، ولا أن تكسب لذة اضافية، وحتى ما يجب عليك أن تقوم به، أنجزه بروح جذلة ، فبدل أن تحارب الحياة، ارحل معها في رحلة.
ومع التميز سوف تخفف الجدية التي تنهش وجودك .وهنا لابد من التذكير بأن (السعادة) من الامور التي يمكن، ويجب التخطيط لها. والذين لايخططون لسعادتهم يؤجلون السعادة بقصد أو بغير قصد ولكنهم دائماً يحاولون اقناع انفسهم انهم سوف يكونون سعداء ذات يوم. فمثلاً، البعض منا يقول: إنهم سوف يصبحون سعداء عندما يدفعون فواتيرهم، أو عندما ينهون دراستهم، أو عند حصولهم على وظيفة أو ترقية. ويقنعون أنفسهم أن الحياة سوف تكون افضل عندما يتزوجون ويصبح لديهم اطفال، وبعد ذلك يحزن هؤلاء لأن اطفالهم لم يكبروا بعد، ويقولون: إنهم سوف يصبحون سعداء عندما يكبر هؤلاء الاطفال. وبعد ذلك يصاب هؤلاء بالأحباط عندما يكبر أولادهم ويصبحون مراهقين ولايعرفون كيف يتعاملون معهم، وبالطبع سوف يسعدوا عندما يمرون من هذه المرحلة. نقول لأنفسنا: إن حياتنا سوف تكون مثالية عندما نتعاون مع ازواجنا، وعندما نحصل على سيارة جديدة، أو نقضي إجازة لطيفة، أو عندما نحال على المعاش وهكذا..
وفي نفس الوقت، فأن الحياة تتواصل، والحقيقة أنه ليس هناك يجدر بنا أن نكون سعداء سوى الوقت الذي نحياه الآن. فأذا لم نكن سعداء الآن فمتى نكون كذلك؟..
أن حياتنا سوف تكون دائماً مليئة بالتحديات، ومن الافضل لنا أن ندرك الآن ونقرر أن نكون سعداء بأي طريقة. يقول احد الحكماء: (لقد ظللت أعتقد لوقت طويل أن الحياة الحقيقية لم تبدأ بعد. ولكن كان لايزال هناك بعض العوائق التي يجب أن ادفعه، بعد هذا كله يمكن أن تبدأ الحياة الحقيقية، وفي النهاية أدرككت أن كل هذه العوائق ماهي الأ حياتي نفسها).
المصدر: تتمتع بحياتك وتعيش سعيداً.

 
موضوع رائع

يا ابوشدى

موضوعك نال أعجابنا وشكرا لك على الطرح

نأمل منك المزيد

جزاك الله خيرا

سبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك


====================
ملحوظة : هذا رد آلي على الموضوع
 
أعلى