حبر على الورق
CMA
معرفة مستقبل الناس من علم الغيب
فتاوى نور على الدرب
س: ما هو مستقبل العالم الإسلامي ، من حيث القوة والضعف ، حسبما نظرت السنة الشريفة ، وكذلك مستقبل أعداء الإسلام ، في هذه الحياة الدنيا ؟
ج : هذا يا أخي من علم الغيب ، هذا أمره إلى الله عز وجل ، وهو
(الجزء رقم : 4، الصفحة رقم: 188)
من علم الغيب ، ولا يعلم مستقبل الناس إلا الله سبحانه وتعالى ، لكن مقتضى الأدلة الشرعية أن الغربة تزداد ، ولا يأتي عام إلا والذي بعده شر منه ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ . لكن قد تقع فجوات في الدهر ، ينتصر فيها الإسلام على غيره ، ويظهر فيها الإسلام في بعض الأوقات ، وفي بعض الجوانب من الدنيا ، كما جرى في عهد عمر بن عبد العزيز ، كان عهده أحسن من عهد الأمير الذي قبله ، بسبب ما قام به من الدعوة إلى الله ، وإلزام الناس بالحق ، وكما جرى في نجد في عهد الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ، من ظهور الإسلام والقضاء على أسباب الكفر ، واجتماع المسلمين على الجهاد في سبيل الله ، وعلى إخلاص العبادة لله وحده ، وهدم مباني القبور المعبودة من دون الله ، والقضاء على الأوثان ، وكانت الحال في النصف الثاني من القرن الثاني عشر وما بعده ، أحسن من الحالة في قرون كثيرة مضت ظهر فيها الشرك ، وظهر فيها الفجور والمعاصي ، الحاصل أن الأصل أن الإسلام تشتد غربته عاما بعد عام ، وقرنا بعد قرن في الجملة ، كما قال جماعة من أهل العلم ، وقد يأتي الله بزمان ينفس فيها الله عن المسلمين ، فيحصل فيه خير كثير ، وتكون الحالة أحسن من الزمن الذي قبله ، رحمة من الله
(الجزء رقم : 4، الصفحة رقم: 189)
جل وعلا ، وقد يكون ذلك في جانب دون جانب ، وفي إقليم دون إقليم ، كما جرى في وقت الشيخ محمد بن عبد الوهاب ، وفي بلدان أخرى خرج فيها المصلحون ، وصارت الحالة في بلادهم أحسن من الحالة التي قبلها ، وقتا ما . والله جل وعلا أخبرنا أن هذا الإسلام ، ينتهي في آخر الزمان ، وأن هناك ريحا تخرج يرسلها الله عز وجل ، يقبض بها أرواح المؤمنين والمؤمنات ، ثم يبقى الأشرار فعليهم تقوم الساعة ، وفي آخر الزمان يرفع القرآن ، ويقبض المؤمنين والمؤمنات ، ويبقى الأشرار فعليهم تقوم الساعة ، لكن في أول هذا القرن وفي آخر القرن السابق ، حصل بحمد الله يقظة للمسلمين ، وحركة مباركة للمسلمين ، صار فيها المسلمون أحسن حالا من قبلها ، في أوقات بسبب الحركة الإسلامية من الشباب وغيرهم ، وبسبب كثرة الدعاة إلى الله ، والجمعيات الإسلامية والمراكز الإسلامية في شتى بقاع الأرض ، وانتشر الدعاة من هنا وهنا ، من الجامعة الإسلامية ومن هذه الرئاسة ، الرئاسة العامة للبحوث العلمية والدعوة والإرشاد ، ومن الرابطة ومن جهات أخرى ، فالحاصل أن هذا الوقت الآن يبشر بخير ، من حركة إسلامية قوية ، وتكاتف ودعوة إلى الله ، ونشاط ، فنرجو أن يكون المستقبل القريب أحسن مما مضى بكثير ، أما ما بعد ذلك فالله أعلم ، جل وعلا ، والأدلة معروفة في هذا الباب ، وأما مستقبل الكفرة فكذلك ، كلما نشط الإسلام ضعف جانب الكفر ، وأما تفصيل الأشياء وعلم نهاياتها ، هذا إلى الله سبحانه وتعالى ، لكن الواجب على المسلمين أن
(الجزء رقم : 4، الصفحة رقم: 190)
يجتهدوا في نصر دين الله ، والدعوة إلى الله ، وأن يتعاونوا على البر والتقوى ، وأن يحرصوا على جهاد الأعداء ، ونشر تعاليم الإسلام حتى يظهر دين الله ، وحتى يبقى دينه ، وحتى يستعيدوا ما سلبه الأعداء منهم ، هذا واجب المسلمين ، وهذا واجب على الدول الإسلامية أن تتقي الله ، وأن تحكم شريعته سبحانه ، وأن تجتهد في إصلاح أوضاع بلادها ، وإقامة حكم الله في بلادها ، وفي شعبها ، هذا هو الواجب على جميع المسلمين ، وقد سرنا ما سمعنا من حكومة بنجلاديش ، من إعلانهم تحكيم الشريعة ، واجتماعهم على هذا الأمر ، وهذا يبشر بخير كثير ، ونرجو أن يوفقهم الله لهذا الأمر ، وأن يعينهم على تحكيم الشريعة ، وأن يوفق الباقين لهذا الأمر ، وأن يقتدوا بغيرهم ممن سعى ، وبادر بتحكيم الشريعة ، وهكذا حكومة الباكستان عندها عزم كبير على تحكيم الشريعة ، ونسأل الله أن يعينها على ذلك ، وهكذا نرجو لبقية الدول الإسلامية : كحكومة مصر والأردن وغيرها ، نسأل الله لهم العون والتوفيق ، حتى يحكموا شريعة الله ، وحتى يدعوا النظم المخالفة لشرع الله ، هذا هو الواجب عليهم وبذلك ينصرهم الله ويعينهم ، ويحسن لهم العاقبة ، ويجمع شملهم على الخير . والله المسئول سبحانه أن يوفق المسلمين جميعا ، حكاما ومحكومين ، وقادة وشعوبا لكل ما فيه رضاه وصلاح عباده ، وأن يعينهم على تحكيم الشريعة والتمسك بها ، وترك ما يخالفها ، إنه سبحانه وتعالى سميع قريب .
فتاوى نور على الدرب
س: ما هو مستقبل العالم الإسلامي ، من حيث القوة والضعف ، حسبما نظرت السنة الشريفة ، وكذلك مستقبل أعداء الإسلام ، في هذه الحياة الدنيا ؟
ج : هذا يا أخي من علم الغيب ، هذا أمره إلى الله عز وجل ، وهو
(الجزء رقم : 4، الصفحة رقم: 188)
من علم الغيب ، ولا يعلم مستقبل الناس إلا الله سبحانه وتعالى ، لكن مقتضى الأدلة الشرعية أن الغربة تزداد ، ولا يأتي عام إلا والذي بعده شر منه ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ . لكن قد تقع فجوات في الدهر ، ينتصر فيها الإسلام على غيره ، ويظهر فيها الإسلام في بعض الأوقات ، وفي بعض الجوانب من الدنيا ، كما جرى في عهد عمر بن عبد العزيز ، كان عهده أحسن من عهد الأمير الذي قبله ، بسبب ما قام به من الدعوة إلى الله ، وإلزام الناس بالحق ، وكما جرى في نجد في عهد الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ، من ظهور الإسلام والقضاء على أسباب الكفر ، واجتماع المسلمين على الجهاد في سبيل الله ، وعلى إخلاص العبادة لله وحده ، وهدم مباني القبور المعبودة من دون الله ، والقضاء على الأوثان ، وكانت الحال في النصف الثاني من القرن الثاني عشر وما بعده ، أحسن من الحالة في قرون كثيرة مضت ظهر فيها الشرك ، وظهر فيها الفجور والمعاصي ، الحاصل أن الأصل أن الإسلام تشتد غربته عاما بعد عام ، وقرنا بعد قرن في الجملة ، كما قال جماعة من أهل العلم ، وقد يأتي الله بزمان ينفس فيها الله عن المسلمين ، فيحصل فيه خير كثير ، وتكون الحالة أحسن من الزمن الذي قبله ، رحمة من الله
(الجزء رقم : 4، الصفحة رقم: 189)
جل وعلا ، وقد يكون ذلك في جانب دون جانب ، وفي إقليم دون إقليم ، كما جرى في وقت الشيخ محمد بن عبد الوهاب ، وفي بلدان أخرى خرج فيها المصلحون ، وصارت الحالة في بلادهم أحسن من الحالة التي قبلها ، وقتا ما . والله جل وعلا أخبرنا أن هذا الإسلام ، ينتهي في آخر الزمان ، وأن هناك ريحا تخرج يرسلها الله عز وجل ، يقبض بها أرواح المؤمنين والمؤمنات ، ثم يبقى الأشرار فعليهم تقوم الساعة ، وفي آخر الزمان يرفع القرآن ، ويقبض المؤمنين والمؤمنات ، ويبقى الأشرار فعليهم تقوم الساعة ، لكن في أول هذا القرن وفي آخر القرن السابق ، حصل بحمد الله يقظة للمسلمين ، وحركة مباركة للمسلمين ، صار فيها المسلمون أحسن حالا من قبلها ، في أوقات بسبب الحركة الإسلامية من الشباب وغيرهم ، وبسبب كثرة الدعاة إلى الله ، والجمعيات الإسلامية والمراكز الإسلامية في شتى بقاع الأرض ، وانتشر الدعاة من هنا وهنا ، من الجامعة الإسلامية ومن هذه الرئاسة ، الرئاسة العامة للبحوث العلمية والدعوة والإرشاد ، ومن الرابطة ومن جهات أخرى ، فالحاصل أن هذا الوقت الآن يبشر بخير ، من حركة إسلامية قوية ، وتكاتف ودعوة إلى الله ، ونشاط ، فنرجو أن يكون المستقبل القريب أحسن مما مضى بكثير ، أما ما بعد ذلك فالله أعلم ، جل وعلا ، والأدلة معروفة في هذا الباب ، وأما مستقبل الكفرة فكذلك ، كلما نشط الإسلام ضعف جانب الكفر ، وأما تفصيل الأشياء وعلم نهاياتها ، هذا إلى الله سبحانه وتعالى ، لكن الواجب على المسلمين أن
(الجزء رقم : 4، الصفحة رقم: 190)
يجتهدوا في نصر دين الله ، والدعوة إلى الله ، وأن يتعاونوا على البر والتقوى ، وأن يحرصوا على جهاد الأعداء ، ونشر تعاليم الإسلام حتى يظهر دين الله ، وحتى يبقى دينه ، وحتى يستعيدوا ما سلبه الأعداء منهم ، هذا واجب المسلمين ، وهذا واجب على الدول الإسلامية أن تتقي الله ، وأن تحكم شريعته سبحانه ، وأن تجتهد في إصلاح أوضاع بلادها ، وإقامة حكم الله في بلادها ، وفي شعبها ، هذا هو الواجب على جميع المسلمين ، وقد سرنا ما سمعنا من حكومة بنجلاديش ، من إعلانهم تحكيم الشريعة ، واجتماعهم على هذا الأمر ، وهذا يبشر بخير كثير ، ونرجو أن يوفقهم الله لهذا الأمر ، وأن يعينهم على تحكيم الشريعة ، وأن يوفق الباقين لهذا الأمر ، وأن يقتدوا بغيرهم ممن سعى ، وبادر بتحكيم الشريعة ، وهكذا حكومة الباكستان عندها عزم كبير على تحكيم الشريعة ، ونسأل الله أن يعينها على ذلك ، وهكذا نرجو لبقية الدول الإسلامية : كحكومة مصر والأردن وغيرها ، نسأل الله لهم العون والتوفيق ، حتى يحكموا شريعة الله ، وحتى يدعوا النظم المخالفة لشرع الله ، هذا هو الواجب عليهم وبذلك ينصرهم الله ويعينهم ، ويحسن لهم العاقبة ، ويجمع شملهم على الخير . والله المسئول سبحانه أن يوفق المسلمين جميعا ، حكاما ومحكومين ، وقادة وشعوبا لكل ما فيه رضاه وصلاح عباده ، وأن يعينهم على تحكيم الشريعة والتمسك بها ، وترك ما يخالفها ، إنه سبحانه وتعالى سميع قريب .