السجن والحبس والمنع أمر صعب على النفوس، يؤرقها ويزعجها ويؤلمها، والسجن ابتلاء لا يرغب فيه الإنسان ويتحاشاه قدر الإمكان، ويفر منه في كل زمان ومكان، فهومستقبح في أغلب الأحيان، إلا إذا كان في طاعة الرحمن ومعصية الشيطان، فعندئذٍ يكون دفعا لضرر أكبر، وشرا لا بد منه، يختاره المؤمن طواعية عندما يكون البديل معصية، أو جرما يقترفه، وقد اختار نبي الله يوسف "عليه السلام" السجن، وفضله على الزنا: { قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ}(يوسف 33).