• مرحبا بكم

    تم تطوير شبكة ومنتديات الجميزه للتماشى مع التطور الحقيقي للمواقع الالكترونيه وبهدف تسهيل التصفح على زوارنا واعضائنا الكرام لذلك تم التطوير وسيتم ارسال اشعار لكل الاعضاء على بريدهم الالكترونى لإعلامهم بان تم تطوير المنتدى

موقف دعوي للشيخ الغزالي في الكنيسة


يقول الشيخ الغزالي رحمه الله: قال لي أحد المقربين مني: يا شيخ غزالي هل لك في محاضرة تخدم بها الإسلام؟ قال الغزالي: نعم، على الرحب والسعة. فقال له صديقه: ولكنها محاضرة من نوع خاص، قال الغزالي: لا بأس.

فقال له صديقه: صلِّ غدا في مسجد عمر مكرم (المغرب)، وستجد رجلا في انتظارك، وسيذهب بك إلى مكان المحاضرة.

وذهب الشيخ الغزالي في اليوم التالي ليؤدي صلاة المغرب حسبما اتُفق معه، فوجد على الباب رجلا جالسا في سيارة (مرسيدس) ينتظره قبل الصلاة، فطلب إليه الشيخ الغزالي أن يدخل ليصلي معه، ظنا منه أن الرجل مسلم، فأبى أن يدخل معه المسجد، فعلم الشيخ الغزالي أن الرجل مسيحي، فأمر له بكرسي ينتظره عليه حتى يصلي، وصلى الغزالي المغرب إماما بالناس، ثم خرج، وظن الشيخ الغزالي أن الرجل لا يعدو أن يكون سائقا، فركب بجواره، متكئا على الكرسي، غير عابئ بأن يتكلم معه، اللهم إلا في شؤون الحياة العامة، وإذ به يفاجأ بالرجل يعرفه بنفسه: أنا فلان، معي دكتوراه في الكهنوت. يقول الشيخ الغزالي: فاعتدلت في جلستي، وقلت في نفسي: فلأستعد إذن للكلام مع رجل على علم بالأديان، وأخذ هذا القس يناقش الشيخ الغزالي في الآيات التي صلى بها المغرب.

ثم انطلق به إلى مكان بعيد، ويقول: ثم رأيت مبنى ضخما وإذ به كنيسة، فقلت في نفسي: أفي بلدي مكان كهذا ولا أعرفه؟! ثم رأى من نظافة المدخل، وما به من أشجار وأزهار تزين جانبي المكان، مما جعله يتحسر على حال الجامع الأزهر، ويقول: منذ زمن نشكو من سوء حال النظافة في الجامع الأزهر، ومن تشويش الأماكن المجاورة له، بل من سوئها.

ويقول: ثم فوجئت بمدخل طويل على جانبيه حدائق وبساتين، وظن الشيخ الغزالي أنه استدرج إلى مصرعه، وأن هذه الحديقة ما هي إلا مقبرته، ولكنه انتهى به إلى مكان احتشد له فيه عدد من القساوسة وطلبة اللاهوت، فكلمه كبيرهم قائلا: نستأذنك في ثلاثة أشياء:
أولا: أن تلقي كلمة بين الحضور. والثانية: أن يحضر النساء منفصلين عن الرجال. والثالثة: أن تجيب على الأسئلة بعد الكلمة.

يقول الشيخ الغزالي رحمه الله: فوافقت على ذلك كله، وفكرت في الكلمة التي ألقيها:عم أتحدث؟ ودعوت الله: أن يلهمني كلمة تناسب الموقف، فتكلمت عن الموافقات التي بين رسالة عيسى ومحمد عليهما السلام، وأن الرسالتين خرجتا من مشكاة واحدة، ودلل على ذلك من القرآن والسنة، ومما يتفق من الكتاب المقدس مع القرآن والسنة.

ثم فرغ الشيخ الغزالي من إلقاء كلمته، وقد حضر فيها عدد كبير من طلبة اللاهوت، وممن يدرسون الدراسات العليا، ومن القساوسة الحضور، ويكون بذلك قد لبى طلبين من ثلاث، وبقي الأمر الثالث، وهو الأسئلة، ففتحوا باب الأسئلة، وكان السؤال الأول من كبيرهم: هل يجوز لدولة مسلمة أن تطلب المعونة في حربها من دولة ملحدة كافرة؟ يشير بذلك إلى مصر بعد هزيمتها في حرب يونيو (حزيران) 1965م، وقد استعانت بخبراء روس، وبأسلحة من روسيا، وكانت هذه المحاضرة في بدايات السبعينيات، فأجاب الشيخ الغزالي موجها الخطاب للسائل: هَبْ أن لصوصا دخلوا عليك ليسرقوا بيتك، وإن قاومت قتلوك، ومعهم أسلحة، وأنت أعزل من السلاح، ثم فوجئت بشباك بيتك وقد تركته مفتوحا، يرمي لك من الخارج أحد المارة عددا من العصي الغليظة وسكينا، فماذا تفعل حينئذ؟ هل تأخذ السلاح وتواجه به اللصوص في بيتك وتطردهم منه، أو تنظر من شرفة بيتك، لترى ديانة وعقيدة من رمى لك بالسلاح؟! إن المنطق السوي يقول: أدافع عن نفسي، ولا يضيرني ملة ومعتقد من مد لي يد العون لمواجهة خصومي.

فأحس مدير اللقاء أن الشباب بدأوا يتأثرون بكلام الغزالي رحمه الله، فختم اللقاء، ثم قال له: هل لو دعيت لمثل هذه المحاضرة تلبي؟ قال: نعم، فأنا داعية وواجبي أن ألبي الدعوة، وأن أتحرك بين الناس بشرحها وتبيينها، يقول الشيخ الغزالي رحمه الله: وما دعوني مرة أخرى!!


 

احمد سالم

Active Member
رد: موقف دعوي للشيخ الغزالي في الكنيسة

مشكووووووووور باااااارك الله فيك

جعله الله فى ميزان حسناتك
 
رد: موقف دعوي للشيخ الغزالي في الكنيسة

رحم الله الشيخ الإمام الغزالي رحمة واسعة وبارك الله فيكم أ.حسن وجزيتم خيراً على النقل
 
أعلى