نصيحة والد إلى ولده
عبد القادر اللبّان
أفِقْ يا بُنَّي من سُباتكِ والرقاد --- وحكِّم عقلك ولا تصغِ للفؤاد
ولا تعاند فالعناد يُوَّرِث كُفراً --- وجحوداً لرافع السماء بغير عماد
واحذر من صوت الضمير إذا --- يوماً صحا مؤنّباً يحكم بالسهاد
*********
الربُّ يغفر للمُسيء ويجتبي دائماً --- ولكل من يخشى ويتوب من العباد
ولا يُغلق بابَ الرحمة من دونـه --- حتى ولو كان من ذَوي الإلحاد
وأوصى بأن حكمتم فأعـدلوا --- وأقسطوا ولا تظلموا من يُعاد
ولا تستمع أبداً لوشايةٍ من مغرضٍ --- ولا تتسرع, فتَندم وتشمت بكَ الحُسَّاد
*********
ولا تركن يا بُنَّي لقولِ مُراوغ ٍ --- يخفي حقيقته ويظهر بصيغة هاد
تُدخلُ البيوت من أبوابها عادةً --- لا بكلامٍ معسول، ٍ ولا بمعاد
**********
أدعو لك يا ولدي بالهداية دائماً --- وأن تُعصَم من كلِّ أفَّاقٍ وعاد
لأولادك بالرعاية عليك حقُّ واجب --- وليس فقط من خبـزٍ وزاد
ولكن للأبوةِ وللأمومة منطق --- يُورَّث عن الآبـاء والأجـداد
عليكَ العطاء لهم بغير حُـدودٍ --- وأن تتجرد من الأنانية والأحقاد
وأن تبذل ما استطعت لإسعادهم --- بأمانةٍ وصدق ٍوإصرارٍ وقوةٍ وجَلاد
وفي ظِلِّ أمّ وأب كَريميْن --- وبيت آمـنٍ خـالٍ من الأحقـاد
*********
فاقبل يا بُنَّي نصيحة ًمن والـد --- يُصالح من تصالحُ ومن تَشاء ُ يُعاد
فإن جنحوا للسلم حقاً فاجنح لها --- ولا تعاند وأخْلِ الباب من الأوصاد
لقد وعد الله الصابرين بجنةٍ --- وأعدَّ لهم مَثابةً وحُسنَ معاد
ومنيتي كل المنى قبل أن --- أُثرى بتربةٍ مُخلداً بها ومهاد
أن تَخْبُو نيران مهجتي وأراكم --- كلكم في حياةٍ مليئة الإسعاد
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
