• مرحبا بكم

    تم تطوير شبكة ومنتديات الجميزه للتماشى مع التطور الحقيقي للمواقع الالكترونيه وبهدف تسهيل التصفح على زوارنا واعضائنا الكرام لذلك تم التطوير وسيتم ارسال اشعار لكل الاعضاء على بريدهم الالكترونى لإعلامهم بان تم تطوير المنتدى

هل كان العدل غائبا قبل الديمقراطية الغربية؟؟؟

إلى متى ونحن نعذب الأمم ونمزق المجتمعات بما يطلقون عليه بـ (الديموقراطية)؛ التي ما زال الناس يعانون آثار الويلات التي فرضت على بلدانهم، ولقد أهينت وألغيت بشعار الخيار الشعبي عقائد وعبادات، وصودرت أعراف نبيلة، وعادات أصيلة، وذهبت الأحلام ببلوغ حياة جميلة؛ باسم نظريات غريبة وأجنبية؛ فتمزّقت المجتمعات، وابتليت بالمحدثات، حتى صار الصراخ في وجه ولي الأمر علامة نضج الأمة، وجُعل التجمهر والتظاهر في كل ناحية أو زاوية؛ سِمة بارزة في سماء هذا المجتمع تعلن بلوغ مرض الديموقراطية مداه، ولا يُعدّ عجباً عندما ترى تلاقياً وعناقاً حميماً بين الانفلات الشعبي (الديموقراطية) ومذهب الخوارج تحت لواء واحد، وكل هذا دفع باتجاه نزع هيبة الدولة، وهدم النظام، حتى أصبح الرفيع وضيعاً، والوضيع رفيعاً، ثم ماذا بعدُ؟!


هل الفوضى واللغط وسخط التجمعات؛ تسمى حريات؟!


وبعد كل هذا فليس غريباً أن تسمع من يردد قائلاً: هكذا الحريات! وإنك في بلد الحريات!

أي حريات هذه-؟!
ومتى كان سخط المجتمعات والفوضى التي صادرت الأمن في البلاد، وذهبت بمصالح الخلق والعباد؛ نوعاً من الحريات؟!

وستجد استمرار كثير من الناس؛ يراهن على مذاهب ونظريات شتى كالديموقراطية وغيرها، والتي لا تجاوز أن تكون نتاج خيال فردي بشري، يرى أنها المنقذ الأوحد للبشرية من الصراعات وظلم المجتمعات. ولذا ففي تلك الظلمات واختلال الموازين، لا بد أن تروّض النفس على معرفة أن التفرق والحلاف من سنن الله الكونية بين خلقة، قال تعالى:
{فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} [المؤمنون: 53]، وقال تعالى: وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ} [هود: 118]،
فكل طائفة وفرقة تدافع عن المذهب الذى تنصره، وترفع الشعارالذي تهواه. وكذلك أصحاب الحق والمدافعون عنه؛ الرافعون لرايته والمعلنون أمره، وأعني به الوحي الإلهي لا التنظير البشري؛ الذي يتسابق البشر في كل زمان ومكان على تغييره وتعديله وتبديله، ليوافق أهواءهم، قال تعالى: {وَلَوْلاَ دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا} [الحج: 40]




أين الأنبياء والرسل من الديموقراطية؟

بعث الله الأنبياء والرسل من لدن آدم عليه السلام حتى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي ختم الله به رسالاته، قال تعالى: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} [الأحزاب: 40]، فلم يلجأ أحد من الرسل إلى هذه الطرق المعوجة والاختيارات البشرية كطريق الديموقراطية- وذلك رحمة بأتباعه؛ فتجاوزه إلى ما هو خير منه، حيث الهدى والسعادة للبشرية،
فقد روى مسلم في «صحيحه» (1844) من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: كنَّا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فقال: «إنه لم يكن نبيٌّ قبلي؛ إلا كان حقاً عليه أن يدلَّ أمَّته على خير ما يعلمه لهم، وينذرهم شرَّ ما يعلمه لهم»،
فكان من العدل والنصح الذي جاؤوا به، أنهم لم يأتوا بأمر يفسد حياة الناس وينغص عيشهم، فساسوا أتباعهم دون نظر إلى هذه النظرية المشوَّهة (الديموقراطية) أو ما يشابهها، والتي فتحت باب الفوضى والشغب على مصراعيه حتى أصبح الناس في فتنة عظيمة اسمها (الديموقراطية) جعلت الرقيق يبيع سيده في سوق النخاسة، والجاهل لا يعبأ بقول عالم أو حكيم، والتلميذ يعق أستاذه ووالديه، إنها ما يحلو لهم أن ينادوه بالخيار الشعبي.


قال امرؤ القيس:
الحـرب أول ما تكون فتيـة
تسعى بزينتها لكل جـهول
حتى إذا اشتعلت وشب ضرامها
ولت عجوزا غير ذات حليل
شمـطاء ينكر لونهــا وتغيرت
مكروهة للشـم والتقبيـل

إن من يعتقد أن العدل كان غائبا حتى ظهور مرحلة (الديموقراطية) الغربية، فهو ينادي على جهله أو تجاهله للتاريخ، ويدخل نفسه في مصادمة صريحة للإسلام؛ فإما أن يكون جاهلاً فيعذر بجهله، وإما أن يكون متعمداً، فهو ضال غير مهتد، وعلى شفا جرف هار، قال تعالى: {يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلاَلا بَعِيدًا} [النساء:60].



دنيا ودين مجتمع الخيار الشعبي

أمر الدنيا وما يعيش عليه الناس عرضة للتغيير، فاليوم على سبيل التمثيل بيع التمر مباحاً وغداً تجده ممنوعا لمجرد رأي رآه بعض الشعب، وكذلك أمر الدين أصبح تبعاً للخيار الشعبي وليس تبعاً للوحي الإلهي، فالمجتمع الديموقراطي في مهب الريح تبعاً لصناديق الاقتراع.

إن الاستقرار السياسي والاجتماعي والأمن الوطني مطلب لكل مجتمع يريد العيش بهدوء وسلام، فكيف تكون الحياة في بلد وموطن الحكم فيه للهوى والرأي؟
أي: ما يراه أفراد الشعب؛ فالنظام عرضة للتغيير في كل لحظة حتى يرضي الرغبة الشعبية، لا أن يكون النظام أصلاً نزيهاً محصناً يلتزمه أفراد الشعب ويؤمنوا به، فكيف نسعى لإرضاء رغبة شعبية وهل يستقيم الأمر؟
وأفراد الشعب وآحاده بعقول متفاوتة ومختلفة في القدرة والنظر، تحمل ثقافات متضادة، وتجارب متعددة، وعقائد مختلفة! قال تعالى: {وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ} [المائدة: 50].



{أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ}

أين العقلاء منذ بدء الخليقة؟ أين الأنبياء والرسل؟

في عهد النبي صلى الله عليه وسلم حكم بالعدل وكذلك أبو بكر الصديق وعمر وعثمان وعلي رضي اله عنهم أجمعين، حكموا الناس بشريعة الله ووجد الناس من العدل والخير والهدى مالم يجده غيرهم في أي تاريخ، فالواجب اتباع مسلكهم والأخذ بطريقتهم في سياسة الأمة، وليسعنا ما وسع العصور الذهبية لهذه الأمة.

ولقد روى البخاري (3455)، ومسلم (1842) في «صحيحيهما» من طريق أبي حازم قال: قاعدت أبا هريرة خمس سنين فسمعته يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء؛ كلما هلك نبي خلفه نبي، وإنه لا نبي بعدي، وسيكون خلفاء فيكثرون»، قالوا: فما تأمرنا ؟ قال: «فوا ببيعة الأول، فالأول، أعطوهم حقهم؛ فإن الله سائلهم عما استرعاهم».

قال النووى في «شرح صحيح مسلم»:
«كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء؛ كلما هلك نبي خلفه نبي»؛ أي: يتوَّلون أمورهم كما تفعل الأُمراءُ والولاةُ بالرَّعيَّةِ، والسِّياسة: القيام على الشيء بما يُصلحه. اهـ وقال ابن حجر في الفتح (6/497): وفيه إشارة إلى أنه لا بد للرعية من قائم بأمورها، يحملها على الطريق الحسنة، وينصف المظلوم من الظالم.اهـ

وقال العلامة محمد بن صالح العثيمين في شرح رياض الصالحين:
وفي قول النبي صلى الله عليه وسلم: «تسوسهم الأنبياء» دليلٌ على أن دين الله- وهو دين الإسلام في كل مكان وفي كل زمان- هو السياسة الحقيقية النافعة، وليست السياسة التي يفرضها أعداء الإسلام من الكفار.
السياسة حقيقة ما جاء في شرع الله، ولهذا نقول إن الإسلام شريعة وسياسة، ومن فرق بين السياسة والشريعة فقد ضلّ؛ ففي الإسلام سياسة الخلق مع الله، وبيان العبادات، وسياسة الإنسان مع أهله، ومع جيرانه، ومع أقاربه، ومع أصحابه، ومع تلاميذه، ومع معلميه، ومع كل أحد؛ كل له سياسة تخصه،.......
إلى أن قال:
فالمهم أن الدين دين الله وأن الدين سياسة: سياسة شرعية، سياسة اجتماعية، سياسة مع الأجانب، ومع المسالمين، ومع كل أحد. ومن فصل الدين عن السياسة فقد ضل؛ وهو بين أمرين: إما جاهل بالدين ولا يعرف، ويظن أن الدين عبادات بين الإنسان وربه، وحقوق شخصية وما أشبه ذلك؛ يطن أن هذا هو الدين فقط. أو أنه قد بهره الكفرة وما هم عليه من القوة المادية، فظن أنهم هم المصيبون. وأما من عرف الإسلام حق المعرفة عرف أنه شريعة وسياسة، والله الموفق. اهـ


رسالة إلى من أراد التفوق على غيره

إن من يشرب من نفس الكأس التي يشرب منها الآخرون، ويقلد في الصغيرة قبل الكبيرة، فلماذا يلطم وينادي بالنصر ويطلب التفوق على غيره؟

إن الذي لم يبحث عن مجالات أرحب وأوسع تجلب له التطور والانتصارات، فلن يتفوق على غيره، ولكن من ملك خصيصة وميزة وتفرد بشيء محصن يفرض التفوق فرضاً، وذلك بالإيمان بالله وحده لا شريك له، والإذعان للمنهج والشريعة الذي ارتضاه لعباده، قال تعالى: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاَةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُور} [الحج:41-40].

والحمد لله رب العالمين.
 

العلم

Active Member
رد: هل كان العدل غائبا قبل الديمقراطية الغربية؟؟؟

أن الدين دين الله وأن الدين سياسة: سياسة شرعية، سياسة اجتماعية، سياسة مع الأجانب، ومع المسالمين، ومع كل أحد. ومن فصل الدين عن السياسة فقد ضل؛ وهو بين أمرين:

إما جاهل بالدين ولا يعرف، ويظن أن الدين عبادات بين الإنسان وربه، وحقوق شخصية وما أشبه ذلك؛ يطن أن هذا هو الدين فقط.

أو أنه قد بهره الكفرة وما هم عليه من القوة المادية، فظن أنهم هم المصيبون. وأما من عرف الإسلام حق المعرفة عرف أنه شريعة وسياسة.
 
موضوع رائع

يا محمد صدقى الابراشى

موضوعكم نال أعجابنا وشكرا لكم على الطرح

نأمل منكم المزيد

جزاكم الله خيرا



سعدنا بتواجدكم
لا تحرمونا من هذه المشاركات الجميلة
والمواضيع الهادفة

سبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك


====================
ملحوظة : هذا رد آلي على الموضوع
 
رد: هل كان العدل غائبا قبل الديمقراطية الغربية؟؟؟

إن الاستقرار السياسي والاجتماعي والأمن الوطني مطلب لكل مجتمع يريد العيش بهدوء وسلام، فكيف تكون الحياة في بلد وموطن الحكم فيه للهوى والرأي؟
أي: ما يراه أفراد الشعب؛ فالنظام عرضة للتغيير في كل لحظة حتى يرضي الرغبة الشعبية، لا أن يكون النظام أصلاً نزيهاً محصناً يلتزمه أفراد الشعب ويؤمنوا به، فكيف نسعى لإرضاء رغبة شعبية وهل يستقيم الأمر؟
 
رد: هل كان العدل غائبا قبل الديمقراطية الغربية؟؟؟

يسعدنا مروركم ابا محمود
نسال الله أن يردنا للحق ردا جميلا
وأن يصلح أحوالنا جميعا
 
أعلى