• مرحبا بكم

    تم تطوير شبكة ومنتديات الجميزه للتماشى مع التطور الحقيقي للمواقع الالكترونيه وبهدف تسهيل التصفح على زوارنا واعضائنا الكرام لذلك تم التطوير وسيتم ارسال اشعار لكل الاعضاء على بريدهم الالكترونى لإعلامهم بان تم تطوير المنتدى

وقفة مع الجماعات الإسلامية المعاصرة، للشيخ الدكتور صادق البيضاني

وقفة مع الجماعات الإسلامية المعاصرة للشيخ الدكتور صادق البيضاني.


المتأمل في واقع الأمة يجد بعين البصر والبصيرة أن المجتمعات الإسلامية تفرقت إلى جماعات متباينة تخالف "جماعة المسلمين" التي عاشها الرعيل الأول.

وكلُّ جماعة تدَّعي الاستقامة والسماحة والديانة.



ولا غرابة لو قلنا إن الجماعات الإسلامية المعاصرة قامت لنصرة الدين والدفاع عنه، والذب عن بيضته إلا أنها لا تخلو من عيبٍ ، وليس العيب في الأفراد فحسب ، بل في المناهج والأصول أيضاً إذ لا تخلو من خطأ معلوم أو بدعة مضلة ، ولست بصدد ذكر تلك المؤاخذات فقد صارت معلومة لدى الكثير من الدعاة والمصلحين وليس هذا الموضع موضع سردها والجواب عليها ، ومنها على سبيل المثال البيعة والإمارة في البلد الإسلامي الذي يقيم ولي أمره مجمل الشعائر الإسلامية ، أو التعاون مع الأحزاب والتنظيمات المناوئة للدين للوصول إلى كراسي العرش ولو بطرق غير شرعية ، أو المصاحبة للضال أو المبتدع والسكوت عنه وترك نصيحته لكونه لا ينقد هذا المنهج العصري الذي تسير عليه الجماعة أو لكونه فرداً من أفراداها ، وليست تلك الجماعات على وتيرة واحدة ، بل متفاوتة من حيث المخالفات الشرعية ، ينكر بعضهم على بعض في الجملة ما لا يسع المقام بسطه.



وبالمقابل من أنكر مثل هذه الهفوات فهو عند البعض العدو الأكبر والأخطر على الجماعة وإن كان أعلم الأمة.



ولسنا بصدد النقد بمثل ما نحن حريصون على هدايتهم ودعوتهم إلى الطريقة المحمدية التي تقوم على أساس العلم والحكمة والقول الحسن فهم إخواننا لهم ما لنا وعليهم ما علينا ، نحبهم ونبغضهم بحسب ما فيهم من الخير والشر فإن :"مَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ ، وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ".



إننا معاشر المسلمين في حاجة ماسةٍ للوقوف مع أنفسنا وقفةً جادة لنتأمل واقعنا الأليم وما ألم به من أخطار لنضع لهذا الداء العضال دواءً مناسباً ، ونحن جميعاً نتفق مع الجماعات الإسلامية أن علاج الأمة المحمدية لن يكون إلا محمدياً ، وأن الوسائل العصرية التي لا تنافي الشريعة سبلٌ لنصرة الإسلام والمسلمين.



ولكن كيف يمكن أن تكون الجماعات الإسلامية محمدية [ أمةً واحدةً متكاتفةً تقيم الولاء والبراء والأخوة على مراد الله ورسوله بفهم سلف الأمة ].



والجواب :

أن يكون الولاء لله ورسوله والمؤمنين ، والبراء من المجرمين ومخالفة الدين ، والانقياد بشرع الله المستقيم ونبذ التفرق ، وتوحيد المتفرقين بجمع الكلمة تحت لواء واحدٍ شعاره قول رب العالمين :" وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ ، وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ".



والسعي الجاد بالحكمة والموعظة الحسنة لنصح الجماعات والأفراد بترك التحزب والولاءات الضيقة والعمل بالكتاب والسنة بفهم سلف هذه الأمة ، فإن وجود الجماعات الإسلامية دليل على أن المسلمين متفرقون شذر مذر وهذا لا يشرف المسلمين ولا يرفع لهم رأساً أمام الشعوب والأمم.



لقد غلط بعض الفضلاء الذين قالوا : إن الجماعات الإسلامية يمكن أن تتحد وتكوِّن قوة عارمة ضد أعداء الإسلام إذا عمل كلٌ في مجاله وسكت بعضهم عن نقد بعض.



وهذا في نظري القاصر داءٌ جديد لا دواء مفيد ، لأن النقد العلمي البنَّاء القائم على الإنصاف والعلم والحكمة أعظم علاج لإصلاح مجتمعاتنا وما ألم بها من أمراض ، ولنا في رسولنا الكريم وصحابته الغر الميامين أسوة حسنة ، فلنعد النظر ولنتفصح تاريخنا التليد لنأخذ بمنهجهم حذو القذة بالقذة ذلك أزكى وأطهر.



إن السبيل الأقوم لهذه الجماعات كلها هو العودة الصحيحة إلى الكتاب والسنة التي تقوم على أساس الدليل واحترام العلماء والعودة إليهم في عوارض العصر لينظروا موقف الدين قبل البدء والخوض في العوارض والمدلهمات ، لا بالعودة للقيادات والمجالس الحزبية والولاءات الضيقة فإن هذا من محاربة الدين ومساندة المناوئين وإن لم يكن مقصوداً.



فلنسعَ لصلاح أنفسنا ومجتمعاتنا بالعلم والحكمة واللين والأخلاق الحسنة مع الحذر من زرع الأحقاد وتسليط الأتباع للنيل من أهل العلم حفظة شريعة الله في أرضه وفتح صدورنا لقبول النصيحة وإقامتها في مجتمعاتنا وفتح باب الحوار العلمي المبني على الدليل من الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح ، فإن صلاح هذه الأمة لن يكون إلا بما صلح به أولها ، والله يتولى الصالحين

المصدر ( http://www.baidhani.com/modules.php?name=Content&pa=showpage&pid=50)​
 
موضوع رائع

يا حسن فكري

موضوعكم نال أعجابنا وشكرا لكم على الطرح

نأمل منكم المزيد

جزاكم الله خيرا



سعدنا بتواجدكم
لا تحرمونا من هذه المشاركات الجميلة
والمواضيع الهادفة

سبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك


====================
ملحوظة : هذا رد آلي على الموضوع
 
رد: وقفة مع الجماعات الإسلامية المعاصرة، للشيخ الدكتور صادق البيضاني

فلنسعَ لصلاح أنفسنا ومجتمعاتنا بالعلم والحكمة واللين والأخلاق الحسنة مع الحذر من زرع الأحقاد وتسليط الأتباع للنيل من أهل العلم حفظة شريعة الله في أرضه وفتح صدورنا لقبول النصيحة وإقامتها في مجتمعاتنا وفتح باب الحوار العلمي المبني على الدليل من الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح ، فإن صلاح هذه الأمة لن يكون إلا بما صلح به أولها ، والله يتولى الصالحين
:k018:

لما نقلت يا مشرفنا المعطاء الدائم للخير

بخبرتي البسيطة اقول

انه وما يحدث الان فى ساحة الانتخابات منطبق تمام مع هذا الموضوع وما فيه

فهناك فكر لكل حزب ولا يمكن تغييره وتغيير ما يفكر به

حتى ذلك وصل لبعض افراد الشعب الفقير ماليا وعلما وفكريا منسق وراء هؤلاء

الله المستعان ولا حول ولا قوة الا بالله

اللهم ارزقنا الصلاح وصلاح الحاكم وصلاح الامة جميعا

فصلاح الحاكم من صلاح الامة

فلذلك لن يرزقنا الله بما فيه الخير لنا الا عندما نصلح انفسنا اولا

ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم
 
رد: وقفة مع الجماعات الإسلامية المعاصرة، للشيخ الدكتور صادق البيضاني

أحسنت أستاذنا أبو عمر المغوار

يا من أخذت على عاتقك إبانة الحق وتعرية المزيف


نريدها - جماعة واحدة لا جماعات وصراط واحد لا عشرات -

إن السبيل الأقوم لهذه الجماعات كلها هو العودة الصحيحة إلى الكتاب والسنة التي تقوم على أساس الدليل واحترام العلماء والعودة إليهم في عوارض العصر لينظروا موقف الدين قبل البدء والخوض في العوارض والمدلهمات ، لا بالعودة للقيادات والمجالس الحزبية والولاءات الضيقة فإن هذا من محاربة الدين ومساندة المناوئين وإن لم يكن مقصوداً.

فتوى الشيخ الالبانى
سئل الشيخ الالباني:
ماهو حكم الشرع في تعدد هده الجماعات والأحزاب والتنظيمات الإسلامية مع أنها مختلفة فيما بينها في مناهجها وأساليبها ودعواتها وعقائدها، والأسس التي قامت عليها وخاصة أن جماعة الحق واحدة كما دل الحديث على ذلك؟
الجواب : لنا كلمات كثيرة وعديدة حول الجواب عن هذا السؤال ؛ ولذلك فنوجز الكلام فيه فنقول : لا يخفى على كل مسلم عارف بالكتاب والسنة وما كان عليه سلفنا الصالح رضي الله عنهم، أن التحزب والتكتل في جماعات مختلفة الأفكار أولاً والمناهج والأساليب ثانياً ، فليس من الإسلام في شئ ،بل ذلك مما نهى عنه ربنا عزوجل في أكثر من آية في القرآن الكريم منها قوله تعالى: {ولا تَكونُوا مِن المشركِـين من الذِيْنَ فَرَّقُوا دِينَهُم وكَانُوا شِيَعَاً كل حِزب بِما لَدَيهم فَرحُون}. فربنا عزوجل يقول: {وَلَو شَاءَ رَبُكَ لجَعلَ النَّاسَ أمةً وَاحِدة وَلا يَزَالُونَ مختَلِفِين إلا مَن رَحِمَ رَبُك} فالله تبارك وتعالى استثنى من هذا الخلاف الذي لا بد منه كونياً وليس شرعياً، استثنى من هذا الاختلاف الطائفة المرحومة حين قال {إلا مَن رَحِم رَبُك} .
ولا شك ولا ريب أن أي جماعة يريدون بحرص بالغ وإخلاص لله عزوجل في أن يكونوا من الأمة المرحومة المستثناة من هذا الخلاف الكوني، إن ذلك لا سبيل للوصول إليه ولتحقيقه عملياً في المجتمع الإسلامي إلا بالرجوع إلى الكتاب وإلى سنة الرسول عليه الصلاة والسلام، وإلى ما كان عليه سلفنا الصالح رضي الله عنهم .
ولقد أوضح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المنهج والطريق السليم في غير ما حديث صحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه خط ذات يوم على الأرض خطاً مستقيماً وخط حوله خطوطاً قصيرة عن جانبي الخط المستقيم ثم قرأ قوله تبارك وتعالى {وأنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقيمَاً فَاتبَّعُوهُ وَلا تَّتبعوا السُبُلَ فَتَفَرَقَ بكم عَن سَبِيله } ومر بأصبعه على الخط المستقيم ، وقال هذا صراط الله ، وهذه طرق عن جوانب الخط المستقيم ، قال عليه السلام : (وعلى رأس كل طريق منها شيطان يدعو الناس إليه) .
لا شك أن هذه الطرق القصيرة هي التي تمثل الأحزاب والجماعات العديدة . ولذلك فالواجب على كل مسلم حريض على أن يكون حقاً من الفرقة الناجية أن ينطلق سالكاً الطريق المستقيم ، وأن لا يأخذ يميناً ويساراً، وليس هناك حزب ناجح إلا حزب الله تبارك وتعالى الذي حدثنا عنه القرآن الكريم {ألا إنَّ حِزْبَ الله هُم المفلِحُون} .
فإذاً، كل حزب ليس هو حزب الله فإنما هو من حزب الشيطان وليس من حزب الرحمن، ولا شك ولا ريب أن السلوك على الصراط المستقيم يتطلب معرفة هذا الصراط المستقيم معرفة صحيحة، ولا يكون ذلك بمجرد التكتل والتحزب الأعمى على كلمة هي كلمة الإٍسلام الحق لكنهم لا يفقهون من هذا الإسلام كما أنزل الله تبارك وتعالى على قلب محمد - صلى الله عليه وسلم - .
لهذا كان من علامة الفرقة الناجية التي صرح النبي - صلى الله عليه وسلم - بها حينما سئل عنها فقال : هي ما أنا عليه وأصحابي .
فإذاً هذا الحديث يشعر الباحث الحريص على معرفة صراط الله المستقيم أنه يجب أن يكون على علم بأمرين اثنين هامين جداً .
الأول : ما كان عليه الرسول - صلى الله عليه وسلم .
والآخر : ما كان عليه أصحابه عليه الصلاة والسلام . ذلك لأن الصحابة الكرام هم الذين نقلوا إلينا أولا هديه - صلى الله عليه وسلم - وسنته ، وثانياً: هم الذين أحسنوا تطبيق هذه السنة تطبيقاً عملياً، فلا يمكننا والحالة هذه ان نعرف معرفة صحيحة سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا بطريق أصحابه ... فالشاهد من هذا وذاك أن فهم الإسلام فهماً صحيحاً لا سبيل إلا بمعرفة سير الصحابة وتطبيقهم لهذا الإسلام العظيم الذي تلقوه عنه - صلى الله عليه وسلم - إما بقوله وإما بفعله وإما بتقريره .
لذلك نعتقد جازمين أن كل جماعة لا تقوم قائمتها على هذا الإساس من الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح دراسة واسعة جداً محيطة بكل أحكام الإسلام كبيرها وصغيرها أصولها وفروعها، فليست هذه الجماعة من الفرقة الناجية من التي تسير على الصراط المستقيم الذي أشار إليه الرسول - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح .
وإذا فرضنا أن هناك جماعات متفرقة في البلاد الإسلامية على هذا المنهج، فهذه ليست أحزاباً، وإنما هي جماعة واحدة ومنهجها منهج واحد وطريقها واحد، فتفرقهم في البلاد ليس تفرقاً فكرياً عقديا منهجياً، وإنما هو تفرق بتفرقهم في البلاد بخلاف الجماعات والأحزاب التي تكون في بلد واحد ومع ذلك فكل حزب بما لديهم فرحون.
هذه الأحزاب لا نعتقد أنها على الصراط المستقيم بل نجزم بأنها على تلك الطرق التي على رأس كل طريق منها شيطان يدعو الناس إليه . ولعل في هذا جواباً لما سبق)) [انظر ص (106ـ114) من كتاب (فتاوى الشيخ الألباني) . الطبعة الأولى . مكتبة
 
رد: وقفة مع الجماعات الإسلامية المعاصرة، للشيخ الدكتور صادق البيضاني

موضوع قيم أخي حسن
وأنا أتفق مع الوحدة المبنية على الكتاب والسنة
وهذا لا ينافي شرعية التعدد وهذا إن صح التعبير الشر الذي لابد منه حيث يرى البعض هذا الإختلاف رحمة
وإليك كلام العلامة القرضاوي في هذا الشأن عن الأحزاب فما بالك بالجماعات الإسلامية
كلام الشيخ
{ وعندما نجيز مبدأ التعدد الحزبي داخل الدولة الإسلامية، فليس معناه أن تتعدد الأحزاب، والتجمعات بتعدد أشخاص معينين، يختلفون على أغراض ذاتية، أو مصالح شخصية، فهذا حزب فلان، وذاك حزب علان، وآخر حزب هيان بن بيان. جمعوا الناس على ذواتهم، وأداروهم في أفلاكهم.
ومثل ذلك التعدد المبني على أساس عنصري، أو إقليمي، أو طبقي، أو غير ذلك من إفرازات العصبية، التي يبرأ منها الاسلام.
إنما التعدد المشروع هو تعدد الأفكار والمناهج والسياسات يطرحها كل فرق مؤيدة بالحجج والأسانيد، فيناصرها مَن يؤمن بها، ولا يرى الإصلاح إلا من خلالها.
وتعدد الأحزاب في مجال السياسة أشبه شيء بتعدد المذاهب في مجال الفقه.
إن المذهب الفقهي هو مدرسة فكرية لها أصولها الخاصة في فهم الشريعة، والاستنباط من أدلتها التفصيلية في ضوئها، وأتباع المذهب هم في الأصل تلاميذ في هذه المدرسة يؤمنون بأنها أدنى إلى الصواب من غيرها، وأهدى سبيلاً، فهم أشبه بحزب فكري التقى أصحابه على هذه الأصول، ونصروها بحكم اعتقادهم أنها أرجح وأولى، وإن كان ذلك لا يعني بطلان ما عداها.
ومثل ذلك الحزب: أنه مذهب في السياسة، له فلسفته وأصوله ومناهجه المستمدة أساساً من الاسلام الرحب. وأعضاء الحزب أشبه بأتباع المذهب الفقهي، كل يؤيد ما يراه أولى بالصواب، وأحق بالترجيح.
قد تلتقى مجموعة من الناس على أن الشورى ملزمة، وأن الخليفة أو رئيس الدولة ينتخب انتخاباً عاماً، وأن مدة رئاسته محددة ثم يعاد انتخابه مرة أخرى، وأن أهل الشورى هم الذين يرضاهم الناس عن طريق الانتخاب، وأن للمرأة حق الانتخاب وحق الترشيح للمجلس، أن للدولة حق التدخل لتسعير السلع، وإيجار الأرض والعقار وأجور العاملين، وأرباح التجار، وأن الأرض تستغل بطريق المزارعة لا بطريق المؤاجرة، وأن في المال حقوقاً سوى الزكاة، وأن الأصل في العلاقات الخارجية السلم، وأن أهل الذمة يعفون من الجزية إذا أدوا الخدمة العسكرية وهي ما يقابل الزكاة التي تؤخذ من المسلم.. إلخ.
وقد تلتقي مجموعة أخرى من ((المحافظين)) يعارضون أولئك ((المجددين)) أو أدعياء التجديد في نظرهم، فيرون الشورى معلمة لا ملزمة، وأن رئيس الدولة يختاره أهل الحل والعقد، ويختار مدى الحياة، وأن الانتخاب ليس وسيلة شرعية، والمرأة ليس لها حق الترشيح ولا حق التصويت، وأن الاقتصاد حر، والملكية مطلقة، وأن الأصل في العلاقات الخارجية هو الحرب، وأن الخليفة أو الرئيس هو صاحب الحق في إعلان الحرب أو قبول السلم، وغير ذلك من الأفكار والمفاهيم التي تشمل الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والعسكرية والثقافية وغيرها.
وقد توجد مجموعة أخرى لا هي مع هؤلاء ولا مع أولئك، بل توافق هؤلاء في أشياء وأولئك في أشياء.
فإذا انتصرت فئة من هذه الفئات، وأصبحت مقاليد السلطة بيدها، فهل تلغي الفئات الأخرى من الوجود وتهيل على أفكارها التراب، لمجرد أنها صاحبة السلطان؟
هل الاستيلاء على السلطة هو الذي يعطي الأفكار حق البقاء؟ والحرمان من السلطة يقضي عليها بالفناء؟
إن النظر الصحيح يقول: لا، فمن حق كل فكرة أن تعبر عن نفسها ما دام معها اعتبار وجيه يسندها، ولها نصار يؤيدونها.
أما ما ننكره في ميدان السياسة فهو ما ننكره في ميدان الفقه: التقليد الغبي والعصبية العمياء، وإضفاء القداسة على بعض الزعامات كأنهم أنبياء، وهذا هو منبع الوبال والخبال.
التعدد والاختلاف:
ومن الشبهات التي أثيرت هنا: أن مبدأ ((التعدد)) أو ((التعددية)) ـ كما هو المصطلح السائد ـ يتنافى مع الوحدة التي يفرضها الاسلام، ويعتبرها صنو الإيمان كما يعتبر الاختلاف أو التفرق أخاً للكفر والجاهلية.
وقد قال تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا) وقال: (ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعدما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم).
وفي الحديث: ((لا تختلفوا فإن مَن كان قبلكم اختلفوا فهلكوا)).
وأود أن أنبه هنا على حقيقة مهمة، وهي أن التعدد لا يعني بالضرورة التفرق، كما أن بعض الاختلاف ليس ممقوتاً، مثل الاختلاف في الرأي نتيجة الاختلاف في الاجتهاد، ولهذا اختلف الصحابة في مسائل فروعية كثيرة، ولم يضرهم ذلك شيئاً. بل اختلفوا في عصر النبي (ص) في بعض القضايا مثل اختلافهم في صلاة العصر في طريقهم إلى بني قريظة. وهي قضية مشهورة، ولم يوجه الرسول الكريم لوماً إلى أي من الفريقين المختلفين.
وقد اعتبر بعضهم هذا النوع من الاختلاف من باب الرحمة التي وسع بها على الأمة وفيها ورد الأثر ((اختلاف أمتي رحمة)) وفيه ألف كتاب ((رحمة الأمة باختلاف الأئمة)).
..............................................................
أخي حسن ماخلصت به هو أن الإختلاف مشروع والمذموم هو التفرق
أريد معرفة رأيك الذي لم تكتبه
أخوك أبوالفاتح
 
رد: وقفة مع الجماعات الإسلامية المعاصرة، للشيخ الدكتور صادق البيضاني

لقد غلط بعض الفضلاء الذين قالوا :

إن الجماعات الإسلامية يمكن أن تتحد وتكوِّن قوة عارمة ضد أعداء الإسلام إذا عمل كلٌ في مجاله وسكت بعضهم عن نقد بعض.
 
رد: وقفة مع الجماعات الإسلامية المعاصرة، للشيخ الدكتور صادق البيضاني

أخي حسن ماخلصت به هو أن الإختلاف مشروع والمذموم هو التفرق
أريد معرفة رأيك الذي لم تكتبه
أخوك أبوالفاتح
اخي أبو الفاتح رأي واضح من نقلي للموضوع أنني معه ولا مزايدة ، ورأي أعرف أنه سيغضب أناس كثيرين ودائما ترى ان الكلام موجه لهم فقط برغم وجود جماعات كثيرة ومتفرقة ومناهج مختلفة، لذلك اقتبس رد ( النخلة ) وانا معه وذلك اجمالاً وليس تفصيلا، ولو أسقط الأمر على الواقع لوجدت كل جماعة أو كل حزب بما لديهم فرحين، فأخي الحبيب لو أحببت أن أعدد لك الجماعات، أعددتها لك............. وكلهم الفرق الناجية من وجهة نظرهم..... ألا ترى ذلك مخيفاً ومؤثرا على العقيدة.............. ولكي تخرج من الخلاف ولكي لا نختزل الجماعات المتفرقة الان إلى جماعة واحدة.... والبحث عن الرخص ليس من شيمك أخي الحبيب فهناك رأي إئمة كبار أيضا غير شيخنا الفاضل القرضاوي ولا أنكر عليك الأخذ برأيه عند اقتناعك فهذا أمر يخصك ولا فرض عليك بالتاكيد بل يجب علي احترامه. وأنا نهاية مع رأي النخلة حيث قالت

لقد غلط بعض الفضلاء الذين قالوا :
إن الجماعات الإسلامية يمكن أن تتحد وتكوِّن قوة عارمة ضد أعداء الإسلام إذا عمل كلٌ في مجاله وسكت بعضهم عن نقد بعض.
وأوضح بأنني لا أنكر الخلاف ولا أنكر الرأي الآخر،،،،،،،،،،،، لكن أنكر التنازلات، وأنكر تصدير المتأخرات على أنها أولويات.............. وأنكر تراجع أولويات الدعوة والتقليل من شأنها، وأنكر تذويب وتوحيد الدعوة في السياسة فقط وترك ما عداها............... وأرى من وجهة نظري المتواضعة أن الإصلاح من قمة الهرم يتخلله التعايش مع التنازلات... وأنكر التحزب الأعمى، وأنكر مبدأ التقية في الشيعة وبعض الأحزاب الذين يرون أنه من المصلحة العامة ناهيك عن معتقادتهم والصوفية وغيرهما من الجماعات التي شوهت صورة الإسلام والصحابة ......... وأنكر تقديم العلاقات السياسية عن العلاقات العقائدية والسكوت عنها كما يحدث الان مع العلاقات مع ايران من بعض الأحزاب وغيرها ...... وأنكر زيادة الفلسفة وإعمال العقل وتقليل النصوص .. ........ وأنكر فارق القياس كما ذكر أخي وحبيب في موضوع سابق حيث استدل بشرعية واستنان التنافس على السلطة بطلب سيدنا يوسف أمانته على الخزائن ....... ونسي أن فعل الأنبياء قبل محمد صلى الله عليه وسلم لا يأخذ منه قاعدة شرعية (وهذا مثال للقياس الخاطئ) ........ وفي الجعبة الكثير والكثير ............

وفي النهاية حمد الله سلامتك ورجوعك للمنتدى من زمان ما قرأت لك شيء ................وأدعوا الله أن يبارك لك في الفاتح ويخدم به الإسلام والمسلمين.
 
التعديل الأخير:
رد: وقفة مع الجماعات الإسلامية المعاصرة، للشيخ الدكتور صادق البيضاني

والله انه لموضوع في غاية الأهمية فهناك جماعات تدعي بانها هي الافضل مع انها لا تعلم يمينها من يسارها في العلم الشرعي ولا في سنة رسول الله صلي الله عليه وسلم في شئ فأسأل الله العظيم ان ينبه به الغافلين وأن يوحد صفوفهم فاننا لن ننتصر ع أعدائنا الا اذا اصبحنا امة محمدية واحده وكما قلت

إننا معاشر المسلمين في حاجة ماسةٍ للوقوف مع أنفسنا وقفةً جادة لنتأمل واقعنا الأليم وما ألم به من أخطار لنضع لهذا الداء العضال دواءً مناسباً ، ونحن جميعاً نتفق مع الجماعات الإسلامية أن علاج الأمة المحمدية لن يكون إلا محمدياً ، وأن الوسائل العصرية التي لا تنافي الشريعة سبلٌ لنصرة الإسلام والمسلمين.
 
أعلى