رد: يا ابوشدى.. هل لديك وقت فراغ ؟
مشكور أخى ابوحسام لمحاتك النبيلة ولى معك مدخلة للأخت المسلمةأيضآ
الحمد لله وحده،والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده، وبعد:
أخواتي في الله : معظمنا بل جميعنا قد مر عليه حديث الحبيب ** (صلى الله عليه و سلم : "لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع خصال : عن عمره فيم أفناه، وعن شبابه فيم أبلاه، و عن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن علمه ماذا عمل فيه"
(رواه الترمذي وحسنه الألباني).
لكن !! أين نحن من العمل به ؟!! هل تأملناه جيداً بالأصح ؟!!
تعالوا نقتصر الآن على الأقل لنعرف ما قصده حبيبنا (صلى الله عليه وسلم)
عن عمرنا فيما أفنيناه ؟؟ و عن شبابنا فيما أبليناه ؟؟
** ||//|| عن عمره فيم أفناه||//||
فمن تتبع أخبارالناس وتأمل أحوالهم، وعرف كيف يقضون أوقاتهم، وكيف يمضون أعمارهم، عَلِمَ أن أكثرالخلق مضيِّعون لأوقاتهم، محرومون من نعمة استغلال العمر واغتنام الوقت، ولذا نراهمينفقون أوقاتهم ويهدرون أعمارهم فيما لا يعود عليهم بالنفع.
** وإن المرءليعجب من فرح هؤلاء بمرور الأيام، وسرورهم بانقضائها، ناسين أن كل دقيقة بل كل لحظةتمضي من عمرهم تقربهم من القبر والآخرة، وتباعدهم عن الدنيا.
إنَّا لنفرحُبالأيــــام نقطعها وكل يوم مضى يدني من الأجل
**ولما كان الوقتهو الحياة وهو العمر الحقيقي للإنسان، وأن حفظه أصل كل خير، وضياعه منشأ كل شر، كانلابد من وقفة تبين قيمة الوقت في حياة المسلم، وما هو واجب المسلم نحو وقته، وما هيالأسباب التي تعين على حفظ الوقت، والعوائق التي تمنع استغلاله, وبأي شيء يستثمر المسلم وقته.
نسأل الله تعالىأن يجعلنا ممن طالت أعمارهم وحسنت أعمالهم،
وأن يرزقنا حسن الاستفادة من أوقاتنا،إنه خير مسئول.
** قيمة الوقت وأهميته
إذا عرف الإنسانقيمة شيء ما وأهميته حرص عليه وعزَّ عليه ضياعه وفواته، وهذا شيء بديهي، فالمسلمإذا أدرك قيمة وقته وأهميته، كان أكثر حرصاً على حفظه واغتنامه فيما يقربه من ربه.
ولقد عني القرآن الكريموالسنة النبوية بالوقت من نواحٍ شتى وبصور عديدة، فقد أقسم الله في مطالع سور عديدةبأجزاء منه مثل الليل، والنهار، والفجر، والضحى، والعصر،كما في قوله تعالى :(واللَّيْلِ إِذَا يَغْشى* والنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى ) ، ( وَالْفَجْرِ* وَلَيَالٍعَشْرٍ ) ،
( وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إذا سجى ) ، ( وَالْعَصْرِ* إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِيْخُسْر )
. ومعروف أن الله إذا أقسم بشيء من خلقه دلَّ ذلك على أهميته وعظمته،وليلفت الأنظار إليه وينبه على جليل منفعته.
وجاءت السنةلتؤكد على أهمية الوقت وقيمة الزمن،,
- فعنمعاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "لا تزول قدما عبد يوم القيامةحتى يُسأل عن أربع خصال : عن عمره فيم أفناه، وعن شبابه فيم أبلاه، و عن ماله منأين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن علمه ماذا عمل فيه" (رواه الترمذي وحسنه الألباني).
فاللهسبحانه وتعالى سائل الإنسان عن هذا العمر الذي يضيعه، سائله عن كل دقيقة تمر منحياته ، فكيف بالساعات الطوال ؟ وكيف بالأيام الخالية ؟، وكيف بالأشهر الماضية فياللهو واللعب؟!·
وما جاء في حديث ابن أبي الدنيا بإسناد حسن ( اغتنم خمسًا قبلخمس: شبابك قبل هِرَمِك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شُغْلِك،وحياتك قبل موتك)
وهذه الأهمية للوقت مصدرها: أن الوقت هو الزمنالذي تقع فيه الأعمال ، وهذه الأعمال (خيرها وشرها ) هي التي يقدمها البشر لينالوابها جزاء الخالق .فهو في الحقيقة حياتنا على هذه الأرض لكي نقدم فيها ما يوصلنا إلىالغاية التي لأجلها خلقنا ، فالوقت هو الحياة , وهو عمر الإنسان ورأس ماله الذي ينفق منه،ومهما كثُر فهو قليل، ومهما طال فهو قصير، والآمال تخترمها الآجال، ومن هنا حضالإسلام على المُبادرة بالعمل الصالح وعدم ضياع أي لحظة من لحظات العمر في غير مايفيد.
** قال ابن القيم رحمه الله : "وقت الإنسان هو عمرهفي الحقيقة، وهو مادة حياته الأبدية في النعيم المقيم، ومادة معيشته الضنك فيالعذاب الأليم، وهو يمر مرَّ السحاب، فمن كان وقته لله وبالله فهو حياته وعمره،وغير ذلك ليس محسوباً من حياته... فإذا قطع وقته في الغفلة والسهو والأمانيالباطلة وكان خير ما قطعه به النوم والبطالة، فموت هذا خير من حياته" .
* واجبات المسلمة تجاه وقتها
لما كان للوقتكل هذه الأهمية حتى إنه ليعد هو الحياة حقاً، كان على المسلمة واجبات نحو وقتها،
ينبغي عليها أن تدركها، و تضعها نصب عينيها، ومن هذه الواجبات:
*-الحرص على حفظ الوقتوالاستفادة منه:
يجب على المسلمةأن تحافظ على وقتها كماتحافظ على مالها بل أكثر منه, فإذا كان الإنسانشديد الحرص على المال، شديد المحافظة عليه والاستفادة منه، وهو يعلم أن المال يأتيويروح، فلابد أن يكون حرصه على وقته والاستفادة منه كله فيما ينفعه في دينه ودنياه،وما يعود عليه بالخير والسعادة أكبر، خاصة إذا علم أن ما يذهب منه لا يعود.
فمن حق يومك عليك أختيالحبيبة أن تعمريه بالنافع من العلم, و الصالح من العمل, و لا تسوفي إلى الغد حتىيفلت منك حاضرك فيصبح ماضيا لا يعود أبدا,ً فعليكِ أن تزرعي في يومك لتحصدي في غدك, وإلا ندمت حيث لا ينفع الندم.قال الشاعر :
تزود من التـقـوى فإنك لا تـدري ...........إذا جنَّ ليـل هل تعيـش إلى الفـجـر
فكم من سـليم مـات من غير عـلة..........وكم من سقيم عاش حيناً من الدهرو كم من فتى يمسي و يصبح آمناً ...........و قد نسجت أكفانه و هو لا يـدري
**تنظيم الوقت:
من الواجبات علىالمسلمة نحو وقتها: تنظيمه بين الواجبات و الأعمال المختلفة دينيةكانت أو دنيوية,
حتى لا يطغى بعضها على بعض, و لا يطغى غير المهم على المهم, و لاالمهم على الأهم , ولئلا تنشغل بالأدنى
عن الأعلى.
أن تعرف ما يتطلبه الوقت من عمل القلب و اللسان و الجوارح فتتحراه وتجتهد في القيام به حتى يقع موقعه من القبول عند الله عز وجل, فليس المهم أختيالمسلمة أن تعملي أي شيء في أي زمن, بل المهم أن تعملي العمل المناسب في الوقتالمناسب, فأذكار الصباح والمساء- مثلا- ينبغي أن تقع في أوقاتها, ولا تنشغل المسلمة بأيشيء عنها ما أمكنها, حتى تأخذ الأجر المترتب على القيام بها في وقتها, وهكذا في سائرالطاعات والقربات التي تتقرب بها إلى الله تعالى.
أن تتحرى الأوقات التيميزها الله بخصائص روحية معينة فضلها بها على غيرها, كتفضيل بعض الأمكنة على بعضوتفضيل بعض الساعات على بعض, وتفضيل بعض الأيام على بعض, وتفضيل بعض الشهور على بعض,كشهر رمضان على غيره من الشهور, فتغتنم الأخت المسلمة هذا الشهر في الاجتهادوالعبادة والتقرب إلى الله عز وجل بما يحب ويرضى ولا تجعل هذا الشهر المبارك يمرعليها كغيره من الشهور.
قال ابن القيمرحمه الله : "أعظم الربح في الدنيا أن تشغلنفسك كل وقت بما هو أولى بها و أنفع لهافي معادها , كيف يكون عاقلاً من باع الجنة بما فيها بشهوة ساعة"أن تنزه نفسها عن الإكثار من المباحات فالإكثار منها مضيع للأوقات إنلم تستحضر لها نية تقلبها إلى طاعة.
** - اغتنام وقتالفراغ:
أوقات الفراغ نعمة يغفلعنها كثير من الناس فنراهم لا يؤدون شكرها، ولا يقدرونها حق قدرها، فعن ابن عباس أنالنبي صلى الله عليه وسلم قال : (نعمتان من نعم الله مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة، والفراغ ) ( رواه البخاري) , وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على اغتنامهافقال : ( اغتنم خمساً قبل خمس ... ) وذكر منها : (... وفراغك قبل شغلك ) ( رواه الحاكم وصححه الألباني ) .
يقول أحد الصالحين: " فراغ الوقت من الأشغال نعمة عظيمة، فإذا كفر العبد هذه النعمة بأن فتح على نفسهباب الهوى، وانجرَّ في قِياد الشهوات، شوَّش الله عليه نعمة قلبه، وسلبه ما كانيجده من صفاء قلبه ".
وقال ابن القيم: "إضاعة الوقت أشد من الموت لأن إضاعة الوقت تقطعك عن الله و الدار الآخرة و الموتيقطعك عن الدنيا و أهلها ".و كان السلف يقولون: "من علامة المقت إضاعةالوقت"
قال الشاعر :
إذا مر بي يوم ولم أقتبس هدى ............ ولم أستفد علما فما ذاك من عمري
** أسباب تعين علىحفظ الوقت
1*- إدراك أن ما مضىمن الوقت لا يعود ولا يُعوَّض: فكل يوم يمضي، وكل ساعة تنقضي، وكل لحظة تمر،ليس في الإمكان استعادتها، وبالتالي لا يمكن تعويضها . وهذا معنى ما قاله الحسن : "ما من يوم يمرُّ على ابن آدم إلا وهو يقول : يا ابن آدم، أنا يوم جديد، وعلى عملكشهيد، وإذا ذهبت عنك لم أرجع إليك، فقدِّم ما شئت تجده بين يديك، وأخِّر ما شئت فلنيعود إليك أبداً"
2*- محاسبة النفس:
وهي من أعظم الوسائل التي تعين المسلم على اغتنام وقته في طاعة الله. وهي دأبالصالحين وطريق المتقين، فحاسب نفسك أخي المسلم واسألها ماذا عملت في يومها الذيانقضى؟ وأين أنفقت وقتك؟ وفي أي شيء أمضيت ساعات يومك؟ هل ازددت فيه من الحسنات أمازددت فيه من السيئات؟ .
3* - تربية النفس علىعلو الهمة:
فمن ربَّى نفسه على التعلق بمعالي الأمور والتباعد عن سفاسفها، كانأحرص على اغتنام وقته، ومن علت همته لم يقنع بالدون، وعلى قدر أهل العزم تأتيالعزائم :
إذا ما عَلا المرءُرام العلا ............. ويقنعُ بالدُّونِ من كان دُونَا
4* - صحبة الأشخاصالمحافظين على أوقاتهم, والبعد عن صحبة مضيعي الأوقات:
فإن صحبة المحافظين على أوقاتهم, ومخالطتهم، والحرص على القرب منهموالتأسي بهم، تعين على اغتنام الوقت، وتقوي النفس على استغلال ساعات العمر في طاعةالله، أما مصاحبة الكسالى ومخالطة مضيعي الأوقات، فهي مهدرة لطاقاتالإنسان، مضيعة لأوقاته.والمرء يقاس بجليسه وقرينه، ولهذا يقول عبد الله بن مسعود : "اعتبروا الرجل بمن يصاحب، فإنما يصاحب الرجل من هو مثله" .ورحم الله من قال :
إذا كنتَ في قومٍفصاحِب خِيارَهم ....... ولا تصحبِ الأردىفتردى مع الرَّدِي
عن المرءِ لا تَسَلْوسَلْ عن قرينه ........ فــكلُّ قـــريــنٍبـــالمقـارَن يــقتــدِي
5-* معرفة حال السلفمع الوقت:
فإن معرفة أحوالهم وقراءة سيرهم لَأكبر عون للمسلم على حسن استغلالوقته، فهم خير من أدرك قيمة الوقت وأهمية العمر، ولهم أروع الأمثلة في اغتنام دقائقالعمر واستغلال أنفاسه في طاعة الله وكانوا أحرص ما يكونون على أوقاتهم؛ لأنهم كانوا أعرف الناس بقيمتها،وكانوا يحرصون كل الحرص على ألا يمر يوم, أو بعض يوم, أو برهة من الزمان وإن قصرت دونأن يتزودوا منها بعلم نافع, أو عمل صالح, أو مجاهدة للنفس, أو إسداء نفع إلى الغير،يقول الحسن : "أدركت أقواماً كانوا على أوقاتهم أشد منكم حرصاً على دراهمكمودنانيركم" .
6*- تنويع ما يُستغلبه الوقت :
فإن النفس بطبيعتها سريعة الملل، وتنفر من الشيء المكرر . وتنويعالأعمال يساعد النفس على استغلال أكبر قدر ممكن من الوقت .
7**- تذكُّر الموتوساعة الاحتضار :
حين يستدبر الإنسان الدنيا، ويستقبل الآخرة، ويتمنى لو مُنحمهلة من الزمن، ليصلح ما أفسد، ويتدارك ما فات، ولكن هيهات هيهات، فقد انتهى زمنالعمل وحان زمن الحساب والجزاء. فتذكُّر الإنسان لهذا يجعله حريصاً على اغتناموقته في مرضاة الله تعالى.
9**- تذكُّر السؤال عنالوقت يوم القيامة:
حين يقف الإنسان أمام ربه في ذلك اليوم العصيب فيسأله عنوقته وعمره، كيف قضاه؟ وأين أنفقه؟ وفيم استغله؟ وبأي شيء ملأه؟ تذكرُ هذا يعين المسلم على حفظوقته، واغتنامه في مرضاة الله .
** كيف تستغلين وقتك بفعالية؟( إرشادات في إدارة الوقت)
* فكري في أهدافك،وانظري في رسالتك في هذه الحياة : انظري إلى أدوارك في هذه الحياة، فأنت قدتكونين أماً، أختاً، أو بنتا، وقد تكونين طالبة أو موظفة أو ربة منزل ، وكل دوربحاجة إلى مجموعة من الأعمال تجاهه . وعليه فلا بد من تحديد أهداف لكل دور.
* خططي لحياتك : فعندما تخططين لحياتك مسبقاً، وتضعين لهاالأهداف الواضحة يصبح تنظيم الوقت سهلاً وميسراً، والعكس صحيح، إذا لم تخططي لحياتكفستصبح مهمتك في تنظيم الوقت صعبة.
- ضعي جدولا يومياً أو أسبوعياً،ونظمي فيه الأولويات حسب أهميتها واحرصي على عمل ذلك في غير ساعات العمل حين تكونين مسترخية وقادرة على التركيز.
* لا بد من تدوين أفكارك، وخططك وأهدافك علىالورق، وغير ذلك يعتبر مجرد أفكار عابرة ستنسيها بسرعة، وذلك سيساعدك على إدخال تعديلات وإضافات وحذف بعض الأمور من خطتك.
* نفذي خطتك، وهنا حاولي أن تلتزمي بما وضعتمن أهداف، وكوني مرنة أثناء التنفيذ، فقد تجدين فرص لم تخطر ببالك أثناءالتخطيط، فاستغليها ولا تخشي من أن جدولك لم ينفذ بشكل كامل. فالخططوالجداول ليست هي التي تجعلنا منظمين أو ناجحين، فلا تجعليها قيداً يقيدك، بلاجعليها في خدمتك. وحاوليأن تستمتع بكل عمل تقوم به.
* ركزي على عملك وانتهي منه ولاتشتتي ذهنك في أكثر من عمل. فحاولي أن تفرغي مما في يدكمن عمل قبل أن تنتقلي إلى مهمة أخرى , فمثلا إذا كانت لديك ثلاثة أمور يتوجب عليك عملهااليوم، وثلاثة أخرى يتعين عليك عملها خلال شهر من الآن· خذي المهام الثلاثة الأولىثم حدِّدي أيها أكثر أهمية، ثم اشرعي في تنفيذه ولا تنصرفي عنه إلا بعد أن تفرغي منه, ثم انتقلي إلى المشروع الذي يليه وهكذا· وهذه النصيحة إن طبقتها ستجدين الكثير منالوقت لعمل الأمور الأخرى الأكثر أهمية وإلحاحاً.
* استعيني بالتقنياتالحديثة لاغتنام الفرص وتحقيق النجاح، وكذلك لتنظيم وقتك، كالإنترنت والحاسوبوغيره.
* تنظيمك لمكتبك، غرفتك وكل ما يتعلق بك سيساعدك أكثر على عدمإضاعة الوقت، ويظهرك بمظهر جميل، فاحرصي على تنظيم كل شيء من حولك.
احملي معك كتيبات صغيرة في حقيبتك, أو عندما تخرجين لمكان ما، وعندأوقات الانتظار يمكنك قراءة كتابك، مثل أوقات انتظار مواعيد المستشفيات، أو وقت فراغك في المدرسة أو العمل. اسألي نفسك دائماً ما الذي أستطيع فعله لاستغلال وقتي الآن.
حاولي إيجاد طرق جديدة لتوفير وقتك كل يوم.
ضعي مفكرة صغيرة وقلما في جيبك دائماً لتدوين الأفكار والملاحظات. قللي من مقاطعات الآخرين لك عند أدائك لعملك.
توقفي عن أي نشاط غير منتج. وانظري لعاداتك القديمة وتخلي عن ما هو مضيع لوقتك.
الفشل أو الإخفاق شيء طبيعي فيحياتنا، فلا تيأسي وتضيعي الوقت ندماً.اعلمي أن النجاح ليس بمقدارالأعمال التي تنجزيها، بل هو بمدى تأثير هذه الأعمال بشكل إيجابي على المحيطين بك.
* قيمي نفسك: في نهاية اليوم أوالأسبوع، وانظري إلى جوانب التقصير فتداركيها.
** بم نستثمر أوقاتنا؟
إن مجالاتاستثمار الوقت كثيرة، وللمسلمة أن تختار منها ما هو أنسب لها وأصلح، ومن هذهالمجالات :
1- * حفظ كتابالله تعالى وتعلُّمهوهذا خير ما تستغل به المسلم وقتها،وقد حثَّ النبي صلى الله عليه وسلم على تعلم كتاب الله فقال خيركم من تعلمالقرآن وعلمه ) ( رواه البخاري) .
2-* طلبالعلم:فقد كان السلف الصالح أكثر حرصاً على استثمارأوقاتهم في طلب العلم وتحصيله؛ وذلك لأنهم أدركوا أنهم في حاجة إليه أكبر منحاجتهم إلى الطعام والشراب . واغتنام الوقت في تحصيل العلم وطلبه لهصور، منها: حضور الدروس المهمة، والاستماع إلى الأشرطة النافعة، وقراءةالكتب المفيدة وشراؤها .
3-* ذكر اللهتعالى : فليسفي الأعمال شيء يسع الأوقات كلها مثل الذكر، وهومجال خصب وسهل لا يكلف المسلممالاً ولا جهداً، وقد أوصى النبي صلى اللهعليه وسلم أحد أصحابه فقال لهلا يزال لسانك رطباً من ذكر الله ) [ رواه أحمد وصححه الألباني ] . فما أجمل أن يكون قلب المسلم معمورا ًبذكر مولاه، إننطق فبذكره، وإن تحرك فبأمره .
4-* الإكثار منالنوافل : وهو مجال مهم لاغتنام أوقات العمر في طاعة الله، وعاملمهم في تربية النفس وتزكيتها،علاوة على أنه فرصة لتعويض النقص الذي يقع عندأداء الفرائض، وأكبر من ذلك كله أنهسبب لحصول محبة الله للعبد ( ولا يزالعبدي يتقرَّب إليَّ بالنوافل حتى أحبه) (رواه البخاري).
5-* الدعوة إلىالله، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والنصيحةللمسلمين:كل هذه مجالات خصبة لاستثمار ساعات العمر. والدعوة إلى اللهتعالى مهمة الرسل ورسالة الأنبياء، وقد قال الله تعالى: ( قُلْ هَذِهِسَبِيْلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيْرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِيْ ( ( سورة يوسف: 108 )
فاحرصي - أختي المسلمة - على اغتنام وقتك في الدعوةإما عن طريق إلقاء المحاضرات، أو توزيع الكتيبات والأشرطة، أو دعوة الأهلوالأقارب والجيران.
6-* زيارة الأقاربوصلة الأرحام : فهي سبب لدخول الجنة وحصول الرحمة وزيادةالعمر وبسط الرزق، قال صلى الله عليه وسلم: ( من أحب أن يُبسط له في رزقه، ويُنسأ لهفي أثره، فليصل رحمه ) (رواه البخاري).
7-* اغتنام الأوقاتاليومية الفاضلة:مثل بعد الصلوات، وبين الأذان والإقامة، وثلثالليل الأخير، وعند سماع النداء للصلاة، وبعد صلاة الفجر حتى تشرق الشمس. وكل هذه الأوقات مقرونة بعبادات فاضلة ندب الشرع إلى إيقاعها فيها, فيحصلالعبد على الأجر الكبير, والثواب العظيم.
8-* تعلُّم الأشياءالنافعة : مثل الحاسوب,واللغات,,والخياطة,والطبخوغيرها, بهدف أن ينفع المسلم نفسه وإخوانه .
*وبعد أختي المسلمة فهذه فرص سانحة ووسائلمتوفرة ومجالات متنوعة ذكرناها لك على سبيل المثال - فأوجه الخير لا تنحصر - لتستثمري بها وقتك بجانب الواجبات الأساسية المطلوبة منك.
*شريحه 17* ||//|| عن شبابه فيم أبلاه||//||
تتعاقَب الأعوامُ، وتتوالى الشّهور، والأعمارُ تُطوى، والآجال تُقضى، وكلُّ شيءٍ بأجلٍ مسمّى. وفي انقضاء عمر واستقبال عمر آخَر فُرَص للمتأمِّلين وموعظةٌ للمتَّعظين وذكرَى للمتدبِّرين وعبرةٌ للمعتبرين، يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لأُوْلِي الأَبْصَارِ [النور:44]. فالعاقل البصيرُ والحاذق القدير هو من يتَّخِذ من صفَحاتِ الدّهر لحظاتٍ للمُراجعةِ الصّادقة ومحطَّاتٍ للنّظَر في الأحوال والتفطّن في الأوضاع.
إنَّ المؤمنَ حينما يودِّع مرحلةً من عمُره ويستقبِل أخرى فهو في حاجَةٍ ماسّة لمحاسَبَة نفسِه وتقييمِ مسارِه، فحقٌّ على الحازِمِ الموقن باللهِ واليومِ الآخر أن لا يغفلَ عن محاسبةِ نفسِه ومراجعة ميزانِ حرَكَاتها وسكنَاتها وتقييمِ مسارها في ماضِيها وحاضرِها ومستقبلها، يقول ابن القيّم رحمه الله: "وهلاكُ القلب من إهمالِ محاسبَتِها ـ أي: النفس ـ ومِن موافَقَتِها واتِّباع هواها"
عمــــر الشبـــاب ...
شـ :: شدة وفتوة
بـ :: بروز وقوة
أ :: أسهام حزم
بـ :: بداية تكليف وفترة قوة , أفضل العمر وأطول الفترة , وسرعة الإجابة وفيها عماد الأمة ........
- بداية التكليف عن على أبي طـالب ـ رضي الله عنه ـ أن رسـول الله صلى الله عليه وسلم قال : " رفع القلم عن ثـلاثة : عن النائم حتى يسـتيقظ وعن الصبي حتى يشب وعن المعتوه حتى يعقل " ( أخرجه الترمذي ) 0
ومرحلة الشباب هي المرحلة التي يحصـل فيها العلم والقدرة على التكليف الشرعي 0
2ـ إنها فترة قوة ، ولكن هذه المرحلة من القوة لا تدوم مع الإنسان بل إذا طال به العمر عاد مرة أخرى إلى الضعف قال تعالى: (الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة يخلق ما يشاء وهو العليم القدير ) " الروم : 54 " 0
قال ابن الجوزي ـ رحمه الله ـ " يعني جعل بعد ضعف الطفولة قوة الشباب ثم جعل من بعد قوة الشباب ضعف الكبر وشيبه " والقوة في هذه المرحلة في كل شيء : قوة في البدن وقوة في الحواس وقوة على العمل والتكسب وقوة على طلب العلم قال الشافعي :
ولا ينال العلم إلا فتي 000 خال من الأفكار والشــغل
3ـ إنها أفضل فترات العمر ، وتعود أفضليتها لما يجتمع للإنسان فيها من القوة والنشاط دون غيرها وراحة الحياة وبهجتها في الدنيا غالبا ما تكون في مرحلة الشباب فهي مرحلة يتطلع الصغير أن يصل إليها ويتمنى الكبير أن يرجع
إليها مرحلة بكى عليها الشيوخ وتغني بها الشعراء قال أبو العتاهية :
*18* بكيت على الشباب بدمع عيــني ***** فلم يغن البكاء ولا النحـيب
فيا أسفا أسفت على شــــباب ***** نعاه الشيب والرأس الخضيب
عريت من الشباب وكنت غصـنا***** كما يعرى من الورق القضيبفيا ليت الشباب يعــود يومــا ***** لأخبره بما فعـل المشــيب
4ـ إنها أطول مراحل العمر
5ـ سرعة الاستجابة : فان الشباب على مدار التاريخ في جميع الأطوار وفي أي قطر وعلى اختلاف الدعــوات هم أكثر الناس تأثرا وأسرعهم اســتجابة ( إنهم فتيـة امنوا بربهــم وزدناهم هدى ) " الكهف : 13 " 0
ـ إنهم عماد الأمم ، فالشباب هم عماد حضارة الأمم وسر نهضتها وحاملو لوائها ، وهم في سن الهمم المتوثبة والجهود المبذولة سن البذل والعطاء 0
** من هو الشاب الموفق؟
الذي سلك طريق الأستقامة فهو فخر الأمة ورمز حياتها وسعادتها وهو الذي يرجوا الله من فضله أن يصلح به
ما فسد من أحوال المسلمين وينير الطريق للسالكين ، وهو الذي سينال سعادة الدنيا والآخرة بإذن الله عز وجل 0
ـ مؤمن بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى فهو مؤمن بدينه ، ومقتنع به ، يرى الظفر به غنيمة ، والحرمان منه خسرانا 0
ـ منهم من يعبد الله مخلصا له الدين وحده لا شريك له 0
ـ ويتبع رسوله محمدا ـ صلى الله عليه وسلم ـ في قوله وعمله 0
ـ ويقيم الصلاة على الوجه الأكمل بقدر ما يستطيع لأنه يؤمن بما في الصلاة من الفوائد الدينية والدنيوية
وما يترتب على إضاعتها من عواقب وخيمة للأفراد والشعوب 0
ـ و يدين بالنصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم 0
ـ ويدعو إلى الله على بصيرة ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر على النحو الذي جاء عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ " من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الإيمان "
- و يحب الخير لعامة المسلمين لأنه يؤمن بقول النبي صلى الله عليه وسلم : " لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه " 0
ـ يشعر بالمسئولية أمام الله وأمام أمته ووطنه فيسعى لما فيه مصلحة الدين والأمة والوطن بعيدا عن الأنانية 0
ـ يجاهد لله وبالله وفي الله يجاهد بإخلاص لا رياء فيه ولا سمعة ، غير معجب بنفسه مستعينا بالله 0
ـ متزن ، منظم ، يعمل بحكمة وصمت ، مع إتقان في العمل ، وجودة لا يضيع فرصة من عمره إلا شغلها بما
هو نافع له ولامته 0
وهو بعيد عما يناقض دينه وأخلاقه ، من الكفر والإلحاد والفسوق والعصيان والأخلاق السافلة والمعاملة السيئة 0
من هو المنحرف؟هو الشاب شؤم على نفسه ونكبة على مجتمعه يجر أمته إلى أسفل سافلين ويحول بينها وبين العزة والكرامة جرثومة وبيئة قتاله صعبة العلاج إلا أن يشاء الله
ـ هو المنحرف في عقيدته ، متهور في سلوكه ، مغرور بنفسه منغمس في رذائله لا يقبل الحق من غيره ولا يمتنع عن باطل في نفسه ، أناني في تصرفه 0
ـ عنيد لا يلين للحق ، ولا يقلع عن الباطل 0
ـ لا يبالي بما أضاع من حقوق الله ولا من حقوق الآدميين 0
ـ فوضوي ، فاقد الاتزان في تفكيره وسلوكه في جميع تصرفاته 0
ـ معجب برأيه ، كأنما يجري الحق على لسانه فهو عند نفسه معصوم من الزلل ، أما غيره فمعرض للخطأ والزلل ، مادام مخالفا لما يراه 0
ـ ناكب عن الصراط المستقيم في دينه ، وناكب عن التقاليد الاجتماعية في سلوكه ، ولكنه قد زين له سوء عمله فراه حسنا 0
هنا عرض فلاش
** من أحتــار
وهم الحائرون المترددون بين مفترق الطرق عرفوا الحق واطمأنوا به وعاشوا في مجتمع محافظ إلا إنهم انفتحت عليهم أبواب الشر من كل جانب 0
تشكيك في العقيدة ، وانحراف في السلوك ، وفساد في العمل ، وخروج عن المعروف من التقاليد وتتقاذفه تيارات من الباطل متنوعة فهو في دوامة فكرية ونفسية 0
وقفوا أمام هذه التيارات حيارى لا يدرون هل الحق فيما حدث وجد من هذه الأفكار والمبادئ والمسالك أو فيما كان عليه سلفه الماضي ومجتمعه المحافظ فصاروا مترددون قلقا يرجح هذه تارة وذلك أخرى حسب قوة التيارات العاصفة به 0
** فكــر وتأمــل .. فــي الشباب ** فالننظر إلى هذه الشمس عند غروبها كيف تغير لونها وزالت حرارتها ** وانظر إلى القمر في أخر الشهر كيف ذهب ضوئه وهذا حالنا جميعا ، ** طفولة يعقبها شباب ، ثم كبر وهرم ، ثم موت وبعث ، ثم حساب وجزاء ، ** فكل إنسان في هذه الدنيا في سفر و ياليت شعري ما يعقب هذا السفر أيعقبه نعيم أم سقر ؟
فلنتأمل إلى ما نحن قادمون عليه ؟ وما مصيرنا ؟ وماذا ينتظرنا ؟
ـ فكر مليا بارك الله فيك في هذه الدنيا وتقلبها بأهلها واستعرض في مخيلتك من ذهب وتركها ماذا وجد ؟
تركها الأغنياء والفقراء ، الرجال والنساء ، وأنتم يا عباد الله سائرون على هذا الطريق ! فهل أخذتم العدة 0
انظر إلى من حوى الدنيا بأجمعهــا هل راح منها بغير الحنط والكفن
واعلموا ـ يا رعاكم الله ـ إن هذه الدنيا مدبرة فانية ثم المرد إلى الله تعالى إما إلى جنة وإما إلى نار خلود بلا موت وإقامة بلا ظعن قال تعالى يا أيها النـاس إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحيـاة الدنيا ولا يغـرنكم بالله الغـرور) " فاطر : 5
تَزَوَّدْ مـن التقـوى فإنك لا تـدري إذا جَنَّ ليلٌ هـل تعيشُ إلى الفجر**
فكم من فَتًى أمسى وأصبح ضاحـكا وقد نُسِجَـْت أكفانُه وهو لا يدرِيوكم من صغارٍ يُرْتَجَى طولُ عمرهم وقد أُدخلت أجسامُهم ظلمـةَ القبرِوكم من عروسٍ زينوهـا لزوجهـا وقد قُبضت أرواحُهـم ليلةَ القدرِوكم من صحيحٍ مات من غير علة ٍ وكم من عليلٍ عاش حيناً من الدهرِ
فما عيبت الدنيا بأكثر من ذكر فنائها وتقلب أحوالها وهو أدل دليل على انقضائها وزوالها فتتبدل صحتها ووجودها بالعدم وشبيبتها بالهرم ونعيمها بالبؤس وحياتها بالموت وعمارتها بالخراب واجتماعها بفرقة الأحباب , وكل ما فوق التراب تراب 0قال الإمام احمد ـ رحمه الله ـ " يا دار تخربين ويموت سكانك "
قل نادب الدنيا على نفسها ***** لو كان في العالم من يســـمع
كم واثق بالعمر أفنيتــه ***** وجامـــع بددت ما يجمـــع
أخيراً : أختي :
** لا تدع عمرك يمر و تموت و أنت لا تعرف ماذا تريد من الحياه ..
لا تنس أن أعظم هدف أن تعرف خالق الكون و رب الأرباب و تعيش من أجله ..
ضع غايه كبرى في حياتك .. هي الله عز وجل .. عش لإرضائه و اعمل في سبيله ..
" أولئك الذين هداهم الله و أولئك هم أولوا الألباب
وفي الختام :
أسأل الله لي ولكم حسن القول الكلام , والسير في طريق خير الأنام , والعمل إلى ما بعد الممات , وانتهاز زهرة الشباب , وبما ينفعنا ليوم المعاد , عندما يسأل رب العباد ..** (( عن شبابه فيما أبلاه )) ..
فهل أعددنا لسؤال جواب .. وللجواب صواب ؟
** هذا وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
اسرة منتدى جميزة بنى عمرو
ابوشدى