• مرحبا بكم

    تم تطوير شبكة ومنتديات الجميزه للتماشى مع التطور الحقيقي للمواقع الالكترونيه وبهدف تسهيل التصفح على زوارنا واعضائنا الكرام لذلك تم التطوير وسيتم ارسال اشعار لكل الاعضاء على بريدهم الالكترونى لإعلامهم بان تم تطوير المنتدى

يكفيك هذا

بسم الله الرحمن الرحيم

قال شقيق البلخى: يوما لتلميذه حاتم الأصم ما الذي تعلمته مني منذ صُحبتي 30 سنة؟

فقال حاتم الأصم: ستة أشياء:

الأول: رأيت الناس في شك من أمر الرزق ، وما منهم إلا وهو شحيح بما عنده حريص عليه،

فتوكلت على الله لقوله تعالى(وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها) سورة هود آيه6

لأنى من جملة الدواب فلم أشغل قلبي بما تكفل به القوى المتين....فقال له: أحسنت.

الثانى: رأيت لكل إنسان صديقا يفشى إليه سره، ويشكو إليه أمره ، ولكنهم لا يكتمون الأسرار ،ولا يدفعون مصادقة الأقدار

فجعلت صديقى العمل الصالح ليكون لى عونا عند الحساب، ويثبتنى بين يدي الله عز وجل
ويرافقني فى مرورى على الصراط...فقال له: أحسنت.

الثالث: رأيت لكل واحد من الناس عدوا فنظرت فإذا الذي اغتابني ليس عدوى ولا من ظلمني ولا من أساءني
لأنه إنما يهاديني بحسناته ويتحمل عني سيئاتى، ولكن عدوى هو الذي إذا كنت في طاعة الله تعالى أغراني بمعصيه

فرأيت أن ذلك هو إبليس والنفس والدنيا والهوى فاتخذتهم أعداء واحترست منهم وأعددت العدة لمحاربتهم
فلا أدع واحد منهم يقربني . فقال له: أحسنت.

الرابع: رأيت أن كل حى مطلوب وأن ملك الموت عليه السلام هو الطالب ففرغت نفسي لملاقاته
حتى إذا ما جاء بادرت معه بلا عائق...ز فقال له: أحسنت.

الخامس: نظرت إلى الناس متحابين ومتباغضين ، ورأيت المحب لا يملك لحبيبه شيئا ، فتأملت سبب المحبة والبغضاء
فعلمت أنه الجسد فنفيته عني بنفى العلائق التى بينى وبينه، وهى الشهوات فأحببت الناس كلهم
فلم أرض لهم إلا ما رضيته لنفسي...فقال له: أحسنت.

السادس:رأيت أن كل ساكن لابد له من مفارقة سكنه ، وأن مصير كل ساكن إلى القبر
فأعددت كل ما قدرت عليه من الأعمال التى تسرنى في ذلك المسكن الجديد الذى ما وراءه إلا الجنة أو النار.
فقال له شقيق البلخى يكفيك ذلك واعمل عليه إلى الموت.
 
رد: يكفيك هذا

 
أعلى