مصطفى سالم
Moderator
إبراهيم المصري ينشر قصيدة "الزهروردية"
"الزهروردية" قصيدة واحدة نُشرت في كتاب، وهي آخر ما أنتجه الشاعر إبراهيم المصري ضمن قائمة طويلة من الكتب والمجموعات الشعرية التي نشر بعضها إلكترونياً على الإنترنت، إلاّ أنها الأولى من حيث النشر الورقيّ، ولكنها إلى ذلك لا تعكس تجربته التي نعرفها جيداً منذ بداية التسعينات، بمقدار ما تعكس مرحلة نضجه الفكري، واستقرار تجربته الإبداعية باعتماده لغة تمتاز بالشفافية والصدق، مفعمة بالبساطة والعمق الفكري في آن.
«الزهروردية» وفقاً لجريدة "البيان" الإماراتية قصيدة أو إنها، في الحقيقة، طاقة من الزهر انتقاها الشاعر من حدائقه الفردوسية، لتنشر طيوبها حيثما حلّت، مراهناً على مقدرتها في إدهاش قارئها سواء من حيث موضوعها، أو من حيث اسمها المركّب من الزهر والورد، مضافاً إليه "ياء" النسبة و"تاء" التأنيث، لتشكّل عتبة أولى، أو مفتاحاً أوّلياً للدخول في عالم القصيدة وطبقاتها التي بناها الشاعر لبنة لبنة، وبمستويات مختلفة ترتبط جميعاً بالمرأة والأنوثة كرمز مركزي للحياة، وكرمز إنساني للعطاء المحض.
ويأتي الإهداء «إليكِ حيث اليقين» كمعزز إضافيّ للعنوان، ليمارس دوره في شحن القارئ بشيء من الغموض المستحبّ، لمعرفة ما سيقوله الشاعر حول هذه "الزهروردية" التي ما انفكّت ترقبه من بعيد بعين أخذت حيّزاً كبيراً من صفحتيّ الغلاف والعنوان الداخلي.
ويقول إبراهيم المصري في قصيدته:
ما أعرفهُ عن الليل أنَّه طائرٌ أعمى وعن البنفسج أنَّه شهوةٌ كريمة... ثم تأتي الزَّهْرَوَرْدِيَّةُ لتتعانقَ بهما... ليسَ مع أحدٍ وإنَّما مع وجهِها. الزَّهْرَوَرْدِيَّةُ ورغمَ أنها امرأة... لكنها لا تطحن القمح عملُها هو الموسيقى مرفقةً بغيومٍ تصفُّها الزَّهْرَوَرْدِيَّةُ غيمةً فوق غيمة.. ويمكنها ببساطة سحبُ غيمةٍ من الماضي أو الحاضر أو المستقبل. الزَّهْرَوَرْدِيَّةُ .. وريثةُ الأبد.
يعود بنا إبراهيم المصري في هذه القصيدة الطويلة إلى حكاية المرأة الغابرة - الحاضرة في الكينونة الإنسانية، كي يستعيد أمجاد النصوص الابتهالية الأولى لسيّدة القمح التي تتمركز فيها المتناقضات جميعاً: الأنوثة والذكورة، الحنان والقسوة، النور والظلمة، الإيقاع الكوني الذي ينطلق منها.
أما الصورة الشعرية برمزياتها المكثّفة ودلالاتها الغنية، فإنها عالم مواز وغني بكلّ ما هو مألوف وغير مألوف من الكلام الذي يبنيه الشاعر بهندسة عالية، وروحية خاصّة يعكسان نضجه الشعري، فكلّ شيء موظّف، وليس ثمة نشازات لونية أو صوتية تشوّه جمالية البناء . فيقول:
«تُحدِّقينَ من فوق كتفي إلى يديَّ المرفوعتين بالدعاء.. وأنا المتأنقُ مثلَ زمردةٍ خضراء.. لأنني أحبُّك. حينما كنتُ واقفاً بوجهي إلى الحائط وذراعاي مرفوعتان، علمتُ أنَّ عقابك لن يطول إلا بقدر ابتسامة .. كانت ثمارُ التين مبثوثةً في إدراكي لحياةٍ لا يمكن إقصاؤها عن يدِك".
"الزهروردية" قصيدة واحدة نُشرت في كتاب، وهي آخر ما أنتجه الشاعر إبراهيم المصري ضمن قائمة طويلة من الكتب والمجموعات الشعرية التي نشر بعضها إلكترونياً على الإنترنت، إلاّ أنها الأولى من حيث النشر الورقيّ، ولكنها إلى ذلك لا تعكس تجربته التي نعرفها جيداً منذ بداية التسعينات، بمقدار ما تعكس مرحلة نضجه الفكري، واستقرار تجربته الإبداعية باعتماده لغة تمتاز بالشفافية والصدق، مفعمة بالبساطة والعمق الفكري في آن.
«الزهروردية» وفقاً لجريدة "البيان" الإماراتية قصيدة أو إنها، في الحقيقة، طاقة من الزهر انتقاها الشاعر من حدائقه الفردوسية، لتنشر طيوبها حيثما حلّت، مراهناً على مقدرتها في إدهاش قارئها سواء من حيث موضوعها، أو من حيث اسمها المركّب من الزهر والورد، مضافاً إليه "ياء" النسبة و"تاء" التأنيث، لتشكّل عتبة أولى، أو مفتاحاً أوّلياً للدخول في عالم القصيدة وطبقاتها التي بناها الشاعر لبنة لبنة، وبمستويات مختلفة ترتبط جميعاً بالمرأة والأنوثة كرمز مركزي للحياة، وكرمز إنساني للعطاء المحض.
ويأتي الإهداء «إليكِ حيث اليقين» كمعزز إضافيّ للعنوان، ليمارس دوره في شحن القارئ بشيء من الغموض المستحبّ، لمعرفة ما سيقوله الشاعر حول هذه "الزهروردية" التي ما انفكّت ترقبه من بعيد بعين أخذت حيّزاً كبيراً من صفحتيّ الغلاف والعنوان الداخلي.
ويقول إبراهيم المصري في قصيدته:
ما أعرفهُ عن الليل أنَّه طائرٌ أعمى وعن البنفسج أنَّه شهوةٌ كريمة... ثم تأتي الزَّهْرَوَرْدِيَّةُ لتتعانقَ بهما... ليسَ مع أحدٍ وإنَّما مع وجهِها. الزَّهْرَوَرْدِيَّةُ ورغمَ أنها امرأة... لكنها لا تطحن القمح عملُها هو الموسيقى مرفقةً بغيومٍ تصفُّها الزَّهْرَوَرْدِيَّةُ غيمةً فوق غيمة.. ويمكنها ببساطة سحبُ غيمةٍ من الماضي أو الحاضر أو المستقبل. الزَّهْرَوَرْدِيَّةُ .. وريثةُ الأبد.
يعود بنا إبراهيم المصري في هذه القصيدة الطويلة إلى حكاية المرأة الغابرة - الحاضرة في الكينونة الإنسانية، كي يستعيد أمجاد النصوص الابتهالية الأولى لسيّدة القمح التي تتمركز فيها المتناقضات جميعاً: الأنوثة والذكورة، الحنان والقسوة، النور والظلمة، الإيقاع الكوني الذي ينطلق منها.
أما الصورة الشعرية برمزياتها المكثّفة ودلالاتها الغنية، فإنها عالم مواز وغني بكلّ ما هو مألوف وغير مألوف من الكلام الذي يبنيه الشاعر بهندسة عالية، وروحية خاصّة يعكسان نضجه الشعري، فكلّ شيء موظّف، وليس ثمة نشازات لونية أو صوتية تشوّه جمالية البناء . فيقول:
«تُحدِّقينَ من فوق كتفي إلى يديَّ المرفوعتين بالدعاء.. وأنا المتأنقُ مثلَ زمردةٍ خضراء.. لأنني أحبُّك. حينما كنتُ واقفاً بوجهي إلى الحائط وذراعاي مرفوعتان، علمتُ أنَّ عقابك لن يطول إلا بقدر ابتسامة .. كانت ثمارُ التين مبثوثةً في إدراكي لحياةٍ لا يمكن إقصاؤها عن يدِك".