محمد صدقى الابراشى
Moderator
أَيُّهَا الْاخْوَةُ
الْايّامِ حُبْلَىْ وَتَلِدُ كُل يَوْمَ جَدِيْدٍ وَإِنَّ فِيْ تَقَلُّبِ الْدَّهْرِ عَجَائِبَ، وَفِيْ تَغَيَّرَ الْأَحْوَالِ مَوَاعِظَ، تَوَالَتْ عَلَيْنَا الْمُنَغِّصَاتِ
، وَتَكَاثَرَتْ النَّكَبَاتِ،وَتَفَاقَمَتِ الْمُشْكِلَاتِ
وَطَغَتْ الْمَادِّيَّاتِ عَلَىَ كَثِيْرٍ مِّنْ الْخَلْقِ فَتُنَكُرُوا لِرَبِّهِمْ وَوَهَنَتْ صِلَتِهِمْ بِهِ.
اعْتَمَدُوا عَلَىَ الْأَسْبَابِ الْمَادِّيَّةِ الْبَحْتَةِ، فَسَادَةٌ مَوْجَاتِ الْقَلَقِ وَالِاضْطِرَابٍ،
وَالْضَّعْفِ وَالْهَوَانِ، وَعَمَّ الْهَلَعِ وَالْخَوْفِ مِنْ الْمُسْتَقْبَلِ،
خَافُوَا عَلَىَ الْمُسْتَقْبَلَ، تَخَلَّوْا عَنْ رَّبِّهِمْ فَتَخَلَّى الْلَّهُ عَنْهُمْ(فَلَمَّا زَاغُوَا أَزَاغَ الْلَّهُ قُلُوْبَهُمْ)
سُبْحَانَ الْلَّهِ!
جَمِيْعُ الْخَلْقِ مُفْتَقِرُونَ إِلَىَ الْلَّهِ-رضوا أم أبوا- مُفْتَقِرُونَ إِلَىَ الْلَّهِ فِيْ كُلِّ شُؤُوْنِهِمْ وَأَحْوَالِهِمْ،
( يَا أَيُّهَا الْنَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَىَ الْلَّهِ وَالْلَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيْدُ).
مُفْتَقِرُونَ فِيْ كُلِّ كَبِيْرَةٍ وَصَغِيْرَه، وَفِيْ هَذَا الْعَصْرُ تَعَلَّقَ الْنَّاسُ بِالْنَّاسِ، وَشَكَا الْنَّاسُ إِلَىَ الْنَّاسِ،
وَلَا بِئْسَ أَنَّ يُسْتَعَانُ بِالْنَّاسِ فِيْ مَا يَقْدِرُوْنَ عَلَيْهِ، لَكِنْ.........................
أَنْ يَكُوْنَ الْمُعْتَمَدُ عَلَيْهِمْ، وَالْسُّؤَالِ إِلَيْهِمْ، وَالْتَّعَلُّقُ بِهِمْ فَهَذَا هُوَ الْهَلَاكُ بِعَيْنِهِ، فَإِنَّ مَنْ تَعَلَّقَ بَشِيٍ وَكُلَّ إِلَيْهِ.
نَعْتَمِدُ عَلَىَ أَنْفُسِنَا وَذَكَائِنا بِكُلِّ غُرُوْرٍ وَعُجْبٍ وَصَلَفٌ، أَمَّا أَنْ نَسْأَلَ الْلَّهَ الْعَوْنَ وَالتَّوْفِيْقَ،
وْنُلِحَّ عَلَيْهِ بِالْدُّعَاءِ، وَنَحْرِصِ عَلَىَ دَوَامِ الْصِّلَةِ بِالْلَّهِ فِيْ كُلِّ الْأَشْيَاءِ، وَفِيْ الْشِّدَّةِ وَالْرَّخَاءِ،
فَهَذَا أُخَرُ مَا يُفَكِّرُ بِهِ بَعْضُ الْنَّاسِ.
فَقِيْرا جِئْتُ بَابَكَ يَا إِلَهِيْ.........وَلَسْتُ إِلَىَ عِبَادِكَ بِالْفَقِيْرِ
غَنِيّا عَنْهُمُ بِيَقِيْنِ قَلْبِيْ...........وَأَطْمَعُ مِنْكَ فِيْ ا لِفَضْلِ الْكَبِيْرِ
الَهِيْ مَا سَأَلْتُ سِوَاكَ عَوْنَا......فَحَسْبِيَ الْعَوْنُ مِنْ رَّبٍّ قَدِيْرِ
الَهِيْ مَا سَأَلْتُ سِوَاكَ عَفُوا.....فَحَسْبِيَ الْعَفْوُ مِنْ رَّبٍّ غَفُوّرِ
الَهِيْ مَا سَأَلْتُ سِوَاكَ هَدْيا.....فَحَسْبِيَ الْهَدِيُّ مِنْ رَّبٍّ بَصِيْرِ
إِذَا لَمْ أَسْتَعِنْ بِكَ يَا الَهِيْ......فَمَنْ عُوْنِيّ سِوَاكَ وَمَنْ مُجِيْرِ
إِنَّ الْفِرَار إِلَىَ الْلَّهِ،(فَفِرُّوٓا إِلَىَ الْلَّهِ إِنِّىٓ لَكُمْ مِّنْهُ نَذِيْرٌ مُّبِيْنٌ) وَاللُّجُوء إِلَيْهِ فِيْ كُلِّ حَالٍ وَفِيْ كُلِّ كَرْبٍ وَهُمْ،
هُوَ الْسَّبِيلُ لَّلتّخَلّصّ مِنْ ضَعْفِنَا وفُتورَنا وَذُلّنَا وَ هَوَانِنَا.
أَيُّهَا الْاكَارِمِ....................
إِنَّ فِيْ هَذِهِ الْدُّنْيَا مَصَائِبَ وَرَزَايَا، وَمَحْنا وَبَلَايَا، آَلِامُ تَضِيْقُ بِهَا الْنُّفُوْسَ،
ومُزْعِجَاتِ تُوَرِّثُ الْخَوْفَ وَالْجَزَعُ، كَمّ فِيْ الْدُّنْيَا مِنْ عَيْنٍ بَاكِيَةٍ ؟
وَكَمْ فِيْهَا مِنْ قَلْبٍ حَزِيِنْ؟
وَكَمْ فِيْهَا مِنْ الضُّعَفَاءِ وَالْمَعْدُوْمِيَّنَ، قُلُوْبُهُمْ تَشْتَعِلُ، وَدُمُوْعُهُمْ تَسِيْلُ ؟
هَذَا يَشُك عِلَّة وَسَقَمَا.
وَذَاكَ حَاجَةً وَفَقْرا.
وَآَخِرُ هَمَّا وَقَلَقا.
عَزِيْزٌ قَدْ ذَلَّ، وَغَنِيٌّ افْتَقَرَ، وَصَحِيْحٌ مَرَضٌ، رَجُلٌ يَتَبَرَّمُ مِنْ زَوْجِهِ وَوَلَدِهِ، وَآَخِرُ يَشُكُّ وَيَئِنُّ مِنْ ظُلْمِ سَيِّدِهِ.
وَثَالِثٌ كَسَدَتْ وَبَارَتِ تِجَارَتِهِ، شَابٌّ أَوْ فَتَاة يَبْحَثُ عَنْ عَرُوْسِ،
هَذَا مَسْحُورٌ وَذَاكَ مَدْيَنَ ، وَرَابِعُ أَصَابَهُ الْخَوْفُ وَوَسْوَسَةُ الْشَّيَاطِيْنِ.
تِلْكَ هِيَ الْدُّنْيَا، تَضْحَكُ وَتَبْكِيْ، وَتَجْمَعُ وَتَشَتَّتَ، شِدَّةُ وَرَخَاءُ وسَّرَاءً وَضَّرَاءً.
يَا أَصْحَابَ الْحَاجَاتِ.
أَيُّهَا الْمَرْضَىَ.
أَيُّهَا الْمَدِيْنُوْنَ.
أَيُّهَا الْمَكْرُوْبِ وَالْمَظْلُوْمُ.
أَيُّهَا الْمُعْسِرُ وَالْمَهمُوْمْ.
أَيُّهَا الْفَقِيْرُ وَالْمَحْرُوْمِ.
يَا مَنْ يَبْحَثُ عَنْ الْسَّعَادَةِ الْزَّوْجِيَّةِ.
يَا مَنْ يَشْكُوَ الْعُقْمِ وَيَبْحَثُ عَنْ الذُّرِّيَّةِ.
يَا مَنْ يُرِيْدُ الْتَّوْفِيْقُ بِالَّدِّرَاسَةِ وَالْوَظِيفِةِ.
يَا مَنْ يَهْتَمُّ لِأَمْرِ الْمُسْلِمِيْنَ.
يَا كُلُّ مُحْتَاجٌ، يَا مَنْ ضَاقَتِ عَلَيْهِ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ.
لِمَاذَا لَا نَشْكُوُ إِلَىَ الْلَّهِ أَمَرَنَا وَهُوَ الْقَائِلُ: (ادْعُوْنِيْ أَسْتَجِبْ لَكُمْ ).
لِمَاذَا لَا نَرْفَعُ أَكُفَّ الضَّرَاعَةِ إِلَىَ الْلَّهِ وَهُوَ الْقَائِلُ: ( فَإِنِّيَ قَرِيْبٌ أُجِيْبُ دَعْوَةَ الْدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ).
لِمَاذَا ضُعْفُ الْصِّلَةِ بِالْلَّهِ، وَقِلَّةُ الْاعْتِمَادِ عَلَىَ الْلَّهِ، وَهُوَ الْقَائِلُ: ( قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّيَ لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ ). لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ.
أَيُّهَا الْمُؤْمِنُوْنَ، أَيُّهَا الْمُسْلِمُوْنَ يَا أَصْحَابَ الْحَاجَاتِ، أَلَمْ نَقْرَأُ فِيْ الْقُرْآَنِ قَوْلُ الْحَقِّ عَزَّ وَجَلَّ: ( فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالْضَّرَّاءِ) لِمَاذَا ؟ ( لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُوْنَ).
فَأَيْنَ نَحْنُ مِنْ الشَّكْوَىْ لِلَّهِ، أَيْنَ نَحْنُ مِنَ الْإِلْحَاحِ وَالْتَّضَرُّعِ الْلَّهِ؟
سُبْحَانَ الْلَّهِ، أَلَسْنَا بِحَاجَةٍ إِلَىَ رَبِّنَا؟
أَنَعْتَمّدّ عَلَىَ قُوَّتِنَا وُحُوْلِنَا، وَالْلَّهُ ثُمَّ وَالْلَّهِ لَا حَوْلَ لَنَا وَلَا قُوَّةَ إِلَا بِالْلَّهِ.
وْالِلَّهِ لَا شِفَاءَ إِلَا بِيَدِ الْلَّهِ، وَلَا كَاشِفَ لِلْبَلْوَىْ إِلَا الْلَّهُ، لَا تَوْفِيْقَ وَلَا فَلَاحَ وَلَا سَعَادَةَ وَلَا نَجَاحَ إِلَا مَنْ الْلَّهِ.
الْعَجِيبُ وَالْغَرِيْبُ أَيُّهَا الْأُخْوَةُ أَنَّ كُلَّ مُسْلِمٍ يَعْلَمُ ذَلِكَ، وَيَعْتَرِفُ بِهَذَا بَلْ وَيُقْسَمُ عَلَىَ هَذَا، فَلِمَاذَا إِذَا تَتَعَلَّقُ الْقُلُوْبُ بِالضُّعَفَاءً الْعَاجِزِيْنَ ؟
وَلِمَاذَا نَشْكُوْ إِلَىَ الْنَّاسِ وَنَلْجأً لِلْمَخْلُوْقِيْنَ ؟
سَلِ الْلَّهَ رَبَّكِ مَا عِنْدَهُ......... وَلَا تُسْأَلُ الْنَاسْ مَا عِنْدَهُمْ
وَلَا تَبْتَغِيَ مَنْ سِوَاهُ الْغِنَىْ..... وَكُنْ عَبْدُهُ لَا تَكُنْ عَبَدَهُمْ
...............................................
(وَإِذَا شَكَوْتَ إِلَىَ ابْنِ آَدَمَ إِنَّمَا**********تَشْكُوَ الْرَّحِيْمَ إِلَىَ الَّذِىْ لَا يَرْحَمِ)
(لَا تَسْأَلَنَّ بَنَىْ آَدَمَ حَاجَةً ***********وَسَلْ الَّذِىْ أَبْوَابُهُ لَا تُغْلَقُ)
الْايّامِ حُبْلَىْ وَتَلِدُ كُل يَوْمَ جَدِيْدٍ وَإِنَّ فِيْ تَقَلُّبِ الْدَّهْرِ عَجَائِبَ، وَفِيْ تَغَيَّرَ الْأَحْوَالِ مَوَاعِظَ، تَوَالَتْ عَلَيْنَا الْمُنَغِّصَاتِ
، وَتَكَاثَرَتْ النَّكَبَاتِ،وَتَفَاقَمَتِ الْمُشْكِلَاتِ
وَطَغَتْ الْمَادِّيَّاتِ عَلَىَ كَثِيْرٍ مِّنْ الْخَلْقِ فَتُنَكُرُوا لِرَبِّهِمْ وَوَهَنَتْ صِلَتِهِمْ بِهِ.
اعْتَمَدُوا عَلَىَ الْأَسْبَابِ الْمَادِّيَّةِ الْبَحْتَةِ، فَسَادَةٌ مَوْجَاتِ الْقَلَقِ وَالِاضْطِرَابٍ،
وَالْضَّعْفِ وَالْهَوَانِ، وَعَمَّ الْهَلَعِ وَالْخَوْفِ مِنْ الْمُسْتَقْبَلِ،
خَافُوَا عَلَىَ الْمُسْتَقْبَلَ، تَخَلَّوْا عَنْ رَّبِّهِمْ فَتَخَلَّى الْلَّهُ عَنْهُمْ(فَلَمَّا زَاغُوَا أَزَاغَ الْلَّهُ قُلُوْبَهُمْ)
سُبْحَانَ الْلَّهِ!
جَمِيْعُ الْخَلْقِ مُفْتَقِرُونَ إِلَىَ الْلَّهِ-رضوا أم أبوا- مُفْتَقِرُونَ إِلَىَ الْلَّهِ فِيْ كُلِّ شُؤُوْنِهِمْ وَأَحْوَالِهِمْ،
( يَا أَيُّهَا الْنَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَىَ الْلَّهِ وَالْلَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيْدُ).
مُفْتَقِرُونَ فِيْ كُلِّ كَبِيْرَةٍ وَصَغِيْرَه، وَفِيْ هَذَا الْعَصْرُ تَعَلَّقَ الْنَّاسُ بِالْنَّاسِ، وَشَكَا الْنَّاسُ إِلَىَ الْنَّاسِ،
وَلَا بِئْسَ أَنَّ يُسْتَعَانُ بِالْنَّاسِ فِيْ مَا يَقْدِرُوْنَ عَلَيْهِ، لَكِنْ.........................
أَنْ يَكُوْنَ الْمُعْتَمَدُ عَلَيْهِمْ، وَالْسُّؤَالِ إِلَيْهِمْ، وَالْتَّعَلُّقُ بِهِمْ فَهَذَا هُوَ الْهَلَاكُ بِعَيْنِهِ، فَإِنَّ مَنْ تَعَلَّقَ بَشِيٍ وَكُلَّ إِلَيْهِ.
نَعْتَمِدُ عَلَىَ أَنْفُسِنَا وَذَكَائِنا بِكُلِّ غُرُوْرٍ وَعُجْبٍ وَصَلَفٌ، أَمَّا أَنْ نَسْأَلَ الْلَّهَ الْعَوْنَ وَالتَّوْفِيْقَ،
وْنُلِحَّ عَلَيْهِ بِالْدُّعَاءِ، وَنَحْرِصِ عَلَىَ دَوَامِ الْصِّلَةِ بِالْلَّهِ فِيْ كُلِّ الْأَشْيَاءِ، وَفِيْ الْشِّدَّةِ وَالْرَّخَاءِ،
فَهَذَا أُخَرُ مَا يُفَكِّرُ بِهِ بَعْضُ الْنَّاسِ.
فَقِيْرا جِئْتُ بَابَكَ يَا إِلَهِيْ.........وَلَسْتُ إِلَىَ عِبَادِكَ بِالْفَقِيْرِ
غَنِيّا عَنْهُمُ بِيَقِيْنِ قَلْبِيْ...........وَأَطْمَعُ مِنْكَ فِيْ ا لِفَضْلِ الْكَبِيْرِ
الَهِيْ مَا سَأَلْتُ سِوَاكَ عَوْنَا......فَحَسْبِيَ الْعَوْنُ مِنْ رَّبٍّ قَدِيْرِ
الَهِيْ مَا سَأَلْتُ سِوَاكَ عَفُوا.....فَحَسْبِيَ الْعَفْوُ مِنْ رَّبٍّ غَفُوّرِ
الَهِيْ مَا سَأَلْتُ سِوَاكَ هَدْيا.....فَحَسْبِيَ الْهَدِيُّ مِنْ رَّبٍّ بَصِيْرِ
إِذَا لَمْ أَسْتَعِنْ بِكَ يَا الَهِيْ......فَمَنْ عُوْنِيّ سِوَاكَ وَمَنْ مُجِيْرِ
إِنَّ الْفِرَار إِلَىَ الْلَّهِ،(فَفِرُّوٓا إِلَىَ الْلَّهِ إِنِّىٓ لَكُمْ مِّنْهُ نَذِيْرٌ مُّبِيْنٌ) وَاللُّجُوء إِلَيْهِ فِيْ كُلِّ حَالٍ وَفِيْ كُلِّ كَرْبٍ وَهُمْ،
هُوَ الْسَّبِيلُ لَّلتّخَلّصّ مِنْ ضَعْفِنَا وفُتورَنا وَذُلّنَا وَ هَوَانِنَا.
أَيُّهَا الْاكَارِمِ....................
إِنَّ فِيْ هَذِهِ الْدُّنْيَا مَصَائِبَ وَرَزَايَا، وَمَحْنا وَبَلَايَا، آَلِامُ تَضِيْقُ بِهَا الْنُّفُوْسَ،
ومُزْعِجَاتِ تُوَرِّثُ الْخَوْفَ وَالْجَزَعُ، كَمّ فِيْ الْدُّنْيَا مِنْ عَيْنٍ بَاكِيَةٍ ؟
وَكَمْ فِيْهَا مِنْ قَلْبٍ حَزِيِنْ؟
وَكَمْ فِيْهَا مِنْ الضُّعَفَاءِ وَالْمَعْدُوْمِيَّنَ، قُلُوْبُهُمْ تَشْتَعِلُ، وَدُمُوْعُهُمْ تَسِيْلُ ؟
هَذَا يَشُك عِلَّة وَسَقَمَا.
وَذَاكَ حَاجَةً وَفَقْرا.
وَآَخِرُ هَمَّا وَقَلَقا.
عَزِيْزٌ قَدْ ذَلَّ، وَغَنِيٌّ افْتَقَرَ، وَصَحِيْحٌ مَرَضٌ، رَجُلٌ يَتَبَرَّمُ مِنْ زَوْجِهِ وَوَلَدِهِ، وَآَخِرُ يَشُكُّ وَيَئِنُّ مِنْ ظُلْمِ سَيِّدِهِ.
وَثَالِثٌ كَسَدَتْ وَبَارَتِ تِجَارَتِهِ، شَابٌّ أَوْ فَتَاة يَبْحَثُ عَنْ عَرُوْسِ،
هَذَا مَسْحُورٌ وَذَاكَ مَدْيَنَ ، وَرَابِعُ أَصَابَهُ الْخَوْفُ وَوَسْوَسَةُ الْشَّيَاطِيْنِ.
تِلْكَ هِيَ الْدُّنْيَا، تَضْحَكُ وَتَبْكِيْ، وَتَجْمَعُ وَتَشَتَّتَ، شِدَّةُ وَرَخَاءُ وسَّرَاءً وَضَّرَاءً.
يَا أَصْحَابَ الْحَاجَاتِ.
أَيُّهَا الْمَرْضَىَ.
أَيُّهَا الْمَدِيْنُوْنَ.
أَيُّهَا الْمَكْرُوْبِ وَالْمَظْلُوْمُ.
أَيُّهَا الْمُعْسِرُ وَالْمَهمُوْمْ.
أَيُّهَا الْفَقِيْرُ وَالْمَحْرُوْمِ.
يَا مَنْ يَبْحَثُ عَنْ الْسَّعَادَةِ الْزَّوْجِيَّةِ.
يَا مَنْ يَشْكُوَ الْعُقْمِ وَيَبْحَثُ عَنْ الذُّرِّيَّةِ.
يَا مَنْ يُرِيْدُ الْتَّوْفِيْقُ بِالَّدِّرَاسَةِ وَالْوَظِيفِةِ.
يَا مَنْ يَهْتَمُّ لِأَمْرِ الْمُسْلِمِيْنَ.
يَا كُلُّ مُحْتَاجٌ، يَا مَنْ ضَاقَتِ عَلَيْهِ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ.
لِمَاذَا لَا نَشْكُوُ إِلَىَ الْلَّهِ أَمَرَنَا وَهُوَ الْقَائِلُ: (ادْعُوْنِيْ أَسْتَجِبْ لَكُمْ ).
لِمَاذَا لَا نَرْفَعُ أَكُفَّ الضَّرَاعَةِ إِلَىَ الْلَّهِ وَهُوَ الْقَائِلُ: ( فَإِنِّيَ قَرِيْبٌ أُجِيْبُ دَعْوَةَ الْدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ).
لِمَاذَا ضُعْفُ الْصِّلَةِ بِالْلَّهِ، وَقِلَّةُ الْاعْتِمَادِ عَلَىَ الْلَّهِ، وَهُوَ الْقَائِلُ: ( قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّيَ لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ ). لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ.
أَيُّهَا الْمُؤْمِنُوْنَ، أَيُّهَا الْمُسْلِمُوْنَ يَا أَصْحَابَ الْحَاجَاتِ، أَلَمْ نَقْرَأُ فِيْ الْقُرْآَنِ قَوْلُ الْحَقِّ عَزَّ وَجَلَّ: ( فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالْضَّرَّاءِ) لِمَاذَا ؟ ( لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُوْنَ).
فَأَيْنَ نَحْنُ مِنْ الشَّكْوَىْ لِلَّهِ، أَيْنَ نَحْنُ مِنَ الْإِلْحَاحِ وَالْتَّضَرُّعِ الْلَّهِ؟
سُبْحَانَ الْلَّهِ، أَلَسْنَا بِحَاجَةٍ إِلَىَ رَبِّنَا؟
أَنَعْتَمّدّ عَلَىَ قُوَّتِنَا وُحُوْلِنَا، وَالْلَّهُ ثُمَّ وَالْلَّهِ لَا حَوْلَ لَنَا وَلَا قُوَّةَ إِلَا بِالْلَّهِ.
وْالِلَّهِ لَا شِفَاءَ إِلَا بِيَدِ الْلَّهِ، وَلَا كَاشِفَ لِلْبَلْوَىْ إِلَا الْلَّهُ، لَا تَوْفِيْقَ وَلَا فَلَاحَ وَلَا سَعَادَةَ وَلَا نَجَاحَ إِلَا مَنْ الْلَّهِ.
الْعَجِيبُ وَالْغَرِيْبُ أَيُّهَا الْأُخْوَةُ أَنَّ كُلَّ مُسْلِمٍ يَعْلَمُ ذَلِكَ، وَيَعْتَرِفُ بِهَذَا بَلْ وَيُقْسَمُ عَلَىَ هَذَا، فَلِمَاذَا إِذَا تَتَعَلَّقُ الْقُلُوْبُ بِالضُّعَفَاءً الْعَاجِزِيْنَ ؟
وَلِمَاذَا نَشْكُوْ إِلَىَ الْنَّاسِ وَنَلْجأً لِلْمَخْلُوْقِيْنَ ؟
سَلِ الْلَّهَ رَبَّكِ مَا عِنْدَهُ......... وَلَا تُسْأَلُ الْنَاسْ مَا عِنْدَهُمْ
وَلَا تَبْتَغِيَ مَنْ سِوَاهُ الْغِنَىْ..... وَكُنْ عَبْدُهُ لَا تَكُنْ عَبَدَهُمْ
...............................................
(وَإِذَا شَكَوْتَ إِلَىَ ابْنِ آَدَمَ إِنَّمَا**********تَشْكُوَ الْرَّحِيْمَ إِلَىَ الَّذِىْ لَا يَرْحَمِ)
(لَا تَسْأَلَنَّ بَنَىْ آَدَمَ حَاجَةً ***********وَسَلْ الَّذِىْ أَبْوَابُهُ لَا تُغْلَقُ)