• مرحبا بكم

    تم تطوير شبكة ومنتديات الجميزه للتماشى مع التطور الحقيقي للمواقع الالكترونيه وبهدف تسهيل التصفح على زوارنا واعضائنا الكرام لذلك تم التطوير وسيتم ارسال اشعار لكل الاعضاء على بريدهم الالكترونى لإعلامهم بان تم تطوير المنتدى

الديمقراطية ..سراب يحسبه الظمآن ماءا (قضية للنقاش الجاد)

أيها الفضلاء

لنطرح هذا الاسبوع موضوعا للمناقشة العلمية
المبنية على الاسس والقواعد العلمية والمنطقية بعيدا عن الانفعالات والعصبيات
ولاينسى كل من يريد الحوار أن يلبس ثياب الادب ويتحلى بالاخلاق الحسنة
ولنعلم أنها وجهات نظر قد تكون متباينة أو متوافقة
فليعرض كل واحد منا وجهة نظره ولا يحتقر آراء الاخرين أو يقلل من قيمتها

وموضوع اليوم هو ....الديمقراطية

فهيا نشمر السواعد للنقاش الجاد


هبت رياح التغيير على الأمة الإسلامية في أواخر القرن الحادي عشر الهجري / السادس عشر الميلادي ، وفقدت الأمة ريادتها ، وابتدأ الأجانب الكفار يستولون على أراضيها ، ويقتطعون ممتلكاتها.

وهبت الأمة تدافع عن أرضها وعرضها ، وانتصرت مرة وهزمت مرات لكنها لم تتنازل أبداً عن دينها وإسلامها ، ولم تفكر يوماً بترك شريعتها وقرآنها وسنة نبيها صلى الله عليه وسلم حتى استطاع الكفار أن يصنعوا على أعينهم نفراً خطائين من بني جلدتنا أنشأهم إنشاءً ، ورباهم على مفاهيمه وضلالاته ، واستطاعوا أن يبوئوهم المناصب العليا .

ولما خرج الاستخراب العالمي من أرض الإسلام ترك هؤلاء يعيثون في الأرض الفساد ، ويخنقون رقاب العباد ، ويسيطرون على مقاليد الأمور ، فتطلع المسلمون للتخلص من هؤلاء وظلمهم وقهرهم وفسادهم ، فاتجهوا إلى الاشتراكية والشيوعية والقومية فزادتهم وهناً على وهن وضعفاً على ضعف ، وازدادت المظالم ، وتقلصت الحريات إلى أدنى حد .

وجاء الله تعالى بالصحوة الإسلامية وعادت طوائف كثيرة من الناس إلى إسلامها ، وطالبت بحرياتها في تحكيم شرع الله تعالى ، واشتدت سطوة الحكام ، وضيقوا الخناق على شعوبهم أكثر من ذي قبل، وفجأة انهار الاتحاد السوفيتي وانهارت معه كل المفاهيم الشيوعية والاشتراكية ، وصار العالم تبعاً للقوى الغربية الرأسمالية ومفاهيمها ، وسيطر مصطلح الديمقراطية وعلا على كل المصطلحات الأخرى ، وصار الغرب وعلى رأسه أمريكا يبشر بميلاد فجر جديد ومجيء رسالة جديدة إلى العالم كلها ألا وهي الديمقراطية ، وأراد فرضها على الناس أجمعين ، ومن لا يستجيب له فإن هناك من الوسائل ما يضمن الرضوخ والاستجابة ، وحقاً إن هذا شيء عجيب أن تفرض الديمقراطية على الشعوب بالقوة والإكراه ، وفي هذا من التناقض الظاهر ما فيه.

والذي يهمنا ها هنا هو أن نعرف ما هي هذه الديمقراطية التي يبشر بها الغرب ، إنها نظام سياسي يُحكم فيه الشعب بالشعب وبما يريده ، ويضمن التداول السلمي للسلطة ، وإمكان محاسبة المسؤولين عن طريق برلمانات منتخبة ، لكن هل هو كذلك فقط ؟ لا ، إن الديمقراطية تذهب أبعد من ذلك بكثير متوغلة في حياة الناس ، فهي قائمة على اللا دينية (العلمانية) ، وهي كذلك تتحكم في حياة الشعوب بما يريده بعض الشعب وهو المختار في البرلمان فقط وهم بضع مئات ، فإذا أراد هؤلاء المئات ، إباحة اللواط فعلوا ، وإذا أرادوا إباحة زواج المرأة بالمرأة والرجل بالرجل أقدموا وشرعوا وسنوا ، وإذا قرروا أي أمر واجتمع عليه أكثريتهم صار قانوناً ، بقطع النظر تماماً عن الأديان وموقفها من هذا الأمر ، فأنت ترى إذاً أن الديمقراطية ليست نظاماً سياسياً فقط بل أصبحت متصلة بحياة الناس الاجتماعية على وجه لم يسبق له مثيل.

وتطلع المسلمون إلى هذه الديمقراطية المنبتة الصلة بالدين بشغف ، وكل ينظر إليها من منظاره ، فالفاسدون ينظرون إليها على أنها ستحقق لهم شهواتهم ورغباتهم في التحلل أو التخفف من الروابط الشرعية ، والصالحون ينظرون إليها على أنها ستخفف من وطأة الحكام عليهم ، وأنها ستكون مفسحة لحريات كثيرة ، لكنهم لم يفكروا التفكير المناسب في تبعات هذه الديمقراطية ، وصلتها بالشريعة الإسلامية ، وصلتها بالقوى الداخلية والخارجية على النحو التالي :

1- تجربة الديمقراطية في أكثر البلاد العربية والإسلامية تجربة مشوهة مبتورة ، وقد وضعت بسببها وتحت مظلتها عدد من القوانين المضادة المحادة لدين الله تعالى تحت ضغط الأغلبيات البرلمانية البعيدة عن دينها ، والتي لم ينتخب أكثرها وإنما جاءت بسبب تزوير فاضح فادح.

2- القوى الخارجية لا تزيد للبلاد الإسلامية أن تسلك المسلك الديمقراطي الكامل لأنها تعلم أن المسلمين الصالحين الدعاة هم الذين سيسيطرون على البرلمانات آنذاك ؛ لذلك تسلك معهم سياسة الحصان والجزرة ، فتعدهم وتمنيهم ، وفي الوقت نفسه تسعى بقوة لوأد كل توجه ديمقراطي حقيقي ، وما تجربة الجزائر وتركيا عنا ببعيدة.


3- لم ينتبه الدعاة إلى أن المطالبة الملحة بالديمقراطية ، والتنادي بها والاجتماع عليها ، وجعلها مطلباً شعبياً عاماً ، لم ينتبهوا إلى أن هذه المطالبة فيها محذور كبير وهو أن المجتمع الإسلامي صار يرى في الديمقراطية النجاة والحياة السعيدة ، وأنها ستحل له مشكلاته ، إذاً أين النظام الإسلامي ؟! وأين حلوله ؟! وإذا كانت الديمقراطية هي التي تملك مفاتيح الحل فلماذا المطالبة بالنظام الإسلامي إذن ؟ وهذا هو مكمن الخطر في هذه المناداة التي صارت ينادي بها أكثر الصالحين من الدعاة والعاملين بل كثير من المشايخ وطلبة العلم ، وصرت تسمع كثيراً من الدعاة والصالحين يقول الواحد منهم ، أنا ديمقراطي أو يا أخي : كن ديمقراطياً ، وفي المجالس تسمعهم يقولون: فلنكن ديمقراطيين ولنرض بالرأي الآخر ؟! وهل الإسلام يحجر على الرأي الآخر ؟ ! نعم أنا أعلم أن الإسلاميين ينادون بالديمقراطية لسببين : لأنها اللغة السائدة المفهومة في العالم اليوم ، ولأنها خير لهم من النظم الأستبدادية ، لكن ألم يتنبهوا إلى أن صيحة المناداة بالديمقراطية صارت عالية إلى درجة أنه قد تعمى على الناس بسببها المسالك الشرعية الصحيحة ، ولماذا لا يقولون : أنا شوري ، وكن شورياً ، ولنكن شوريين ، وبعض الإسلاميين يقول : الشورى فيها خلاف هل ملزمة أو معلمة ؟ وأنا أقول : لماذا لا نتفق على أنها ملزمة – كما ذهب إلى ذلك كثير من المشايخ المفكرين والدعاة – ونجعلها نظاماً عاماً ننادي به ونطالب ، بل نعرضه على العالم كله على أنه نظام شرعي محكم فيه من الإيجابيات ما هو أفضل من إيجابيات النظام الديمقراطي ، وفي الوقت نفسه يتفادى سلبيات الديمقراطية ومهلكاتها الاجتماعية.

يا قوم : ألا نفهم أن ترداد مصطلح الديمقراطية باستمرار ، والمناداة بها على رؤوس الأشهاد ليل نهار ، وأن تنشأ الأجيال على سماعها والتشوق لتطبيقها فيه من الخطر ما فيه ، وفيها الاعتراف الضمني بل الصريح – أحياناً – بحسن هذا النظام وإحكام وضعه ، وفيه ما فيه من التغاضي عن السلبيات الكثيرة التي تصاحب تطبيقه ؟ ثم ألا ترون أن هذا المناداة بهذا النظام وتمنيه وتنشئة الأجيال على حبه والمطالبة به فيه مهمز عقدي واضح ، وخلل في الفهم والتفكير خطير.

إن أعظم ما يتمناه الغرب أن ينادي الإسلاميون الدعاة الفاهمون - الذين تنبني على جهودهم وصفاء فهومهم الآمال- بالديمقراطية الغربية ويطالبوا بها الهيئات العالمية ، ويطالبوا بها حكامهم ورؤساءهم ، لعمر الحق إن هذا الشيء عجيب يستحق منا التفكير العميق ومراجعة النفس والخروج على العالم بمصطلح الشورى والشورية الذي خفت كثيراً في ظل توهج الديمقراطية المأمولة والمشتهاة !!



 
موضوع رائع

يا محمد صدقى الابراشى

موضوعكم نال أعجابنا وشكرا لكم على الطرح

نأمل منكم المزيد

جزاكم الله خيرا



سعدنا بتواجدكم
لا تحرمونا من هذه المشاركات الجميلة
والمواضيع الهادفة

سبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك


====================
ملحوظة : هذا رد آلي على الموضوع
 
رد: الديمقراطية ..سراب يحسبه الظمآن ماءا (قضية للنقاش الجاد)

ايها الاخوة ..

فقد أصبحت الديمقراطية شعاراً يرفع، وراية يُعمل تحت لوائها، يغنون لها، ويتاجرون على حسابها، بل أصبحت نظاماً للحكم في العديد من الدول حتى هذه التي تقول إن دينها الرسمي هو الإسلام.

وتصورت قطاعات كبيرة من البشر أن المشاكل التي يعانون منها سببها الرئيس هو غياب الديمقراطية الحقيقية، وأنهم يأخذون الديمقراطية بالقطارة، ويَمُن حكامهم عليهم بهذه القطرات البسيطة، وكأنهم يدفعون من جيبهم الخاص، وأن الأنظمة الديكتاتورية تمنع حق الناس في التنعم بظلال الديمقراطية، ويوم تطبق الديمقراطية بحذافيرها فسيعيشون في جنة الأرض، وأنهم سيواصلون مسيرة الجهاد لتحصيل هذه المكاسب الديمقراطية.

بل وخرج بعض من ينتسب للعمل الشرعي يهتف هو الآخر بالديمقراطية الإسلامية، وطالما أن في الإسلام شورى إذاً فالديمقراطية نظام إسلامي، ولا مانع من إضافة هذه الكلمة للإسلام، كما أضيفت من قبل كلمة الاشتراكية وغيرها للإسلام.

من هنا كان واجباً أن نقف هذه الوقفة مع هذه الكلمة التي أصبح تمثل منهجاً نستبين معها معنى كلمة الديمقراطية وكيف نشأت؟ ونزنها بميزان الكتاب والسنة، ونبين فيها حكم من ينادي بالديمقراطية، وهي وقفة واجبة بإذن الله -تعالى-، لأن الدين النصيحة كما في حديث تميم الداري -رضي الله عنه-، قال -صلى الله عليه وسلم-: (الدِّينُ النَّصِيحَةُ. قُلْنَا لِمَنْ؟ قَالَ: لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ) [متفق عليه]، وخصوصاً أنه قد شاع هذا المصطلح وتكلم به الرجال والنساء والكبار والصغار، كثير منهم يظن أنه يحسن الصنع عندما يلوكه بلسانه دون فهم لمعنى الكلمة وما يراد من ورائها.

فيا عباد الله، الحياة بغير الله سراب (يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ) (النور:39).

والعيش بغير منهج الله ضياع ونكد، (فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى . وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا) (طه:123-124)

ويا حسرة على العباد الذي باعوا دينهم بدينا غيرهم، وأضاعوا أنفسهم بمناه وضعية كفرية، واتبعوا أمر كل جبار عنيد، وتابعوا كل شيطان مريد.

وإن الإسلام يعلوا ولا يعلا عليه (وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ . نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ . عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ . بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ) (الشعراء:192-195)

اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، ولا تجعله ملتبساً علينا فنضل، واجعلنا للمتقين إماماً.
 
رد: الديمقراطية ..سراب يحسبه الظمآن ماءا (قضية للنقاش الجاد)

وتصورت قطاعات كبيرة من البشر أن المشاكل التي يعانون منها سببها الرئيس هو غياب الديمقراطية الحقيقية، وأنهم يأخذون الديمقراطية بالقطارة، ويَمُن حكامهم عليهم بهذه القطرات البسيطة، وكأنهم يدفعون من جيبهم الخاص، وأن الأنظمة الديكتاتورية تمنع حق الناس في التنعم بظلال الديمقراطية، ويوم تطبق الديمقراطية بحذافيرها فسيعيشون في جنة الأرض، وأنهم سيواصلون مسيرة الجهاد لتحصيل هذه المكاسب الديمقراطية.

بل وخرج بعض من ينتسب للعمل الشرعي يهتف هو الآخر بالديمقراطية الإسلامية، وطالما أن في الإسلام شورى إذاً فالديمقراطية نظام إسلامي، ولا مانع من إضافة هذه الكلمة للإسلام، كما أضيفت من قبل كلمة الاشتراكية وغيرها للإسلام
وفي الجعبة الكثير والكثير .........ولكن اكتفي بهذه الكلمات المقتبسة، وشكرا على الموضوع الرائع ........ولي رجعة.
 
رد: الديمقراطية ..سراب يحسبه الظمآن ماءا (قضية للنقاش الجاد)

مرورك يشرفنا أبا عمر

لا عدمنا آراءك الثاقبة

ووجهات نظرك الموضوعية
 
رد: الديمقراطية ..سراب يحسبه الظمآن ماءا (قضية للنقاش الجاد)

وتطلع المسلمون إلى هذه الديمقراطية المنبتة الصلة بالدين بشغف ، وكل ينظر إليها من منظاره ، فالفاسدون ينظرون إليها على أنها ستحقق لهم شهواتهم ورغباتهم في التحلل أو التخفف من الروابط الشرعية ، والصالحون ينظرون إليها على أنها ستخفف من وطأة الحكام عليهم ، وأنها ستكون مفسحة لحريات كثيرة ، لكنهم لم يفكروا التفكير المناسب في تبعات هذه الديمقراطية ، وصلتها بالشريعة الإسلامية ، وصلتها بالقوى الداخلية والخارجية
 
رد: الديمقراطية ..سراب يحسبه الظمآن ماءا (قضية للنقاش الجاد)

بشروا ولا تنفروا ويسروا ولا تعسروا

سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
 

اصلان

Member
رد: الديمقراطية ..سراب يحسبه الظمآن ماءا (قضية للنقاش الجاد)

الحمد لله
أولاً:
الديمقراطية ليست كلمة عربية ، بل هي مشتقة من اليونانية ، وهي مجموعة من كلمتين : الأولى : Demos ( ديموس ) ، وتعني : عامة الناس ، أو الشعب ، والثانية : Kratia ( كراتيا ) ، وتعني : حكم ، فيصبح معناها : حكم عامة الناس ، أو : حكم الشعب .
ثانياً:
الديمقراطية نظام مخالف للإسلام ؛ حيث يجعل سلطة التشريع للشعب ، أو من ينوب عنهم (كأعضاء البرلمان) ، وعليه : فيكون الحكم فيه لغير الله تعالى ، بل للشعب ، ونوابه ، والعبرة ليست بإجماعهم ، بل بالأكثرية ، ويصبح اتفاق الأغلبية قوانين ملزمة للأمة ، ولو كانت مخالفة للفطرة ، والدين ، والعقل ، ففي هذه النظم تم تشريع الإجهاض ، وزواج المثليين ، والفوائد الربوية ، وإلغاء الأحكام الشرعية ، وإباحة الزنا وشرب الخمر ، بل بهذا النظام يحارب الإسلام ويحارب المتمسكين به .
وقد أخبر الله تعالى فيه كتابه أن الحكم له وحده ، وأنه أحكم الحاكمين ، ونهى أن يُشرك به أحد في حكمه ، وأخبر أن لا أحد أحسن منه حكماً .
قال الله تعالى : ( فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ ) غافر/12 ، وقال تعالى : ( إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ ) يوسف/40 ، وقال تعالى : (أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ) التين/8 ، وقال تعالى : ( قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً ) الكهف/26 ،
وقال تعالى : ( أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ) المائدة/50 .
والله عز وجل هو خالق الخلق ، وهو يعلم ما يَصلح لهم وما يُصلحهم من أحكام ، والبشر يتفاوتون في العقول والأخلاق والعادات ، وهم يجهلون ما يصلح لهم فضلا أن يكونوا على علم بما يَصلح لغيرهم ، ولذا فإن المجتمعات التي حكمها الشعب في التشريعات والقوانين لم يُر فيها إلا الفساد ، وانحلال الأخلاق ، وتفسخ المجتمعات .
مع التنبيه على أن هذا النظام تحول في كثير من الدول إلى صورة لا حقيقة لها ، ومجرد شعارات يُخدع بها الناس ، وإنما الحاكم الفعلي هو رأس الدولة وأعدائه ، والشعب مقهور مغلوب على أمره .
ولا أدل على ذلك من أن هذه الديمقراطية إذا أتت بما لا يهواه الحكام داسوها بأقدامهم ، ووقائعُ تزوير الانتخابات وكبت الحريات وتكميم أفواه من يتكلمون بالحق : حقائقُ يعلمها الجميع ، لا تحتاج إلى استدلال .
وليس يصلح في الأذهان شيء إذا احتاج النهار إلى دليل
جاء في " موسوعة الأديان والمذاهب المعاصرة " ( 2 / 1066 ) :
"ديمقراطية نيابية :
أحد مظاهر النظم الديمقراطية التي يمارس فيها الشعب مظاهر السيادة بواسطة مجلس منتخب من نواب من الشعب ، وفيها يحتفظ الشعب بحق التدخل المباشر لممارسة بعض مظاهر السيادة عن طريق وسائل مختلفة ، أهمها :
1. حق الاقتراع الشعبي : بأن يقوم عدد من أفراد الشعب بوضع مشروع للقانون مجملاً أو مفصَّلاً ، ثم يناقشه المجلس النيابي ويصوِّت عليه .
2. حق الاستفتاء الشعبي : بأن يُعرض القانون بعد إقرار البرلمان له على الشعب ليقول كلمته فيه .
3. حق الاعتراض الشعبي : وهو حق لعدد من الناخبين يحدده الدستور للاعتراض في خلال مدة معينة من صدوره ، ويترتب على ذلك عرضه على الشعب في استفتاء عام ، فإن وافق عليه نُفِّذ… وإلا بطل ، وبه تأخذ معظم الدساتير المعاصرة .
ولا شك في أن النظم الديمقراطية أحد صور الشرك الحديثة في الطاعة والانقياد أو في التشريع ، حيث تُلغى سيادة الخالق سبحانه وتعالى وحقه في التشريع المطلق ، وتجعلها من حقوق المخلوقين ، والله تعالى يقول : ( مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ) يوسف/40 ، ويقول تعالى : ( إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ ) الأنعام/57 " انتهى .
ثالثاً :
يظن كثير من الناس ، أن لفظ " الديمقراطية " يعني : الحرية ! وهذا ظن فاسد ، وإن كانت الحرية هي إحدى إفرازات " الديمقراطية " ، ونعني بالحرية هنا : حرية الاعتقاد ، وحرية التفسخ في الأخلاق ، وحرية إبداء الرأي ، وهذه أيضا لها مفاسد كثيرة على المجتمعات الإسلامية ، حتى وصل الأمر إلى الطعن في الرسل والرسالات ، وفي القرآن والصحابة ، بحجة " حرية الرأي " ، وسُمح بالتبرج والسفور ونشر الصور والأفلام الهابطة بحجة الحرية ، وهكذا في سلسلة طويلة ، كلها تساهم في إفساد الأمة ، خلقيّاً ، ودينيّاً.
وحتى تلك الحرية التي تنادي بها الدول من خلال نظام الديمقراطية ليست على إطلاقها ، فنرى الهوى والمصلحة في تقييد تلك الحريات ، ففي الوقت الذي تسمح نظمهم بالطعن في الرسول محمد صلى الله عليه وسلم والقرآن ، بحجة حرية الرأي : نجد منع هذه الحرية في مثل الكلام عن " محرقة النازيين لليهود " ! بل يتم تجريم وسجن من ينكر هذه المحرقة ، مع أنها قضية تاريخية قابلة للإنكار .
وإذا كان هؤلاء دعاة حرية : فلماذا لم يتركوا الشعوب الإسلامية تختار مصيرها ودينها ؟! ولماذا قاموا باستعمار بلدانهم وساهموا في تغيير دينهم ومعتقدهم ؟ وأين هذه الحريات من مذابح الإيطاليين للشعب الليبي ، ومن مذابح الفرنسيين للشعب الجزائري ، ومن مذابح البريطانيين للشعب المصري ، ومن مذابح الأمريكان للشعبين الأفغاني والعراقي ؟!
والحرية عند أدعيائها يمكن أن تصطدم بأشياء تقيدها ، ومنها :
1. القانون ، فليس للإنسان مطلق الحرية أن يسير في عكس اتجاه السير في الشارع ، ولا أن يفتح محلا من غير ترخيص ، ولو قال " أنا حر " لم يلتفت له أحد .
2. العرف ، فلا تستطيع امرأة عندهم – مثلاً – أن تذهب لبيت عزاء وهي تلبس ملابس البحر ! ولو قالت " أنا حرَّة " لاحتقرها الناس ، ولطردوها ؛ لأن هذا مخالف للعرف .
3. الذوق العام ، فلا يستطيع أحد منهم – مثلاً – أن يأكل ويخرج ريحاً أمام الناس ! بل ولا أن يتجشأ ! ويحتقره الناس ولو قال إنه حر .
ونقول بعد هذا :
لماذا لا يكون لديننا أن يقيِّد حرياتنا ، مثل ما قُيدت حرياتهم بأشياء لا يستطيعون إنكارها ؟! ولا شك أن ما جاء به الدين هو الذي فيه الخير والصلاح للناس ، فأن تمنع المرأة من التبرج ، وأن يمنع الناس من شرب الخمر ، وأكل الخنزير ، وغير ذلك : كله لهم فيه مصالح ، لأبدانهم ، وعقولهم ، وحياتهم ، ولكنهم يرفضون ما يقيِّد حرياتهم إن جاء الأمر من الدين ، ويقولون " سمعنا وأطعنا " إن جاءهم الأمر من بشرٍ مثلهم ، أو من قانون !

رابعاً :
ويظن بعض الناس أن لفظ " الديمقراطية " يعادل " الشورى " في الإسلام ! وهذا ظن فاسد من وجوه كثيرة ، منها :
1. أن الشورى تكون في الأمور المستحدثة ، أو النازلة ، وفي الشؤون التي لا يفصل فيها نص من القرآن أو السنَّة ، وأما " حكم الشعب " فهو يناقش قطعيات الدين ، فيرفض تحريم الحرام ، ويحرِّم ما أباحه الله أو أوجبه ، فالخمور أبيح بيعها بتلك القوانين ، والزنا والربا كذلك ، وضيِّق على المؤسسات الإسلامية وعلى عمل الدعاة إلى الله بتلك القوانين ، وهذا فيه مضادة للشريعة ، وأين هذا من الشورى ؟!
2. مجلس الشورى يتكون من أناسٍ على درجة من الفقه والعلم والفهم والوعي والأخلاق ، فلا يُشاور مفسد ولا أحمق ، فضلاً عن كافر أو ملحد ، وأما مجالس النيابة الديمقراطية : فإنه لا اعتبار لكل ما سبق ، فقد يتولى النيابة كافر ، أو مفسد ، أو أحمق ، وأين هذا من الشورى في الإسلام ؟! .
3. الشورى غير ملزمة للحاكم ، فقد يقدِّم الحاكم رأي واحدٍ من المجلس قويت حجته ، ورأى سداد رأيه على باقي رأي أهل المجلس ، بينما في الديمقراطية النيابية يصبح اتفاق الأغلبية قانوناً ملزماً للناس .
إذا عُلم هذا فالواجب على المسلمين الاعتزاز بدينهم ، والثقة بأحكام ربهم أنها تُصلح لهم دنياهم وأخراهم ، والتبرؤ من النظم التي تخالف شرع الله .
وعلى جميع المسلمين – حكَّاماً ومحكومين – أن يلتزموا بشرع الله تعالى في جميع شؤونهم ، ولا يحل لأحدٍ أن يتبنى نظاماً أو منهجاً غير الإسلام ، ومن مقتضى رضاهم بالله ربّاً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيّاً ورسولاً أن يلتزم المسلمون بالإسلام ظاهراً وباطناً ، وأن يعظموا شرع الله ، وأن يتبعوا سنَّة النبي صلى الله عليه وسلم .
نسأل الله أن يعزنا بالإسلام ، وأن يرد كيد الخائنين .
والله أعلم
 
رد: الديمقراطية ..سراب يحسبه الظمآن ماءا (قضية للنقاش الجاد)

سلم الله لسانك و جرد قلمك وأنار عقلك وسدد رأيك الي الحق و العدل .
كما نرجوا التأكيد علي عيوب الديمقراطية التي بطبيعة الحال غير موجودة في الشريعة الاسلامية - مع تأصيل فكرة أن ( مهما كان العمل متقنا و مبنيا علي أسس علمية وفكر نظري و تجارب علمية فإنه عمل بشري لا يخلوا بأي حال من الأحوال من النقص و الخلل الذي يودي بحياة البشرية الي الهلاك و خير دليل علي ذلك مفاعل تيشرنوبيل و مفاعلات اليابان التي لم تصمد أمام زلزال الجمعة 4 مارس 2011 و يخشى العالم كله من كارثة نووية جديدة ) أما القرآن- فلا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من رب العالمين - نزل ليكون دستورا عمليا لكل الناس في كل زمان و في كل مكان و في كل مجتمع ومع كل تطور - و نرجوا منكم التأكيد علي أن هذا الشرع الحنبيف لم يأت فقط لتوضيح العبادات من صلاة وصوم وحج وزكاة - بل جاء لبناء المجتمعات - و لكم في تاريخ المسلمين عبرة يا أولي الألباب لعلكم تفلحون -- انظر الي التاريخ وكيف حكم - ابو بكر الصديق وعمر وعثمان وعلي و عمر بن عبدالعزيز و الامويين و العباسيين وصلاح الدين - دولتهم بالشرع الاسلامي لا بالأحكام والوضعية ولا بالآراء البشرية التي يشوبها كثير من القصور و النقصان الذي يودي بحياة البشرية جمعيا و أنظر معي الي الإشتراكية التي أودت بالإتحاد السوفيتي الي عالم النسيان .
الشريعة الإسلامية ما أعظمها و ما أشملها و ما أعرقها فعليكم أيها الدعاة أن توضحوا للناس و خاصة الملقبون بالمثقفين ( حسيث أن ثقافتهم بنيت علي الاشتراكية و العلمانية و قبول كل ما هو غربي دون عرضه علي الشرع أو العقل السليم و رفض كل ما هو اسلامي غير انهم بالكاد يعرفون كيف يؤدون الصلاة و يصومون رمضان و يعرفون بعضا عن حكم الحج في الاسلام و يجهلون أمور الزكاة هذا حال كثير مما يطل علينا ليل نهار علي صفحات الصحف و علي شاشات التلفاز و تجدهم يتحدثون في أمور فقهيه لا علم لهم بها !!!!)
وأخيرا أدعوا الله أن يسلم المسلمين و أن يولي أمورنا خيارنا و أن يصلح ذات بيننا و أن يسلم مصر بلدنا من الفتن ما ظهر منها و ما بطين و أن يهدينا الي صواب الرشاد .
 
رد: الديمقراطية ..سراب يحسبه الظمآن ماءا (قضية للنقاش الجاد)

أخى أصلان والاخ أبو صلاح

أشكركم على زياداتكم وتعليقاتكم الرائقة

لا عدمنا وجودكم وإطلالاتكم
 
أعلى