• مرحبا بكم

    تم تطوير شبكة ومنتديات الجميزه للتماشى مع التطور الحقيقي للمواقع الالكترونيه وبهدف تسهيل التصفح على زوارنا واعضائنا الكرام لذلك تم التطوير وسيتم ارسال اشعار لكل الاعضاء على بريدهم الالكترونى لإعلامهم بان تم تطوير المنتدى

الطلاق المبكر ظاهرة يجب التصدي لها ..

كثيراً ما تصل الخلافات الزوجية إلى طريق مسدود، فيتناسى الطرفان كل لحظات الحب والشوق واللهفة التي جمعتهما، ويبدأ مسلسل تبادل الاتهامات والصراخ والتهديد لينتهي كل شيء ويهدم بيت يضم زوجين وأبناء جراء كلمة واحدة قد ينطق بها الزوج دون وعي وإدراك للعواقب، أو قد تصل الزوجة بعنادها إلى أبسط حل ـ حسب وجهة نظرها ـ يرحمها .


وهو أن تقول طلقني، نعم إن هذا واقع لا يمكن كتمانه أو حتى التهاون فيه، فما أسهل الطلاق في وقتنا هذا، وليس بأدل على ذلك من أن نرى شباباً وفتياناً في عمر الزهور وقد التصقت بهم كلمة مطلق أو مطلقة لأنه لم يكد يمر على زواجهم أشهر معدودة أو سنين لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة حتى جاء الطلاق لينقلهم الى حياة يصعب تخيل ماهيتها.


وهذا ما يُطلق عليه المختصون في شئون الأسرة بالطلاق المبكر، لذا سارع الموجهون الأسريون بدائرة عمل دبي وتحديداً بقسم التوجيه والإصلاح الأسري إلى إعداد دراسة حول ظاهرة الطلاق المبكر وآثاره وسبل العلاج دون إغفال ذكر مسبباته، وعليه فإننا نعرض لكم اليوم أبرز ما جاء في الدراسات من آراء تستحق الوقوف عندها أملاً في حياة زوجية تستمر العمر كله.


بداية يقول عبدالسلام درويش ـ رئيس قسم التوجيه والإصلاح الأسري: نعيش هذه الأيام في عالم سريع التغير، حيث الجميع يبحث عن السرعة في كل شيء، سيارات سريعة، طائرات سريعة، بل امتد الطلب على السرعة الى العبادات فأصبحنا نسمع بالحج السريع والمسجد الذي يصلي التراويح بأسرع ما يمكن، وأصبح الناس لا يطيقون التأخير في أي شيء من أمور حياتهم فيحتاجون الى الحلول السريعة ويأكلون الوجبات السريعة... وهكذا.


ومن ضمن الاشكاليات التي واكبت هذا التطور السريع هو الطلاق السريع، بل إن شئت فقل الزواج السريع المؤدي الى الطلاق السريع وعندما نتكلم عن الطلاق السريع فإننا نتحدث عن حالات كثيرة في المجتمع لا يستمر الزواج فيها أكثر من سنة بل الكثير منها قبل الدخول، ولقد مرّت على القسم حالات طلاق بعد ساعات من إجراء عقد الزواج .


وقبل أن يتمكن المأذون من تصديق عقد الزواج في المحكمة. عجيب هذا التساهل في الطلاق وقطع العلاقة الزوجية التي سماها رب العالمين بالميثاق الغليظ، بحيث أصبح الطلاق ألعوبة في ألسنة كثير من الرجال، وبالمقابل أصبح طلب الطلاق من قبل المرأة أسهل عليها من أي شيء آخر.


ولو أردنا أن نقف على الأسباب المؤدية الى هذه المشكلة سنجد عدة أمور منها: سوء الاختيار، فالزواج القائم على الشكل الخارجي والبعيد كل البعد عن الأخلاق والدين نهايته الى الفشل، لأن الجمال بلا أخلاق سيختفي بمجرد مشاهدة الرجل لامرأة أجمل من زوجته في الشارع أو الوظيفة، وكذلك الحال بالنسبة للمرأة التي تستعجل الاختيار لمجرد الفراغ العاطفي .


ودغدغة المشاعر الذي مارسه الطرف الآخر تجاهها ولمجرد الخروج من منزل الأهل بسبب الرقابة المستمرة أو لمجرد الحصول على المال، كل هذه الأمور تدفع الزوجة الى طلب الطلاق بعد أشهر عندما تكتشف ان السعادة والمودة والرحمة في الحياة الزوجية لا يمكن أن تتوفر بالمال والسفر والمشاعر الزائفة المؤقتة.


ويضيف: ومن الأسباب الأخرى للطلاق المبكر نذكر الأمية الأسرية، فمن خلال الواقع الذي نعيشه نلاحظ ان من أهم أسباب الطلاق المبكر جهل الأزواج طريقة التعامل، وفهم النفسيات، حيث إن الزوج والزوجة لم يستلم كل منهما النشرة التعريفية عن الطرف الآخر، ولهذا نجد أن غالبية حالات الطلاق تقع بعد عدة أشهر من الزواج ومعظمها بسبب عدم التفاهم أو التأقلم.


ومن الأسباب الأخرى سوء التنشئة الاجتماعية، حيث إن من الإشكاليات التي نلاحظها في الأزواج المطلقين في السنة الأولى من الزواج هو طريقة التنشئة التي عاشوها في بيوتهم حيث إن الكثير منهم يملك صفة اللامبالاة والإهمال والاتكالية وعدم تقديس الحياة الزوجية، ونجد أن الكثير من الشباب يُربى وفق قيم خاطئة تضخم من دوره كرجل وتبرر له الخطأ وفي المقابل تقلل من قيمة المرأة وتضعها في هامش الحياة.


ولهذا فنحن بحاجة لأن ننشئ الأبناء تنشئة سوية قائمة على منهج صحيح هو كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم، ولا نغفل كذلك ونحن نذكر أسباب الطلاق المبكر أن نركز على مسألة سرعة الاستفزاز والغضب، حيث نلاحظ أن كثيراً من حالات الطلاق عبارة عن ردات فعل نتيجة موقف بسيط في الحياة الزوجية، فما أصبحنا نجد الرجل الصبور الذي يستوعب قول النبي صلى الله عليه وسلم لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها آخر.


بل الأعجب من ذلك أن الرجل من سرعة غضبه أحياناً واستفزازه السريع انه يطلق قبل وصوله الى المنزل وذلك عن طريق الرسائل الالكترونية سواء في الهاتف أو الحاسوب، فأين نحن من تطبيق شرع الله بضرورة إيقاع طلاق المرأة في طهر ما مسها فيه، ولهذا انتشر الطلاق البدعي المخالف لشرع الله نتيجة هذا التعجل.


ويوضح عبدالسلام درويش إن إيقاع الطلاق المبكر والمتعجل له أضرار اجتماعية ونفسية واقتصادية على الطرفين والعائلتين بل والمجتمع كله، ومن هذه الآثار، زيادة عدد المطلقات في المجتمع وخاصة من فئة صغار السن واللواتي لا تتجاوز أعمارهن العشرين سنة. علاوة على تفكيك الروابط العائلية والأسرية، حيث إن الطلاق السريع والمفاجئ يسبب توتراً بين العوائل، فهذا الطلاق ليس معناه انفصال الزوج عن زوجته فقط بل حدوث خصام بين الأسر.


ولا ننسى كذلك الخسائر الاقتصادية للطرفين حيث إن الطلاق المبكر والذي جاء بعد الزفاف بأشهر معدودة تكون وراءه التزامات مادية كثيرة، فالزوج لم يخرج من اشكاليات مصاريف العرس ليفاجأ بضرورة دفع المؤخر ونفقة العدة وإذا كان هناك طفل فلابد من توفير مسكن حضانة ونفقة حضانة وغيرها من الالتزامات الكثيرة وكذلك الزوجة التي صرفت عشرات الآلاف حتى تظهر في يوم عرسها في منظر .


ومظهر جميل، يتبخر حلمها ومالها بعد أشهر لتجد نفسها تحمل ورقة طلاقها وترجع الى منزل أهلها، مضيفاً أن تأثير الطلاق المبكر على الأبناء كبير، وخاصة عندما نعلم ان غالبية حالات الطلاق المبكر تكون فيها المرأة حاملاً أو عندها طفل واحد، هذا الطفل الذي يعيش غالباً مع أمه يفتقر إلى أب ويعيش في عقدة النقص.


وأخيراً يؤكد رئيس قسم التوجيه والإصلاح الأسري أن ما من داء إلا وله دواء، ومشكلة الطلاق المبكر أصبحت ظاهرة خطيرة ونحن بحاجة للوقوف مجديداً لتصحيح هذا الاشكال وهي قضية مجتمع بأكمله أفراداً ومؤسسات لأنه مسئولية تربية جيل كامل على احترام الزواج كمؤسسة مقدسة لا يصح التلاعب فيها أو الاستهتار بإنشائها وتكوينها، ويمكن أن نضع بعض الحلول المناسبة لهذه المشكلة ونذكر منها:


ـ ضرورة إيجاد مادة تدريسية في المناهج المدرسية في قضية العلاقة ما بين الرجل والمرأة واحترام مكانة المرأة في الإسلام، وأن يكون هناك مساق إجباري لطلاب الجامعات والكليات في الثقافة الأسرية وذلك لتأهيلهم للحياة الزوجية.


ـ زيادة الوعي الاجتماعي والأسري وذلك من خلال وسائل الإعلام المختلفة وخاصة في وضع علاجات للمشاكل والخلافات الزوجية وفهم النفسيات.


ـ تنظيم دورات مستمرة للمتزوجين الجدد وذلك لتهيئتهم للحياة الزوجية وإيجاد آلية لجعلها إلزامية للجميع.


ـ التعجيل بإصدار قانون الأحوال الشخصية وسن قوانين تحد من ظاهرة الطلاق المبكر وأخذ الآراء الشرعية الميسرة في احتساب حالات الطلاق نوعاً وعدداً.


طلاق من النظرة الأولى


هكذا أراد الموجه الأسري عبيد خلفان سبت أن يُعَنْوِنْ كلامه موضحاً: نقصد من وراء هذا العنوان الإشارة للطلاق الذي يقع في السنة الأولى من الزواج أو السنوات الثلاث الأولى من عمر الزوجين في حياتهما الزوجية أو ما يقع في الأشهر الأولى من سنة الزواج الأولى، وكذلك الطلاق الذي يحدث قبل الدخول وهذا النوع من الطلاق بدأ يظهر على الساحة الزواجية بشكل واضح وخطير وما يستدعي كل مهتم أو مختص بالشئون الأسرية والمجتمعية أن يقف وقفة جادة مع هذه الظاهرة إن صح تسميتها بظاهرة.


أسباب الطلاق المبكر


بالوقوف على 300 حالة خليجية وقعت في الطلاق تبينت الأسباب التالية:


ـ 28% كان سبب طلاقهم عدم التفاهم.


ـ 22% السبب تدخل الأهل في شئون الزوجين.


ـ 8% السبب عدم تحمل الزوجين لمسئولياتهما الأسرية.


ـ 6,6% صغر سن الزوجين وقلة الخبرة والزواج المبكر.


ـ 6,4% فرق المستوى العلمي والثقافي بين الزوجين.


ـ 3% الخيانة الزوجية من أحد الزوجين.


ـ 6,5% الزواج التقليدي.


هذه الإحصائية تشير الى عموم الطلاق في الخليج والإمارات بينما من وجهة نظري فإنني أرى أن الطلاق المبكر قد تختلف أسبابه عن بعض هذه الأسباب شيئاً ما ومن ذلك:


ـ غياب دور الأسرة في التوجيه والمتابعة وخصوصاً في الأشهر والسنوات الأولى من الزواج.


فبعد أن كانت الأسرة السائدة في الإمارات والخليج هي الأسرة الممتدة التي يأتي التوجيه فيها من مصادر عدة للزوجين الجديدين أصبح الواقع الذي يفرض نفسه اليوم هو ظهور الأسرة النووية الصغيرة المكونة من الزوجين حديثي العهد بالمشاكل الأسرية والحياة الزوجية ما يجعل حكمهما على الأحداث وعلاجهما للمشاكل وحسمهما للخلافات سريعاً بحيث يصبح أفضل وأسرع وأسهل حل قول الزوجة للزوج (طلقني) أو قول الزوج (انت طالق) دون الاكتراث بما يترتب على هذا الأمر من عواقب ومشاكل لا على الزوجين فحسب بل حتى على ذويهما وأسرهما والعلاقة بين العائلتين أو القبيلتين فيما بعد.


ـ المزاجية والأحادية في اتخاذ الطلاق (الطلاق التعسفي).


ـ عدم استشعار واحترام مفهوم الأسرة وكيانها.


ـ غياب مفهوم تكوين الأسرة من أجندة الكثير من الشباب والفتيات.


ـ عدم الواقعية وتوقع المشاكل والعقبات عند الإقبال على هذه الحياة الجديدة (الحياة الزوجية) والدخول إليها برومانسية خيالية، وعدم الرغبة في تعلّم فنون احتواء المشكلات الزوجية.


ـ منحة صندوق الزواج وهي من الأسباب الخارجية التي أصبح لها دور في حدوث الطلاق المبكر.


ـ تدخل أسر الطرفين بشكل مستمر بطريقة هدامة غير بناءة وهو سبب خارجي أيضاً.


ـ عدم وجود قوانين تردع الشباب وتحد من استهتارهم وطلاقهم غير المبرر ولا غرابة في ذلك، ومن أمن العقاب أساء الأدب.


ويتطرق الموجه الأسري إلى الحديث عن أضرار وآثار الطلاق المبكر فيقول: للطلاق المبكر أضرار وآثار كثيرة وكبيرة، سواء على المطلق أو المطلقة وحتى على أسر وعوائل الطرفين، وهذه الآثار تتعدد وتتنوع بين الآثار النفسية والاجتماعية والسلوكية وأخيراً الاقتصادية حيث يسهم الطلاق المبكر في:


ـ حدوث هزة نفسية وصدمة عاطفية ليس لدى المرأة فقط، بل حتى الرجل، بل إن الدراسات تشير الى ان الرجل ليس أقل تأثراً من المرأة بمثل هذه الحادثة.


ـ الحرمان من الزواج وهما في ذرورة شبابهما، لذلك نجد الرجل يتغلب على تلك الصدمة بالزواج مرة أخرى وعادة ما يكون مثل هذا الزواج وبالأخص في السنة الأولى من الطلاق كرد فعل وعادة ما يفشل أيضاً في حين تشير الدراسات الى ان المرأة تأخذ وقتاً أطول مقارنة بالرجل إلى ان تتزوج.


3 ـ عادة ما يكون الطلاق فجأة ودون علم الزوجة فيتسبب في حدوث صدمة عظيمة للزوجة واهلها.


4 ـ عادة ما يكون دون رغبة او رضا من احد الزوجين مما يتسبب باصاب الطرف الرافض بصدمة نفسية كبيرة لحرصه على بقاء واستمرار الحياة الزوجية.


5 ـ الطلاق يشكل عبئا ماديا على كلا الزوجين وان لم يوجد ابناء فالزوج حتى يصل ليوم الزفاف يكون قد انفق الكثير، والزوجة قد تكون ضحت بالكثير من مالها وأهلها واحيانا حتى بوظيفتها لان الزوج لا يريد لها ان تعمل.


6 ـ تعرض الزوجة للأذى الاجتماعي ومن ذلك تنصل الزوج وعدم اعترافه بالدخول لكي لا يخسر المهر كله ان كان هو الراغب في الطلاق.


7 ـ نظرة المجتمع لهذه الزوجة وتساؤلهم عن سبب تطليقها بعد اسبوعين من الزواج والدخول؟


اما عن سبل العلاج والوقاية من هذا الطلاق فيقول:


1 ـ التوعية بجميع انواع الطلاق وتسليط الضوء على هذه الظاهرة.


2 ـ تكثيف الحملات الاعلامية ووجوب تعاون وسائل الاعلام المقروءة والمسموعة والمرئية في سبل حل هذه الظاهرة ومثيلاتها.


3 ـ تضافر الجهات المسئولة للحد من هذا الاستهتار ووضع الحدود للشباب لعدم التمادي والتساهل والتلاعب بهذا الامر من تعزيز وعقوبات صارمة وغرامات مالية وحبس ان استدعى الامر لذلك.


4 ـ ادخال الشباب في دورات لمدة اسبوع على الا يعقد لاحد الا بعد اجتياز هذه الدورات بنجاح اجازة براتب.


5 ـ الزام الزوجات بإرجاع المهر كاملا للزوج حتى ولو بعد الدخول ان كانت هي الراغبة في ذلك ولو بعد سنة من الزواج اذا كان طلب الزواج من غير سبب.


انعكاسات مجتمعية


حول ظاهرة الطلاق المبكر وانعكاساته على المجتمع يقول خليفة المحرزي ـ موجه اسري بقسم التوجيه والاصلاح الاسري بدائرة عدل دبي: ان آفة الطلاق المبكر الذي تتصاعد وقوع حالاته في المجتمع الاماراتي ظاهرة تنذر بالخطر الكبير على كل افراد المجتمع ومؤسساته المختلفة، ففي وقوع الطلاق دمار للاسرة والافراد وربما كان الطلاق المبكر في ظاهرة قضية امرأة استسلمت لقرار غير مسئول يتخذه الرجل .


ولكنني اراها قضية مجتمع ومسئولية تربية جيل على احترام الزواج كمؤسسة مقدسمة لا يصح التلاعب بها او الاستهتار بانشائها وتكوينها، ان البداية ليست في رجل اتخذ قرار الطلاق بل في اساليب التنشئة الاجتماعية القاصرة عن تنشئة الطفل دون خضوع لتقليدية القيم الذكورية والانثوية، انها مسئولية انجاب الحياة، وتربية الاجيال، ورعاية البشرية جمعاء فهل تقدر هذه الفتاة على اداء هذه المهمة؟ انتشرت خلال الاونة الاخيرة مجموعة من الظواهر الاجتماعية ذات المردود الخطير على المجتمع بأسره لعل من ابرزها ظاهرة الطلاق المبكر او المدمر اذا تناسبت التسمية لما لها من أثار وانعكاسات سلبية.


ومن خلال التعامل مع الحالات الواردة وجدنا ان البعض من الازواج يسلكون انماطا محددة سلفا بامكان المتخصص في الارشاد الاسري ان يتنبأ بوقوع الطلاق من خلال وجودها ومن ابرز هذه الانماط التفاعلات السلبية المتكررة بين الزوجين، فهناك انماط ثابتة من خلال العلاقة الزوجية كفيلة بتعطيل العلاقة الزوجية بعد فترة قصيرة من قيامها اذ نلاحظ مدى حساسية الفترة القصيرة التي يمر بها الزوجان بعد الزواج مباشرة، مما يمكن وصف تلك الفترة بالفترة المشحونة التي يكون خلالها الزوجان.


مشحونين بأحاسيس ومشاعر سلبية، نظرا للفترة القصيرة التي بينهما، كما تلعب التربية المنزلية والصورة الذهنية المتراكمة عن الزواج دورا كبيرا في ترسيخ هذا الشعور السلبي مما ينذر بوقوع الخطر في اي وقت، فالزوج عندما يتربى على عادات وقيم لا تراعي خلالها المنهجية السليمة المطلوبة لانجاح الحياة الاسرية فلن يحاسبه المجتمع او يلزمه بتقديم مبررات اذا ما قام بتدمير علاقة زوجية دون سبب .


وجيه، وقد تخضع المرأة للظلم كونها تشعر بعدم الجدوى من الاعتراض فالمجتمع ينظر اليها على انها تسببت في حدوث الطلاق كونها الطرف المعني بنجاح الزواج وفشله دون المام بأهمية دور كلا الطرفين في بناء المؤسسة الزواجية وانجاحها وهذا يؤدي الى تبعات خطيرة تتراكم آثارها السلبية في المجتمع مع تكرار هذه الحالات لمن يدفع الثمن الاغلى في مأساة الطلاق المبكر. كما يلعب الطلاق السابق في العائلة سواء عائلة الزوج او الزوجة دورا اساسيا.


حيث يكرر الابناء والبنات ما حدث لوالديهم في السابق ويتنامى هذا الشعور اثناء التجربة الواقعية للزواج، لا يعني هذا ان الطلاق ينتقل بالوراثة بين الاباء والابناء فالطلاق ليس مرضا وراثيا ولكن التراكمات النفسية والعاطفية والسلوكية والاجتماعية الناتجة عن طلاق الابوين اضافة لبعض الصفات المكتسبة واتجاهات الشخصية متعددة الاسباب كلها تلعب دورا في تكرار المأساة ثانية وثالثة، وهذه هذ التي نسميها بالعملية التكرارية.


ويغذي صعوبات التفاهم هذه بعض الاتجاهات في الشخصية مثل العناد والاصرار على الرأي وايضا النزعة التنافسية الشديدة وحب السيطرة وايضا الاندفاعية والتسرع في القرارات وفي ردود الفعل العصبية، حيث يغضب الانسان وتستثار اعصابه بسرعة مما يولد شحنات كبيرة من الكراهية التي يعبر عنها بشكل مباشر من خلال الصياح والسباب والعنف او بشكل غير مباشر من خلال السلبية والتكشير والصمت وعدم المشاركة وغير ذلك، كل ذلك يساهم في صعوبة التفاهم وحل المشكلات اليومية العادية مما يجعل الطرفين يبتعد كل منهما عن الآخر في سلوكه وعواطفه وأفكاره.





وعن الحالة التي يبدأ بها الطلاق يوضح المحرزي: عادة ما تسبق عملية الطلاق الشرعي مؤشرات تنذر بوقوعها تبدأ بتوقف الاتصالات العاطفية بين الطرفين في بداية الامر ومن ثم تبدأ العلامات الاخرى في الظهور عبر الممارسات السلبية كفشل التكييف والتقارب بين الزوجي وتتوالد الازمات والمشاكل دون المبادرة لحلها بأسلوب صحيح، كما ان عدم قدرة الزوجين على احتواء المشكلة وجهلهما في التعامل مع الازمة القائمة كفيلة بانهاء العلاقة بصورة سريعة، وقد يلجأ البعض لاعتبارات كثيرة لابقاء الزواج صامدا في شكله الخارجي بينما يحدث الانفصال الكامل بين الزوجين في داخل غرف المنزل، فلا حوار ولا تعامل ولا حقوق ولا واجبات بل انفصال او طلاق نفسي يتحرك خلاله الزوج خارج المنزل كما يشاء وتمارس الزوجة دورا ثانويا.


اما عن أثار الطلاق على المجتمع فيقول: لاشك ان لعملية الطلاق آثاراً سلبية على كافة الاصعدة سواء ذكرنا الزوجة او الزوج او العائلة او المجتمع بأسره، والاثار لا تكون نفسية فحسب وانما تشمل الجوانب الاجتماعية والعاطفية والمادية والامنية والاخلاقية، كما أن الكثير من الازواج المطلقين لا يستطيعون استعادة السلوك التوافقي لما بعد الطلاق، والمقصود بالسلوك التوافقي:


هو السلوك الموجه من الفرد عن وعي وادراك للتغلب على العقبات والمشكلات التي تحول بينه وبين تحقيق اهدافه واشباع حاجاته، ويتم ذلك عن طريق تعديل الفرد لذاته وبيئته، ليتحقق له الانسجام مع بيئته بشكل يحقق له الرضا الذاتي والقبول الاجتماعي ويخفض توتراته وقلقه واحباطاته.


اما عن العلاج وكيف يمكن تفادي الكارثة فيقول:


1 ـ الاعتماد والثقة بالنفس عند اختيار الطرف الآخر اعتمادا على القناعة والرضا بعيدا عن اي ضغوط اجتماعية فأعتقد انه كلما كانت عملية الاختيار سليمة كلما كانت فرصة الزواج في النجاح اكثر، وكلما كانت درجة التوافق كبيرة كلما كانت فترة الزواج اطول.


2 ـ النظر الى الحياة الزوجية بواقعية وتعامل جاد والشعور بالمسئولية تجاه الطرف الآخر بعيدا عن تأثير المسلسلات الى جانب تقدير الظروف الاجتماعية.


3ـ احتواء مشاكل الطرفين وحلها بينهما والحد من خروجها الى المجتمع الذي يؤدي الى تدخل الاخرين وحدوث المزيد من المزايدات والمشاحنات والفتن عندما يصير كل من الطرفين يفكر بعقول الآخرين وكلامهم اكثر من ان يفكر بعقله، ويطرح رأيه ويناقش مشاكله مع الطرف الآخر.


4 ـ التأثير بما تبثه وسائل الاعلام من الافلام والمسلسلات التي يكون لها دور لا يستهان به في حدوث الكثير من المشاكل الاجتماعية وليس الطلاق فحسب وبالقدر الذي يكون للاعلان دور في تفكك المجتمعات فإن له دورا اكبر في حل مشاكل هذه المجتمعات وذلك من خلال البرامج التوعوية في الاذاعات والفضائيات او من خلال ابراز ابواب في الصحف والمجلات لحل مثل هذه المشاكل وهذا ما لاحظناه بكثرة في المجلات.


5 ـ الزواج المبكر: حيث تعتبر مشكلة الزواج المبكر هي احدى العوامل الاساسية للطلاق في المجتمع عامة فكثير من الاسر تقوم بتزويج الابناء والبنات في سن مبكرة ومن هنا فالابناء والبنات في سن المراهقة خصوصا لا يكون لديهم اي مانع او اعتراض من قبلهم على فكرة الزواج الذي كثيرا ما يفكرون به ويخططون له في هذه المرحلة من العمر.


متعددة


ومن جهتها تقول وداد ناصر لوتاه.. موجهة اسرية بدائرة عدل دبي: ان الطلاق المبكر قضية تهمنا جميعا، ولم تغفل عنها اعين الكثير من الباحثين والاخصائيين والموجهين الاسريين والاجتماعيين رغبة منهم في حصر الاسباب بعد التحليل ووضع الحلول بعد المناقشة، لذا فإنني اود هنا التركيز على الاثار الجانبية للطلاق للمرأة والرجل، فمن الاثار النفسية على المرأة نذكر التألم من كلمة مطلقة وازدياد الشك بها، والانهيار والعصبية، والحيرة والقلق.


والخجل والانطواء علاوة على الاكتئاب والاحساس بالوحدة وكثرة التلفظ بكلمة لا عند كل عمل وقلة العطاء والانتاج في العمل، والشعور بالظلم، اما عن الرجل فإنه يشعر بالحيرة والقلق والاضطراب وعدم الاستقرار والشعور بالفشل وانعدام الثقة بالنفس اضافة الى التردد وعدم الاقدام على تكوين اسرة جديدة والتهرب والخوف من المواجهة والاحساس بعمق الصدمة والشعور بالظلم.


اما عن الآثار المجتمعية فتذكر منها ظلم الاسر لبعضها بعضا وازدياد الخلافات بينها مما يؤدي الى تباعدها في المجتمع الواحد، والتشتت والضياع لبراعم الاسرة وتشويه سمعة الاسرة وعزوف الاخرين عن الارتباط ببناتها وزيادة عدد المطلقات وعزوف الشباب عن الزواج وتكرار التجربة من جديد، وولادة اطفال لامهات بلا آباء، او لآباء بلا امهات.


وتتطرق الموجهة الاسرية كذلك الى الآثار المادية حيث تقول: ان الطلاق المبكر يعمل على زيادة حجم الديون على كاهل الرجل والمرأة والاقتراض من البنوك الربوية حتى اصبح الرجل والمرأة كالعبيد لها، وتحمل الزوجة الصداق في حالة رغبتها في الطلاق في السنة الاولى، وزيادة العبء على الاقتصاد الوطني بزيادة عدد المطلقات في المجتمع، والتهرب عن اداء الحقوق المالية من قبل الطرفين، وتحمل اعباء مالية في حال اللجوء الى القضاء والاستعانة بالدفاع وضياع نصف الصداق ومؤخر الصداق وهدايا الزوجية.


المصدر :جريدة البيان الاماراتية
 

ابوشدى

Moderator
رد: الطلاق المبكر ظاهرة يجب التصدي لها ..

جزاك الله خير ا

أنت لسة تعليقق لم يعدى علية لحظات على طول الموضوع

وبتناشد الأختصار مقعدنى ساعة أقرا فى هذا الموضوع

علشان تشغلنى عن متابعة باقى الأعضاء

ولكنك أدركت عين الصواب **

ابوشدى
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

AHMED

مدير
طاقم الإدارة
رد: الطلاق المبكر ظاهرة يجب التصدي لها ..

شكرا ابو محمود

اللهم اصلح بين ابناء وبنات المسلمين

واهدنا الى الصراط المستقيم

سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
 
رد: الطلاق المبكر ظاهرة يجب التصدي لها ..

مشكور اخي ايمن موضوع طويل بس ممتاز وبالتأكيد هذة ظاهرة سيئة في هذة الايام وربنا يهدي شباب المسلمين جميعا اللهم امين
 
أعلى