• مرحبا بكم

    تم تطوير شبكة ومنتديات الجميزه للتماشى مع التطور الحقيقي للمواقع الالكترونيه وبهدف تسهيل التصفح على زوارنا واعضائنا الكرام لذلك تم التطوير وسيتم ارسال اشعار لكل الاعضاء على بريدهم الالكترونى لإعلامهم بان تم تطوير المنتدى

الظلمات والسرج

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله خالق الشمس والقمر والليل والنهار والظلمات والنور والظل والحرور واليابسة والبحار والأعمى والبصير والطويل والقصير الحمد لله خالق كل شيء وبدأ خلق الإنسان من طين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين صلى الله عليه وسلم .. وبعد
يقولون الخطاب يبان من عنوانه وحقا قصدت من العنوان والمقدمة بيان أن من أسرار الله عز وجل في هذه الحياة { خلق المتضادات } وهي من أهم أسباب الحياة وبها تظهرالكثير من أسمائه الحسنى ويذكر الإمام بن القيم في كتابه مدارج السالكين الحكمة من خلق إبليس منبع كل شر وما في خلقه من الحكم التي تخفى غلى كثير من الخلق والتي { منها ظهور آثار أسمائة المتضمنه لحلمه وعفوه ومغفرته وستره وتجاوزه عن حقه وعتقه لمن شاء من عبيده فلولا خلق ما يكره من الأسباب المفضية إلى ظهور آثار هذه الأسماء لتعطلت هذه الحكم والفوائد } ............... وحتى لا أطيل عليكم إسمحوا لي أن أعيش معكم حول هذه المعاني
عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال
الظلمات خمس والسرج خمس
ــ حب الدنيا ظلمه والسراج له التقوى
ــ والذنب ظلمه والسراج له التوبة
ــ والقبر ظلمة والسراج له لا إله إلا الله محمد رسول الله
ــ والآخرة ظلمة والسراج لها العمل الصالح
ــ والصراط ظلمة والسراج له اليقين

فالظلمات هنا تنقسم إلى قسمين ظلمة حقيقية وظلمة معنوية ولكل نوع من هذين النوعين سراج يبدد ظلمته ويحل النور مكانه وفي كلام سيدنا أبي بكر رضي الله عنه ظلمتين معنويتين وهما ظلمة حب الدنيا وظلمة الذنب وثلاث ظلمات حقيقية وهي ظلمة القبر وظلمة الآحرة وظلمة الصراط واعلمو أن الظلمة المعنوية تتحول إلى حقيقية عندما تظهر آثار هذه الظلمة على وجه مقترفيها
وسنذكر اليوم الظلمة الأولى وسراجها على أن نكمل ما تبقى لاحقا إن أراد ربي لنا ذلك بحوله وقوته
الظلمة الأولى ــ حب الدنيا
تأمل أخي وصف الله تعالى حقيقة الحياة الدنيا بقوله
{ اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياةالدنيا إلا متاع الغرور} الحديد
وهذه هي أسباب إيثار الدنيا على الآخرة فأوعوها جيدا إخواني حتى لا تتورطو فيها وهي
1 ـ اللعب وهو الباطل واللهو وهو كل شيء بتلهى به ثم يذهب وقال مجاهد كل لعب لهو وقيل اللعب ما رغب في الدنيا واللهو ما ألهى عن الآخرة وشغل عنها
2 ـ الزينة وهي التزين بمتاع الدنيا من دون عمل الآخرة
3 ـ تفاخر بينكم وهو ما يفتخر به بعضكم على بعض كالتفاخر بالقوة أو بالخلقة أو بالأنساب والأحساب كما كانت عليه العرب
4 ــ تكاثر في الأموال والأولاد فيما بينهم والتطاول بهم على الفقراء
كل ذلك شبهه الله بالزرع وكلنا نعلم ماهو الزرع وحبنا وشغفنا إليه وهو أخضر نضر نتمتع به ثم لا يلبث أن يصير هشيما يابسا كأن لم يكن
فالحياة بما فيها من نعم خلقها الله للإنسان ليست بمحرمة ولا مكروهه ولا يفهم أحد من كلامي هذا أما إذا تسببت في الصد عن الآخرة وعن شكر هذه النعم لله وآداء حقها فهنا تدخل في باب الكراهية والتحريم
والعاقل من تنعم بهذه النعم دون أن تشغله عما خلق إليه وهو العبادة بل تكون على العكس سببا في زيادة طاعته ودرجته في الآخرة
ولقد فهم الصحابة الدنيا فاجعلوها في أيديهم فملكوها وزهدو فيما فيها وعلموا أنها دار ممر وعبور إلى الآخرة دار المستقر
أما من يفهمها على غير هذا الفهم فهو في ظلمة وعتمة وهو أعمى ويحشر على ذلك فيقول حينها { رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا } فيرد الله عليه مذكرا بظلمته في الدنيا التي أعمته عن رؤية الصراط السوي فيقول { كذلك آتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى } طه
ويقول عز من قائل { ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا }الاسراء
والسراج لهذه الظلمة إخواني هو { التقوى }
التقوى لغة هي { الصيانة والحذر والحماية والحفظ }
وشرعا هي { عبارة عن كمال توقي الأنسان عما يضره يوم القيامة أو فعل المأمورات التي تستوجب رضى الله وثوابه وتجنب المنهيات التي تستتبع غضب الله وعقابه }
ولها معاني أخرى أنتم أعلم بها مني
أما عن أركان التقوى
كما حددها الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهي بمثابة أنوار نزيل حب الدنيا من القلوب وغياب أحدها يجعل في القلب بقية لظلمة حب الدنيا . يقول
{ التقوى هي الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والقناعة بالقليل والإستعداد ليوم الرحيل }
وبالطبع إذا تحققت هذه الأركان فلم يجد الإنسان وقتا للعب واللهو واستغل وقته للتقرب إلى الله والعمل للآخرة وإذا انشغل بالمباح بعض الأوقات فهي تقويه بعد ذلك للإنطلاق لهمه الأكبر وهو الآخرة فبهذه الأركان يحاسب الإنسان نفسه دائما لأن النفس آمارة بالسوء والمحاسبة بمثابة المراقبة اليومية للأعمال ويقول قي هذا أحد الزهاد { لا يكون الرجل من المتقين حتى يحاسب نفسه أشد من محاسبته لشريكه حتى يعلم من أين مطعمه ومن أين ملبسه ومن أين مشربه أم من حل ذلك أم من حرام ؟ }
وبهذا كلما تسلل الظلام إلى القلب بددته المحاسبة الدائمة فيكون منيرا دائما بسراج التقوى
{ الله أسأل أن ينير قلوبنا بتقواه ويرزقنا العمل الصالح المؤدي إلى رضاه }
والله الموفق
 
موضوع رائع

يا البسيط

موضوعك نال أعجابنا وشكرا لك على الطرح

نأمل منك المزيد

جزاك الله خيرا

سبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك


====================
ملحوظة : هذا رد آلي على الموضوع
 
رد: الظلمات والسرج



التقوى

أن يراك الله حيث أمرك

ويفقدك حيث نهاك
 
أعلى