• مرحبا بكم

    تم تطوير شبكة ومنتديات الجميزه للتماشى مع التطور الحقيقي للمواقع الالكترونيه وبهدف تسهيل التصفح على زوارنا واعضائنا الكرام لذلك تم التطوير وسيتم ارسال اشعار لكل الاعضاء على بريدهم الالكترونى لإعلامهم بان تم تطوير المنتدى

بناء الشخصية

بناء الشخصيةتمت الإضافة بتاريخ : 21/12/2009م
الموافق : 5/01/1431 هـ خليل ابراهيم
فنحو إعداد نوع خاص من الرجال يتحمل المسؤولية ويقدر الأمانة في تلك الفترة الحرجة من تاريخ الأمة نتوجه إلى بناء الشخصية بناءً متميزاً سوياً ليصبح فاعلاً في مجريات الأحداث ، وبناء الشخصية وتكوينها من الأهمية بمكان بحيث أنه يتوجب أن يسبق أي عملٍ آخر ، حيث أن الشخصية هي حجر الزاوية في بناء المجتمع كله تقريباً .
وبعيداً عما يذكره العلماء عن العوامل المؤثرة في تكوين الشخصية ، كالوراثة والبيئة والثقافة وغير ذلك فإن عملنا في هذا الجزء سوف يتركز على بناء وصقل تلك الشخصية والعمل على الوصول بها إلى مرحلة النضج والكمال لتتجاوز بذلك الجينات السلبية الضارة الموروثة عن الآباء والأجداد ، وأن يحمل محلها سلوكيات إيجابية نافعة ، حيث قناعتنا بأن أخص خصائص الإنسان البشري هو قابليته للتغير والتبدل ملائمة لمتطلبات الواقع ، وهذه القابلية والاستعدادية عند الإنسان للتغير والتبدل تولد لديه طاقة حرة غير متشكلة لتتناولها يد المربي وتتصرف فيها وتشكلها وتخطط بنيتها وفقد عقائد وقيم ومفاهيم محدودة ، وفي ذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه "
وسوف تكون انطلاقتنا نحو تحقيق هذا الهدف بمشيئة الله تعالى من خلال ثلاث ركائز هي :
الأولى الدين : هو الركيزة الأولى في بناء الشخصية ، فلا سبيل لمن أراد الإصلاح والمساهمة في إعادة بناء الشخصية الإسلامية السوية إلا الرجوع الصادق إلى الكتاب والسنة ، وعلى هدي السلف الصالح من هذه الأمة
وفي الحقيقة لقد تعرضت الشخصية الإسلامية عبر قرون طويلة إلى هزات عنيفة آثمة غادرة استهدفت إزالتها وتدميرها عبر معارك طاحنة طويلة فلما عجزت عن محوها وإزالتها وتدميرها عمدت إلى إبعادها عن دينها عن طريق المسخ والتشويه من خلال معارك الثقافة والفكر والمرأة ، والتي بدأتها الحيات المترهبة في السراديب المظلمة وراء أديرة التبشير ، وذئاب الخلاء التي أخذت تجوس خلال الديار تحت مسمى الاستشراق ، وتولى كبر هذا الصراع أناس من بني جلدتنا وينطقون بألسنتنا ، ويسيرون بيننا بميثاق الأخوة في الدين واللغة والجنس وتلك قصة طويلة متمادية الأطراف تقطر دماً وغدراً وخيانةً ، وترشح مكراً وخبثاً وفظاظة :
وحاصل الأمر أنه قد أفرز لنا قطيعاً كبيراً على مساحات واسعة من سواد الأمة ذا شخصية مهزوزة بعيدة كل البعد عن دينها وعقيدتها ، قد تشربت عقيدتهم بالجهل والخرافة وامتلأت عقولهم بالثقافة التافهة والفلسفات المشوهة ، فابتعدوا بذلك عن تكلم الشخصية السوية المنضبطة والتي حرص الإسلام على بنائها منذ فجر بزوغه بقوله تعالى :(كنتم تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله).
وعليه فإن الالتزام بالدين يبلور شخصية المسلم بلورة قادرة على التكليف مع ذاتها ، والتكليف مع غيرها في مواجهة كل أشكال التحديات الخارجية والداخلية بثقة واطمئنان .
الثانية : النفسية وهي ثاني المقومات في بناء الشخصية الفاعلة حيث أنها الانعكاس الحسي لتفاعل الفرد مع المجتمع حسب ميوله وغرائزه وحاجاته العضوية ، وبالقدر من الحرب التي تعرض لها المسلم في دينه واعتقاده وثقافته الإسلامية فقد تعرض لحرب لا تقل ضراوة وشراسة لنيل من نفسيته ومعنوياته بقصد تحطيمها وتمزيقها عبر حقبة ليست بالقصيرة ، ولا أكون مبالغاً إذ أقول إن صناعة هذا الفن في بلاد الغرب تفوق في أهميتها صناعة الأسلحة الفتاكة ، حيث أنشأوا لها المؤسسات الضخمة وأقاموا لها الدراسات ، ونصبوا لها الخبراء ، وكل ذلك من أجل دراسة نفسية المسلم ومعرفة ميوله واتجاهاته ورغباته وردود أفعاله تجاه الأحداث ، حتى غدا المسلم يستنشق هذه الحرب على مدار الساعة عبر أثير الهواء ونتيجة لهذه الحرب الضخمة بدت النفسية المسلمة في أحسن حالاتها وكأنها في حالة من الإغماء النفسي العميق المتواصل ، وتبدو مظاهر هذه الحالة في اختلاط المفاهيم الأساسية الشديدة الوضوح في أذهان الكثير حيال أي هزة تواجهها الأمة ، وتبرز مظاهر هذا الإغماء النفسي داخلياً في أعراض القلق والاكتئاب والكبت والإحباط والتوجس ، هذا بجانب أعراض الهزيمة النفسية الحادة والتي ضربت قطاعاً ليس بالقليل من الأمة ، أما أعراضه الخارجية فقد انعكست في نفخة الكبر والزهو الفارغ ، وتشبع المرء بما لم يعط ، وتعمد إيقاع الأذى بالآخرين من خلال الحسد والغيرة والدس والمكيدة والطمع والخيانة والشماتة وأكل حقوق الغير ، وغير ذلك من الأمراض السلبية .
واعتقد أنه قد آن الأوان وبقوة في هذه الظروف الصعبة الحرجة التي تجتازها الأمة أن نسعى للعمل الحثيث والجاد للإفاقة من تلك الغيبوبة والتخلص من آثارها ، وأن يتمثل هذا العمل نحو تنمية الصفات الإيجابية الأساسية في نفسية المسلم من خلال الأمور التالية :
1- الثبات والتوازن الانفعالي أمام المحن والشدائد .
2- الإيجابية وتحمل المسؤولية ومواجهة الصعاب بصبر وشجاعة .
3- المرونة في مواجهة الواقع .
4- التفاؤل وعدم اليأس .
5- توافق المسلم مع نفسه.
6- توافق المسلم مع غيرة .
ومع قناعتنا الكاملة أن الحرب النفسية لا تواجه بالمنع ، حيث صعوبة هذا الأمر إن لم تكن استحالته فإن البناء النفسي القوي ، والتوعية والتوجيه الذي سنتبعه في هذا الجزء يعتبر من أهم ما تواجه به حرب الأفكار الخاصة
الثالثة :
فن الاتصال :
وهو ثالث المقومات الأساسية في بناء الشخصية الفاعلة والناجحة ، ويتمثل فن الإتصال في محاور ثلاثة هي :
1- الإلقاء الناجح .
2- إتقان فن الإنصات .
3- إتقان كتابة الرسائل المقنعة .
وهذه الأمور الثلاثة كافية بأن تجعل المرء دائماً في موقف القوة ، وأن يبتعد كثيراً عن مواطن الخطأ ، وأن يحوز بجانب الثقة في النفس على احترام الآخرين وتقديرهم ، وأن يتمكن من امتصاص الانفعالات وثورات الغضب المدمرة ، ومن ثم اتخاذ القرار السليم الواعي 0
تلكم هي الركائز الثلاث في بناء الشخصية السوية الناجحة ( الدين ، والنفسية ، والاتصال الناجح ) من وجهة نظري المتواضعة والتي سنتناولها في كتابنا هذا ، ولا أزعم أني لم أستفد من كتابات أصحاب الاختصاص في هذا المجال ، الأمر الذي دعاني إلى قراءة عشرات الكتب العربية والمعربة وأخذ المفيد منها ، هذا بالإضافة إلى الاستفادة من بعض البحوث المنشورة على شبكة الإنترنت ، وبهدف تقديم المعلومة الصحيحة قدر الإمكان فإن وفقت فالله واحده هو الموفق والهادي لكل خير وفلاح ، وإن كانت الأخرى فأسأله سبحانه المغفرة والستر في الدنيا والآخرة ؛ وحسبي أني اجتهدت وسعي ، والله تبارك وتعالى أسأل أن يوفقنا للصواب ، إنه أكرم مسئول ، وخير مأمول ، وصلى الله على المبعوث رحمة للعالمين .

المصدر: بناء الأجيال .
 
موضوع رائع

يا النجم

موضوعك نال أعجابنا وشكرا لك على الطرح

نأمل منك المزيد

جزاك الله خيرا

سبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك


====================
ملحوظة : هذا رد آلي على الموضوع
 
رد: بناء الشخصية

موضوع رائع
شكرا لك
 
أعلى