خَاصَمَ العِيدُ بريدى
جاءَ كُلَّ الناسِ عيدٌ
وأنا ما جاءَ عيدى
ما الذى قَدَّمْتُ حتى
خاصمَ العيدُ بريدى؟
قد خلا من وجهِ أمى
قد خلا من وجهِ أختى
قد خلا من وجهِ مولاتى
ومشكاةِ وجودى
**
خاصمَ العيدُ بريدى
ونَأَى عَنِّى بعيدا
ما بخلواىَ سوى
قلبى أُضَمِّدُهً وحيدا
أفْتَحُ الماضىَ من
أسْطُرِ مولاتى مرارا
أرتوى منها مُوَاساتى
وأسْتَخْرِجُ عيدا
**
لا تَسَلْنِى كيفَ أحْيَا
ببريدٍ ومَقُولَه
وسطورٍ ومعانٍ
إيَّمَا طالتْ قليله
إنها لُقْيَا ملاكٍ
إنها لُقْيَا رَسُولَه
إنها لُقْيَا بِرُوحٍ
مِنْ لَدُنْ رَبِّى جليله
**
تتهادى عَبْرَ أوردتى
وأوصالى دَبِيبَاً
تَغْسِلُ الآلامَ والأوجاعَ
تغشانى طبيبا
وتُعِيْدُ القلبَ حَيَّا
بأهازيجِ الطفوله
تغمرُ النفسَ شعوراً
بانفعالات مهوله
**
يا خَجُولةُ فى زمانٍ
لم يَعُدْ فيه خَجُولْ
ونشازاً فى غُفَاةٍ
خالفوا نَهْجَ الرسولْ
لا تَغِيبِى عن فؤادى
غيبةُ اليومِ تَطُولْ
تأكلُ الباقىَ منى
ويُعَاِوُدِنى الذُّبُولْ
**
آه يا ربى إذا ما
فارقتْ رُوحى َ أُمِّى
آه لو أظلمَ يوماً
عالمى وانْهَدَّ حُلْمِى
آه لو فَرَّ نَسِيمى
تاركاً قلبى بِهَمِّى
كيف يا رَبَّاهُ أحيا؟
اعلانات
بَدِّدْ اللهُمَّ وَهْمِى
**
رَبِّ ماذا قد دَهَانِى؟
ما الذى فِىَّ أراه؟
رَبِّ كيفَ سوف َأحيا
إنْ تُفَرِّقْنَا الحياه؟
لو أرادتْ قَطْعَ حَبْلِ
السُّرِّ فى يومٍ تراه؟
يومها يا ربُّ بَلِّغْ
عُمْرَ قلبى مُنْتَهَاه
**
آهِ يا أماهُ لو
أُدْرَكَنِى عَطْفُ الإله
وبِرَحْمَتِهِ تَقَدَّرَ
لِى شِفَاءٌ ونَجَاه
وغَدَا كَبِدِى عَفِيَّاً
يملأُ الجِسْمَ حياه
لبَقِيتُ العُمْرَ أسْجُدُ
شاكراً فَيْضَ عَطََاه
**
يا ملاكى أنا لو
عالجَ ربى ما لَدَىَّ
وحَبَانِى فَضْلَهُ وأَعَادَ
هذا المَيْتَ حَيَّا
وكسانى رونقاً
يبعثُ ما صار بَلِيَّا
لجَعَلْتُ القلبَ مأوَىً
يغرقُ المحرومَ ريَّا
**
يا ملاكى آهِ لو مِنْ
فَضْلِهِ رَبِّى شَفَانِى
وأعادَ الرِّىَّ يَسْرِى
غامراً كُلَّ كِيَانِى
وانْتَشَتْ رُوحِى بِبَعْثٍ
مِنْ لَدُنْ رَبٍ نشانى
لجَعَلْتُ القلبَ يأوى
كُلَّ مَحْرُومٍٍ يُعانٍى
**
يا ملاكى أنا لو يَمْتَدُّ
بى عُمْرِى طويلا
لأزَحْتُ القُبْحَ واسْتَبْدَلْتُهُ
رَوْضَاً جميلا
ورَمَيْتُ القَيْظَ واستبدلته
نَسْمَاً عليلا
وتركتُ الخِزْيَ واستبدلته
تاجاً نبيلا
**
يا ملاكى أنا لو
أمْلُكُ تدبيراً لأمرِى
آهِ مِنْ سِرٍّ ولا تملكُ
نفسى كشفَ سِرِّى:
ما الذى أدْمَى فؤادى
وجفانى حينَ عُسْرى
ما الذى دمَّرَ وجدانى
وأقعدنى بقبرى
ما الذى أطفأ روحى
ورمانى رغم طُهْرِى
وأعيشُ اليومَ أُخْفى
كُلَّ آلامى بصدرى
**
يا ملاكى أنا لا
يعلمُ سِرِّى غيرُ ربى
كيفَ أحْيَا ، كيفَ أسْعَى
ما الذى يحويه قلبى
ما الذى ألقى بقربى
ما الذى يسكنُ جنبى
أىَّ مُرٍّ أىَّ حُلْوٍ
يحتوى بُغْضِى وحبى
**
أنا يا أُمَّاهُ لا
شيخٌ ولا قارىءُ نَجْمِ
إنَّما لى مهجةٌ تقرأ
لى إحساسَ أُمِّى
إنَّ لى قلباً ويدرى
ما الذى يسرى بِدَمِّى
إنَّ لى نَفْسَاً على
مِرْآتِهَا يُورِقُ حُلْمِى
إنَّ لى رُوحاً جلاها
ما سَرَى منكِ لفهمى
أنا يا أمَّاهُ صبرى
قُدَّ مِنْ حَجَرٍ أَصَمِّ
**
ليتنى أصْبِحُ ماءً
فى خلاياكِ تَشَرَّبْ
أو هواءً بارداً فى
حُضْنِ رِئَتَيكِ تَسَرَّبْ
أو تُرَابَاً أينما سِرْتِ
يكونُ إليكِ أقْرَبْ
أو دَمَاً يجرى سعيداً
فى وَرِيدِكِ لا يُعَذَّبْ
ليتَ رُوحِى بينَ كَفَّيْكِ
تُوَارَى يَوْمَ تَغْرُبْ
**
د. محمد عبد المطلب جاد
أستاذ سيكولوجيا الإبداع – جامعة طنطا
جاءَ كُلَّ الناسِ عيدٌ
وأنا ما جاءَ عيدى
ما الذى قَدَّمْتُ حتى
خاصمَ العيدُ بريدى؟
قد خلا من وجهِ أمى
قد خلا من وجهِ أختى
قد خلا من وجهِ مولاتى
ومشكاةِ وجودى
**
خاصمَ العيدُ بريدى
ونَأَى عَنِّى بعيدا
ما بخلواىَ سوى
قلبى أُضَمِّدُهً وحيدا
أفْتَحُ الماضىَ من
أسْطُرِ مولاتى مرارا
أرتوى منها مُوَاساتى
وأسْتَخْرِجُ عيدا
**
لا تَسَلْنِى كيفَ أحْيَا
ببريدٍ ومَقُولَه
وسطورٍ ومعانٍ
إيَّمَا طالتْ قليله
إنها لُقْيَا ملاكٍ
إنها لُقْيَا رَسُولَه
إنها لُقْيَا بِرُوحٍ
مِنْ لَدُنْ رَبِّى جليله
**
تتهادى عَبْرَ أوردتى
وأوصالى دَبِيبَاً
تَغْسِلُ الآلامَ والأوجاعَ
تغشانى طبيبا
وتُعِيْدُ القلبَ حَيَّا
بأهازيجِ الطفوله
تغمرُ النفسَ شعوراً
بانفعالات مهوله
**
يا خَجُولةُ فى زمانٍ
لم يَعُدْ فيه خَجُولْ
ونشازاً فى غُفَاةٍ
خالفوا نَهْجَ الرسولْ
لا تَغِيبِى عن فؤادى
غيبةُ اليومِ تَطُولْ
تأكلُ الباقىَ منى
ويُعَاِوُدِنى الذُّبُولْ
**
آه يا ربى إذا ما
فارقتْ رُوحى َ أُمِّى
آه لو أظلمَ يوماً
عالمى وانْهَدَّ حُلْمِى
آه لو فَرَّ نَسِيمى
تاركاً قلبى بِهَمِّى
كيف يا رَبَّاهُ أحيا؟
اعلانات
بَدِّدْ اللهُمَّ وَهْمِى
**
رَبِّ ماذا قد دَهَانِى؟
ما الذى فِىَّ أراه؟
رَبِّ كيفَ سوف َأحيا
إنْ تُفَرِّقْنَا الحياه؟
لو أرادتْ قَطْعَ حَبْلِ
السُّرِّ فى يومٍ تراه؟
يومها يا ربُّ بَلِّغْ
عُمْرَ قلبى مُنْتَهَاه
**
آهِ يا أماهُ لو
أُدْرَكَنِى عَطْفُ الإله
وبِرَحْمَتِهِ تَقَدَّرَ
لِى شِفَاءٌ ونَجَاه
وغَدَا كَبِدِى عَفِيَّاً
يملأُ الجِسْمَ حياه
لبَقِيتُ العُمْرَ أسْجُدُ
شاكراً فَيْضَ عَطََاه
**
يا ملاكى أنا لو
عالجَ ربى ما لَدَىَّ
وحَبَانِى فَضْلَهُ وأَعَادَ
هذا المَيْتَ حَيَّا
وكسانى رونقاً
يبعثُ ما صار بَلِيَّا
لجَعَلْتُ القلبَ مأوَىً
يغرقُ المحرومَ ريَّا
**
يا ملاكى آهِ لو مِنْ
فَضْلِهِ رَبِّى شَفَانِى
وأعادَ الرِّىَّ يَسْرِى
غامراً كُلَّ كِيَانِى
وانْتَشَتْ رُوحِى بِبَعْثٍ
مِنْ لَدُنْ رَبٍ نشانى
لجَعَلْتُ القلبَ يأوى
كُلَّ مَحْرُومٍٍ يُعانٍى
**
يا ملاكى أنا لو يَمْتَدُّ
بى عُمْرِى طويلا
لأزَحْتُ القُبْحَ واسْتَبْدَلْتُهُ
رَوْضَاً جميلا
ورَمَيْتُ القَيْظَ واستبدلته
نَسْمَاً عليلا
وتركتُ الخِزْيَ واستبدلته
تاجاً نبيلا
**
يا ملاكى أنا لو
أمْلُكُ تدبيراً لأمرِى
آهِ مِنْ سِرٍّ ولا تملكُ
نفسى كشفَ سِرِّى:
ما الذى أدْمَى فؤادى
وجفانى حينَ عُسْرى
ما الذى دمَّرَ وجدانى
وأقعدنى بقبرى
ما الذى أطفأ روحى
ورمانى رغم طُهْرِى
وأعيشُ اليومَ أُخْفى
كُلَّ آلامى بصدرى
**
يا ملاكى أنا لا
يعلمُ سِرِّى غيرُ ربى
كيفَ أحْيَا ، كيفَ أسْعَى
ما الذى يحويه قلبى
ما الذى ألقى بقربى
ما الذى يسكنُ جنبى
أىَّ مُرٍّ أىَّ حُلْوٍ
يحتوى بُغْضِى وحبى
**
أنا يا أُمَّاهُ لا
شيخٌ ولا قارىءُ نَجْمِ
إنَّما لى مهجةٌ تقرأ
لى إحساسَ أُمِّى
إنَّ لى قلباً ويدرى
ما الذى يسرى بِدَمِّى
إنَّ لى نَفْسَاً على
مِرْآتِهَا يُورِقُ حُلْمِى
إنَّ لى رُوحاً جلاها
ما سَرَى منكِ لفهمى
أنا يا أمَّاهُ صبرى
قُدَّ مِنْ حَجَرٍ أَصَمِّ
**
ليتنى أصْبِحُ ماءً
فى خلاياكِ تَشَرَّبْ
أو هواءً بارداً فى
حُضْنِ رِئَتَيكِ تَسَرَّبْ
أو تُرَابَاً أينما سِرْتِ
يكونُ إليكِ أقْرَبْ
أو دَمَاً يجرى سعيداً
فى وَرِيدِكِ لا يُعَذَّبْ
ليتَ رُوحِى بينَ كَفَّيْكِ
تُوَارَى يَوْمَ تَغْرُبْ
**
د. محمد عبد المطلب جاد
أستاذ سيكولوجيا الإبداع – جامعة طنطا
