حوار بين الابن والوالد
سمعت يا أبي أن شاباً صغيراً مر بجواره شيخ كبير ، فوجده يبكي فقال الشيخ للشاب، ما لك يا بني تبكي فقال الشاب : رأيت أمي تشغل النار بصغير الحطب فخشيت أن يشعل الله بي وأمثالي الصغار نار جهنم يوم القيامة فذلك الذي أبكاني ....
وسمعت يا أبي أن رجلاً من غير المسلمين في العهد الأول مر بطفل فوجده يبكي فسأله الشيخ عن سبب بكاءه فقال : أردت أن أصيد بنبلي طائر فأفلت مني فبكيت لما علمت أن عدواً من أعداء الله من الممكن أن يفلت مني...
فقال الرجل في نفسه قوم هذا حال أطفالهم فكيف حال رجالهم؟
والدي الغالي : لماذا لا أحس بما يحس به هذا الشاب وهذا الطفل؟ ولما لا أعيش كما يعيشون؟ لأنك يا ولدي – ومعذرة في قسوتي في العبارة قليلا – وما يشجعني على ذلك إلإ حلمك بي وعطفك علي واستماعك الجميل لي – ربيتني لأكون عبدا للدنيا فعليها أعيش ومن أجلها ألهث وفي سبيلها أغالب فهي محط أمالي ومحور اهتمامي ومنتهى أحلامي، ولم تربني لأكون عبدا لله كما يحب الله ، أستعد للقائه وأؤمن بقضائه وألتزم بأمره وأقف عند نهيه وأحلم أن أكون يوما جندياً في سبيله
وسأبرهن لك عن ذلك بمثال : وإن كانت الأمثلة كثيرة : فأنت تذكر يا أبي الحبيب عندما تأخرت عن المدرسة يوماً بدون عذر ولم أصل لله ركعة واحدة في هذا اليوم، وأنت على علم بهذا .. أسألك بالله يا والدي علام وقع لومك وعتابك؟ وعلام كان عقابك.
إنك يا والدي الحبيب .. عاقتني على تأخري عن المدرسة ولكنك لم تعاقبني ولم تلومني على عدم صلاتي ووقوفي بين يدي خالقي ومولاي... فهل تريدني يا أبي أن أهتم بالدنيا ، وهل ترغب أن أخاف منك أكثر من خوفي من الله ولم تحذرني يا أبي من سخط وغضبك ولم تحذرني من سخط الله وغضبه،
قال رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم ( من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه وجمع له شمله، وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت الدنيا همه ، جعل الله فقره في عينه وفرق عليه شمله ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له)
التعديل الأخير:
