محمد صدقى الابراشى
Moderator
معلوم أن الله -عز وجل- حَرَّمَ الظلم على نفسه, وجعله بيننا محرماً, وأمرنا أن لا نتظالم. ووعظنا رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- موعظة بليغة حينما قال لمعاذ بن جبل -رضي الله عنه- عندما بعثه إلى اليمن: "واتقِ دعوة المظلوم؛ فإنه ليس بينها وبين الله حجاب".
فبعد هذه المقدمة اليسيرة, أنقل رواية مؤثرة, تدل على أن عاقبة الظلم وخيمة, وإليكم الرواية كما عند الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في صحيحه:
حَدَّثَنَا مُوسَى قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ
شَكَا أَهْلُ الْكُوفَةِ سَعْدًا إِلَى عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-, فَعَزَلَهُ وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمْ عَمَّارًا, فَشَكَوْا حَتَّى ذَكَرُوا أَنَّهُ لَا يُحْسِنُ يُصَلِّي, فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ فَقَالَ: يَا أَبَا إِسْحَاقَ إِنَّ هَؤُلَاءِ يَزْعُمُونَ
أنَّكَ لَا تُحْسِنُ تُصَلِّي؟
قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: أَمَّا أَنَا, وَاللَّهِ فَإِنِّي كُنْتُ أُصَلِّي بِهِمْ صَلَاةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أَخْرِمُ عَنْهَا, أُصَلِّي صَلَاةَ الْعِشَاءِ, فَأَرْكُدُ فِي الْأُولَيَيْنِ, وَأُخِفُّ فِي الْأُخْرَيَيْنِ. قَالَ: ذَاكَ الظَّنُّ بِكَ يَا أَبَا إِسْحَاقَ.
فَأَرْسَلَ مَعَهُ رَجُلًا, أَوْ رِجَالًا, إِلَى الْكُوفَةِ, فَسَأَلَ عَنْهُ أَهْلَ الْكُوفَةِ, وَلَمْ يَدَعْ مَسْجِدًا إِلَّا سَأَلَ عَنْهُ, وَيُثْنُونَ مَعْرُوفًا, حَتَّى دَخَلَ مَسْجِدًا لِبَنِي عَبْسٍ, فَقَامَ رَجُلٌ مِنْهُمْ, يُقَالُ لَهُ أُسَامَةُ بْنُ قَتَادَةَ, يُكْنَى أَبَا سَعْدَةَ, قَالَ: أَمَّا إِذْ نَشَدْتَنَا,
فَإِنَّ سَعْدًا كَانَ لَا يَسِيرُ بِالسَّرِيَّةِ,
وَلَا يَقْسِمُ بِالسَّوِيَّةِ,
وَلَا يَعْدِلُ فِي الْقَضِيَّةِ.
قَالَ سَعْدٌ: أَمَا وَاللَّهِ لَأَدْعُوَنَّ بِثَلَاثٍ:
اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ عَبْدُكَ هَذَا كَاذِبًا قَامَ رِيَاءً وَسُمْعَةً, فَأَطِلْ عُمْرَهُ, وَأَطِلْ فَقْرَهُ, وَعَرِّضْهُ بِالْفِتَنِ.
وَكَانَ بَعْدُ إِذَا سُئِلَ يَقُولُ: شَيْخٌ كَبِيرٌ مَفْتُونٌ, أَصَابَتْنِي دَعْوَةُ سَعْدٍ.
قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: فَأَنَا رَأَيْتُهُ بَعْدُ, قَدْ سَقَطَ حَاجِبَاهُ عَلَى عَيْنَيْهِ مِنْ الْكِبَرِ, وَإِنَّهُ لَيَتَعَرَّضُ لِلْجَوَارِي فِي الطُّرُقِ يَغْمِزُهُنَّ. انتهى.
فاحذروا سهام الليل إخواني, واتقوا الله -تبارك وتعالى-, ولا تظالموا.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين, وصلِّ اللهم على محمد وعلى آله وسلم.
فبعد هذه المقدمة اليسيرة, أنقل رواية مؤثرة, تدل على أن عاقبة الظلم وخيمة, وإليكم الرواية كما عند الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في صحيحه:
حَدَّثَنَا مُوسَى قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ
شَكَا أَهْلُ الْكُوفَةِ سَعْدًا إِلَى عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-, فَعَزَلَهُ وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمْ عَمَّارًا, فَشَكَوْا حَتَّى ذَكَرُوا أَنَّهُ لَا يُحْسِنُ يُصَلِّي, فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ فَقَالَ: يَا أَبَا إِسْحَاقَ إِنَّ هَؤُلَاءِ يَزْعُمُونَ
أنَّكَ لَا تُحْسِنُ تُصَلِّي؟
قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: أَمَّا أَنَا, وَاللَّهِ فَإِنِّي كُنْتُ أُصَلِّي بِهِمْ صَلَاةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أَخْرِمُ عَنْهَا, أُصَلِّي صَلَاةَ الْعِشَاءِ, فَأَرْكُدُ فِي الْأُولَيَيْنِ, وَأُخِفُّ فِي الْأُخْرَيَيْنِ. قَالَ: ذَاكَ الظَّنُّ بِكَ يَا أَبَا إِسْحَاقَ.
فَأَرْسَلَ مَعَهُ رَجُلًا, أَوْ رِجَالًا, إِلَى الْكُوفَةِ, فَسَأَلَ عَنْهُ أَهْلَ الْكُوفَةِ, وَلَمْ يَدَعْ مَسْجِدًا إِلَّا سَأَلَ عَنْهُ, وَيُثْنُونَ مَعْرُوفًا, حَتَّى دَخَلَ مَسْجِدًا لِبَنِي عَبْسٍ, فَقَامَ رَجُلٌ مِنْهُمْ, يُقَالُ لَهُ أُسَامَةُ بْنُ قَتَادَةَ, يُكْنَى أَبَا سَعْدَةَ, قَالَ: أَمَّا إِذْ نَشَدْتَنَا,
فَإِنَّ سَعْدًا كَانَ لَا يَسِيرُ بِالسَّرِيَّةِ,
وَلَا يَقْسِمُ بِالسَّوِيَّةِ,
وَلَا يَعْدِلُ فِي الْقَضِيَّةِ.
قَالَ سَعْدٌ: أَمَا وَاللَّهِ لَأَدْعُوَنَّ بِثَلَاثٍ:
اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ عَبْدُكَ هَذَا كَاذِبًا قَامَ رِيَاءً وَسُمْعَةً, فَأَطِلْ عُمْرَهُ, وَأَطِلْ فَقْرَهُ, وَعَرِّضْهُ بِالْفِتَنِ.
وَكَانَ بَعْدُ إِذَا سُئِلَ يَقُولُ: شَيْخٌ كَبِيرٌ مَفْتُونٌ, أَصَابَتْنِي دَعْوَةُ سَعْدٍ.
قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: فَأَنَا رَأَيْتُهُ بَعْدُ, قَدْ سَقَطَ حَاجِبَاهُ عَلَى عَيْنَيْهِ مِنْ الْكِبَرِ, وَإِنَّهُ لَيَتَعَرَّضُ لِلْجَوَارِي فِي الطُّرُقِ يَغْمِزُهُنَّ. انتهى.
فاحذروا سهام الليل إخواني, واتقوا الله -تبارك وتعالى-, ولا تظالموا.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين, وصلِّ اللهم على محمد وعلى آله وسلم.